محمد السويسي
18-08-2009, 10:21 PM
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif أثار إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني دهشة وغضب الشارع العربي لعدم شرعيتها وتوقيتها في خضم المجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وكأنه استهزاء واستخفاف بالعرب . فاغتصاب وطن كامل وتشريد شعبه وترويعه ، واحتلال أمريكا لأفغانستان والعراق لم يثر غضب وحمية " لويس مورينو أوكامبو " مدعي عام المحكمة بل أثاره محاولات عمر البشير في الدفاع عن أرضه في مواجهة سعي حركات التمرد في دارفور لسلخه عن وطنه الأم ، وهو في ذلك يقوم بواجبه في حماية وحدة أرضه وشعبه بما يتفق والمواثيق الدولية وشرعة الأمم المتحدة .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ولقد جاءت مذكرة أوكامبو نتيجة مشاحنات دموية إنفصالية أندلعت في إقليم دارفور السوداني . وبتتبع الأحداث نجد أن أمريكا كما الصهيونية العالمية هي وراء كل تلك المشاحنات والحركات الإرهابية التي طالت السودان لتمزيقه إلى أن انتهت بمذكرة الجلب الأخيرة .
http://forums.moheet.com/images/smilies/confused.gif ولكن يبقى السؤال الملح والمحير لماذا السودان وهو البعيد عن الحدود الفلسطينية ؟
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif قرار سياسي بهذا الحجم لإعتقال رئيس دولة عربية لن يلقى قبولاً أو تأييداً إلا إذا كان صادراً برغبة أو وحي أمريكي ، فما هي المشكلة بين أمريكا والسودان ؟
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif حيثيات الإجابة متشابكة ومعقدة مع الرجوع إلى الحالة الإقتصادية والمالية للولايات المتحدة الأمريكية أواخر القرن المنصرم اللتان أخذتا بالتدهور لأسباب عدة . فمصانعها بدأت تعاني صعوبات في تصريف إنتاجها مع ضعف أسواقها الخارجية وتراجعها أمام تنافس أسعار السلع الإغراقية الصينية التي غزت أسواق العالم ووصلت للأسواق الأمريكية نفسها في منافسة غير متكافئة مع منتجاتها ، مما أجبر كبار الرأسماليين فيها على نقل مصانعهم إلى الصين وإنتاج السلع الرخيصة الثمن لتدني الأجور الى الحدود الدنيا مقارنة مع أجور اليد العاملة الأمريكية ،التي إنعكست بطالة وتفاقماً لنسب الجريمة داخل المجتمع الأمريكي وتراجعاً إقتصادياً متنامياً ، يتنازعهم كابوس مقلق من تكرار أزمة الكساد العالمي التي عاشوها فيما مضى فبدأوا يبحثون عن مخرج لأزمتهم المستجدة الغير متوقعة ، بإعادة إحياء الإستعمار القديم بصيغ وأقنعة جديدة للإستيلاء على ثروات الأخرين تعويضاً لإنكفاء إقتصادهم وتراجعه وتزايد البطالة لديهم .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ورغم فشل تجربة الإتحاد السوفياتي واندثار فلسفة الشيوعية الروسية فإنهم لجأوا إلى كتب كارل ماركس اليهودي فخلصوا إلى عبارة "الدين أفيون الشعوب" بما تحمل من تضليل للعامة فاستحسنوها لإعادة بعث أفكار لحركات بطابع إسلامي موالي لهم ، أُنشأت خلال الإحتلال البريطاني للعالم العربي للتصدي لأي محاولات وطنية لبعث الروح القومية التوحيدية تماثلاً بتركيا أو أوروبا وقتذاك .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif واعتبرت وفاة عبدالناصر وأداً للقومية العربية ودفناً لها ببعدها وعمقها العربي الوحدوي والإسلامي . وتم دعم الحركات الدينية الموالية لهم كما أسلفنا ، بمليشياتها العسكرية المعادية بطبيعتها لقصور فهمها وإدراكها للخط القومي الوحدوى التوحيدي للأمة العربية مع جهلها لمقاصد الشريعة الإسلامية ، التي لاتتوافق أوتتلائم بالمحصلة وتطلعاتهم نحو السلطة والحكم ، كما مقاصد السيرة النبوية وسيرة عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ونهج الدولة الأموية في عمليات التوسع لنشر الدين الإسلامي على قاعدة عربية بحتة لإرساء رسالة التوحيد نقية خالصة من وثنيات الشعوبية .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ومع فهم الأمريكيين لمقاصد الدين في ترسيخ العروبة على أساس قومي إعزازاً لحمل الرسالة الإسلامية للعالم أجمع بما تنطوي عليه من رسالة سلام إشتق منها أسم الإسلام ، كان عليهم تحوير هذا المفهوم وتحريفه والطعن به والإساءة إليه باحتواء مجموعة مأجورة من الجهلة بمقاصد الدين ورسالته الإنسانية تلبس الطابع الديني الإسلامي شكلاً لتمرير مخططاتهم في السيادة على الآخرين ، بتوجيه من المخابرات الأمريكية مطلع الثمانينات ،فكانت أحداث الحادي عشر من أيلول . فكان هذا الحادث المشؤوم فاتحة لقمقم الشر الذي كانت أمريكا قد هيأته قياساً مع ردود فعلها وتصرفاتها على أحداث هذا اليوم الدموي ، بإعلان جورج بوش الحرب الصليبية على العرب والمسلمين . فغزت أمريكا كلاً من أفغانستان والعراق في عمليات حربية معدة سلفاً ، وفق هدفين رئيسين أساسيين : تأمين أسواق لمنتجاتها ، والسيطرة على منابع النفط للتحكم بأسعاره وفق مصالحها.
