صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 35

الموضوع: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayEd

  1. #1
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    Post انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayEd


    .
    شبكة الميلان العربية
    : إستكمالا ً لما بدأته شبكة الميلان العربية منذ 9 سنوات في مواكبة كل مايستجد ويتعلق بنادي الميلان , ها نحنُ الأن نواكب
    معكم أخر الأحداث والمُستجدات .. ففي الأيام الماضية كان كتاب زلاتان إبراهيموفيتش هو الحديث المفضل للجميع في إيطاليا وحتى في أوروبا عامة
    نظرا ً لمايتوقع ان يحتويه الكتاب الذي تم إطلاقه قبل ثلاثة أيام بشكل رسمي في الأسواق السويدية , من أحداث مهمة وتصاريح مثيرة وقصص عن
    تاريخ النجم السويدي إبراهيموفيتش , مهاجم نادي الميلان .. الكتاب بالفعل كان على مستوى التطلعات .. وأحتوى على العديد من الفصول المثيرة في
    قصة النجم السويدي الكبير .. لهذا قررت إدارة قسم الأخبار , وضع هذا الكتاب بين يدي جماهير الميلان العربية , من خلال ترجمة الكتاب على شكل
    أجزاء سوف يوضع كل جديد منها هُنا في قسم الأخبار بإستمرار .. الكتاب يحتوي على العديد من الفصول , وسوف نبدأ في ترجمة كل فصل في جزء
    مستقل حتى نصل إلى النهاية في هذا الموضوع الذي سيكون الموضوع الرسمي للنسخة العربية الكاملة من كتاب : أنا زلاتان إبراهيموفيتش ..


    - معلومات الكتاب -

    # الكتاب تم إصدارة بالتعاون مع الكاتب السويدي : ديفيد لاغيركرانتز !
    # الكتاب مكون من 300 صفحة .
    # عدد فصول الكتاب : 28 فصل , وكل فصل تحدث فيه إبرا عن موضوع مستقل .
    # موعد إطلاق الكتاب كان في 11 نوفمبر 2011 .
    # الكتاب مترجم بثلاث لغات فقط : الإيطالية - السويدية - النرويجية .
    # الكتاب لن تتم ترجمته إلى اللغة الإنجليزية .
    # الكتاب يحتوي على فصل خاص بالصور التي أضيفت بإختيار من زلاتان نفسه .



    طريقة العرض : كل رد في هذا الموضوع سيحتوي على فصل خاص , على ان تستكمل الفصول في 28 ردا ً , ويكون الرد رقم 29 في هذا الموضوع
    هو رد خاص لسرد جميع الصور الحصرية والخاصة , والتي إحتواها كتاب النجم السويدي , مهاجم نادي الميلان , زلاتان إبراهيموفيتش ..

    المصدر

  2. #2
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Jag Är Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayE


    # الفصل الأول ( بيب غوراديولا ) !



    - جاء إلي غوراديولا بعد ماوصلت , بـ بذلة رمادية , وبمزاج متعكر .. لم يبدو لي بأنهُ مرتاح .. كان لدي إعتقاد مسبق عنه بأنهُ مدرب جيد , بالتاكيد ليس
    بجودة كابيلو أو مورينهو .. لكنني كنت أعتقد انهُ على مايرام .. كان هذا الحديث قبل فترة طويلة من بداية الحرب معه .. كان ذلك في خريف 2009
    وكنتُ حينها أعيش حلم طفولتي , أنا في النادي الأفضل في العالم , ولقد تم إستقبالي من قبل 70 ألف مشجع في الكامب نو .. كنتُ أمشي على
    الغيوم .. في الحقيقة لم تكن كل الأمور سهلة لأن بعض الصحف بدأت تكتب الهراء وتقول بأنني " الولد السيء " وما إلى ذلك .. لكن بكل الأحوال
    هذا لم يكن مهما ً .. الأهم انني هُنا في البرسا .. مع هيلينا والأولاد كان لدينا بيت جميل في دي يوبريغات وكنتُ أشعر بحالة جيدة .. مالذي يمكن
    أن يكون سيئا ً في مثل هذه الظروف ؟!

    - غوارديولا قال لي : " أنت , نحن هُنا في برشلونة نعيش الواقع ونعمل بتواضع " .
    - " بالتأكيد , حسنا ً " .. هذا ماقلتهُ له ..
    - ثم قال لي : " كما أننا هُنا لانأتي إلى التدريبات بـ سيارات فيراري أو بورش " .

    - إنصدمت قليلا ً , ومن ثم بدأ الغرور يتحرك بداخلي وتحدثت لنفسي " ماهي علاقتك بسيارتي وما أفعلهُ بها ؟ " .. ومن ثم فكرت أيضا ً : " ماذا
    يريد ؟ ماهي الرسالة التي يريد أن يوصلها لي ؟
    " .. صدقوني لست من ذلك النوع الذي يحب إظهار قوته من خلال القدوم بسيارات فاخرة وما إلى
    ذلك , لكنني أحب السيارات .. هذا هو شغفي .. وبكل الأحوال انا فهمت شيئا ً من بعد تلك الكلمات : إبرا , لاتظن أنك النجم الكبير وحدك !

    - كانت لدي فكرة مسبقة عن أن برشلونة أشبه بمدرسة , بمعهد .. اللاعبين كان رائعين , ولم تكن هناك اي مشكلة معهم , كما ان ماكسويل كان
    هُناك ايضا ً .. صديقي في أياكس وانتر ميلان سابقا ً .. لكن بكل صراحه , لم يكن أيا ً من النجوم الكبار يتصرف وكأنهُ نجم كبير : تشافي , أنيستا ومعهم
    ميسي جميعهم كان يتصرفون وكأنهم في مدرسة أطفال , كان الأمر غريبا ً .. أفضل لاعبي العالم يؤمرون وينحنون فورا ً .. لم أفهم الأمر , كان سخيفاً
    حقا ً .. في إيطاليا عندما يقول المدرب : إقفز .. النجم يسأل : لماذا يجب ان نقفز ؟

    - بدأت بالتفكير : مالذي يحصل ؟ .. لكنني قررت بأن لا أستند على أحكام مسبقة , لهذا بدأت التأقلم .. كنت شخصا ً أكثر من لطيف , لم يكن الأمر
    جميلا ً .. رايولا وكيل أعمالي وصديقي سألني : " زلاتان , ماذا بك ؟ لم أعرفك حقا ً " .. لم يكن أحد يعرفني , لم أكن سعيدا ً بل على العكس , منذ أن
    كُنت في مالمو لم تكن لديه هذه الفلسفة , كنت أعمل وفقا ً لطريقتي .. لم أهتم أبدا ً بما يقوله الناس عني .. لم أشعر بأنني من المثاليين أبدا ً لأنني
    أفضل الشخص الذي يقود سيارته عبر الخطوط الحمراء إذا فهمتم ما أعنيه ..

    - رغم ذلك , لم أكن على طبيعتي .. لم أقل ما أريدهُ .. كان الأمر مقرفا ً لدرجة بعيدة .. كنت اقود سيارة الأودي , وأنتظم هُناك كأنني في مدرسة
    أطفال .. أقوم بوضع سيارتي في المواقف كما يفعل زملائي .. كان الأمر مملا ً حقا ً .. زلاتان إبراهيموفيتش الحقيقي لم يعد موجودا ً , وهذا لم يحدث
    منذ أن ألتقيت لأول مرة بجموعة من الفتيات بعد ان تركت بورغاسكولان ودعوتهم وانا البس قميص رالف لورين , وكاد ان يصيبهم الجنون لذلك ..

    - بدأ الموسم , وبدأت أسجل الأهداف .. فزنا بكأس السوبر الأوروبي .. سطعت وهيمنت .. لكنني كنتُ شخصا ً أخر .. شيء ما حدث , لاشيء جدي
    لكن , رغم ذلك هناك شيء حدث .. كان الأمر خطيرا ً صدقوني , فأنا يجب ان أغضب لكي ألعب بشكل جيد .. يجب ان أصرخ لكي أعيش .. لكنني بدلا ً
    من ذلك كنت أكبت هذا الامر داخلي ..

    - ربما ان للصحافة دور في ذلك , لا أعلم .. كنت ثاني أغلى إنتقال في تاريخ كرة القدم , والصحف بدأت تكتب عني كثيرا ً .. كان يقولون بأن أعاني من
    مشاكل منذ طفولتي وان لدي خطأ في شخصيتي .. وكل هذه التفاهات .. لكن للأسف كان لها وزن حينها , لأنه في برشلونة لايمكنني أن أخالف ما
    بدأته .. كنت قادر على أظهار من أنا , لكنني لم أفعل , وهذا أغبي شيء قمت به .. في الملعب أستمريت بتقديم الأداء الرائع , لكنني لم أعد حقا ً
    أستمتع بما أفعل ..

    - فكرت حتى في الإعتزال ! بالتأكيد لم أكن أفكر بكسر عقدي لأنني محترف , لكنني فقدت الرغبة تماما ً .. ومن ثم جاءت العطلة الشتوية , وقمت
    بإستئجار دباب ثلجي .. لأن الحياة ثابته , أردت بعض الحركة .. كنت دائما ً أقود وكأنني غبي .. سبق وأن أحرقت سيارتي البورش وقدت بسرعة 325
    وهربت بعيدا ً عن الشرطة .. فعلت الكثير من الأشياء المجنونة التي أود التفكير فيها حقا ً .. لكن حاليا ً انا في وسط الجبال الثلجية مع أقوم بالتزلج
    في وسط الصقيع وأحظى ببعص المتعة ..

    - بعد ذلك كله فجأة دب بعض الأردينالين : قادم من زلاتان القديم أخيرا ً : لماذا يجب علي ان احتمل هذا الوضع ؟ لماذا يجب ان أحتمل تفاهات مدرب
    أحمق ؟ لدي المال وأستطيع الإعتناء بأسرتي وأن أحظى بالمتعة بدلا ً من فعل ذلك .. كنت قد عشت فترة جميلة بهذه الأفكار , لكنها لم تدم طويلا ً ..

    - عندما عدت إلى أسبانيا ضربت عاصفة ثلجية .. كان يبدو بأنها عاصفة قوية .. كانت ذلك بالفعل .. بدأ وأن الأسبانيون لم يروا الثلج طوال حياتهم , نحن
    في السويد في وسط الجبال نرى الثلج في كل مكان .. رايولا - الرجل المليء بالدهون - صديقي السمين إن لم تعرفوه , تجمد هو وقميصه الصيفي
    وركب معي في الأودي .. إنطلقنا إلى الجحيم , لأنه اثناء القيادة فقدنا السيطرة على السيارة وإرتطمنا بجدار خرساني وأتلفت كامل الجزء الأيمن من
    السيارة .. العديد من زملائي تعرضوا لحوادث أيضا ً , لكن حادثي كان الأسوأ .. فزت بجائزة تخص حوادث السيارات ايضا ً وضحكنا كثيرا ً بسبب الأمر ..
    كنت انا زلاتان في بعض الأحيان .. شعرت بأنني شخص لائق في مناسبات عدة ..

    - فجأة ظهر ميسي بعد ذلك .. ميسي رائع , لايصدق .. لم أعرفه بشكل خاص , لكنهُ يختلف عني كثيرا ً .. لقد جاء إلى النادي وهو بعمر الـ13 عاماً
    ولقد تعود على ثقافة النادي ووضعية الإلتزام وكأنه في المدرسة ومن هذا الهراء .. لعب الفريق كلهُ يتمحور حوله .. وهذا أمر طبيعي في الحقيقة
    لأنه لاعب رائع حقا ً .. لكن الأن انا جئت إلى برشلونة , وسجلت اهدافا ً أكثر منه ..

    - ميسي ذهب إلى غوراديولا وقال : " لا أريد ان ألعب في خط الوسط بعد الأن , أريد ان اكون متقدما ً في الوسط " .. كنت انا في العمق , لكن بيب
    غير تكتيكة فورا ً من 4-3-3 إلى 4-5-1 .. معي انا في المقدمة وخلفي ميسي .. أصبحت في الظل , لأن ميسي خلفي مباشرة وكل الكرات كانت
    تصله وتخرج منه ولم أتمكن من اللعب بطريقتي .. على الورق , كنت يجب ان أكون حرا ً , فأنا استطيع صنع الفارق في كافة المستويات .. لكن بكل
    بساطة غوراديولا قام بالتصحية بي ..

