المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانجليز في نزهة حذرة·· مع البانيا :



بوحمـOWENــد
05-09-2001, 12:00 PM
يلعب منتخب انجلترا الوطني مساء اليوم مباراته المنتظرة أمام المنتخب الألباني·· وذلك بملعب سانت جيمس بارك بمدينة نيوكاسل·· التي تقع شمال شرق لندن·
ويخوض الانجليز المباراة بعد 4 أيام فقط من لقائهم التاريخي في ميونيخ مع المانيا·
ويسمح الفوز المنتظر للانجليز في لقاء الليلة·· بتصدرهم للمجموعة التاسعة·· بفارق الاهداف عن المنتخب الألماني·· وبذلك يكون الانجليز هم المرشحين أولاً للصعود إلى النهائيات، حيث أنه ستكون باقية للفريقين مباراة واحدة، يلعبانها في السادس من الشهر المقبل بملعبيهما·· حيث تلتقي انجلترا مع اليونان في ساندرلاند·· بينما تلعب المانيا مع فنلندا في شالكه·
والواقع أن مباراة·· أو موقعة ميونيخ التاريخية قلبت كل المعادلات في المجموعة التاسعة·· الألمان كان يكفيهم التعادل للصعود·· بينما الانجليز دخلوا متأخرين بفارق 6 نقاط كاملة وخرج الفريقان بنهاية المباراة·· والانجليز أكثر اقتراباً من كأس العالم·· بينما على الألمان أن يحاولوا تخطي العقبة الفنلندية في ليفركوزين·· أو هامبورج ليحاولوا اللحاق بالركب·
وهكذا هي أعاجيب كرة القدم·· كانت كل علامات الثقة تبدو على الألمان·· بينما الانجليز كانوا يتسابقون لمعرفة نتائج قرعة من سيلعب في مباريات البلاي أوف·· ولكن موقعة ميونيخ - كما اصطلح على تسميتها - غيرت وجه التاريخ تماماً·· قلبت المعادلة·· أو على الأقل غير ت الكثير من المفاهيم لأنها أتت في ظل تناقض غريب للغاية·· ظهر من مباراتين وديتين لعبهما الانجليز والألمان بنفس اليوم·· الانجليز انهزموا بملعبهم في لندن أمام هولندا صفر - ·,2 بينما الألمان لعبوا خارج ملعبهم في بودابست وسحقوا المجر بخمسة أهداف لهدفين وأخذ العالم انطباعين مختلفين تماماً عن وضعي الفريقين قبل مباراتهما الحاسمة وبذلك اتجهت كل التوقعات إلى الألمان ليحققوا فوزاً مريحاً يؤكدون به صعودهم للنهائيات ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن·· ومن على ظهرها ولهذا مازال الانجليز يعيشون الفوز التاريخي في ميونيخ على الألمان وبخمسة أهداف لهدف وهي المباراة التي كسرت ما أصطلح على تسميته بالعقدة الألمانية·· والتي تمثلت في مجموعة من النتائج التي لم تكن ابداً لصالح الانجليز بداية من مباراة الدور نصف النهائي لكأس العالم عام 1990 في ايطاليا·
استعادة المجد