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif لقد كانت أمريكا تعتقد كمستورد رئيس للبترول أن رفع أسعارهذه السلعة الحيوية قد يعوض عليها خسائرها مع تراجع أسواق منتجاتها الصناعية والزراعية ، كمُصدًر كبير لمشتقات النفط وصناعاته يتيح لها ارباحاً ضخمة . لذا غزت العراق الذي كان يعمد إلى بيع نفطه سراً ، لحاجته الماسة للمال مع وضع الأمم المتحدة يدها على موارده النفطية وبيعها لحساب الجهات المتضررة من غزو العراق للكويت ، بصورة غير شرعية بأقل من سعر السوق عدا الهبات المجانية بملايين البراميل لدول وأشخاص عدة ، بما عرقل الخطط الأمريكية للتحكم باحتكار وتسويق تلك المادة الحيوية ورفع أسعارها . وباحتلال العراق حققت أمريكا أهدافها وفقاً لتصورها في التحكم باسعار تلك السلعة ومسارها .
http://forums.moheet.com/images/smilies/frown.gif ولكن ظل هناك هدفاً آخرلأمريكا ، لإحكام السيادة على العالم ، وهو تقويض استراتيجة الأمن الغذائي لدى دول العالم الثالث للتحكم بقراراتها في الخضوع للإرادة الأمريكية بحيث تملي عليهم سياساتها وتفرض عليهم شروطها وبالتالي جعل بلدانها سوقاً محتكرة لسلعها . فتعدت أطماعها من التجارة بالمشتقات النفطية ووضع اليد على مصادرها إلى وضع اليد على مصادر الإنتاج الزراعي أيضاً واحتكار تجاراته كما هي حال منتوجات جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية ، فسعت بالتعاون مع إستراليا على تقنين تلك السلعة من المحاصيل واحتكار بذورها المؤصلة مع العمل على عقمنتها ( جعلها عقيمة) بالتلاعب في جيناتها ، بحيث تزرع لمرة واحدة دون مردود من البذور التي يجب أن يعاد شراؤها من الأمريكيين ، وفي ذلك تكلفة غير محتملة للمزارع ، مع دعاية غريبة مغرضة بأن البذور الزراعية لمعظم أنواع الحبوب أصلها من أمريكا وإستراليا وأن على الدول الآسيوية والأفريقية التوقف عن إنتهاك حقوق أمريكا وإستراليا بهذا الشأن ؟! وأنها قد تضطر إلى إصدار تشريعات من الأمم المتحدة تحظر استخلاص البذور من المحاصيل تحت طائلة العقوبات الدولية ؟!