    - هذه هي الحقيقة .. غوارديولا حجم مكاني , حسنا ً , أستطيع ان أكون في مكانه , وأقول : أنهُ ميسي , وهو النجم الأكبر , يجب ان استمع له ..
    لكن لايمكن أن تسير الأمور بهذه الطريقة , انا ايضا ً سجلت العديد من الأهداف وكنت رائعا ً .. كيف يمكنه ان يبرمج فريقه على لاعب واحد .. ولماذا
    ايضا ً قام بشرائي إذا كانت هذه هي القضية ؟ .. لايمكن لأحد ان يدفع هذه الأموال لكي يخنقني كلاعب .. غوراديولا كان عليه ان يفكر فينا جميعا ً
    وليس بميسي وحده ..

    - بكل تأكيد , الأجواء في الإدارة بدأت تتوتر .. كنت أغلى صفقة في تاريخ النادي , لكنني لم أشعر بحال جيد في الخطة الجديدة , كنت مكلفا ً للغاية
    على ان تتم التضحية بي .. تيكسيكي المدير الرياضي للنادي جاء إلي وقال : " إذهب وتحدث مع غوراديولا , تبين منه " .. لم أحبذ الفكرة لأنني كلاعب
    أقبل بمركزي .. لكن حسنا ً , لايهم , سأفعل وأتحدث معه .. أحد اصدقائي قال لي : " زلاتان , يبدو بأن نادي برشلونة قاموا بشراء فيراري , لكنهم
    يقودونها وكأنها فيات
    " .. فكرت , وقلت .. حسنا ً سأذهب فهذه حجة جيدة .. غوارديولا قلل من أهميتي كلاعب كبير في فريقه ..

    - ذهبت له في التدريبات .. في الملعب .. وكنت متأكدا ً من شيء واحد : لم أكن أفكر في إشعال حرب , كنت اريد النقاش فقط , وبدأ الحوار ..

    - قلت له : " لا أريد الشجار , لا أريد حربا ً .. أريد فقط ان أن أناقشك " ..
    - قال لي : " جيد , فأنا أود التحدث إلى اللاعبين " ..
    - قلت له : " أسمع , أنت لاتستخدم إمكانياتي جيدا ً .. إذا كنت تريد لاعب يسجل الأهداف فقط , لماذا لم تشتري إنزاغي او أي هداف أخر , انا أريد
    بعض المساحة , أريد ان أكون حرا ً في الهجوم .. لايمكنني ان أتحرك للأمام وللخلف في العمق فقط .. أريد ان أتمركز حرا ً لأن وزني 98 باوند ولا أملك
    الإمكانيات البدنية لما تطالب به
    " ..
    - رد وقال : " أعتقد انهُ يمكنك ان تلعب بهذه الطريقة " .
    - قلت له : " لا , من الأفضل ان تضعني في دكة البدلاء , سأتفهمك مع كل الإحترام .. لكن أن تضحي بي في الملعب لأجل لاعبين أخرين , هذا لن
    يتم .. أنت حقا ً قمت بشراء فيراري وتستعملها وكأنها فيات
    " .
    - غوراديولا إنصدم قليلا ً .. ومن ثم قال : " حسنا ً , ربما كانت غلطتي .. سأعمل على إيجاد حل لذلك " .

    - كنت سعيدا ً , لأنني أعتقدت حقا ً انهُ سوف يعمل على إصلاح هذه الوضعية .. لكن بدلا ً من ذلك بدأ بتجميدي .. كان بالكاد ينظر لي , وانا شخصيا ً
    لاتهمني مثل هذه الأمور في الحقيقة .. وبالرغم من إستمراري في نفس المركز , الا انني أستمريت بالتألق مع الفريق .. سجلت العديد من الأهداف
    مع الفريق - ليست بتميز أهدافي في إيطاليا - لأنني لم أعد إبرا كادبرا كما في السابق .. لكنني رغم ذلك واصلت , وضد ارسنال , سيطرنا عليهم
    في البداية وكانت عشرين دقيقة رائعة .. سجلت هدفين , رائعين .. ولم أفكر في غوراديولا , كنت أجري فقط .. لكن بعد ذلك قام بإخراجي , وجاءت
    بعد ذلك أهداف أرسنال - هدف وأثنين ومن ثم التعادل .. كانت حماقة ..

    - بعد ذلك عانيت من إصابة في الكاحل .. وعادة المدربين يقلقون بشأن إصاباتي .. زلاتان المُصاب عامل قلق لأي نادي .. عادة المدربين كان يقلقون
    بشأني وبشأن اللاعبين المصابين عموما ً .. لكن غوراديولا كان متجمدا ً في علاقته معي .. غبت لمدة ثلاثة أسابيع , ولم يسأل ولو لمرة : " كيف حالك
    زلاتان ؟ هل أنت مستعد للمشاركة في المباراة المقبلة ؟
    " .. لم يكن يقل لي حتى " صباح الخير " .. كان يتجنبني .. كنتُ أدخل الغرفة وهو فورا ً يخرج
    منها ! مالذي يحدث ؟ لماذا كل هذا ؟ فكرت كثيرا ً .. ماهو الخطأ الذي قمت به ؟ هل انا غريب على المجموعة ؟ كدت ان أجن من التفكير .. لم أكن قادراً
    حتى على النوم .. فكرت في الأمر لأنني لم أكن بحاجة لحب غوراديولا , لا , كنت سعيدا ً لأنهُ يكرهنني في الحقيقة لأنني أحب الإنتقام .. لكن الأن
    أنا فقدت التركيز تماما ً ..

    - تحدثت إلى اللاعبين .. ولم يفعل اي شخص اي شيء حيال الموضوع .. تحدثت إلى هنري : هو رائع , فهو أفضل هداف في تاريخ المنتخب الفرنسي
    وكان لايزال مُبهرا ً .. كان على الدكة , وكانت لديه مشاكل مع غوارديولا : " هنري , بيب لايقوم حتى بتحيتي , ينظر إلى فقط , مالذي حدث ؟ " ثم قال
    لي هنري : " ليست لدي اي فكرة " .. بدأنا بعد ذلك بالمزح حول هذا الأمر في التدريبات .. كان هنري يقول لي : " زلاتان , هل إستقبلت نظرة اليوم ؟ "
    ومن ثم ارد عليه : " لا , اليوم رأيت ظهره " .. كان يرد : " تهانينا , هذه خطوة للامام " .. هذه الأمور ساعدتني قليلا ً نعم .. لكنني بالرغم من ذلك متوترا ً
    وغير سعيد .. كنت اسأل نفسي في كل يوم , وفي كل ساعة : مالذي حدث ؟ ولم أحصل على أي إجابة .. لا أحد يملك شرحا ً كافيا ً لما حصل ..

    - لم أتمكن من مواجهته , كان يتجنبني .. عندما ألتقيه , يلتف ويرحل .. كان يبدو خائفا ً في الحقيقة من النظر في عيني .. نعم , كنت استطيع أن
    أقوم بحجز موعد للإجتماع به واسألة : لماذا كل هذا , وماهي المشكلة ؟ .. لكن أبدا ً , لم أكن لأفعل هذا طوال حياتي .. فأنا قد منحته مايكفي .. لقد
    كانت مشكلته .. لم يوضح لي اي شيء .. أعتقد انهُ غير قادر على التعامل مع الشخصيات القوية .. هو يريد فقط ان يحظى بأطفال مدرسته , والأسوأ
    من ذلك انهُ يهرب من مشاكلة .. لم يكن يجرؤ على النظر في أعينهم .. وهذا ماجعل الأمر أسوأ ..

    - بعد مشكلة البراكين في أيسلندا .. لم تكن هناك اي رحلات جوية .. وكان يجب علينا ان نذهب إلى ميلانو لمواجهة الإنتر .. شخصا ما نصح ورأى أن
    نرحل بالباص .. كانت تبدو فكرة جيدة , لكنها كانت رحلة كارثية .. أستغرقنا 16 ساعة للوصول إلى ميلانو ونحن مُنهكين تماما ً .. كانت مباراتنا الأهم في
    الموسم لأنها في نصف النهائي .. خاصة انا كنت استعد لصافرات الإستهجان من جماهير الإنتر , فريقي السابق .. لم تكن لتزعجني , بل على العكس
    أمور كهذه تشجعني .. كنت اعتقد انهُ لايجب القلق وأن غوراديولا قد يتمكن من التضييق على مورينهو ..

    - وبالحديث عن مورينهو , فهو نجم رائع وكبير .. سبق وان فاز حينها بالأبطال مع بورتو , وكان مدربي مع الإنتر .. كان رائعا ً .. في أول مرة إلتقاني فيها
    توجه إلى زوجتي هيلينا وهمس في أذنها : " لديك مهمة واحدة : وفري كل شيء لزلاتان , دعيه ينام , إجعليه سعيدا ً " .. الرجل يقول كل مايريده حقاً
    وانا أحب هذا .. أنهُ قائد جيش .. لكنهُ ايضا ً يهتم لـ لاعبيه .. كان يسألني في كل الأوقات عندما كنت في الإنتر عن حالتي وشعوري .. أنهُ المُضاد لبيب
    في الحقيقة .. إذا كان مورينهو يشعل غرف الملابس بحديثه , فغوراديولا كان يرغمك على إغلاق عينيك .. ولقد خمنت من البداية ان غوراديولا يحاول
    أن يقيس نفسه مع مكانة مورينهو ..

    - غوارديولا قبل المباراة قال : " لن نلعب ضد مورينهو , سنلعب ضد إنتر " .. كنا نستمع له ونحن نعرف بأننا لن نلعب كرة القدم مع مدرب الخصم , بعد
    ذلك بدأ بالحديث والفلسفه في بعض الأمور الغير مُجدية .. كنت بالكاد استمع له .. ولماذا يجب علي ان استمع لهذا الهراء ؟ كانت فلسفة خالصة عن
    العرق والدم والدموع وهذه الأمور .. لم يسبق وان سمعت مدربا ً يتحدث عن مثل هذه الأمور ..

    - في تدريباتنا الأخيرة على السان سيرو , تغيرت الأمور وجاء إلي :

    - قال : " زلاتان , تستطيع ان تلعب منذ البداية " ؟
    - قلت له : " بالتأكيد , انا جاهز " .
    - ثم قال : " لكن هل أنت جاهز حقا ً ؟ " .
    - " نعم , انا بحالة جيدة " .
    - كرر مرة أخرة : " هل أنت جاهز ؟ " .
    - كان فعلا ً وكأنهُ ببغاء يكرر الأمر .. ردد عليه بطريقة مباشرة : " أسمع , كانت فعلا ً رحلة سيئة , لكنني بحالة جيدة , الإصابة شُفيت تماما ً وانا
    مستعد لتقديم كل مالدي للفريق
    " .

    - كان يبدو بأن لديه بعض الشكوك , لكنني تركته .. بعد ذلك إتصل مينو رايولا .. رايولا دائما ً يراوغ الصحفيين , في السويد يقولون بأن مينو صورة سيئة
    عن رايولا .. وأنهُ وأنه .. لكنني سأخبركم ماهو رايولا ؟ أنهُ عبقري .. لقد سألني : " ماذا تفعل يارجل " .. لم يكن أحد منا يفهم مايحصل .. لكن رغم ذلك
    بدأت أساسيا ً .. وسجلنا الاهداف .. لكن المباراة قُلبت 3-1 .. وكنت قد خرجت من الدقيقة الـ 60 .. لقد كانت حماقة ايضا ً .. كنت غاضبا ً جدا ً .. من تلك
    الخسارة خصوصا ً .. لكن وضعيتي الحالية ساعدتني .. لأنه في أيام اياكس عندما نخسر , قد أغضب لأيام وأسابيع .. لكن حاليا ً لدي هيلينا والأطفال
    وهم يساعدونني على تخطي هذه المشاكل ..

    - تخطيت الأمر وركزت على العودة في الكامب نو .. مباراة الأياب كان مسالة حياة أو موت وكنا نجهز لها يوما ً بعد الأخر .. كان هناك ضغطا ً جنونيا ً
    حقا ً .. كنا بحاجة لفوز كبير للتأهل .. فزنا بهدف دون مقابل , ولم يكن كافيا ً .. بعد اللقاء كان ينظر إلي غوراديولا وكأن الذنب ذنبي لوحدي .. خرجنا من
    دوري الأبطال .. وبعد ذلك قلت لنفسي : المعركة اصبحت شرسة , والبطاقات تم كشفها جميعا ً .. شعرت بأنهُ غير مرحب بي في النادي .. كنت اشعر
    بالغثيان عندما اقود سيارتهم الأودي , وعندما أجلس في غرف الملابس واستقبل نظرات غوراديولا الذي كان ينظر إلي على انني غريب .. لم يكن
    حكيما ً أبدا ً في تعامله .. كان صخرة وجدار , لاتستقبل منه اي اشارة للحياة .. لم أكن أشعر بأنني زلاتان إطلاقا ً ..