ولم يتحقق إلا فوز واحد للانجليز خلال هذه السنوات - العام الماضي في شارلروا ببلجيكا خلال كأس الأمم الأوروبية عندما مرر ديفيد بيكام كرته العرضية الشهيرة فمرت من الجميع وبالصدفة وجدها الن شيرار على رأسه فسجل·
وحتى في مباراة الفريقين الأولى بملعب ويمبلي قبل هدمه كان نصيب الانجليز علقة تاريخية تحت امطار منهمرة·· ونال منهم القدر لأن مدربهم السابق كيفن كيجان كان شبه مخمور وهو يجهز لتلك المباراة·· فعاقبه التاريخ ليقدم استقالته بعد الهزيمة التاريخية·
وجاء السويدي ايريكسون·· ليكتشف أن العيب يكمن في نقص الناحية التوجيهية التخطيطية للاعبين·· كان جلين هودل المدرب السابق قد بدأ يدرب اللاعبين عليها·· ولكنه ذهب ضحية آرائه في المعاقين ما فعله ايريكسون كان ببساطة توجيه قدرات اللاعبين الموجودين لديه وخاصة من الشباب·
فالفريق الذي لعب مباراة ألمانيا وباستثناء الحارس المخضرم ديفيد سيمان (37 عاماً)·· هم من الشباب الذين يبلغ عمر أكبرهم وهو بول سكولز 26 عاماً·· ومعه نيك بارمبي (26 عاماً) ايضاً·· والباقون كلهم شبابٍّ وهو ما كان يتمنى الانجليز رؤيته، لكننا نلحظ قليلاً مرارة في الأعماق نظراً لأن من فعل ذلك لم يكن انجليزيا بل سويديا·
الحلم لم يتحقق من مرة واحدة ولكن مر عبر سيناريوهات كثيرة فقد كانت بداية ايريكسون مثل الحلم مع انجلترا·· خمس مباريات كاملة لم يذق الفريق طعم الهزيمة أو التعادل·· إلى أن جاءت مباراة هولندا الودية التي اختلفت حولها الآراء·· بين من يقول إنها هزت الصورة الوردية الجميلة التي عاشها الانجليز·· وبين من يقول إنها كانت مباراة حظ ابت فيها الكرة أن تطاوع الانجليز·· ذلك لأن هولندا فازت 2/صفر·
ورغم ان ايريكسون لم يعلق كثيراً على المباراة·· إلا إنه اعتبرها خداعية للجانب الألماني·· خاصة في استخدامه لطريقته الجديدة·· أي الساقية على الطريقة السويدية·· وبتنفيذ انجليزي خالص·· مع ان هذه الطريقة معروفة للغاية لدى الايطاليين·· وكان هيلينو هيريرا·· مخترع طريقة الكاتيناتشيو الكماشة هو الذي اخترع ايضاً طريقة الساقية الدوارة لكن الوقت لم يسعفه لتجربتها·· وجاء فرانز باكنباور عام 1985 ليطبقها مع منتخب المانيا في تصفيات كأس العالم وبنجاح بالغ طبقها في النهائيات ايضاً·· لكن بعد وصول المانيا للنهائي بعد تفوق حظها الواضح على الفرنسيين في الدور قبل النهائي·· حاول ايضا تطبيقها في مباراة الارجنتين بالنهائي في ازتيكا·· وبالفعل نجح·· رغم أن فريقه كان منهزماً 1/3 إلى أن عادلوا النتيجة·· لكن تدخل عامل نقص الأوكسجين والارهاق الشديد الذي أصاب اللاعبين الألمان نتيجة درجات الحرارة العالية·· أدى إلى أن يسجل بوروتشاجا هدفه الحاسم·

دوامة ايريكسون

الطريف ان ايريكسون نفسه جرب طريقة الدوامة أو الساقية مع لاتسيو·· ونفعت تماماً مما أدى لفوز الفريق بالدوري والكأس في ايطاليا في موسم واحد·· لكن في الموسم التالي حدث الاختلال الكبير والذي أدى في النهاية إلى رحيله·· بعد تعاقده مع المنتخب الانجليزي·
الفوز التاريخي 5/1 في ميونيخ أتى ربما ليقضي على الآمال الألمانية في امكانية بناء فريق جديد·· لأن المدرب السويدي المحنك استغل ومن مشاهداته لمباريات المنتخب الألماني·· نقطة الضعف الكبرى والمتمثلة في عدم وجود مدافعين صغار شباب·· وكل الذين اختارهم فوللر ليسوا لهذه المباراة بعينها وإنما - معه منذ بداية عمله - هم ممن تعدوا سن الثلاثين·· أي بنظرية بسيطة·· هم يستطيعون الالتحاق نظراً لقوة اجسادهم·· لكن عندما يدخلون في سباق سرعة لا يكونون بنفس القدر من المنافسة·· بالاضافة إلى الاعتماد فقط في الوسط على جهود ديتمار هامان الذي لا يتمتع باللياقة البدنية الفائقة، ولهذا كانت التعليمات الواضحة للمهاجم ايميل هاسكي الذي يعرف هامان عن ظهر قلب لأنهما يلعبان بنفس نادي ليفربول·· أن يلاحقه كظله أو يشاغبه لايقافه·· وهو ما حدث بالضبط·
أما مايكل اوين السريع الصغير فيمكنه أن يتغلب على ثنائي الظهر·· إذ ما تم مده بكرات طويلة من متوسطي اللعب: ستيفن جيرارد وبول سكولز وذلك بالاعتماد على انهما يتمتعان بميزة التسديد من بعيد·· أي أن كراتهما الطولية ستكون مؤثرة·· ويمكن ان تخترق الدفاع بسهولة وبسرعة خاصة إذا كانت الهجمة سريعة والتنفيذ اسرع·
طبعاً كانت الخطة على الورق مبشرة وخلف الابواب المغلقة·· وليس في التدريبات أمام اعين من يريد أن يعرف·· لكن كانت التعليمات صريحة وواضحة للثنائي سكولز وجيرارد وافهمها المدربان المساعدان ستيف ماكلارين وسامي لي بأن هذا هو دورهما·· لا يلجآن إلى التمريرات القصيرة·· لأنها ستؤدي إلى الالتحام المباشر·· الذي يجيده تماماً الألمان·· بينما التمريرات الطولية والعرضية الطويلة تؤدي حتما إلى خلخلة أي دفاع خاصة لو كان يلعب على خط واحد وبالفعل فإن من رأى المباراة سيلاحظ شيئا غريباً·
ما أن تصل الكرة إلى سكولز أو جيرارد وهما عنصرا الارتكاز هنا حتى ينظران إلى موقع اوين بالضبط·· وفي ثانية يرسلان الكرة طويلة·· ليدخل الأخير سباقات سرعة تنتهي غالباً لصالحه وهو ما حدث بالضبط·· إذن فالسيناريو الذي وضعه السويدي المحنك كان رائعاً·· رغم الهدف الأول المباغت للألمان والذي جاء بعد 6 دقائق فقط من البداية·· حيث سرعان ما جرت عجلته الدوارة ولصالحه تماما·