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif قد يكون هذا منطقاً غريباً للقارىء ولكنه بالنهاية وجه جديد من وجوه الإستعمار الحديث الذي يعتمد على الإستيلاء على موارد الدول الأخرى .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ولكن مع وجود روسيا والصين والهند نشأت معادلة صعبة أعاقت تمرير هذا المشروع ليستبدل بمشروع إستعماري آخر لايقل عنه تسلطاً وهو مشروع " الحمائية "الدولية من خلال " منظمة التجارة العالمية " ،التي نجحت أمريكا منذ منتصف العقد الماضي في فرض شروطها على مائة وخمسون دولة معظمها من دول العالم الثالث ، والتي تتلخص بنودها بفتح أسواقها للسلع الزراعية الأمريكية دون أي حماية أو رسوم جمركية ، بأسعار تقل كلفتها عن مثيلتها في البلد المستورد ، مما يعني القضاء على زراعات دول العالم الثالث وبوارها مع عدم قدرة الزراعات المحلية الوطنية على منافسة الزراعات الأمريكية المدعومة من قبل الحكومة ، مقابل السماح لمنتجات الدول الموقعة على الإتفاقية بالتصديرإلى أمريكا أيضاً دون أي رسوم ؟ وفي ذلك خداع ظاهر لأن المقاييس والمواصفات الأمريكية لمستورداتها تجعل من المتعذر تصدير أي سلعة زراعية إليها إلا اللمم ، علماً أن دول العالم الثالث يكاد لايكفي إنتاجها لحاجاتها المحلية خاصة وأن معظمها مستورد للحبوب وعلى رأسه القمح .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ضمن هذا السياق الراسمالي الإحتكاري فإن السودان يقع ضمن خانة الإستهداف الأمريكي لزعزعة إستقراره وتفتيته بهدف الإستيلاء على موارده وعرقلة الإستثمار العربي فيه . وهذا الإستهداف بدأ عقب مؤتمر قمة الخرطوم باللاءات الثلاث الشهيرة أواخر العام 1967 ، لاصلح ولااعتراف ولاتفاوض مع إسرائيل .
http://forums.moheet.com/images/smilies/eek.gif ولكن تدبيجة قرار القمة وقتذاك أثارت حفيظة الأمريكيين واليهود ولفت نظرهم إلى أهمية السودان بالنسبة لصمود العرب ، في مواجهة إسرائيل ، الذين أقروا دعم السودان لتطوير زراعاته وتمويلها في سبيل الإكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي للأمة العربية ، لخصوبة أراضيه ووفرة مياهه واتساع سهوله .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif وكان على أمريكا مواجهة هذا الخطر المستجد ، إن حزم العرب أمرهم ونفذوا وعودهم ، على ماتخططه في الإستحواذ على اسواق لمنتوجاتها بكل الوسائل والسبل إلى حد استعمال القوة المسلحة .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif وتلاقت الأهداف الإسرائيلية والأمريكية معاً وبدأت مشاكل السودان تتصاعد من جنوبه مستنزفة جهود الحكومة السودانية وواردتها في حرب دموية من مليشيات عسكرية إنطلقت من الجنوب لفصله مستغلة أغلبيته المسيحية التي لاتعترف بالعروبة كهوية لها ، أو اللغة العربية كأداة رسمية للتخاطب أو التعليم أو الإدارة في إقليمها بدعم من إسرائيل بالمال والسلاح .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif وامتدت الحرب لسنوات عدة ، إلا أن الحكومة السودانية نجحت في رأب الصدع مقابل حكم ذاتي في الجنوب تابع للحكومة المركزية وتعيين "سيلفا كير" قائد المليشيات الجنوبية نائباً لرئيس الجمهورية .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif وإذ لم يجف الحبر بعد عن تلك الإتفاقية الإيجابية التي أنهت نزيف الدم في الجنوب وعززت الوحدة السودانية ، إنطلقت أزمة إقليم دارفور من مليشيات مسلحة معادية للبشير مطالبة بالإنفصال عن الدولة بعد إكتشاف توفر النفط في اراضيه .
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif وكان من المفترض لهذا الصراع الدموى أن ينتهي في العام 2006 ، أي بعد ست سنوات من إندلاع الحرب ، بعقد إتفاقية سلام في أبوجا بوساطة أقليمية وغربية إلا أن المتمردين ، بتحريض من اليهود الصهاينة الذين يتبنون قضيتهم عالمياً في الإعلام الغربي ، رفضوا التوقيع وكان جوابهم ماقاله رئيسهم "عبد الواحد محمد نور " من أنه يريد للسودان أن يضع حداً لوشائجه العربية والإسلامية ! ولمحمد نور هذا ، وفق صحيفة الحياة ، بتاريخ 12/3/2009 ، مكتب في تل أبيب التي سبق أن زارها .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif أجد أنه من الضروري الإضاءة قليلاً والتعريف عما يجري في دارفور وفق تقرير القاضي " مولانا دفع الله الحاج يوسف " رئيس اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول وجود إنتهاكات في دارفور . وقد جاء في التقرير أن سكان دارفور البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة يملكون مليون قطعة سلاح أدت إلى تأجيج الصراع والمنازعات بين مختلف القبائل ذات الأصول الأفريقية والعربية ، وتوقف مشروعات التنمية وتزايد أعمال السلب والنهب . وخلصت اللجنة إلى توصيف المشكلة التي أورد منها بعض الفقرات الرئيسية كالآتي :
· وقعت إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان شارك فيها كل أطراف النزاع بدرجات متفاوتة .
