فجر الحرية
27-10-2004, 07:44 PM
تكلفة الحرب على العراق
شهدت الأشهر الثلاثة التالية لعملية نقل السلطة العميلة تصاعدا في المواجهات بين قوات الاحتلال الأمريكي وجماعات المقاومة العراقية علي نحو ساهم في زيادة فاتورة الغزو الأمريكي إلي أكثر من 151 بليون دولار في عام فضلا عن الخسائر البشرية الباهظة في صفوف قوات الاحتلال وتداعيات الحرب علي الاقتصاد الأمريكي وعلي مكانة واشنطن العالمية كقوة عظمي.
فعلي خلاف ما توقعته الادارة الأمريكية من أن تشهد مرحلة ما بعد تسليم السلطة للعراقيين في 29 من يونيو 2004 انخفاضا في تكلفة الحرب إلا أن القوات الأمريكية شهدت زيادة كبيرة في عدد قتلي الجنود حيث بلغ متوسط عدد القتلي في صفوف جيش الاحتلال 747 قتيلا شهريا في مقابل متوسط شهري قدره 482 قتيلا أمريكيا أثناء فترة الغزو من 20 مارس 2003 إلي أول مايو 2003 ومتوسط شهري 415 قتيلا خلال مرحلة الاحتلال الأمريكي للعراق من 2 مايو 2003 وحتي 28 يونيو .2004
كما شهدت هذه الفترة مرحلة ما بعد تسليم السلطة تصاعدا في متوسط حوادث قتل المقاولين الأمريكيين والأجانب في العراق التي بلغت نحو 17 مقاولا شهريا في مقابل متوسط شهري قدره سبعة مقاولين قتلوا خلال الأربعة عشر شهرا من 20 مارس 2003 وحتي 28 يونيو 2004 وهي فترة الاحتلال الأمريكي للعراق ومرحلة ما قبل ما يسمي بتسليم السلطة لعملاء أمريكا من العراقيين ومع استمرار الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق فشلت حكومة 'اياد علاوي' العميلة في اسباغ الشرعية علي وجودها وعجزت عن الحصول علي تأييد الجماهير أو الحد من تصاعد المقاومة العسكرية للاحتلال وطبقا لتقديرات البنتاجون فقد تضاعف عدد رجال المقاومة المسلحة العراقية من خمسة آلاف مقاتل في نوفمبر 2003 إلي نحو عشرين ألف مقاتل في سبتمبر ..2004 غير أن الجنرال البريطاني 'اندرو جراهام' نائب قائد قوات التحالف في العراق كشف مؤخرا أن تقدير البنتاجون لحجم المقاومة العراقية ب 20 ألف مقاتل هو تقدير ضئيل للغاية مشيرا إلي اعتقاده بأن حجم المقاومة العراقية لا يقل عن 40 أو 50 ألف مقاتل وإذا أضفنا إلي هذا الرقم ما نشرته مؤسسة 'بروكينجز' من أن نحو 24 ألفا من رجال المقاومة العراقية قد استشهدوا أو اعتقلوا في الفترة ما بين مايو 2003 وأغسطس 2004 فإن الحجم الحقيقي للمقاومة العراقية يقترب من 70 ألف مقاتل. كما شهدت مرحلة ما بعد تسليم السلطة للعملاء قيام العديد من دول التحالف بسحب قواتها من العراق ففي 18 مارس 2003 أي قبل الغزو الأمريكي للعراق كان عدد الدول المتحالفة 30 دولة ثم تزايد هذا العدد في الأشهر المبكرة للحرب ولكن تصاعد أعمال المقاومة دفع ثماني دول إلي سحب قواتها كما طلبت إحدي الدول وهي كوستاريكا رفع اسمها من قائمة دول التحالف. ومنذ بداية الحرب في 19 مارس 2003 وحتي نهاية سبتمبر 2004 قتل نحو 2175 جنديا من قوات الاحتلال من بينهم '1340' جنديا أمريكيا ومعظم هؤلاء قتلوا بعد أن أعلن الرئيس ُورُ بوش نهاية أعمال القتال في أول مايو .2003 علاوة علي اصابة أكثر من 7413 جنديا من قوات الاحتلال منذ بداية الحرب منهم 6953 جنديا أي حوالي 94 % منهم اصيبوا في الفترة التالية علي أول مايو 2003، كما قتل نحو 154 مقاولا مدنيا فضلا عن 44 من رجال الصحافة والاعلام. وقد أدت الحرب علي العراق الي تدهور مكانة الولايات المتحدة ومصداقيتها في العالم. فضلا عن انتقاد عدد من المسئولين العسكريين السابقين في الولايات المتحدة ما حدث من أخطاء خلال هذه الحرب ومن بينهم الُنرال 'انتوني زيني' الذي اتهم ادارة بوش بأنها فشلت في ايجاد سبب مشروع للحرب علي العراق وعجزت عن التخطيط السليم لمرحلة ما بعد الحرب مشيرا إلي أن أخطاء بوش في العراق اثرت سلبا علي وضع ومكانة الولايات المتحدة في العالم.
