رسالة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الحجاب
نص الرسالة
:
الحقيقة
أختي المسلمة دائماً البحث عن الحقيقة هو منهاج المؤمنين والمؤمنات وإذا حصل
الاختلاف فالمرجع هو الكتاب والسنة الصحيحة والصريحة ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليماً ) النساء آية 65
الأدلة على وجوب الحجاب
حجاب المرأة وجهها وجميع بدنها
واجب دل على وجوبه القرآن الكريم والسنة المطهرة ومن أدلة القرآن الكريم على وجوب الحجاب :
1-
قول الله تعالى ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا
يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) النور آية 31
وقد دلت هذه الآية على وجوب الحجاب من ستة أوجه
:
أ - أن الأمر بحفظ الفرج
أمر به وبما يكون وسيلة إليه ومن وسائله تغطية الوجه لأن كشفه سبب للنظر إليها والوسائل لها أحكام المقاصد .
ب – وإذا كانت المرأة مأمورة بأن تضرب بالخمار على
جيبها كانت المرأة مأمورة بستر وجهها لأنه من لازم ذلك ، فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى لأنه موضع الجمال والفتنة فإن الذين يطلبون جمال الصورة لا يسألون إلا عن الوجه فإذا كان جميلاً لا ينظرون إلى ما سواه .
ج– وقوله ( إلا ما ظهر منها ) يعني ما لابد وأن يظهر كظاهر الثياب ولذلك قال ( وإلا ما ظهر منها ) ولم يقل ما أظهرن منها .
د – ثم نهى عن إبداء الزينة إلا لمن
استثناهم فدل على أن الزينة الثانية غير الأولى فالأولى هي الظاهرة لكل أحد والثانية هي الباطنة لا يجوز إبداؤها إلا لأناس مخصوصين ( الزوج والمحارم( .
ه– وإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفاً من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها فكيف بكشف الوجه ؟
و – وتخصيص التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو
الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء بجواز إبداء الزينة لم يدل على تحريم إبدائها لمن عداهم وفي مقدمتها الوجه .
2 -من أدلة وجوب الحجاب
قوله تعالى
) والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ) النور آية
وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على أن الشواب
اللاتي يرجون النكاح يخالفنهن في الحكم .
3 -من أدلة وجوب الحجاب
قوله
تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ( الأحزاب آية 59
قال ابن عباس رضي الله عنه (
أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن
من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ) وتفسير الصحابي حجة بل قال بعض العلماء إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس ( ويبدين عيناً واحدةً ) وكشف العين الواحدة عند الحاجة والضرورة وإذا لم يكن حاجة فلا موجب لذلك ، والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة .
4-
قول
الله تعالى ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ) الأحزاب آية 53
فهذه
الآية نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن منهم ، وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها ) ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهم(
وهذه الآية عامة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم
وغيرهن من المؤمنات . قال القرطبي ويدخل في هذه الآية جميع النساء بالمعنى وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة بدنها وصوتها فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها ، أو داء يكون ببدنها .
5-من أدلة وجوب الحجاب قوله تعالى ( لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ) الأحزاب آية 55
قال ابن كثير : لما أمر الله النساء بالحجاب عن
الأجانب بيّن أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب منهم كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ) آية 31
فهذه خمسة أدلة من القرآن الكريم على وجوب الحجاب .
وأما أدلة السنة فمنها
:
1-قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم رواه أحمد والطحاوي وغيرهما وإسناده جيد .
وجه الدلالة من الحديث على وجوب الحجاب
:
أنه نفى الإثم عن الخاطب خاصة إذا
كان نظره للخطبة فدل على أن غير الخاطب آثم بالنظر وكذلك هو إذا كان نظره لغير الخطبة .
2 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى
العيد قلن يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال ( لتلبسها أختها من جلبابها ) متفق عليه .
فدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا
بجلباب . وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لابد من التستر .
3-ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس وقالت : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد . ويروى عن ابن مسعود مثله .
وجه الدلالة من هذا الحديث من
وجهين :
الأول : أن الحجاب والتستر كان من عادة الصحابة الذين هم خير القرون
.
الثاني : أن عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما فهما ما شهدت به النصوص الشرعية
من المحذور بخروج النساء وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لو رأى ذلك منهن لمنعهن .
-4
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه
يوم القيامة فقالت أم سلمة : فكيف تصنع النساء بذيولهن ؟ قال : يرخينه شبراً ، قالت : إذا انكشف أقدامهن ، قال : يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه ) رواه أبو داوود والنسائي ومالك وغيرهم .
ففي هذا الحديث وجوب ستر أقدام المرأة وأنه أمر معلوم
عند نساء الصحابة والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين فذكر الأدنى تنبيه على ما فوقه .
5-عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت ( كنا نغطي وجوهنا من الرجال ونمتشط قبل ذلك في الإحرام ) رواه الحاكم وقال إسناده صحيح على شرط الشيخين .
ففيه دليل على وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع
قوي من كشفه لوجب بقاؤه مكشوفاً حتى عند الرجال . وفيه دليل على أن نساء الصحابة كانت تحتجب من الرجال .
ويختم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رسالته بقوله
:
واعلمي أختي المؤمنة أن الحجاب شرف وعز لك لتكوني ذات شخصية متميزة عن
غيرك . واحذري من كل شعار وفكر يحاول تدنيس كرامتك وشرفك بنبذ حجابك كما نجح في كثير من البلدان . ودائماً يتخذون شعارات برّاقة يغتر بها السفهاء من الناس فاحذري من دعاة ضياع المرأة . فلا تكوني فرية لهم واحذريهم في صحفهم ومجلاتهم المسمومة .
وسيري على بركة الله داعية إلى كل خير
انتهى كلامه رحمه الله
يتبع ....