تعليم المستقبل يغزوه عالم الديجيتال – السبوره الديجيتال
يكشف معرض “سيبت” للكومبيوتر والعوالم الرقمية المنعقد حاليا في مدينة هانوفر الالمانية، جانبا هاما من تقنيات المستقبل التي ستدخل حياة الناس قريبا، ذا ستدخل فصول التلاميذ الدراسية في المدارس والجامعات الى عالم الديجيتال، وستتحقق ثورة في عالم الدراسة تحل فيها السبورة الديجيتال محل السبورة السوداء المتعارف عليها، كما ستختفي الطباشير البيضاء وستصبح اثرا من الماضي.
ميونيخ: في احد اقسام المعرض شيدت شركة ميكروسوفت مثالا حيا لفصل المستقبل وكيف ستسير فيه الامور، احد المدرسين يقف امام السبورة التي اتخذت شكل شاشة كبيرة، وتتراص على حوافها عدد من النوافذ فيما يشبه شاشة الكومبيوتر، عندما يحرك المدرس اصبعه تجاه احد هذه النوافذ تتحرك بسرعة كبيرة الى المكان الذي يحدده ومن ثم تفتح ويظهر امام التلاميذ المحتوى الذي يريد ان يشرحه المدرس.
ليس هذا فقط انما ستكون مقاعد الدراسة و مكاتب التلاميذ في الفصل رقمية ايضا، سطح المكتب سيكون مزود بخاصية الاتصال بالانترنت وايضا بالصور التي يمكن تغيرها بلمسة الاصابع او تكبيرها و تصغيرها،كذلك يمكن للتلاميذ تصميم اعمال الجرافيك على الشاشة امامهم وتصغير او تكبير النصوص، وسيكون المكتب مزود بجهاز كومبيوتر صغير يرتبط باجهزة الفصل كلها ويصبح بامكان التلاميذ ان يكون بينهم اتصال مباشر والاطلاع على ما يكتبون واي ضغطة علي اي جهاز حاسوب في الفصل ستظهر امام الاخرين، سيصبح ايضا بمقدور الطلاب ارسال رسائل عبر الانترنت والدخول في محاورات فيما بينهم.
يقول اخيم برغ، مدير فرع شركة ميكروسوفت في المانيا، “نريد ان نسبق المستقبل وننتهز فرصة هذا المعرض لنعرض المقدرة الاليكترونية الفائقة في تصميم الفصول الدراسية المستقبلية، التي ستساهم بشكل فعال في تنمية قدرات التلاميذ، ويضيف ان من شان ذلك ان يعطي رسالة للمجتمع ولاسيما للمدرسين والطلاب ان عوالم التكنولوجيا اصبح لابديل عنها. كما نريد منح الثقة لطلاب المدارس والجامعات في تبني الحواسيب وبرامج الكومبيوتر المختلفة لان ذلك سيساهم في حثهم على الابتكار وتطوير هذه التقنية، مؤكدا ان شركة ميكروسوفت تريد بناء اجيال من المهتمين بالابتكارات والاختراعات.
ان نظرة داخل احد فصول المستقبل في المعرض تظهر فرحة الاطفال وهم يتحسسون كل شئ داخل الفصل، والتفت مجموعة منهم حول احد المكاتب الديجيتال وراحوا يحركون اصابعم على الشاشات الصغيرة التي انتظمت علي سطح المكتب، آخرون التفوا حول شاشة وهم يبحلقون في عوالم ومجرات الفضاء اللامتناهية وآخرون يبحثون ويدققون في جغرافية احدى القارات على سطح الكرة الارضية.
تؤكد انيتا بلوتنر، مدرسة ترافق مجموعة من اطفال احدى المدارس القادمين من برلين لرؤية هذه الفصول الدراسية، “استطيع القول ان الاطفال بعد ان قاموا بتجربة هذه الفصول الرقمية هم اكثر زوار المعرض سعادة”، وتستطرد قائلة بعد وقت من التفكير “لازال امامنا وقت كبير للتعليم، فآفاق المعرفة لاتنتهي”.
التعليم السريع
ليلي طالبة مدرسية تبلغ من العمر 11 عاما تجلس في سعادة امام شاشة الكومبيوتر على مقعد دراسي في نفس الفصل وتقول “اعتقد انه شئ رائع اننا جئنا الى هنا، لقد راينا هذا الصباح صور حية من اسبانيا واستطعنا مشاركة احد الفصول الدراسية هناك، ان كل شئ في فصول المستقبل يتم بسرعة كبيرة، نحن لسنا في حاجة الى ان يقوم المدرس بطبع الاوراق وتوزيعها علينا، كل شئ موجود على الشاشات امامنا، لانحتاج الى التدوين كما كنا نفعل في دفاترنا المدرسية، كما انه علينا فقط الاشارة على الاجوبة الصحيحة.
يرى الخبراء في المعرض انه لازال هناك متسع من الوقت حتى يتم تعميم هذه التقنية الجديدة، الا انه قبل نشر هذه التقنية لابد ان تتوافر ورش الصيانة الكافية لهذه الفصول، لذلك فان هناك وقت كافي حتى يتم الانتهاء من هذه الخطط، اضافة الى ان ذلك يتعلق بسؤال هام عن مدى توفر السيولة الكافية في المدارس والحكومات لتعميم هذه التقنيات، التي ولاشك ستساعد في بناء اجيال اكثر قدرة على الاستيعاب.