· ماحدث في دارفور لايرقى إلى توصيفه بالإبادة الجماعية ولايشبه ماحدث في كمبوديا أو رواندا.
· ثبت للجنة أن الأرقام التي تتحدث عن القتلى أرقام مبالغ فيها ، بالمقارنة ماأوردته وسائل الإعلام العالمية .
· ثبت للجنة حدوث تهجير قسري في بعض المناطق حينما قامت مجموعات عربية بتهجير قبيلة الفور من بعض تلك القرى بعد حرقها ، وهو الأمر الذي اعتبرته اللجنة يخل بالتوازن المعروف ، وكونت لجنة للتحقيق في هذه الملابسات .
· زارت اللجنة مئات القرى التي تم حرقها بواسطة المتمردين ، التي تدور ملابسات كثيرة حول حرقهم ﻠ"80" مركز شرطة وقتلهم "500" شرطي فيها ، مما فتح الباب واسعاً لبعض القبائل لتصفية حساباتها مع القبائل الأخرى.
:( أما في المقابل فإن اللجنة الدولية قد تجاهلت تقرير اللجنة الوطنية ، وأصرت في تقريرها الذي استندت إليه المحكمة الجنائية في إصدار مذكرتها ، على أعمال الإبادة الجماعية والجرائم بحق الإنسانية بشخص الرئيس السوداني .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif إن مشكلة دارفور رغم كل تداعياتها ليست سوى وسيلة أو أداة للتشهير وتقويض النظام السوداني وتقسيمه وإخراجه من محيطه العربي مع إثارة الإشكالات الطائفية والمذهبية والعرقية والقبلية والأثنية فيه مع كثرة تنوعه وتعدد ثقافاته ، كما إثارة العداء بينه وبين مصر بالنزاع على منطقة حلايب الحدودية من خلال قوى سياسية داخلية معينة طمعاً في الإستيلاء على السلطة مع فصله عن المسار المصري دون إدراك خطورة هذا الأمر على الأمة العربية ، إلى حد مناداة بعضهم بسيلفا كير رئيساً للجمهورية بديلاً عن البشير؟
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif إن عنف المؤامرات ضد السودان هي بهدف الإستيلاء على اراضيه الخصبة من قبل الشركات الأمريكية الصهيونية لاستثمارها وتسويقها لمختلف أنواع الزراعات لرخص الأيدي العاملة فيه وغزارة إنتاجه . وهي تقع ضمن إستهداف أمريكا لاحتكار الغذاء كما البترول لممارسة الضغط على الدول الأخرى وتحقيق الرفاهية لشعبها ، ولقربه من الأسواق الآسيوية وأوروبا وأفريقيا. خاصة وأن السودان لديه الإكتفاء الذاتي من زراعاته التي تطورها الحكومة من خلال مشاريع عدة ضخمة ممولة من الدولة في مختلف أنحاء البلاد ، بل وتصدير بعض منتجاتها للخارج .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif كما تجهد الحكومة السودانية في جر الأقنية وتوليد الكهرباء لمساعدة المزارعين وتسهيل أعمالهم ؛ وهذا مايغيظ الإسرائيليين والأمريكان الذين ينظرون إلى السودان كأرض واسعة تفيض عن حاجات شعبه وتحتاج إلى جهدهم لنهبها ، كما نظروا سابقاًُ إلى فلسطين كأرض بلا شعب تحتاج إلى تدخلهم للإستيلاء عليها وقتل شعبها وتشريده.
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif لذا فإنهم لايتركون السودان لحاله بسعيهم الدائم لخلق المشاكل الداخلية فيه لتعويق نهوضه على كل الصعد وانهياره ، خاصة ، وأنه كان قد قطع شوطاً كبيراً في صناعة الدواء فعمدت أمريكا إلى تدمير مصنع الشفاء لديه نهاية التسعينات وقتل من فيه لوقف إنتاجه ، مع نجاح تسويق وفاعلية الدواء المنتج ، بحجة أنه مصنع للمواد الكيماوية ليتبين خطل ذلك بعد التحقيق .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif لذا فإن المحكمة الجنائية الدولية ليست سوى مشروع سياسي صهيوني أمريكي هدفه تقويض السودان بزرع الفتنة فيه والإقتتال الداخلي لوضع اليد عليه مع إستمرار التدخل في شؤونه وخلق الفوضى فيه . ولن يكون لتلك المحكمة مصداقية أو قبول إلا بتقديم محاكمة حكام تل أبيب على سواهم بما اقترفوه من إجرام وقتل بحق الشعب الفلسطيني .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ولقد جاءت مذكرة أوكامبو نتيجة مشاحنات دموية إنفصالية أندلعت في إقليم دارفور السوداني . وبتتبع الأحداث نجد أن أمريكا كما الصهيونية العالمية هي وراء كل تلك المشاحنات والحركات الإرهابية التي طالت السودان لتمزيقه إلى أن انتهت بمذكرة الجلب الأخيرة .