وقد كشفت دراسة اجريت مؤخرا علي القوات الأمريكية في العراق أن 74 % من الجنود الأمريكيين يعانون حالات تتراوح بين انخفاض الروح المعنوية والاكتئاب والاحباط وأن 76 % منهم يشكون من سوء معاملة رؤسائهم ورافضون لوجودهم في العراق.
كما كشفت الدراسة عن افتقاد الكثير من الجنود التدريبات القتالية وعدم درايتهم بمهارات الحرب الأساسية فضلا عن مشكلة نقص الكثير من المعدات القتالية وعدم تجهيز الجنود بسترات واقية من الرصاص علي نحو دفع الكثيرين لشراء هذه السترات من جيوبهم. وقد وافق الكونجرس علي تخصيص مبلغ (1،151) بليون دولار للحرب في العراق هذا العام ويتوقع بعض زعماء الكونجرس أن يتم تخصيص 60 بليون دولار اضافية عقب انتهاء انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم ويقدر 'دوج هينوود' الخبير الاقتصادي الأمريكي البارز أن تتحمل كل أسرة أمريكية نحو 3415 دولارا من هذا المبلغ ال' 60 بليون دولار' وفي حديث لمجلة التايم البريطانية يشير عالم اقتصادي أمريكي آخر هو 'جيمس جالبريت' من جامعة تكساس إلي أن استمرار الحرب علي العراق من شأنه أن يزيد من مشكلات الاقتصاد الأمريكي ويؤدي إلي تفاقم عجز الميزانية وارتفاع معدلات التضخم ويقول 'جالبريت' إن 85 % من الأمريكيين قد تضرروا من ارتفاع أسعار النقط مشيرا إلي أن ارتفاع سعر النفط فوق 50 دولارا واستمرار هذا الارتفاع لمدة عام واحد سيؤدي إلي تدهور الدخل المحلي الأمريكي بأكثر من خمسين بليون دولار. وتكشف إحدي الدراسات الأمريكية أن الحرب علي العراق اثرت سلبيا علي الخدمات الاجتماعية والصحية التي تقدم للأمريكيين مشيرة إلي أن المواطن لا يدفع ما عليه من ضرائب من أجل الحرب في العراق وانما لأجل مزيد من الخدمات وقالت الدراسة إن الأموال التي انفقت علي الحرب في عام واحد كانت تكفي لتمويل برامج الاسكان لنحو 23 مليون أمريكي وتوفير الرعاية الصحية لما يزيد علي 27 مليونا اخرين ومن جانب آخر فإن استمرار الحرب سيؤثر بدرجة كبيرة علي معنويات الجنود الأمريكيين وتحديدا جنود الاحتياط وأسرهم خاصة انهم لم يعتادوا علي الابتعاد لفترات طويلة عن عائلاتهم. وقد كشف استطلاع للرأي جري مؤخرا أن 54 % من هؤلاء الجنود سوف يرفضون التجنيد مرة أخري. وأن 64 % من سبعة آلاف جندي أمريكي أصيبوا في العراق لن يكون بامكانهم العودة للخدمة مرة أخري بسبب عجزهم كليا أو جزئيا، كما أن 41 % من الجنود العائدين من الحرب يعانون أعراض الصدمة العصبية والاكتئاب والقلق وأن نحو 35 % ممن شملهم الاستطلاع ظهرت عليهم علامات الاضطراب العقلي. فاتورة الحرب في العراق تتزايد ومع ذلك فإن ادارة بوش مصممة علي مواصلة محرقتها واستمرار وجودها العسكري في العراق رغم عجزها عن السيطرة علي مقاليد الأمور وفشلها في تحقيق الاستقرار وحفظ الأمن في مواجهة المقاومة التي تتصاعد يوما بعد يوم وتهدد بفشل الانتخابات المزمع عقدها في يناير المقبل وتهدد قبل ذلك فرص بوش في الفوز بفترة رئاسة ثانية.