    - بعد ذلك واجهنا فياريال , ولقد جعلني ألعب لخمسة دقائق .. وهذا ماجعلني أغضب بشكل جنوني .. ليس لأنني جلست على الدكة , لا , أستطيع
    تقبل الأمر إذا كان المدرب سيواجهني كرجل ويقول لي : زلاتان , أنت لست جيدا ً بما فيه الكفاية , إجلس على الدكة .. لكن غوراديولا لم يقل اي شيء
    أبدا ً , ولا حتى اي كلمة .. كنت قد غضبت حقا ً , ليس لأنني اردت القتال فقط , لكن لأنني حاولت كل شيء معه ولم يجدي نفعا ً .. لم أكن أقاتل في
    أي مكان في برشلونة الا في الملعب , ولم يجدي الأمر ..

    - لهذا ذهبت إلى غرف الملابس وان غاضب وبرأسي فكرة مجنونة , كنت اقول بأن خصمي أمامي الأن , وقد أقوم بخدش رأسة الأصلع .. لم يكن هناك
    الكثير من اللاعبين في غرف الملابس , كان هناك توريه وبعض اللاعبين .. دخلت ورأيت صندق المعدات الصغير وركلته .. تناثر في الغرفة , لكنني لم
    أكتفي بعد , بدأت بالصراخ بشكل جنوني : " انت شخص جبان لايملك الشجاعة " .. ثم قلت ايضا ً : " انت تخاف من مورينهو , وتعملها في ملابسك
    أمامه , إذهب إلى الجحيم
    " ..

    - كنت مجنونا ً تماما ً , وغوراديولا بدلا ً من ان يرد بأي كلمة مثل : " أهدأ " لم يتفوه بأي كلمة .. فقط إكتفى بجمع المعدات التي تناثرت ومن ثم خرج
    من غرف الملابس .. الوضع كان جنونيا ً في الباص .. الجميع كان يسأل : " مالذي حدث ؟ " .. قلت لهم : " لا شيء " .. كنت غاضبا ً لأشرح لهم .. أستمر
    الوضع على ذلك لأسابيع .. غوراديولا قام بتجميدي ومن دون اي شرح ..

    - بعد ذلك سألت نفسي : انا بعمر الـ 28 عاما ً .. سجلت 22 هدفا ً وصنعت 15 هدفا ً فقط في برشلونة .. هل يجب علي تقبل هذا الوضع ؟ قدمت كل
    شيء وحاربت من أجل التأقلم لكن لاشيء في النهاية .. هل يجب ان استمر بضبط نفسي ؟ مستحيل !

    - عندما جاءت مباراة الميريا , وأدركت بأنني سأكون إحتياطيا ً .. تذكرت مقولة : " في برشلونة لانأتي للتدريبات بسيارات الفيراري والبورش " وقلت
    في نفسي : " لماذا لا أفعل ما أريد , على الأقل سأكسر قوانينا ً تافهه " .. قفزت إلى سيارتي الإنزو , وعبئتها بالوقود .. وقدتها إلى أمام مقر التدريبات
    وركنتها هُناك .. حدثت ضجة كبيرة .. الصحف كتبت أن قيمة هذه السيارة هي مجموع رواتب لاعبي الميريا .. لكنني لم أهتم .. الصحافة كانت عامل
    بسيط في الأمر .. فأنا قررت الإنتقام ..

    - كنت استطيع ان أقاتل في هذه الحرب , والجميع يعلم أنهُ بإمكاني ذلك .. صدقوني , سبق وان مثلك دور الشخص القوي كثيرا ً .. لكن بدلا ً من ذلك
    تحدثت مع رايولا لنضع بعض الترتيبات .. مع رايولا دائما ً مانلعب الألعاب السرية ونفكر بإفكار قذرة .. كنت قد اتصلت بأصدقائي ايضا ً كنت اريد ان تكون
    لدي عدة أراء لأحكم .. أصدقائي من روزينقارد عرضوا علي القدوم إلى برشلونة لتسوية بعض الأمور بطريقتهم , كانت فكرة جميلة , لكن بالتأكيد لم
    تكن هي الأفضل ..

    - بعد ذلك ذهبت إلى هيلينا وتحدثت معها .. أنها عالم أخر .. هي جميلة جدا ً وتستطيع ان تكون قوية أحيانا ً : " يجب عليك ان تكون على الأقل أبا ً
    مثاليا ً .. إذا لم يكن لديك فريق يشعرك بالراحة , تعال وشكل معنا فريقا ً خاصا ً
    " .. هذا ماقالتُ لي .. وكنت سعيدا ً بذلك .. كنت ألعب الكرة كثيرا ً مع
    أطفالي .. وبالطبع كان هناك العاب الفيديو التي تعتبر مكانا ً اخر اسعد فيه ..

    - ألعاب الفيديو كانت اشبه بالمرض بداخلي .. كنت مندمجا ً تماما ً فيها .. لكن بعد سنوات من اللعب فيها عندما كنت في الإنتر , وعندما كنت اتي إلى
    التدريبات وانا نائم لساعتين او لثلاثة فقط .. وضعت قانونا ً لنفسي : لا لألعاب الفيديو بعد العاشرة مساءا ً .. لم يكن علي ان اضيع وقتي .. كان يجب أن
    أهتم في أمور الجانب الأخر في ذلك الأسبوع .. الجانب الأفضل في حياتي .. كنت أحوال نسيان وضعيتي في النادي , لكن عندما يأتي المساء وأكون
    مستلقيا ً , تبدأ الأفكار الغاضبة تذكرني بغوراديولا .. وترغمني على التفكير بالثأر والإنتقام .. كان الجانب المظلم .. لكن رغم ذلك لم تكن هناك نقطة
    للرجوع في الأمر .. كان ذلك هو الوقت المناسب للوقوف وإستعادة شخصيتي القديمة ..

    ولهذا يجب ان تتذكروا جيدا ً : " بإمكانك أن تخرج الطفل من الحي الذي نشأ فيه , لكن لايمكنك أن تخرج عقلية ذلك الحي من الرجل " !


  3. #3
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Jag Är Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayE


    الفصل الثاني ( حصلت على الدراجة ) !



    - أخي أعطاني دراجة عندما كنت طفلا ً , دراجة من نوع Bmx .. أطلقت عليها أسم " فيدو ديدو " .. وهو أسم شخصية كرتونية كنت معجب بها كثيرا ً
    لأنهُ صاحبها كان ولدا ً قويا ً ورائعا ً وكان لديه شعر شائك .. بعد فترة من حصولي عليها , سرقت دراجتي في روزينجارد حيث كنا نسكن .. والدي غضب
    كثيرا ً وذهب يبحث عنها بقميصه المفتوح , وبأذرعته المكشوفة .. والدي كان من ذلك النوع الذي يقول : لا أحد يتعرض لأبنائي , لايمكنه أن تؤخذ أشياء
    أبنائي
    .. لكن بالرغم من ذلك لم يتمكن من فعل شيء حيال الموضوع لأن الدراجة قد ذهبت فعلا ً .. فيدو ديدو إختفت , وانا أنهرتُ تماما ً حينها ..

    - بعد ذلك بدأت أسرق الدراجات .. أصبحت متمرسا ً في هذ الأمر .. أكسر الأقفال بسهولة وأهرب مسرعا ً بالدراجة .. في غضون دقيقة أكسر القفل
    ومن ثم تصبح الدراجة مُلكي .. كنت سارق للدراجات , وهذه أول خطواتي .. في الحقيقة كانت تصرفات بريئة جدا ً .. لكن في بعض الأحيان أقوم
    بدراسة الأمر جيدا ً .. في أحد المرات لبستُ لباسا ً أسودا ً بالكامل , ودخلت في زقاق مُظلم وبقاطع كبير وضخم للأقفال .. وتمكنت من سرقة دراجة
    عسكرية بنجاح .. لقد كانت دراجة رائعة , وأحببتها .. بالإضافة إلى السرقة , كنت أقوم بحماقات كثيرة , كنت اركض وأرمي البيض في النوافذ واقوم
    بالكثير من الإزعاج لمن هم حولنا ..

    - كنت أفشل في مرات قليلة .. ومن أحد المرات المُحرجة جدا ً , كنت مع صديقي في متجر فيسلز في ياقيرسرو .. كنت نتمشى في الصيف ونحن
    نرتدي ملابس بأكمام طويلة , كنا أغبياء تماما ً .. سرقنا مضارب للتنس وحاجات سخيفة أخرى .. " كيف تريد أن تدفع ثمن هذه " .. هذا ماقالهُ لنا أحد
    الحراس عندما أمسك بنا عند البوابات قبل ان نخرج .. في الحقيقة أخرجت النقود من جيبه وقلت : " سندفع هذه " .. لكن في الحقيقة ذلك الرجل
    لم يكن يمتلك روح الدعابة .. صدقوني .. بعد ذلك قررت أن أكون أكثر إحترافية .. أعتقد انني كنت ذكيا ً في تلك المرحلة ..

    - كنت فتى صغيرا ً بأنف طويل .. وبصعوبات كبيرة في النطق .. كانت هناك مدرسة تأتي للمدرسة وتحاول ان تعلمني كيف ترديد حرفي الـ S وحرف
    الـ I .. أعتقد ان ذلك الأمر كان محرجا ً للغاية .. كنت أعتقد انني بحاجة لتطوير نفسي .. لكن المشكلة هي أنني لم أكن قادرا ً على الجلوس في مكان
    معين لمدة ثانية واحدة .. كنت أتحرك في كل مكان , أركض في كل مكان .. وكأنه لم يكن بالإمكان ان يحدث اي مكروه بالنسبة لي , فقط أركض ..

    - كنا نعيش في أحد أحياء روزينجارد خارج مدينة مالمو .. وبالتأكيد هناك الكثير من الأعراق المختلفة .. كان هناك الكثير من الصوماليين , الأتراك
    وبعض الزنوج , والبولنديين والعديد من الجنسيات بالإضافة إلى السويديين .. كنا نعيش في الطابق الرابع حينها , والأمور كانت صعبة جدا ً في منزلنا ..

    - لم نكن نتعامل بقانون الحب والتعاطف في البيت , لانعرف العناق وهذه الأمور .. لا أحد يسألك في البيت : " كيف حالك اليوم زلاتان الصغير ؟ " أبدا ً
    لم أسمعها من أحد .. لا أحد يسالك عن واجباتك الدراسية ولا أحد يستفسر عن إذا ماكان لديك مشاكل .. كنت أعيش بمفردي , ولم يكن هناك اي
    فرصة لكي أقوم بالنواح , خاصة وأن كان الأمر سخيفا ً .. كانت هناك مخاطر كبيرة , عصابات وأعمال تخريبية وبيئة سيئة حولنا ..

    - يوم ما في المدرسة سقطت من السقف , أسودت عيني وتعرض لعدة إصابات .. ذهبت إلى البيت أركض طمعا ً في أن يستقبلني أحدهم وان يقوم
    بغسل رأسي والإطمئنان علي .. وماحصلت عليه هو صفعة قوية , وكلمتين : " مالذي كنت تفعله فوق السقف " .. لم يقال : " زلاتان المسكين تعال
    هنا
    " .. بل قيل لي : " أيها الغبي , لماذا صعدت فوق السقف .. يالك من فاشل " .. أتذكر انني حينها صدمت كثيرا ً رغم معرفتي بكل شيء ..

    - والدتي لم يكن لديها وقت للراحة .. أبدا ً .. كانت تنظف ومن ثم تعمل على إطعامنا .. لكن لاشيء أكثر من ذلك , لأنها كانت تتعامل بأسلوب جاف معنا
    والمزاج كان سيئا ً في البيت بشكل عام .. لا أحد يقولك لك وأنت تأكل : " عزيزي , ناولني الزبدة من فضلك " .. لا أبدا ً .. بل يقال لك : " أعطني الزبدة
    ايها الغبي
    " ..

    - أمي كانت تعامل في مغسلة .. كانت تبكي كثيرا ً .. كنت متعلقا ً بها كثيرا ً رغم كل شيء .. كان تعمل وتنظف لمدة 14 ساعة في اليوم , أمضت
    حياتها بالدموع .. كنا نسعدها أحيانا في العمل ونقوم بتفريغ الجيوب لها , وأحيانا ً نجد بعض النقود .. لكن غالبا ً ما نعطيها لأمي ..

    - كانت أمي تناضل كثيرا ً .. كانت توفر لنا الملاعق الخشبية لأننا لانجيد إستعمال الملاعق المعدنية .. أتذكر أنني في أحد المرات رميت أحد الملاعق
    على النافذة وتسبب في خدس كبير فيها .. عندما علمت أمي بالأمر جن جنونها لأن هذا سيكلفها المال : ضربتني بملعقة الطعام الكبيرة - بانق بوووم
    ومن ثم لم ألمس الملاعق بعدها إطلاقا ً .. لا أعلم .. أمي أحيانا كان يصيبها الجنون , في أحد المرات كانت تلاحقني بـ بالمعجنة الكبيرة , لكنني خفت
    وهربت .. ومن ثم تحدثت مع أختي سانيلا بهذا الأمر ..