http://forums.moheet.com/images/smilies/confused.gif ولكن يبقى السؤال الملح والمحير لماذا السودان وهو البعيد عن الحدود الفلسطينية ؟
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif قرار سياسي بهذا الحجم لإعتقال رئيس دولة عربية لن يلقى قبولاً أو تأييداً إلا إذا كان صادراً برغبة أو وحي أمريكي ، فما هي المشكلة بين أمريكا والسودان ؟
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif حيثيات الإجابة متشابكة ومعقدة مع الرجوع إلى الحالة الإقتصادية والمالية للولايات المتحدة الأمريكية أواخر القرن المنصرم اللتان أخذتا بالتدهور لأسباب عدة . فمصانعها بدأت تعاني صعوبات في تصريف إنتاجها مع ضعف أسواقها الخارجية وتراجعها أمام تنافس أسعار السلع الإغراقية الصينية التي غزت أسواق العالم ووصلت للأسواق الأمريكية نفسها في منافسة غير متكافئة مع منتجاتها ، مما أجبر كبار الرأسماليين فيها على نقل مصانعهم إلى الصين وإنتاج السلع الرخيصة الثمن لتدني الأجور الى الحدود الدنيا مقارنة مع أجور اليد العاملة الأمريكية ،التي إنعكست بطالة وتفاقماً لنسب الجريمة داخل المجتمع الأمريكي وتراجعاً إقتصادياً متنامياً ، يتنازعهم كابوس مقلق من تكرار أزمة الكساد العالمي التي عاشوها فيما مضى فبدأوا يبحثون عن مخرج لأزمتهم المستجدة الغير متوقعة ، بإعادة إحياء الإستعمار القديم بصيغ وأقنعة جديدة للإستيلاء على ثروات الأخرين تعويضاً لإنكفاء إقتصادهم وتراجعه وتزايد البطالة لديهم .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ورغم فشل تجربة الإتحاد السوفياتي واندثار فلسفة الشيوعية الروسية فإنهم لجأوا إلى كتب كارل ماركس اليهودي فخلصوا إلى عبارة "الدين أفيون الشعوب" بما تحمل من تضليل للعامة فاستحسنوها لإعادة بعث أفكار لحركات بطابع إسلامي موالي لهم ، أُنشأت خلال الإحتلال البريطاني للعالم العربي للتصدي لأي محاولات وطنية لبعث الروح القومية التوحيدية تماثلاً بتركيا أو أوروبا وقتذاك .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif واعتبرت وفاة عبدالناصر وأداً للقومية العربية ودفناً لها ببعدها وعمقها العربي الوحدوي والإسلامي . وتم دعم الحركات الدينية الموالية لهم كما أسلفنا ، بمليشياتها العسكرية المعادية بطبيعتها لقصور فهمها وإدراكها للخط القومي الوحدوى التوحيدي للأمة العربية مع جهلها لمقاصد الشريعة الإسلامية ، التي لاتتوافق أوتتلائم بالمحصلة وتطلعاتهم نحو السلطة والحكم ، كما مقاصد السيرة النبوية وسيرة عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ونهج الدولة الأموية في عمليات التوسع لنشر الدين الإسلامي على قاعدة عربية بحتة لإرساء رسالة التوحيد نقية خالصة من وثنيات الشعوبية .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ومع فهم الأمريكيين لمقاصد الدين في ترسيخ العروبة على أساس قومي إعزازاً لحمل الرسالة الإسلامية للعالم أجمع بما تنطوي عليه من رسالة سلام إشتق منها أسم الإسلام ، كان عليهم تحوير هذا المفهوم وتحريفه والطعن به والإساءة إليه باحتواء مجموعة مأجورة من الجهلة بمقاصد الدين ورسالته الإنسانية تلبس الطابع الديني الإسلامي شكلاً لتمرير مخططاتهم في السيادة على الآخرين ، بتوجيه من المخابرات الأمريكية مطلع الثمانينات ،فكانت أحداث الحادي عشر من أيلول . فكان هذا الحادث المشؤوم فاتحة لقمقم الشر الذي كانت أمريكا قد هيأته قياساً مع ردود فعلها وتصرفاتها على أحداث هذا اليوم الدموي ، بإعلان جورج بوش الحرب الصليبية على العرب والمسلمين . فغزت أمريكا كلاً من أفغانستان والعراق في عمليات حربية معدة سلفاً ، وفق هدفين رئيسين أساسيين : تأمين أسواق لمنتجاتها ، والسيطرة على منابع النفط للتحكم بأسعاره وفق مصالحها.