نشوة في ايرلندا

من جهة اخرى مازال الايرلنديون يعيشون حالة من النشوة الكبرى بعد فوزهم التاريخي في دبلن على الهولنديين·· اصحاب الزي البرتقالي الشهير·· والذي أدى إلى خروج الهولنديين من التصفيات تماماً·
وصفت الصحف الايرلندية الصادرة ثاني يوم المباراة الحدث بأنه من أهم ايام ايرلندا بعد استقلالها·· ولم تحاول الصحف ان تبالغ في الحدث·· ولكن كانت تصريحات مايك مكارثي مدرب المنتخب غاية في التفاؤل·
اشاد مكارثي بالروح القتالية التي أظهرها لاعبوه·· خاصة الدفاع والحارس شاي جيفن - لكنه قال إن الصعود إلى نهائيات المونديال لازال يتطلب جهداً كبيراً·· خاصة في ضوء مستوى البرتغال المرتفع·

تشاؤم كُحلي

وفي اسكتلندا تأزم وضع منتخبها قبل مباراته الليلة في ملعب الملك بدوان ببروكسل أمام بلجيكا·· وتوقع الإعلان أن يلقى الاسكتلنديون الهزيمة في اللقاء·· بعد المستوى المخيب للآمال الذي ظهروا عليه في مباراة كرواتيا يوم السبت الماضي بملعب هامبدن بارك بجلاسجو·
ورغم تصريحات المدرب كرايج براون التي تحث على التمسك بالأمل في الصعود كأول المجموعة إلا أن الصحف خاصة الصادرة في لندن قالت إن حظ الفريق الكحلي لا يتعدى الأمل، لكن ايضا كرة القدم فيها الكثير والكثير·
والسبب في هذه النظرة المتشائمة يعود إلى الانخفاض الواضح في مستوى الفريق·· منذ خروجهم المهين من كأس العالم الماضية·· ثم من الدور الحاسم للتصفيات المؤدية إلى كأس الأمم الأوروبية··بعد الهزيمة صفر/2 أمام انجلترا في هامبدن بارك - ورغم الفوز 1/صفر في ملعب ويمبلي·· إلا أن ذلك لم يكن كافياً تماماً·· لكنه انقذ عنق المدرب من الاقالة، لأن الفريق قدم عرضاً جيداً بالفعل، وتقول تقارير قادمة من جلاسجو إن الفريق لو لم يصعد للنهائيات فإن فرص بقاء براون تبدو معدومة في ظل انباء عن احتمال اعادة اندي روكسبره المدرب السابق


مع تحيات
الفتى الذهبيOWEN


هذا الموضوع مأخوذ من جريدة التحاد
العدد9558