    - سانيلا , هي الأخت الشقيقة الوحيدة .. أكبر مني بسنتين .. إنها فتاة قوية .. كانت تعتقد انهُ يجب ان نقوم بتهدئة أمي دائما ً : وإلا فإنها سوف تستمر
    بالغضب وملاحقتنا وتوجيه الضربات لرؤوسنا : اللعـنة ! .. لهذا قررنا ان نذهب لإيكيا ونقوم بشراء هدية لأمي في أعياد الميلاد , أتذكر اننا قمنا بشراء
    أشياء تحبها السيدات , قيمتها لاتتجاوز 3 كرونا سويدي تقريبا ً ..

    - لا أعتقد ان هذا شكل فارق معها , لأنه لم يكن لديها هامش لهذه الأمور , فقد كانت تنفق كامل قوتها ومالها على طاولة طعامنا , كنا بعدد كبير في
    المنزل .. بالرغم من أن أخوتي من أمي أختفوا لاحقاً من المنزل .. وبقي فقط أخي الصغير كيكي معنا.. كان يجب ان يكون الأشقاء الكبار هم من
    يحملون مسؤولية الصغار , لكن الصعوبات كانت موجودة في كل إتجاه .. كنا نجلس على طاولة الطعام المعروف , المعكرونة مع الكاتشب .. كنت أكل
    مع عمتي هانيفا , وهي أول من جاء من العائلة إلى السويد ..

    - لم أكن قد وصلت إلى عمر السنتين عندما تم الطلاق بين أمي وأبي .. لا أتذكر شيئا ً عن تواجدهم سويا ً .. أعتقد ان الأمور والطلاق نتيجة طبيعية
    لأن الزواج لم يكن جيدا ً .. أمي تزوجت أبي غالبا ً لكي تحصل على تصريح الإقامة , لهذا الإنفصال كان حتما ً سيأتي , وأعتقد ان بقائنا مع والدتي أمر
    طبيعي جدا ً بعد كل هذا .. بالرغم من هذا كنت اشتاق لأبي .. كنت أقابلة مع سانيلا في كل نهاية أسبوع .. لدي العديد من الذكريات المرحة معه ..
    كان يذهب بنا إلى بيلدام سباركن ويشتري لنا الهامبورغر والأيس كريم ..

    - في أحد المرات أبي قرر أن يقدم لنا هدية كبيرة , وأشتري لي انا وسانيلا أحذية من نايكي , كلفت 20 كرونا .. كان حذائي أخضر , وحذاء سانيلا
    باللون الوردي .. اتذكر ذلك جيدا ً .. كان والدي قد حصل على وظيفة جيدة , لهذا كان يأتي لنا عندما يحصل على مرتبه ونحظى بوقت ممتع معه في
    الحقيقة .. لم يكن أحد في روزينجارد لديه مثل أحذيتنا , لكي تدركوا مدى صعوبة الأمر حينها .. والدي كان يمنحنا ايضا ً بعض الدولارات من أجل أن
    نحصل على البيتزا والكوكاكولا ..

    - سانيلا كانت متفوقة مع مجموعتها الدراسية في الجري , كان والدي فخورا ً بها ويحرصها على القيام بالتدريبات : " حسنا ً سانيلا , بإمكانك أن
    تقومي بعمل افضل
    " .. كانت هذه هي فلسفة أبي : " يجب ان لاتتوقف عن التحسن " ..

    - في أحد المرات , كنا في السيارة .. والدي لاحظ شيئا ً ما حول شقيقتي .. سألها وهي كانت تحاول مقاومة البكاء : " مالذي حدث ؟ " .. لكنها لم تقم
    بإخبارة .. لكنهُ طرح السؤال مرة أخرى وأصر .. ومن ثم أخبرته .. ليس من المهم الدخول في التفاصيل , فهي قضية تتعلق بسانيلا , لكن والدي كان
    مثل الأسد , عندما يتعلق الأمر بأبناءه , فإنهُ يصبح متوحشا ً جدا ً .. خاصة عندما يتعلق الأمر بإبنته الوحيدة ..

    - لم أكن أفهم كل مايجري لأنني كنت في التاسعة .. كان ذلك في مطلع 1990 .. لكنني أدركت ان هناك شيئا ً خطيرا ً يحدث في البيت ولاحقا ً
    عرفت بأن أختي من أمي كانت تتعاطى المخدرات وكان تخبئها في المنزل .. فوضى عارمة حدثت بسبب ذلك الأمر .. ولم تكن المشكلة الوحيدة , حتى
    أمي تعرضت للسجن بسبب أنهُ خدعت من قبل بعض الأصدقاء .. الذين طلبوا منها إخفاء بعض المجوهرات , والتي تبين لاحقا ً انها مسروقة , لهذا
    تم القبض على أمي .. كان شعورا ً غريبا ً وأتذكر انني كنت اسأل الجميع : " أين أمي .. ولماذا إختفت ؟ " ..

    - بعد هذه الأحداث أتذكر بأنني بكيت .. ومن ثم ركضت خارج البيت لكي أبتعد عن هذه الأمور .. أنتهى بي الأمر في الملعب أركل الكرة .. لم أكن
    الأفضل حينها في ركل الكرة , كنت أحد الصعاليك الذين يجرون خلف الكرة فقط .. كانت لحظات مجنونة .. رغم ذلك بدأت اتعلق بكرة القدم , وبدات انا
    وأصدقائي نلعب بشكل دائم .. أصبحت الكرة هي الشيء المفضل لدي .. كنت ألعب في المزراع وفي الشوراع وفي كل مكان ..

    - دخلت في مدرسة رايدن انا وسانيلا .. كنت في المرحلة الثالثة وسانيلا في الخامسة .. كنت قد بدأت اتصرف جيدا ً .. وايضا ً سانيلا التي نضجت
    بشكل كبير وتحملت المسؤولية وبدأت تهتم بكيكي , لقد إعتنت بنفسها وبنا ايضا ً في المنزل .. لم يتم إستدعائنا لمدير المدرسة ابدا ً , وفي أحد الأيام
    تم إستدعائنا بشكل مفاجيء ومخيف .. لا أعرف لكنني أتذكر انني خفت كثيرا ً وسألت سانيلا : ماذا يريدون ؟ هل مات أحد ؟ .. كنت ارتجف ولكن عندما
    وصلنا للمدير , وجدت ابي هناك يريد ان يأخذنا لنكي نمرح .. والدي كان يمزح كثيرا ً .. لكن ذلك الأمر لم يكن مضحكا ً .. هذا يوضح لي ان الأجواء كانت
    متوترة جدا ً حينها , خاصة عندما يتعلق الأمر بأبي وأمي .. في ذلك الحين لم أفهم الأمر , لكن الأن وانا أكتب هذا الكتاب , أؤكد انني أدركت جيدا ً ..

    - في نوفمبر 1990 .. كان هناك تحقيقا ً إجتماعيا ً من قبل أحد المفوضين .. والدي كانت لديه حق حضانتي انا وأختي سانيلا .. لأن بيئة أمي لم تكن
    مناسبة لنا .. يجب علي القول ان هذا ليس بسببها .. بل بسبب اشياء اخرى .. فهي عانت كثيرا ً من المشاكل التي كانت بسبب سوء حظها .. كانت
    تبكي كثيرا ً , لم تكن موفقة مع رجالها الذين تزوجتهم .. ولم تريد ان تفقدنا إطلاقا ً .. كان ذلك سيقتلها .. نعم , كانت تضربنا وكانت قاسية معنا لكن
    كانت تحبنا كثيرا ً .. نشأت في بيئة صعبة وقوية وقاتلت من أجلنا .. وأعتقد أن والدي كان يفهم الأمر جيدا ً .. جاء إليها بعد الظهر في أحد الأيام وقال
    لها : " يوركا , لا أريدك أن تفقديهم " .. لكنهُ حذرها بعبارات شديدة , وأبي لايستهان به في مثل هذه الأمر : " من الأفضل ان تفعلي ذلك , وإلا لن
    تريهم مجددا ً
    " ..



    - لا أعرف ماحدث بعد ذلك , لكن سانيلا ذهبت وعاشت مع ابي لعدة اسابيع وانا بقيت مع امي .. لم يكن خيارا ً صحيحا ً , لأن سانيلا لم تشعر بحال
    جيد مع ابي .. أتذكر انني واياها وجدنا ابي نائما ً على طاولة مليئة بالخمور والشراب .. " أبي أستيقظ , أستيقظ " .. كنا نناديه لأننا لم نعرف مالذي
    حصل له .. توقعنا انهُ قد تجمد , فقمنا بتغطيته بـ بعض الأغطية لكي يسخن جسمة .. لم نكن نفهم .. لكن سانيلا لاحظت أكثر مني أن ابي لم يكن
    طبيعيا ً .. كنا نتسائل لماذا يفعل هذا .. كان يصرخ على سانيلا بعدما يشرب وأعتقد انه كان يخيفها .. لم تريد ان تبقى عنده أبدا ً , لأنها افتقدتني كثيرا ً
    وكانت تريد امي .. وانا على العكس , اردت الذهاب مع ابي .. في أحد المرات كنت لوحدي ولم أستطيع البقاء , إتصلت بأبي : " أبي , لا أريد ان أبقى
    هنا في المنزل .. اريد ان ابقى معك
    " .. والدي قال لي : " تعال .. سأرسل تاكسي لك حالا ً " .. ومن ثم ذهبت هناك مع أبي في منزله ..

    - في مارس 1991 .. حصلت أمي على حضانة سانيلا , وابي حصل على حضانتي .. إفترقت انا وسانيلا على الرغم من أننا لطالما كنا قريبين من
    بعضنا البعض .. حتى ونحن بعيدين عن بعضنا البعض , كنت نتواصل بشكل كبير .. اليوم هي مصففة شعر , وعندما يأتون إليها الناس في الصالون
    الخاص بها , يقولون : " يالهي , أنتي مثل زلاتان " .. ترد عليهم دائما ً كما تقول : " هراء , زلاتان هو من يشبهني وليس العكس " .. إنها فتاة قوية ..

    - والدي شفيق , رحل من روزينجارد إلى فارهين في مالمو , كنت معه , كنت اعرف بأنه مستعد للموت من أجلنا , لكنني لم أتوقع ان الحياة معه
    بهذا الشكل .. كنت اعرفه أبا ً يأتي في إجازة الأسبوع ويشتري الهامبورغر والأيس كريم .. لكن الحياة معه مختلفة .. أعتقد ان هناك شيئا ً ما كان
    ينقصه بكل وضوح .. ربما إمراة .. كان هناك تلفاز في البيت , أريكه , خزانة كتب , وسريرين .. لاشيء أكثر .. لم أكن اشعر بالراحة .. كانت علب
    البيرة على الأرض .. لم يكن هناك تنظيم ابدا ً في حياتي معه , كان يفعل الشيء ويقول بأنهُ سيكمله غدا ً لكنه لايفعل .. كان والدي مجنونا ً في
    الموسيقى اليوغوسلافية .. كان يأتي وبجيبة الكثير من الأشياء السخيفة وهو يضع السماعات .. لديه الكثير من الإسطوانات الخاصة بـ الموسيقى
    اليوغوسلافية .. كان يعيش عالمة الخاص في أغلب الأحيان ولايحب الإزعاج .. كان يحمل هاتفه الخاص , وكان يطرد أصدقائي ويقول لهم يجب
    ان لاتأتوا إلى هُنا ..

    - أحد أشقاء والدي جاء ليسكن معنا لفترة معينة .. تحدثت معه عن عدم إرتياحي , ومعاناتي مع أبي في البيت , لكنهُ لم يفهم شيئا ً , لم يلبث
    طويلا ً قبل ان يتشاجر مع والدي .. إستمريت انا ووالدي بالتنقل ولم نبقى في نفس المكان .. الغريب ان والدي لم يكن لديه العديد من الأصدقاء فكان
    يجلس وحيدا ً على الأريكه ويشرب الخمر .. كنت أفكر في إستعمال هاتفه , لكنني لم أتمكن من الإتصال بأصدقائي ..