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif لقد كانت أمريكا تعتقد كمستورد رئيس للبترول أن رفع أسعارهذه السلعة الحيوية قد يعوض عليها خسائرها مع تراجع أسواق منتجاتها الصناعية والزراعية ، كمُصدًر كبير لمشتقات النفط وصناعاته يتيح لها ارباحاً ضخمة . لذا غزت العراق الذي كان يعمد إلى بيع نفطه سراً ، لحاجته الماسة للمال مع وضع الأمم المتحدة يدها على موارده النفطية وبيعها لحساب الجهات المتضررة من غزو العراق للكويت ، بصورة غير شرعية بأقل من سعر السوق عدا الهبات المجانية بملايين البراميل لدول وأشخاص عدة ، بما عرقل الخطط الأمريكية للتحكم باحتكار وتسويق تلك المادة الحيوية ورفع أسعارها . وباحتلال العراق حققت أمريكا أهدافها وفقاً لتصورها في التحكم باسعار تلك السلعة ومسارها .
http://forums.moheet.com/images/smilies/frown.gif ولكن ظل هناك هدفاً آخرلأمريكا ، لإحكام السيادة على العالم ، وهو تقويض استراتيجة الأمن الغذائي لدى دول العالم الثالث للتحكم بقراراتها في الخضوع للإرادة الأمريكية بحيث تملي عليهم سياساتها وتفرض عليهم شروطها وبالتالي جعل بلدانها سوقاً محتكرة لسلعها . فتعدت أطماعها من التجارة بالمشتقات النفطية ووضع اليد على مصادرها إلى وضع اليد على مصادر الإنتاج الزراعي أيضاً واحتكار تجاراته كما هي حال منتوجات جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية ، فسعت بالتعاون مع إستراليا على تقنين تلك السلعة من المحاصيل واحتكار بذورها المؤصلة مع العمل على عقمنتها ( جعلها عقيمة) بالتلاعب في جيناتها ، بحيث تزرع لمرة واحدة دون مردود من البذور التي يجب أن يعاد شراؤها من الأمريكيين ، وفي ذلك تكلفة غير محتملة للمزارع ، مع دعاية غريبة مغرضة بأن البذور الزراعية لمعظم أنواع الحبوب أصلها من أمريكا وإستراليا وأن على الدول الآسيوية والأفريقية التوقف عن إنتهاك حقوق أمريكا وإستراليا بهذا الشأن ؟! وأنها قد تضطر إلى إصدار تشريعات من الأمم المتحدة تحظر استخلاص البذور من المحاصيل تحت طائلة العقوبات الدولية ؟!
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif قد يكون هذا منطقاً غريباً للقارىء ولكنه بالنهاية وجه جديد من وجوه الإستعمار الحديث الذي يعتمد على الإستيلاء على موارد الدول الأخرى .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ولكن مع وجود روسيا والصين والهند نشأت معادلة صعبة أعاقت تمرير هذا المشروع ليستبدل بمشروع إستعماري آخر لايقل عنه تسلطاً وهو مشروع " الحمائية "الدولية من خلال " منظمة التجارة العالمية " ،التي نجحت أمريكا منذ منتصف العقد الماضي في فرض شروطها على مائة وخمسون دولة معظمها من دول العالم الثالث ، والتي تتلخص بنودها بفتح أسواقها للسلع الزراعية الأمريكية دون أي حماية أو رسوم جمركية ، بأسعار تقل كلفتها عن مثيلتها في البلد المستورد ، مما يعني القضاء على زراعات دول العالم الثالث وبوارها مع عدم قدرة الزراعات المحلية الوطنية على منافسة الزراعات الأمريكية المدعومة من قبل الحكومة ، مقابل السماح لمنتجات الدول الموقعة على الإتفاقية بالتصديرإلى أمريكا أيضاً دون أي رسوم ؟ وفي ذلك خداع ظاهر لأن المقاييس والمواصفات الأمريكية لمستورداتها تجعل من المتعذر تصدير أي سلعة زراعية إليها إلا اللمم ، علماً أن دول العالم الثالث يكاد لايكفي إنتاجها لحاجاتها المحلية خاصة وأن معظمها مستورد للحبوب وعلى رأسه القمح .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif ضمن هذا السياق الراسمالي الإحتكاري فإن السودان يقع ضمن خانة الإستهداف الأمريكي لزعزعة إستقراره وتفتيته بهدف الإستيلاء على موارده وعرقلة الإستثمار العربي فيه . وهذا الإستهداف بدأ عقب مؤتمر قمة الخرطوم باللاءات الثلاث الشهيرة أواخر العام 1967 ، لاصلح ولااعتراف ولاتفاوض مع إسرائيل .