منقــــــــــــــــول
شهدت الأشهر الثلاثة التالية لعملية نقل السلطة العميلة تصاعدا في المواجهات بين قوات الاحتلال الأمريكي وجماعات المقاومة العراقية علي نحو ساهم في زيادة فاتورة الغزو الأمريكي إلي أكثر من 151 بليون دولار في عام فضلا عن الخسائر البشرية الباهظة في صفوف قوات الاحتلال وتداعيات الحرب علي الاقتصاد الأمريكي وعلي مكانة واشنطن العالمية كقوة عظمي.
فعلي خلاف ما توقعته الادارة الأمريكية من أن تشهد مرحلة ما بعد تسليم السلطة للعراقيين في 29 من يونيو 2004 انخفاضا في تكلفة الحرب إلا أن القوات الأمريكية شهدت زيادة كبيرة في عدد قتلي الجنود حيث بلغ متوسط عدد القتلي في صفوف جيش الاحتلال 747 قتيلا شهريا في مقابل متوسط شهري قدره 482 قتيلا أمريكيا أثناء فترة الغزو من 20 مارس 2003 إلي أول مايو 2003 ومتوسط شهري 415 قتيلا خلال مرحلة الاحتلال الأمريكي للعراق من 2 مايو 2003 وحتي 28 يونيو .2004
كما شهدت هذه الفترة مرحلة ما بعد تسليم السلطة تصاعدا في متوسط حوادث قتل المقاولين الأمريكيين والأجانب في العراق التي بلغت نحو 17 مقاولا شهريا في مقابل متوسط شهري قدره سبعة مقاولين قتلوا خلال الأربعة عشر شهرا من 20 مارس 2003 وحتي 28 يونيو 2004 وهي فترة الاحتلال الأمريكي للعراق ومرحلة ما قبل ما يسمي بتسليم السلطة لعملاء أمريكا من العراقيين ومع استمرار الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق فشلت حكومة 'اياد علاوي' العميلة في اسباغ الشرعية علي وجودها وعجزت عن الحصول علي تأييد الجماهير أو الحد من تصاعد المقاومة العسكرية للاحتلال وطبقا لتقديرات البنتاجون فقد تضاعف عدد رجال المقاومة المسلحة العراقية من خمسة آلاف مقاتل في نوفمبر 2003 إلي نحو عشرين ألف مقاتل في سبتمبر ..2004 غير أن الجنرال البريطاني 'اندرو جراهام' نائب قائد قوات التحالف في العراق كشف مؤخرا أن تقدير البنتاجون لحجم المقاومة العراقية ب 20 ألف مقاتل هو تقدير ضئيل للغاية مشيرا إلي اعتقاده بأن حجم المقاومة العراقية لا يقل عن 40 أو 50 ألف مقاتل وإذا أضفنا إلي هذا الرقم ما نشرته مؤسسة 'بروكينجز' من أن نحو 24 ألفا من رجال المقاومة العراقية قد استشهدوا أو اعتقلوا في الفترة ما بين مايو 2003 وأغسطس 2004 فإن الحجم الحقيقي للمقاومة العراقية يقترب من 70 ألف مقاتل. كما شهدت مرحلة ما بعد تسليم السلطة للعملاء قيام العديد من دول التحالف بسحب قواتها من العراق ففي 18 مارس 2003 أي قبل الغزو الأمريكي للعراق كان عدد الدول المتحالفة 30 دولة ثم تزايد هذا العدد في الأشهر المبكرة للحرب ولكن تصاعد أعمال المقاومة دفع ثماني دول إلي سحب قواتها كما طلبت إحدي الدول وهي كوستاريكا رفع اسمها من قائمة دول التحالف. ومنذ بداية الحرب في 19 مارس 2003 وحتي نهاية سبتمبر 2004 قتل نحو 2175 جنديا من قوات الاحتلال من بينهم '1340' جنديا أمريكيا ومعظم هؤلاء قتلوا بعد أن أعلن الرئيس ُورُ بوش نهاية أعمال القتال في أول مايو .2003 علاوة علي اصابة أكثر من 7413 جنديا من قوات الاحتلال منذ بداية الحرب منهم 6953 جنديا أي حوالي 94 % منهم اصيبوا في الفترة التالية علي أول مايو 2003، كما قتل نحو 154 مقاولا مدنيا فضلا عن 44 من رجال الصحافة والاعلام. وقد أدت الحرب علي العراق الي تدهور مكانة الولايات المتحدة ومصداقيتها في العالم. فضلا عن انتقاد عدد من المسئولين العسكريين السابقين في الولايات المتحدة ما حدث من أخطاء خلال هذه الحرب ومن بينهم الُنرال 'انتوني زيني' الذي اتهم ادارة بوش بأنها فشلت في ايجاد سبب مشروع للحرب علي العراق وعجزت عن التخطيط السليم لمرحلة ما بعد الحرب مشيرا إلي أن أخطاء بوش في العراق اثرت سلبا علي وضع ومكانة الولايات المتحدة في العالم.