    - البيت كان خاليا ً , والأهم الثلاجة كانت خالية دائما ً .. كنت أخرج ألعب كرة القدم واسرق الدراجات .. وأعود متعبا ً وجائعا ً كالذئب , وقبل ان افتح
    الثلاجة اقول : أرجوك , أرجوك , أريد ولو شيئا ً بسيطا ً بداخلك .. لكن لا .. أفتحها ولا أجد شيئا ً .. وعندما أجد شيئا ً , أجد اشياء معتادة : حليب , زبدة
    خبز .. وفي أحسن الأحوال عصير موضوع في حاويات عربية , لأنها كانت الأرخص .. بالإضافة إلى البيرة بكل تأكيد .. كارلسبيرغ .. وفي أحيان كثيرة
    لا أجد في الثلاجة سوى البيرة فقط .. كان هناك ألم بداخلي من تلك المرحلة لن أنساه .. أسألوا هيلينا , فأنا أخبرها عن ذلك دائما ً ..

    - في أحد الأيام أبني فينسنت كان يبكي لأن الطعام لم يجهز بسرعة كافية , كنت أنظر له وأتذكر كيف كنت أجري من الجوع في كل الأزقة أبحث
    عن شيء أكله .. كنت احيانا ً اركض لبيت امي , لم تكن ترحب بي دائما ً .. : هل جئت لتأكل كل مافي البيت وتهرب ؟ .. لكن بكل الأحوال كنا نساعد
    بعضنا البعض ..

    - والدي كان متقلب معي بسبب الشراب , كان يشرب كثيرا ً والبيرة كانت متواجدة في كل مكان في البيت , في بعض الأحيان أعرف انهُ من غير
    المجدي الطلب منه , خاصة عندما يشرب , وأحيانا يكون كريما ً ويمنحني بعض النقود .. كنت اشتري علبة لبان , ويمنحوني معها ثلاثة صور لـ لاعبين
    كبار .. كنت أتحمس : أووه ساحصل على صورة من , مارادونا ؟ .. لكن يخيب أملي غالبا ً .. خاصة إذا ماحصلت على صور نجوم مملين من السويد
    لا أعرف عنهم شيئا ً ..

    - في مرحلة ما فقدت صبري وبدأت الشجار مع ابي حول وضعيته : " أبي , انت تشرب كثيرا ً " .. كانت تحدث مشاجرات كبيرة جدا ً , وكان الصراخ
    يتعالى من البيت عندما يشرب , كان يهددني إذا تكملت : " سأطردك من البيت " .. لكنني لم اتوقف عن الجدال معه لأنني اردت ان اظهر انه بإمكاني
    أن أتحدث عن نفسي .. كان يشتمني , لكنهُ لم يضربني أبدا ً أبدا ً .. حسنا ً , مرة وحيدة رفعني لمسافة قدمين في الهواء ومن ثم أطاح بي على
    السرير بسبب سانيلا .. لكنهُ رغم كل ذلك , وبعد ان كبرت أدركتُ انهُ الشخص الألطف في العالم , أخي كان يقول لي : " والدي يشرب لكي يتجاوز
    أحزانه
    " .. وعلى الرغم من ان هذا لا يخبر الحقيقة الكاملة , الا ان والدي عانى كثيرا ً من الحرب ..

    - الحرب ! لم أفهمها .. لم أكن اعرف شيئا ً عنها .. والدي كان منخرطا ً فيها .. فجأة أرى والدتي تلبس الأسود حزنا ً , ومن ثم بعض العلامات التي
    لا أفهمها .. جدتي ماتت بإنفجار قنبلة في كرواتيا , وكان هناك نعي كبير لها .. بالنسبة لي , لم يكن يزعجني مايحدث لأنني لم أفرق بين الصرب وبين
    الكروات وبين البقية .. لكن المشكلة الأكبر كانت لوالدي ..

    - والدي جاء من بيليينا من البوسنة وحصل على عمل هنا , لكنهُ ترك أصدقائه وعائلتهُ هناك في البوسنة , بعد ذلك الصرب قاموا بإعدام وإغتصاب
    مدينة بيليينا بإكملها , قتلوا وأعدموا الكثير من المُسلمين هُناك .. ولا عجب ان والدي أطلق على نفسه لقب مسلم مرة أخرى .. لقد قتلوا الكثير
    من أصدقائة وأهله , وأستولوا على بيوتهم هناك , خاصة مستودع خاص لوالد ابي .. فهمت ان والدي لم يكن لديه الكثير من الوقت لأجلي , كان هناك
    دائما ً أمام التلفاز يتابع الأخبار .. يغلق الأبواب ويعاقر الشراب .. كنت اعيش عالمين مختلفين , عند ابي , الأبواب مغلقة وانا وهو فقط , مع امي كنت
    اعيش في فوضى , اناس قادمون وخارجون .. خاصة بعد ماإنتقلت للعيش في الطابق الخامس مع عمتي هانيفا , انا , سانيلا وكيكي ..

    - عندما عدت لأمي وعشت معها في المنزل الجديد الأمور كانت سيئة من جديد .. كنا نعاني من الكثير من المشاكل وهذه المرة أختي الغير شقيقة
    كانت تقتلنا بمشاكل المخدرات .. في أحد المرات فتحت البراد الخاص بأمي ووجدت المخدرات هُناك : " يالهي , مخدرات " .. جاء إلي أخي كيكي
    وأخبرته : " مخدرات في براد أمي " .. تفاجأ كثيرا ًُ : " اللعـنة , مالذي جاء بها هنا " .. ثم ظهرت أختي قبل ان نقوم باي شيء تجاهها وحاولت تهدئة
    أمي : " لاتقلقي , انها اشياء بسيطة " .. لكن كانت سنوات صعبة جدا ً , كان بإمكاننا ان نتعلم من بدياتنا ونكون ألطف , لكننا أستمرينا بالقسوة , أختي
    كانت قد ذهبت للمستشفى لمعالجة الإدمان , لكن في كل مرة كانت تخرج وتعود للهراء نفسه .. إلى ان حصلت مشكلة كبيرة بينها وبين امي
    وخرجت من المنزل لشقة صغيرة ..

    - أتذكر انهُ في أحد المرات , كنا نعتقد انها قد تجاوزت هذه المشاكل , كنت هناك معها أحتفل بعيد ميلادي , ولقد قامت بشراء هدية لي .. وأثناء ذلك
    الأحتفال , أردت الذهاب إلى الحمام في شقتها الخاصة .. أوقفتني فجأة ومنعتني وبدأت بالبكاء ..أدركت ان هناك شيئا ً ما وانها كانت تخبيء المخدرات
    في الحمام .. استمرت تلك المشاكل .. وكنت دائما ً أقول لنفسي : لديهم مشاكلهم , ولدي أشيائي : كرة القدم , دراجاتي , وأحلامي بـ محمد علي
    كلاي , وبروس لي ..

    - والدي كان لديه أخ أكبر منه يدعي صباح الدين , كان في يوغوسلافيا حينها .. كان ملاكم , كان موهوب حقا ً وكان يشكل أملا ً كبيرا ًُ للعائلة لأنه في
    ذلك الوقت كان قد حصل على بطولة يوغوسلافيا مع فريقه الخاص .. لكن فجأة بعدما تزوج وهو بعمر الـ 23 عاما ً ذهب ليسبح في نهر نيريتفا , حصلت
    لها بعض المشاكل في القلب وغرق .. تخيلوا حجم الصدمة لعائلة أبي ولأبي نفسه .. الذي تأثر كثيرا ً في الأمر .. لكنه اصبح اكثر تحررا ً بعد ذلك
    وأتذكر ان والدي كان يقتني جميع العاب الفيديو وبعض الأشرطة لـ بروس لي , محمد علي , تايسون وايضا ً جاكي شان ..

    - كان عمري 20 سنه عندما شاهدت أول فيلم سويدي , لم نكن نشاهد التلفاز السويدي , ولم اكن اعرف عن الأبطال السويديين ابدا ً .. خاصة الأبطال
    الرياضيين , لكن بالنسبة لبطل مثل محمد علي كلاي : أووه نعم .. يالهُ من أسطورة .. لم يكن يهتم لمايقال عنه , لم يكن يعتذر , كان بطلا ً كبيرا ً لي
    وأعتقد انني قررت ان اقلده .. كنت نتقاتل كثيرا ً في الحي .. ولاتراجع بعد ان تسمع بعض تلك الكلمات القبيحه .. كنا نقاتل خارج الحي كثيرا ً وعندما
    يحدث ذلك , فإن أبناء روزينجارد يتحدون جميعا ً ضد الخصوم الذين غالبا ً مايكونوا من العنصريين .. أتذكر بأنني رأيت أشخاص من روزينجارد يلاحقون
    شخص ما .. ومافعلتهُ هو انني ركضت بعد ذلك معهم , فقط لأنهم من نفس الحي ..



    - كنت اتأخر عند أمي في المنزل , وأعود إلى منزل والدي في منتصف الليل , كنت أمر بأحياء مظلمة وخطيرة , لطالما حصلت لي هناك العديد من
    المشاكل والمشاجرات مثلما كان يحصل مع ابي الذي أحيانا ً كان يدخل المستشفى بسبب ذلك .. كانت هناك أحياء تتواجد فيها أشكال مخيفة جدا ً
    وعندما كنت صغيرا ً مع أبي وأريد عبور تلك المناطق , كنت اركض بشكل مجنون , مع اسوأ دقات للقلب يمكنك سماعها .. كنت اعود للمنزل بأنفاس
    متهالكة .. وفي أحيان كثيرة تحصل معي مواقف سيئة , مثلا ً في أحد المرات , ذهبت انا وأبي وسانيلا إلى المسبح , لكن رأيت أحد زملائي ومن
    ثم ذهبت معه للبيت , حينما اردت العودة أمطرت بشكل غزير , توقفت هناك تحت المطر ولم اتمكن من الحراك .. عدت للبيت بعد معاناة وكنت قد
    أصبت بالحمى من البرد .. بقيت طويلا ً أتقيأ في السرير وأتلقى العلاج ..

    - لم تتحسن حالتي , وأبي الذي كان يشرب البيرة في كل الأوقات تفطن لذلك , وعاد ليكون الأسد مرة أخرى , لأن الأمر الأن يتعلق بأبنه , إتصل
    بالتاكسي وجلبه فورا ً , وضعني هناك وقال للسائق , كانت إمرأة : " إنطلقي ولاتتوقفين قبل المستشفى , أنهُ أبني , أنهُ كل شيء لدي , يجب أن
    لاتتوقفي عند أي أشارة أمامك , سأدفع كل الغرامات المالية وسأتولى أمر الشرطة , فقط إنطلقي
    " .. ولقد فعلت ذلك تماما ً ووصلنا لمستشفى
    مالمو .. لحق بي والدي بعد ذلك , كانت الدنيا قد أصبحت ظلاما ً بالنسبة لي , وأبي كان خائفا ً جدا ً .. لكن صباح اليوم التالي اسيقظت ووالدي كان
    بجانبي , وإنتهت الأزمة حينها ..

    - تجاوزت تلك المشكلة وعدت إلى البيت , وسريعا ً ماعدت إلى الركض والتحرك في كل مكان , كان هناك شيء يحترق في داخلي , وأبي كان
    يحذرني بأسلوب غير لطيف , تعلمت الكثير من التضحية .. أتذكر أن أبي ذهب بي إلى إيكيا لكي يشتري لي سرير جديد صغير .. بعد ماقام بشراءه
    لم يكن يملك المال لتوصيله للمنزل .. كان مبلغ بسيطا ً لكن لم يكن يملكه .. لهذا قرر ان يضع السرير على ظهري ! إنطلقنا طوال تلك المسافة
    حتى وصلنا وهو يساعدني على ذلك الأمر .. كان لديه هذا الأسلوب الغريب .. كان يلبس أحيانا ً ملابس رعاة البقر ويأتي إلى إجتماع الأباء في
    المدرسة .. كان الجميع يلاحظه : من هذا ؟ كان يخيفهم .. خاصة المدرسين الذين لم تكن لديهم الجرأة لمعاقبتي بسببه ..

    - بعد كل هذا .. ربما يسألني شخص ما : مالذي كنت ستفعله لو لم تصبح لاعب كرة قدم ؟ لا أعلم في الحقيقة .. ربما كنت سأكون مجرما ً ! نعم ..
    في ذلك الوقت كانت الجريمة تحيط بنا اكثر من اي شيء اخر .. كنت اسرق , واكثر ماكان يسرني أن والدي لم يكن يعلم بذلك الأمر .. كان يشرب نعم
    لكن لديه بعض الخطوط الحمراء : يجب على الرجل ان لايفعل الأشياء السيئة ومنها السرقة .. كان سيقتلني لو علم بأنني أحترفت السرقة حتى ..