http://forums.moheet.com/images/smilies/eek.gif ولكن تدبيجة قرار القمة وقتذاك أثارت حفيظة الأمريكيين واليهود ولفت نظرهم إلى أهمية السودان بالنسبة لصمود العرب ، في مواجهة إسرائيل ، الذين أقروا دعم السودان لتطوير زراعاته وتمويلها في سبيل الإكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي للأمة العربية ، لخصوبة أراضيه ووفرة مياهه واتساع سهوله .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif وكان على أمريكا مواجهة هذا الخطر المستجد ، إن حزم العرب أمرهم ونفذوا وعودهم ، على ماتخططه في الإستحواذ على اسواق لمنتوجاتها بكل الوسائل والسبل إلى حد استعمال القوة المسلحة .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif وتلاقت الأهداف الإسرائيلية والأمريكية معاً وبدأت مشاكل السودان تتصاعد من جنوبه مستنزفة جهود الحكومة السودانية وواردتها في حرب دموية من مليشيات عسكرية إنطلقت من الجنوب لفصله مستغلة أغلبيته المسيحية التي لاتعترف بالعروبة كهوية لها ، أو اللغة العربية كأداة رسمية للتخاطب أو التعليم أو الإدارة في إقليمها بدعم من إسرائيل بالمال والسلاح .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif وامتدت الحرب لسنوات عدة ، إلا أن الحكومة السودانية نجحت في رأب الصدع مقابل حكم ذاتي في الجنوب تابع للحكومة المركزية وتعيين "سيلفا كير" قائد المليشيات الجنوبية نائباً لرئيس الجمهورية .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif وإذ لم يجف الحبر بعد عن تلك الإتفاقية الإيجابية التي أنهت نزيف الدم في الجنوب وعززت الوحدة السودانية ، إنطلقت أزمة إقليم دارفور من مليشيات مسلحة معادية للبشير مطالبة بالإنفصال عن الدولة بعد إكتشاف توفر النفط في اراضيه .
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif وكان من المفترض لهذا الصراع الدموى أن ينتهي في العام 2006 ، أي بعد ست سنوات من إندلاع الحرب ، بعقد إتفاقية سلام في أبوجا بوساطة أقليمية وغربية إلا أن المتمردين ، بتحريض من اليهود الصهاينة الذين يتبنون قضيتهم عالمياً في الإعلام الغربي ، رفضوا التوقيع وكان جوابهم ماقاله رئيسهم "عبد الواحد محمد نور " من أنه يريد للسودان أن يضع حداً لوشائجه العربية والإسلامية ! ولمحمد نور هذا ، وفق صحيفة الحياة ، بتاريخ 12/3/2009 ، مكتب في تل أبيب التي سبق أن زارها .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif أجد أنه من الضروري الإضاءة قليلاً والتعريف عما يجري في دارفور وفق تقرير القاضي " مولانا دفع الله الحاج يوسف " رئيس اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول وجود إنتهاكات في دارفور . وقد جاء في التقرير أن سكان دارفور البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة يملكون مليون قطعة سلاح أدت إلى تأجيج الصراع والمنازعات بين مختلف القبائل ذات الأصول الأفريقية والعربية ، وتوقف مشروعات التنمية وتزايد أعمال السلب والنهب . وخلصت اللجنة إلى توصيف المشكلة التي أورد منها بعض الفقرات الرئيسية كالآتي :
· وقعت إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان شارك فيها كل أطراف النزاع بدرجات متفاوتة .
· ماحدث في دارفور لايرقى إلى توصيفه بالإبادة الجماعية ولايشبه ماحدث في كمبوديا أو رواندا.
