قوت القلوب83
20-11-2002, 04:12 AM
الشعر..
ما الشعر إلا نثارة من الدر ينظمها الشاعر عقداً فريداً من الشعر ، و ينثرها الناظم إن شاء نثراً ، أو نغمة من نغمات الموسيقى يسمعها السامع مرة من أقواه البلابل و الحمائم ، و أخرى من أوتار العيدان و المزاهر ، أو عالم من عوالم الخيال ، يطير في الطائر بقدمين من عروض و قافية .
ما كان العربي في مبدأ عهده ينظم الشعر و لا يعرق ما قوافيه و اعاريضه، و ما علله و ما زحافاته، و لكنه سمع أصوات النواعير و حفيف أوراق الأشجار و خرير الماء و بكاء الحمائم فلذ له صوت تلك الطبيعة المترنمة، و لذ له أن يبكي لبكائها ، و ينشج لنشيجها ، و ان يكون صداها الحاكي لرناتها و نغماتها.
الشعر أمر وراء الأنغام ، بل هو بالحق تصوير ناطق كما قيل في وصفه ، و إن لمن أصعب ما يكون تعريف ذلك الفن ، و إن لمن الجهالة أن تضع أسواراً للفضاء أو سياجاً للسماء،
و هذا مثل من يَحُدُّ الشعر بتعريف ، و يغل عصفور الشعر بأصفاد ذوقه و سلاسل رأيه،
و كما قال الشاعر:
و لقد يرى العصفور أرجاء الفضا ...... شبرأً إذا ما قيدت سياج
و لقد فشل الكثيرون في تعريف هذا الفن الفضفاض ، فمنهم من قال : " الشعر كيمياء الكلمة"، و هذا تعريف ظالم ، لأنه جعل الشاعر عالِما يركب الشعر تركيبا و يخلطه خلطا كالكيميائي في المعمل ، و منهم من قال أن "الشعر هو الكلام الموزون المقفى" ، و هو بذلك قد ألبس الناظم و الشاعر رداء واحداً ، لا نستطيع نحن و لا هو التمييز بينهما ، و منهم من قال أنه "المجاز" فرش الضباب على الحد الفاصل بين النثر و الشعر. و لنسل رأينا من الخلاف نقول أنه صور عاطفية موزونة. وليست هذه محاولة لتعريفه بقدر ما هي محاولة لوصفه.
بلغ الشعر مبلغا عظيما في نفوس العرب خاصة و الناس عامة، و من هذا أن العرب قالوا أن القرآن شعر أو سحر ، فهما في نظرهم سواء ، و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم نفسه عندما أنشده عمر بن الأهتم قال : "إن من الشعر لحكمة و إن من البيان لسحرا"، و قد خلع الرسول صلى الله عليه و سلم بردته و أعطاها كعب بن زهير بن أبي سلمى حين أنشده قصيدته المشهورة (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول)، و إن لدينا من الأدلة و الشواهد ما تضيق عن حملها الأسفار و المجلدات ، تخص أهمية الشعر و خطبه الجليل في نفوس الناس قديما و حديثا، و لكنّا نقتصر على سرد بعضها سردا آليا مبتور التعليق.
قال كعب الأحبار : إنّا نجد قوما في التوراة أناجيلهم في صدورهم ، تنطق ألسنتهم بالحكمةو أظنهم الشعراء.وقال عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده : روِّهِمْ الشعر يَمْجدوا و يَنْجدوا.
و إنه لمقال عظيم.
والسلام ختام
;-)
ما الشعر إلا نثارة من الدر ينظمها الشاعر عقداً فريداً من الشعر ، و ينثرها الناظم إن شاء نثراً ، أو نغمة من نغمات الموسيقى يسمعها السامع مرة من أقواه البلابل و الحمائم ، و أخرى من أوتار العيدان و المزاهر ، أو عالم من عوالم الخيال ، يطير في الطائر بقدمين من عروض و قافية .
ما كان العربي في مبدأ عهده ينظم الشعر و لا يعرق ما قوافيه و اعاريضه، و ما علله و ما زحافاته، و لكنه سمع أصوات النواعير و حفيف أوراق الأشجار و خرير الماء و بكاء الحمائم فلذ له صوت تلك الطبيعة المترنمة، و لذ له أن يبكي لبكائها ، و ينشج لنشيجها ، و ان يكون صداها الحاكي لرناتها و نغماتها.
الشعر أمر وراء الأنغام ، بل هو بالحق تصوير ناطق كما قيل في وصفه ، و إن لمن أصعب ما يكون تعريف ذلك الفن ، و إن لمن الجهالة أن تضع أسواراً للفضاء أو سياجاً للسماء،
و هذا مثل من يَحُدُّ الشعر بتعريف ، و يغل عصفور الشعر بأصفاد ذوقه و سلاسل رأيه،
و كما قال الشاعر:
و لقد يرى العصفور أرجاء الفضا ...... شبرأً إذا ما قيدت سياج
و لقد فشل الكثيرون في تعريف هذا الفن الفضفاض ، فمنهم من قال : " الشعر كيمياء الكلمة"، و هذا تعريف ظالم ، لأنه جعل الشاعر عالِما يركب الشعر تركيبا و يخلطه خلطا كالكيميائي في المعمل ، و منهم من قال أن "الشعر هو الكلام الموزون المقفى" ، و هو بذلك قد ألبس الناظم و الشاعر رداء واحداً ، لا نستطيع نحن و لا هو التمييز بينهما ، و منهم من قال أنه "المجاز" فرش الضباب على الحد الفاصل بين النثر و الشعر. و لنسل رأينا من الخلاف نقول أنه صور عاطفية موزونة. وليست هذه محاولة لتعريفه بقدر ما هي محاولة لوصفه.
بلغ الشعر مبلغا عظيما في نفوس العرب خاصة و الناس عامة، و من هذا أن العرب قالوا أن القرآن شعر أو سحر ، فهما في نظرهم سواء ، و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم نفسه عندما أنشده عمر بن الأهتم قال : "إن من الشعر لحكمة و إن من البيان لسحرا"، و قد خلع الرسول صلى الله عليه و سلم بردته و أعطاها كعب بن زهير بن أبي سلمى حين أنشده قصيدته المشهورة (بانت سعاد فقلبي اليوم متبول)، و إن لدينا من الأدلة و الشواهد ما تضيق عن حملها الأسفار و المجلدات ، تخص أهمية الشعر و خطبه الجليل في نفوس الناس قديما و حديثا، و لكنّا نقتصر على سرد بعضها سردا آليا مبتور التعليق.
قال كعب الأحبار : إنّا نجد قوما في التوراة أناجيلهم في صدورهم ، تنطق ألسنتهم بالحكمةو أظنهم الشعراء.وقال عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده : روِّهِمْ الشعر يَمْجدوا و يَنْجدوا.
و إنه لمقال عظيم.
والسلام ختام
;-)