    - في تلك المرة , عندما سرقت من متجر فيزلز مع صديقي وأمسك بنا الشرطي .. كنت محظوظا ً لأن أحد أصدقاء والدي ساعدنا وخرجنا من ذلك
    المأزق .. وعندما وصلت الرسالة للمنزل من أجل أبي : " زلاتان تم القبض عليه بسبب السرقة وووو " .. كنت قد رأيت الرسالة قبلها وقمت بإخفائها
    عنه .. وبعد ذلك أستمريت بالسرقة .. لذلك , نعم , الأمور كان يمكن أن تكون اسوأ .. لكن هناك شيء كنت متأكد منه : لم أقترب من المخدرات أبدا ً ..
    كنت ضد هذه الأشياء تماما ً .. كنت أسكب بيرة والدي في الحمام , وكنت ارمى علب السجائر الخاص بأمي .. كنت ضد تلك السموم .. شربت لأول
    مرة عندما بلغت الـ 18 فقط ..

    - بعد تلك المناسبة الأولى التي شربت فيها .. كان هناك العديد من المناسبات المتفرقة , لعل أكبرها عندما كنت احتفل بلقب الأسكوديتو مع اليوفي
    حينها شربت كثيرا ً ونمت في حوض الإستحمام .. تريزيغية , الثعبان , كان هو من حرضني على شرب الكأس تلو الأخر حتى إنهرت ..

    - من الأشياء الإيجابية في أنني كنت اكرة الشرب والدخان .. هو ان الشقيق الأصغر لي : كيكي , لم يقترب منهم أبدا ً , بسبب أنني كنت وسانيلا
    نتبعه ونحذره منها في كل الأوقات
    .. أعتنينا بأخينا الأصغر حقا ً .. بشكل عاطفي كما لم يسبق لنا أن وجدنا العناية .. كان يذهب إلى سانيلا ويجد كل
    الإهتمام .. ومن ثم يعود لي ويجد الإهتمام نفسه .. كنت متفرغ له وتحملت مسؤوليته ..

    - لم أكن عاطفيا ً فقط .. كنت عصبيا ً منذ صغري ايضا ً , وكنت اقوم بتلك الأمور القاسية وأتعامل مع زملائي بشد كبير .. هذه القسوة هي التي قد
    تجعلني اليوم أصاب بالجنون واغضب عندما يتعلق الأمر بـ أبنائي فينسنت وماكسمليان .. أعتقد القسوة اعطتني بعض الأمور الجيدة .. كانت لدي
    تلك الفلسفة المكونة من الإنضباط والتجاوز .. كنت اتحدث , ولا أتحدث فقط , بل كنت انفذ ما أتحدث به .. بإمكاني أن أكون الأفضل , وبإمكاني أن أكون
    مغرورا ً ايضا ً .. ليس لأن هذا مايجب ان يكون عليه النجم لا إطلاقا ً .. بربكم فأنا قادم من روزينجارد ! انا افعل ذلك لأنني أعتقد انني مختلف قليلا ً ..
    كنت فوضويا ً , مجنونا ً .. لكن كانت لدي شخصيتي الخاصة ..

    - لم أكن احضر على الوقت للمدرسة بشكل دائم .. كنت أرى بأنهُ من الصعب النهوض مبكرا ً , لكن رغم ذلك كنت احضر في بعض الاوقات وأقوم
    ايضا ً بإنهاء واجباتي المدرسية .. كانت أمي تحرص على ذلك وتهددني .. كنت جيدا ً في الحساب .. المدرس كان يعتقد انني كنت اغش .. نظريا ً لم
    أكن ذلك الطالب الذي تتوقعه منه نتائج مميزة , بل على العكس , كنت اقرب للطالب القريب من ان يطرد .. لكن رغم ذلك درست جيدا ً
    .. كنت أقوم
    بالمذاكرة قبل الإختبار , وفي يوم الأختبار انسى كل شيء .. كنت مشاغبا ً أقوم برمي الأقلام والمساحات على المدرسين ..

    - كنا نتنقل كثيرا ً .. لم نبقى لأكثر من سنه في مكان واحد , لهذا مع كل مدرسة جديدة كان المدرسين يكرهونني قبل ان يتعرفون علي بسبب بعض
    التصرفات .. كان يقولون لي : يجب ان تذهب إلى المدرسة التي تنتمي لها بالأساس .. ليس لأنهم حريصون على مستقبلي , بل لأنهم كانوا يريدون
    التخلص مني .. مع كثرة التنقل كان من الصعب تكوين الصداقات .. والدي ايضا ً كان منشغل عني بالحرب وبالشراب .. وكذلك بقية العائلة , لهذا كنت
    قد قررت ان اهتم بنفسي اكثر , وان لا أفكر في الفوضى التي تعيشها العائلة .. لأننا كنا نعيش الكثير من الأمور السيئة ..

    - فأختي كانت مدمنة على المخدرات , وبعد كل المحاولات لعلاجها .. إختفت من البيت وأنفصلت عن أمي وعن بقيتنا .. كما ان أختي الغير شقيقة
    الأخرى تركت البيت فجأة .. لم أعرف السبت , لكن لاحقا ً عرفت بأنها تجادلت مع صديقها اليوغوسلافي , وأمي أخذت جانب صديقها ودافعت عنه وهذا
    ماسبب جنونها , ودفعها لقول اشياء مخيفة عن أمي .. حتى إنتهى الأمر بأن مسحتها أمي من العائلة بشكل كامل .. لم يكن يجب ان يحدث هذا في
    جميع أنحاء العالم ..

    - لم تكن المشكلة الأولى في العائلة , لكن والدتي كانت فخورة بما فعلته .. اتذكر ذلك جيدا ً وأتذكر كل التفاهات التي مررت بها , لكن تلك الحادثة
    كانت قد تجاوزت الحدود معنا جميعا ً .. كان هناك خمسة أبناء في المنزل , وفجأة اصبحوا ثلاثة : انا وسانيلا وكيكي .. أخواتي الغير شقيقات لم يبقوا
    معنا ورحلوا .. مرت سنوات طويلة بعد إختفاء أختي .. لكن بعد 15 عاما ً , إتصل أبن أختي بـ أمي : " مرحبا ً جدتي " .. والدتي لم تتعرف عليه مبدئياً
    وظنت انهُ أخطأ : " آسف " .. نعم أختي أنجبت ولدا ً وأصبح ينادي والدتي بكلمة جدتي .. لم أكن أصدق , أصابني ألم في المعدة .. لست قادرا ً على
    وصف مشاعري حينها .. ذهبت أسبح على الأرضية من الفرح .. هناك فخر كبيرة في هذه العائلة , أعاد أختي إلينا من جديد .


  4. #4
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Jag Är Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayE


    الفصل الثالث ( روزينجارد ) !



    - في روزينجارد , كانت هناك العديد من المزارع .. وكل مزرعة أسوأ من الأخرى .. نظرا ً لأن المدينة بأكملها تعاني من إمكانيات متواضعة , ومن بين
    ملاك المزارع كان هناك أشخاص من ألبانيا وتركيا .. لم يكن أصلك ومكان ميلادك ذا أهمية بقدر أهمية إمتلاكك لمزرعة .. في بعض المزارع كانت هناك
    مساحات جيدة , كنا نعتبرها ملاعب لكرة القدم .. نجري ونلعب فيها كل يوم .. بالنسبة لي لم أكن أتي كل يوم لكي ألعب , لأنني كنت صغيرا ً جدا ً
    في ذلك الوقت .. كُنت أكره أن أخسر , وكنت أكرة أن أكون خارج اللعب .. على الرغم من أن عدم الفوز كان مهما جدا ً حينها ايضا ً ..

    - لقد كنا نلعب بحماس كبير , كنا نلعب بطاقة كبيرة , كان الأمر أشبه بـ : " أووه , يألهي , إنظر إليه " .. ومن هذه الكلمات التي تأتي بعد ان تثير إعجاب
    الجميع ببعض الحركات التي كنا نقاتل من أجل تعلمها في كل يوم .. كانت أمهاتنا تصيح عند إقتراب الغروب في كل يوم : " لقد تأخر الوقت , الطعام
    جاهز .. تعالوا حالا ً
    " .. وكنا نرد : " سنأتي , سنأتي " .. لكننا كنا نكمل اللعب , حتى يتأخر الوقت .. وفي أحيان كثيرة , تهطل الأمطار ويصبح الوضع
    أكثر فوضاوية ..

    - لم نكن نعرف الكلل إطلاقا ً .. كنا نلعب بدون توقف .. كانت المساحات ضيقة , لهذا كان يجب عليك أن تكون سريعا ً في تفكيرك وفي حركتك , كنت
    بجسم صغير ونحيف , وكان هذا الأمر يساعدني كثيرا ً .. كنت أتحرك بسرعة كبيرة , كنت مطلوبا ً بشكل كبير جدا ً .. وفي كل مرة ألعب فيها كنت
    أتي بحركة جديدة تبهر الأصدقاء ..

    - أول نادي إنضممت له كان يُدعى MBI نادي مالمو لكرة القدم والرياضة .. كنت بعمر السادسة فقط عندما بدأت , كنا نلعب على المساحات الخضراء
    وكنت أتي إلى النادي بدراجات مسروقة .. ولم أكن منتظما ً في الحضور بشكل جيد .. المُدربين أرسلوني إلى البيت في عديد المناسبات , كنت أصرخ
    وأرد عليهم ومن أثم أقسم لهم .. كانوا يرددون : " مرر يازلاتان " .. وكان هذا الأمر يضايقني .. كنت أطبق الكثير من الحركات التي اتعلمها في المزارع
    حينها .. لم يعجبهم الأمر , وأخيرا ً قلت لهم : " أغربوا عن وجهي , سأبحث عن نادي أخر " ..

    - إنتقلت إلى نادي البلقان FBK ولم يكن هناك أي شيء ! في نادي MBI كان هناك لاعبين سويديين وأجانب , وكانوا يتعاملون بشيء من النظام في
    ذلك الوقت : " هيا ياشباب , عمل جيد " لكن في النادي الجديد يُقال لك : " سأقوم بإغتصاب والدتك ! " مباشرة .. كان أغلبهم مجانين من يوغوسلافيا
    يدخنون بشكل كبير جدا ً .. ويرمون أحذيتهم في كل مكان .. قلت لنفسي : " عظيم , تماما ً مثل البيت " ..

    - المدرب كان من البوسنه , كان قد لعب بمستوى عالي لبعض الوقت في يوغوسلافيا هناك .. لكنه كان طيبا ً وكان أشبه بالأب لنا جميعا ً , كان في
    بعض الأحيان يوصلنا إلى البيت , وفي أحيان ايضا ً يمنحنا بعض المال لكي نشتري الأيس كريم وبعض الأشياء التي تساعد على سد جوعنا ..

    - بدات في حراسة المرمى , في الحقيقة لا أعرف لماذا , ربما لأن الحارس القديم كان قد قال لي : " أنت عديم الفائدة , انا افضل منك " .. في أحد
    المباريات استقبلت العديد من الاهداف .. وغضبت وأصابني الجنون .. قلت لهم : " أنتم جميعا ً حمقى , وكرة القدم كلها حماقة كبيرة .. سأترك هذه
    اللعبة الغبية وسأذهب لكي ألعب الهوكي .. سأكون مميزا ً هُناك
    " .. كان العالم قد أصبح سيئا ً بالنسبة لي في ذلك اليوم .. كنت جادا ً في رغبتي
    في لعب الهوكي , لكن اللعـنة ! ذهبت لكي أرى تكلفة أدوات لعبة الهوكي , ووجدتها باهظة الثمن .. ثم عدت مجددا ً لكرة القدم ..

    - بعد العودة , قررت أن اغير مكاني وأن أصبح الهداف .. لعبت في الهجوم فعلا ً وكنت رائعا ً .. في أحد الأيام كنا سنلعب مباراة هامة , لم أتواجد
    في الملعب والجميع كان يسأل : " أين زلاتان ؟ أين زلاتان " .. المدرب وزملائي كاد يصيبهم الجنون : " كيف يمكنه حقاً ان يتغيب عن مباراة هامة مثل
    هذه
    " .. لكن قبل دقيقة واحدة من إنطلاقة المباراة .. شاهدوا ذلك الشخص الأحمق الذي يأتي مسرعا ً نحوهم بدراجة مسروقة , يضرب المكابح
    أمام ذلك الرجل العجوز ومباشرة يدخل إلى الملعب ..