· ثبت للجنة أن الأرقام التي تتحدث عن القتلى أرقام مبالغ فيها ، بالمقارنة ماأوردته وسائل الإعلام العالمية .
· ثبت للجنة حدوث تهجير قسري في بعض المناطق حينما قامت مجموعات عربية بتهجير قبيلة الفور من بعض تلك القرى بعد حرقها ، وهو الأمر الذي اعتبرته اللجنة يخل بالتوازن المعروف ، وكونت لجنة للتحقيق في هذه الملابسات .
· زارت اللجنة مئات القرى التي تم حرقها بواسطة المتمردين ، التي تدور ملابسات كثيرة حول حرقهم ﻠ"80" مركز شرطة وقتلهم "500" شرطي فيها ، مما فتح الباب واسعاً لبعض القبائل لتصفية حساباتها مع القبائل الأخرى.
:( أما في المقابل فإن اللجنة الدولية قد تجاهلت تقرير اللجنة الوطنية ، وأصرت في تقريرها الذي استندت إليه المحكمة الجنائية في إصدار مذكرتها ، على أعمال الإبادة الجماعية والجرائم بحق الإنسانية بشخص الرئيس السوداني .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif إن مشكلة دارفور رغم كل تداعياتها ليست سوى وسيلة أو أداة للتشهير وتقويض النظام السوداني وتقسيمه وإخراجه من محيطه العربي مع إثارة الإشكالات الطائفية والمذهبية والعرقية والقبلية والأثنية فيه مع كثرة تنوعه وتعدد ثقافاته ، كما إثارة العداء بينه وبين مصر بالنزاع على منطقة حلايب الحدودية من خلال قوى سياسية داخلية معينة طمعاً في الإستيلاء على السلطة مع فصله عن المسار المصري دون إدراك خطورة هذا الأمر على الأمة العربية ، إلى حد مناداة بعضهم بسيلفا كير رئيساً للجمهورية بديلاً عن البشير؟
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif إن عنف المؤامرات ضد السودان هي بهدف الإستيلاء على اراضيه الخصبة من قبل الشركات الأمريكية الصهيونية لاستثمارها وتسويقها لمختلف أنواع الزراعات لرخص الأيدي العاملة فيه وغزارة إنتاجه . وهي تقع ضمن إستهداف أمريكا لاحتكار الغذاء كما البترول لممارسة الضغط على الدول الأخرى وتحقيق الرفاهية لشعبها ، ولقربه من الأسواق الآسيوية وأوروبا وأفريقيا. خاصة وأن السودان لديه الإكتفاء الذاتي من زراعاته التي تطورها الحكومة من خلال مشاريع عدة ضخمة ممولة من الدولة في مختلف أنحاء البلاد ، بل وتصدير بعض منتجاتها للخارج .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif كما تجهد الحكومة السودانية في جر الأقنية وتوليد الكهرباء لمساعدة المزارعين وتسهيل أعمالهم ؛ وهذا مايغيظ الإسرائيليين والأمريكان الذين ينظرون إلى السودان كأرض واسعة تفيض عن حاجات شعبه وتحتاج إلى جهدهم لنهبها ، كما نظروا سابقاًُ إلى فلسطين كأرض بلا شعب تحتاج إلى تدخلهم للإستيلاء عليها وقتل شعبها وتشريده.
http://forums.moheet.com/images/smilies/mad.gif لذا فإنهم لايتركون السودان لحاله بسعيهم الدائم لخلق المشاكل الداخلية فيه لتعويق نهوضه على كل الصعد وانهياره ، خاصة ، وأنه كان قد قطع شوطاً كبيراً في صناعة الدواء فعمدت أمريكا إلى تدمير مصنع الشفاء لديه نهاية التسعينات وقتل من فيه لوقف إنتاجه ، مع نجاح تسويق وفاعلية الدواء المنتج ، بحجة أنه مصنع للمواد الكيماوية ليتبين خطل ذلك بعد التحقيق .
http://forums.moheet.com/images/smilies/cool.gif لذا فإن المحكمة الجنائية الدولية ليست سوى مشروع سياسي صهيوني أمريكي هدفه تقويض السودان بزرع الفتنة فيه والإقتتال الداخلي لوضع اليد عليه مع إستمرار التدخل في شؤونه وخلق الفوضى فيه . ولن يكون لتلك المحكمة مصداقية أو قبول إلا بتقديم محاكمة حكام تل أبيب على سواهم بما اقترفوه من إجرام وقتل بحق الشعب الفلسطيني .