وقد كشفت دراسة اجريت مؤخرا علي القوات الأمريكية في العراق أن 74 % من الجنود الأمريكيين يعانون حالات تتراوح بين انخفاض الروح المعنوية والاكتئاب والاحباط وأن 76 % منهم يشكون من سوء معاملة رؤسائهم ورافضون لوجودهم في العراق.
كما كشفت الدراسة عن افتقاد الكثير من الجنود التدريبات القتالية وعدم درايتهم بمهارات الحرب الأساسية فضلا عن مشكلة نقص الكثير من المعدات القتالية وعدم تجهيز الجنود بسترات واقية من الرصاص علي نحو دفع الكثيرين لشراء هذه السترات من جيوبهم. وقد وافق الكونجرس علي تخصيص مبلغ (1،151) بليون دولار للحرب في العراق هذا العام ويتوقع بعض زعماء الكونجرس أن يتم تخصيص 60 بليون دولار اضافية عقب انتهاء انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم ويقدر 'دوج هينوود' الخبير الاقتصادي الأمريكي البارز أن تتحمل كل أسرة أمريكية نحو 3415 دولارا من هذا المبلغ ال' 60 بليون دولار' وفي حديث لمجلة التايم البريطانية يشير عالم اقتصادي أمريكي آخر هو 'جيمس جالبريت' من جامعة تكساس إلي أن استمرار الحرب علي العراق من شأنه أن يزيد من مشكلات الاقتصاد الأمريكي ويؤدي إلي تفاقم عجز الميزانية وارتفاع معدلات التضخم ويقول 'جالبريت' إن 85 % من الأمريكيين قد تضرروا من ارتفاع أسعار النقط مشيرا إلي أن ارتفاع سعر النفط فوق 50 دولارا واستمرار هذا الارتفاع لمدة عام واحد سيؤدي إلي تدهور الدخل المحلي الأمريكي بأكثر من خمسين بليون دولار. وتكشف إحدي الدراسات الأمريكية أن الحرب علي العراق اثرت سلبيا علي الخدمات الاجتماعية والصحية التي تقدم للأمريكيين مشيرة إلي أن المواطن لا يدفع ما عليه من ضرائب من أجل الحرب في العراق وانما لأجل مزيد من الخدمات وقالت الدراسة إن الأموال التي انفقت علي الحرب في عام واحد كانت تكفي لتمويل برامج الاسكان لنحو 23 مليون أمريكي وتوفير الرعاية الصحية لما يزيد علي 27 مليونا اخرين ومن جانب آخر فإن استمرار الحرب سيؤثر بدرجة كبيرة علي معنويات الجنود الأمريكيين وتحديدا جنود الاحتياط وأسرهم خاصة انهم لم يعتادوا علي الابتعاد لفترات طويلة عن عائلاتهم. وقد كشف استطلاع للرأي جري مؤخرا أن 54 % من هؤلاء الجنود سوف يرفضون التجنيد مرة أخري. وأن 64 % من سبعة آلاف جندي أمريكي أصيبوا في العراق لن يكون بامكانهم العودة للخدمة مرة أخري بسبب عجزهم كليا أو جزئيا، كما أن 41 % من الجنود العائدين من الحرب يعانون أعراض الصدمة العصبية والاكتئاب والقلق وأن نحو 35 % ممن شملهم الاستطلاع ظهرت عليهم علامات الاضطراب العقلي. فاتورة الحرب في العراق تتزايد ومع ذلك فإن ادارة بوش مصممة علي مواصلة محرقتها واستمرار وجودها العسكري في العراق رغم عجزها عن السيطرة علي مقاليد الأمور وفشلها في تحقيق الاستقرار وحفظ الأمن في مواجهة المقاومة التي تتصاعد يوما بعد يوم وتهدد بفشل الانتخابات المزمع عقدها في يناير المقبل وتهدد قبل ذلك فرص بوش في الفوز بفترة رئاسة ثانية.
منقــــــــــــــــول