    - المدرب أصابة الجنون , رمى بعض الرمل في عيني , كاد أن يقتلني , لكنهُ سمح لي باللعب .. وأعتقد اننا فزنا في تلك المباريات .. كان بإمكانه
    أن يعاقبني , لأنه عاقبني في العديد من المناسبات .. في أحد المرات وضعني في الأحتياط طوال الشوط الأول .. وتأخر الفريق بأربعة أهداف مقابل
    صفر .. غضبت وقلت لنفسي : كيف يضعني هذا الأحمق في الإحتياط .. ذهبت وقلت له : " هل أنت مجنون ؟ " .. قال لي : " أهدأ أهدا , سوف تدخل
    إلى الملعب قريبا ً
    " .. فعلا ً دخلت في الشوط الثاني وسجلت ثمانية أهداف ! وأنتهت المباراة 8-5 .. نعم , كنت جيدا ً .. كنت ألعب بفنيات عالية وكنت
    في كل مرة أكون في مكان ضيق , أبتكر حركة مميزة للخروج ..

    - يجب ان أذكر انه لم يكن هناك أي شخص لاحظ موهبتي من أولئك الذين يخرجون الأن ويقولون : " أووه , لقد أدركت ان زلاتان يملك شيئا ً مميزا ً
    منذ البداية
    " .. هذا مجرد هراء لأنهُ لم يكن هناك اي شخص يتابعني , ولم يأتي أي نادي ليطرق الباب ويطلبني ويبلغني بإهتمامه .. بالإضافة إلى
    أنني كنت متذبذب المستوى .. في بعض المباريات اسجل 8 أهداف , وفي أحيان أخرى أكون خارج الموضوع تماما ً ..

    - كنت اتسكع في ذلك الوقت وبشكل دائم مع صديق يدعى توني فلايغر , كان يتحدث بمثل لهجتي ووالديه كانوا من البلقان ايضا ً .. لقد كان فتى
    قوي , لم يكن يعيش في روينجارد , لكن كان يعيش خارج المدينة في مول ستريت .. كان مولود في نفس السنة التي ولدت فيها , كان قد ولد في
    شهر يناير , وانا في أكتوبر , وهذا يعني شيئا ً : كان أكبر مني وأقوى مني .. كان لاعبا ً مميزا ً ايضا ً وموهوبا ً .. كان الجميع يتحدث عنه , ولا أحد
    يتحدث عني .. كنت في الظل معه في الحقيقة , ربما لأنني لم أكن بكامل تركيزي , كنت أشتم اللاعبين والحكام , كنت اتنقل من نادي لأخر في كل
    مرة أغضب فيها .. لم تكن لدي اي خطط مستقبلية واضحة .. لعبت في البلقان , ومن ثم عدت لـ MBI ومن ثم عدت لنادي البلقان مرة أخرى , لم
    أكن مستقرا ً .. كنت وحشيا ً في تعاملي ومجنونا ً غالبا ً ..

    - لم يكن هناك من يوصلني للتدريبات من عائلتي .. والدي لم يكن حاضرا ً أبدا ً في اي مباراة لي , في كل النوادي التي لعبت لها .. لم أكن أعرف
    بماذا أفكر حينها , لكنني أعتدت على هذا الأمر وكنت اسير وفقا ً لمتغيرات حياتي .. فقدت الأمل في والدي , كان أنسان محبط أحيانا ً وفي أحيان
    أخرى يكون أنسانا ً رائعا ً .. كان متناقضا ً بشكل كبير .. لم أعتمد على والدي كما أعتمد الجميع على والديهم .. كان يظهر في أوقات خاصة فقط
    ويكون ملتزما ً تجاهي .. كان يقول بأنهُ يريدني أن أكون محاميا ً ! بالتأكيد لم أكن أؤمن بأحلامه لأنني لم أكن ملتزم بالقانون أبدا ً في حياتي , كنت
    احلم بأن أكون شابا ً قويا ً .. كما أنهُ لم يكن لدي دعم من عائلتي , ولم يكن والدي يقول : " هل أشرح لك التاريخ السويدي أبني ؟ " ..

    - كان يجلس على أريكته وحوله علب البيرة , أسطوانات الموسيقى , ثلاجة فارغة وتلفاز ينقل أخبار الحرب .. رغم ذلك كان يعود لتناقضه في بعض
    الأحيان ويتحدث معي عن كرة القدم , وكنت اسعد في اي وقت للحديث عنها .. في أحد المرات , تحدث والدي بصفة رسمية قليلا ً وقال لي :

    - " زلاتان , حان الوقت لكي تلعب في نادي كبير " !
    - تفاجأت وقلت له : " نادي كبير ؟ ماهو النادي الكبير " ..
    - قال لي : " نادي كبير ! فريق كرة قدم مميز , مثلا ً نادي مالمو " .

    كنت أفكر .. ماهو المميز في نادي مالمو .. لم أكن أفكر في مثل هذا التفكير : الأفضل والأكبر .. لكن على كل كنت اعرف النادي فلقد واجهت بعض
    لاعبيه عندما كنت ألعب في البلقان .. قلت لنفسي : " لم لا " ؟ .. لكنني لم أكن اعرف الكثير عن النادي , مكان الملعب وهذه الأمور .. أكتشفت لاحقاً
    أن مالمو قريب .. الحياة في وسط مالمو مختلفة كثيرا ً , لم أفهمها في البداية .. لكنني ذهبت إلى النادي , وعرفت طريق التدريبات .. كنت ألبس ذلك
    اللباس الخاص , وأستغرق 13 دقيقة تقريبا ً للوصول إلى النادي .. وبالطبع كنت متوترا ً .. فالأمور كان جدية في مالمو .. الوضع ليس كما هو في تلك
    الأندية السابقة : " تعالوا لنلعب يا أطفال " .. لا , فلقد كانت هناك أماكن إختبار وبعض الصالات التي لاحظتها على الفوز .. كُنت مستعدا ً لتجميع بقية
    اغراضي والهروب في أي لحظة ..

    - لكن في اليوم الثاني تغيرت الأمور بعد ان جاء إلى المدرب , كان اسمه نليس , جاء وقال : " أنت , مرحبا ً بك في الفريق " .. لم أصدق وقلت له في
    ردي : " حقا ً ؟ " .. كان هناك العديد من اللاعبين الأجانب في الفريق , من بينهم صديقي توني .. كان هناك الكثير من السويديين , بعضهم من الطبقة
    الرفيعة .. شعرت بأنني قادم من المريخ , والدي كان لديه بيت جيد , وانا كنت أحصل على بعض المال .. كنت قد بدأت حتى أتحدث بشكل مغاير , كما
    أنني بدأت اقاتل , كنت اشبه بالقنبلة .. كنت أقتل نفسي في الملعب .. في أحد المرات نلت بطاقة صفراء لأنني وبخت زميلي في الفريق .. الحكم
    قال لي : " أنت , لاتستطيع ان تفعل هذا " .. قلت له : " إذهب إلى الجحيم " .. ومن ثم إبتعدت ..

    - بعد ذلك ظهر دخان السويديين .. أهل اللاعبين السويديين كانوا يريدونني خارج الفريق .. ومرة أخرى أظهرت نفس ردة الفعل وفكرت : فليذهبوا
    إلى الجحيم , سأغير هذا الفريق .. أو سأذهب لكي ألعب التايكوندو .. أنهُ لعبة أفضل بكثير .. كرة القدم هراء .. كنت حينها بعمر الـ 13 عاما ً ..

    - أحد أباء اللاعبين الأغبياء لدينا دخل إلى التمارين وكان يحمل ورقة بيدة , يجمع فيها التواقيع لإخراجي من النادي , مكتوب فيها : " زلاتان لاينتمي
    إلى هُنا .. bla bla bla
    " .. ذلك الأب , كنت قد تشاجرت مع أبنه , كنت قد قمت بالتدخل بقوة عليه , وتشاجرنا وقمت بضربة في جمجمته .. وبصراحه
    كبيرة كنت قد ندمت بعد ذلك وذهبت لزيارته في المستشفى .. لكن قائمة تواقيع لإخراجي من النادي! أنهُ أمر سخيف حقا ً !

    - أحد المدربين , أكي كالينبيرغ كان يحدق في الورقة : " ماهذا الشيء السخيف " .. ثم قام بتمزيقها , أكي كان جيدا ً في الحقيقة .. نفس المدرب
    كان قد وضعني لسنة كامل مع البراعم في النادي .. كان يعتقد مثل الجميع : انني أراوغ كثيرا ً ولا أمرر , وايضا ً أقوم بالصراخ كثيرا ً على زملائي في
    الملعب .. ومهما كان رأيي عن هذا الإنطباع , الا انني تعلمت الكثير خلال هذه السنه : الإحترام يجب ان يكون موجودا ً حتى لو كنت افضل من بيرزون
    في ذلك الوقت .. يجب ان تظهر الإحترام وان تعمل بجد .. خاصة إن كنت سارق دراجات في السابق !

    - كان يجب علي أن اضبط نفسي بعد كل هذا .. لم أكن قد فقدت الأمل بالكامل .. كنت اريد التأمين على وضعيتي في الفريق .. لكن الطريق إلى مكان
    التدريبات كان طويلا ً جدا ً .. كنت أنطلق لسبعة أميال تقريبا ً .. وأصل إلى التدريبات .. في بعض الأحيان أرى بعض الدراجات المميزة في الطريق ومن
    ثم افكر : " لما لا ؟ " .. أفكر في سرقتها لأنني أصبحت مميزا ً في هذا الشيء .. في أحد المرات : رأيت دراجة صفراء مميزة مع الكثير من الصناديق
    فيها .. أعجبتني وسرقتها وإنطلقت .. لكن بعد مسافة بسيطة , لاحظت ان الصناديق لاتبدو عادية , وبعد التركيز : وجدت انها دراجة ساعي البريد ! ..
    عدت فورا ً قريبا ً من المكان , وضعتها في مكان مختلف لكنهُ قريب من المكان الذي سرقتها فيه : لا أريد سرقة إيميلات الناس ايضا ً .

    - أتذكر في مرة أخرى , كنت قادم بدراجة مسروقة قديما ً إلى النادي , وقفت أمام النادي وكنت جائعا ً ومتمللا ً .. لكنني رأيت دراجة رائعة موقوفة
    امام غرف خلع الملابس .. لم أستطيع المقاومة وقمت بكسر القفل , كانت دراجة رائعة .. سرقتها ووضعتها في مكان بعيد لكي أتأكد من ان مالكها
    لن يراها .. وأعتقد انها كانت لأحد المدربين .. بعد ثلاثة أيام , تم عقد إجتماع .. كنت خائفا ً لأن عقد إجتماع يعني ان هناك مشكلة .. كنت اجهز الأعذار
    الذكية لتجاوز التهم .. لكن الإجتماع بدأ وكان عن دراجة أخرى لمدرب أخرى : " هل رأيتها ؟ " .. في هذه الحالات لاتقول فقط لا .. تظهر بعض الذكاء
    وتبدأ بقول : " انا حزين ذلك , يالك من غير محظوظ .. انا سبق وان سرقت دراجتي ايضا ً " .. ومن هذه الأشياء ..

    - بكل الأحوال كنت اراجع نفسي : يالهُ من حظ لعين , دراجة أخرى كادت ان تكشفني .. فكرت ايضا ً: المدربين بإمكاني أن أتجادل معهم في الملعب
    وهم يقومون بتوجيهاتهم التي لاتعجبني .. لكن أسرق دراجاتهم ؟ لم يكن شيئا ً لطيفا ً ولم أتمكن من إكماله .. بعد يوم ذهبت للمدرب : " ها أنت إذا ً
    يازلاتان " .. قلت له : " لقد استعرت دراجتك .. كنت في وضع سيء وكنت بحاجة لها , سأعيدها غدا ً " .. ثم قمت بأحزن بإبتسامة على الإطلاقة له
    قبل ان اعود إلى البيت .. إبتسامتي ساعدتني كثيرا ً خلال هذه السنوات .. كنت قادرا ً ايضا ً على إختراع نكتة في كل مرة أحتاج لها ..

    - كنت فقيرا ً , وفي الوقت الذي كان فيه أغلب لاعبي الفريق يرتدون أحذية رائعة من نايكي وأديداس , كنت ارتدي أحذية بلدية بالية .. لم يكن لدي
    شيء جميل لأظهره .. عندما نسافر مع الفريق خارج المدينة , كان أغلب اللاعبين لديه مبالغ جيدة : ألفين كرونا وما إلى ذلك .. لكن انا فقط 20 كرونا
    وكان والدي ايضا ً يتأخر في دفع الإيجار في كل مرة يقدم لي هذا المبلغ لكي اسافر .. لم تكن هناك اي طريقة لمقارنتي بزملائي : " تعال معنا زلاتان
    سوف نذهب لنشتري البيتزا والهامبورغر ونقوم بالتسوق
    " .. " لا شكرا ً , لست جائعا ً , أفضل البقاء هُنا " .. وهكذا ..

    - مررت بعد ذلك بمرحلة شكوك .. ليس لأنني أريد أكون مثلهم , لكن لأنني أريد فقط ان اقوم بالأشياء على طريقتي الخاصة , فعلت ذلك بعد حين
    ونجح الأمر .. قمت ببناء هوية خاصة بي , فأنا فتى قوي من روينجارد .. بدلا ً من القول : " لدي عشرون كرونا " .. كنت اقول : " ليس لدي اي كرونا " ..
    كان هذا هو الستايل الخاص بي .. رائع ومجنون .. ولايهتم بأي شيء قد ينقصه ..

    - في بعض الأحيان كنا نلعب ضد الفريق الأول لمالمو .. كان اللاعبين زملائي يصيبهم الجنون تجاه النجوم الكبار في الفريق , كان هناك الحارس
    توماس ريفالي , الذي كان بطلا ً في كأس العالم لدي السويديين بعد تصدية لضربة جزاء .. كان يريدون التواقيع منهم , وانا لم أهتم .. في النهاية أنا
    قادم من روينجارد ولاأعرف هؤلاء السويديين .. شاهدت كأس العالم , لكنني لم أهتم الا للبرازيليين .. كنت اتابع روماريو وبيبيتو .. والشيء الذي كنت
    مهتما ً فيه تجاه ريفالي , كان الشورت الذي يرتديه .. كنت افكر : من أين يمكنني أن اسرق واحد مثله ؟!

    - كان يطالبوننا في النادي ببيع بعض التذاكر لبعض المنازل , لم أكن اعرف طريقة بيع البطاقات , أطرق الباب : " مرحبا ً , انا زلاتان , أسف لإزعاجك
    هل تريد تذكرة ؟
    " .. ومن ثم أنصرف .. لم أكن اقوم بالكثير لأنني لم أكن مقتنعا ً في الحقيقة .. على كل , كنا فريق جيد في الحقيقة , كنا نلعب بشكل
    جيد مع توني , ميتي , ماتياس كونشا , جيمي تاماندي , ماركوس روزينبيرغ , وانا .. كنت قد تطورت ولعبت بشكل جيد , على الرغم من أن النحيب لم
    يتوقف في المدرجات : " الأن بدأ في حركاته المعتادة " .. " الأن بدأ بالإستعراض مرة أخرى " .. " أنهُ لايخدم الفريق " .. كنت اغضب : من أنتم لكي
    تقوموا بالحكم علي من هُناك ؟ .. لم أكن أفكر بأي شيء , لكن في الحقيقة كنت قد عانيت من تغيير النوادي لفترة طويلة , كما ان والدي لم يكن ابداً
    بقربي ليدافع عني حينها .. ويشتري لي الملابس الجيدة .. كنت قد أعتمد على نفسي فقط ..

    - اللاعبين السويدين وأبائهم بغرور دائما ً ماكانوا يحاولون أظهار أخطائي .. لم أكن أهتم لهم , كنت أريد فقط الحركه ولا أفضل الراحة أبدا ً , أتذكر أن
    مدرب البراعم جوني جيلنسو كان قد تحدث لإدارة النادي التي استقبلت شكاوي أباء اللاعبين : " بربكم , لايمكن لأي لاعب ان يتغير بسرعة , نحن نفقد
    موهبة عظيمة
    " .. بعد ذلك اقتنعت إدارة الفريق وقام فريق الشباب بتوقيع عقد معي بـ 1500 كرونا في الشهر .. كانت إنطلاقة .. وكنت قد بدأت أطمح
    للأكثر .. كان الأمر يتعلق فقط بـ : إنطلق ولا تستمتع لأحد .. لم يكن الأمر مستحيلا ً في نظري ..

    - كنت أعمل بشكل شاق , وأتدرب كثيرا ً .. لكنني لم أسطع لوحدي في النادي لأن هناك لاعبين اخرين أكثر سطوعا ً مثل توني .. كان هناك الكثير من
    زملائي يجيدون بعض المراوغات المميزة .. كنتا نتسابق في هذا المجال .. بعد التدريبات نعود لندخل الكمبيوتر , ونرى لقطات يقوم بها رونالدو وروماريو
    ونبدأ بمحاولة تطبيقها .. نتدرب حتى نتقنها .. كانت الأمور ليست سهلة لأن البرازيليين لديهم لمسة خاصة .. كنت نتدرب حتى نقوم بها في التدريبات
    ومن ثم نطبقها في المباريات .. كان هناك الكثير من اللاعبين الذين يقومون بهذه الحركات البرازيلية , لكنني كنت متقدما ً بخطوة امامهم .. تعمقت في
    هذا الأمر كثيرا ً وكنت اهتم لكامل تفاصيل الحركة التي اريد تطبيقها .. كنت مهووسا ً بهذه الحركات وتطبيقها .. كانت هي طريقتي للظهور بإختلاف عن
    الجميع .. كانت اراوغ واظهر حركاتي .. بقدر ماكان أباء اللاعبين يتعمقون في التذمر مني ..

    - أردت أن أكون مختلفا ً , وأردت ان اكثف من تدريباتي , لكن الأمور لم تكن سهلة , أحيانا ً أتعرض لإصابة وانا احاول تطبيق بعض الحركات , كما أن
    والدي ووالدتي كانوا يحرصون على ان أجد وقتا ً مناسبا ً لدراستي .. وفي احيان كثيرة يصرون على ان ادرس لفترات طويلة .. كان الأمر سيئا ً جدا ً
    بالنسبة لي , فالبقاء للدراسة امر ممل ويجلب لي المرض .. لكن رغم ذلك كنت اركز جيدا ً حينما يتطلب الأمر , وأتجاوز الدروس المفروضة .. حصلت
    على المركز الخامس في الرسم , والرابع في الحساب والفيزياء والكيمياء .. لم أكن مجرد طفل يتفن اللهو فقط .. لكنني كنت اكره المدرسين ..

    - في أحد المرات كنت ألعب في المدرسة , وجاء احد المدرسين الذين كنت أكرههم .. جاء ليحدق لي فقط في الملعب .. أستمر بالتحديق , حتى
    غضبت من ذلك .. أستملت الكرة ومن ثم سددت بكل ما أملك من طاقة نحو رأسة .. ضربته الكرة واستمر بالتحديق لي .. إتصلوا بوالدي بعد ذلك وقالوا
    بأنهم سيناقشونه بشأن توفير مساعدة نفسية لي , ومن هذا الهراء .. أبي لم يكن شخص يفضل ان يتهم أحد أبناءه بهذا الشكل , جاء إليهم في ذلك
    اليوم ومن ثم انفجر غاضبا ً بعد ان تحدثوا معه , قال وهو بلبس رعاة البقر : " مالذي تقوله بحق الجحيم ؟ جئت بي لتتحدث عن مساعدة نفسية , ربما
    يجدر بكم جميعا ً الدخول إلى المصحة النفسية .. أبني لايعاني من اي مشاكل , ووالدهُ بإمكانه ان يرسلكم إلى الجحيم
    " ..

    - الجميع لم يكن مستغربا ً مني تصرفاتي مع ماقاله والدي .. لكن بعد ذلك الأمور تحسنت وانا استعدت الثقة بنفسي .. لكن كان هناك شيء يقلقني
    ويسبب لي الجنون : المدرس الخاص الذي تفرضه المدرسه علي .. لم يكن من الجيد ان يتم عزلي عن بقية الطلاب وان ابقى مع مدرس خاص لي في
    تلك المرحلة .. لم يكن أمر جيدا ً أبدا ً .. لو جاء شخص ما لي اليوم وقال بأن ماكسي او فنتسنت أبنائي مختلفين , كنت سأكون أكثر جنونا ً من ابي في
    ذلك الوقت , هذا وعد مني ..

    - الأمر اقلقني ولم اتمكن من التعايش معه : حسنا ً مدرس خاص قد يساعدني على المدى الطويل .. لكن , ماذا الأن ؟ لايمكنني حتى ان احظى بثقة
    من حولي وانا ذلك الشخص الذي يحظى بمدرس خاص ليتعامل معه .. خاصة الفتيات حينها .. لم أكن أحظى بشعبية كبيرة في ذلك الوقت بسبب هذا
    الأمر .. في احد المرات سألت أحد الفتيات التي راقت لي : " هل تودين بأن نحظى ببعض الوقت خارج المدرسة ؟ " .. قالت : " نعم , لم لا " .. ثم قلت
    لها : " حسنا ً , سنذهب إلى غوستاف " .. وهو مكان في وسط مالمو .. كان يبدو لي بأن الفكرة اعجبتها .. ذهبت إلى هناك , لكنني لم أجدها , غضبت
    كثيرا ً وأنتظرت طويلا ً , لكنها لم تأتي .. كانت إهانة كبيرة بالنسبة لي , لأنها تلاعبت بي .. وفي النهاية , من يود مواعدتي ؟ .. تركتها ولم أفكر فيها بعد
    ذلك إطلاقا ً .. فضلت أن أركز على أن اكون نجم كرة قدم .. لكن الشيء الغبي الذي حصل , هو أنني رأيتها بعد ذلك عندما تأخر الباص الذي ينقل
    الفتيات بسبب أن السائق اراد ان يشتري علبة سجائر او شيء ما .. كانت متأسفة , كما كنتُ أنا في الحقيقة .


  5. #5
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Jag Är Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayE



    الفصل الرابع ( الثانوية في بورغاسكولان ) !




    - بدأت في مدرسة ثانوية في بورغاسكولان .. مع تركيز خاص على كرة القدم .. كانت لدي تطلعات كبيرة بشأن هذه البداية : الأن سيتغير كل شيء ..
    الأن سأصبح رائعا ً بحق
    .. لكن فجأة الأمر أصبح صدمة بالنسبة لي .. على الرغم من أنني مستعد للصدمات .. فالفريق في تلك المدرسة كان يحتوي
    على العديد من صغار السن , وغريبي الأطوار , وبعض الشباب الذين يجلسون في الزاويا بملابس رائعة ومميزة ويبدأون التدخين , في حين كان ذلك
    المكان الذي أتيت منه يحتوي أشخاص يرتدون أحذية وبذلات عليها أسوأ علامة لأديداس ونايكي .. بدأ الأمر لي غير مألوف بالكامل .. وأعتقد انني حينها
    كنت قد سمحت لفكرة بأنني من روزينجارد بالسيطرة علي تماما ً .. حقيقة أنني من تلك المدينة كانت أشبه بالإشارة علي .. كانت وكأن ذلك المدرس
    الخاص الذي وفرته المدرسة لي , لازال يحدق لي ويتابعني ..

    - في بورغاسكولان , كان الجميع يرتدي قمصان رالف لورين , وأحذية تيمبرلاند .. لم يسبق لي تقريبا ً أن رأيتها على شخص أمامي .. كان يجب علي
    أن أفعل شيء حيال هذا الأمر , وعلى وجه السرعة .. كان هناك الكثير من الفتيات الرائعات ايضا ً في تلك المدرسة , ولم يكن بإمكاني أن أتحدث لهم
    وانا أبدو من رجال الضواحي .. ذهبت إلى والدي وتحدثت معه , وتشاجرنا بسبب الأمر .. والدي حينها حصل على منحة من الدولة تقدر بـ 795 كرونا في
    الشهر .. لكن كان من الواضح ان والدي سيحتفظ بالمبلغ , لأنه وكما يقول , يهتم بكافة المصاريف التي نحتاجها ..

    - بعد ذلك حصلت على منحة الدراسة , حصلت معها على حساب بنكي وبطاقة لصرف المبلغ , من تلك البطاقات التي تحمل صورة شجرة .. كانت
    المنحة تصرف في العشرين من كل شهر .. الطلاب كانوا يبقون هناك عند الـ 11:59 وينتظرون صرف المنح .. كان الأمر جنونيا ً تماما ً : ألم يحل منتصف
    الليل بعد ؟ عشرة , تسعة , ثمانية .. كان أمرا ً رائعا ً
    .. صباح اليوم التالي بعد أن أكون قد حصلت على المبلغ أخيرا ً , أركض لكي أشتري من ديفيس
    جينز خاص بي , لأنهُ كان الأقل سعرا ً .. أشتريت أثنين بتكلفة 299 كرونا , ومن ثم قمت بشراء 3 قمصان بقيمة 99 ايضا ً .. حاولت ان اجرب أشياء
    مختلفة , لكنها لم تكن مناسبة لي .. ربما كنت أفكر كشخص من روينجارد حينها .. فبعض الملابس لم تكن جيدة علي , هكذا شعرت ..

    - كنت صغيرا ً طوال حياتي .. لكن ذلك الصيف فجأة نموت 13 إنشا ً في غضون اشهر قليلة .. نموت بشكل غريب , أعتقد انني بدوت متهالكا فجأة ..
    لكن رغم ذلك كان يجب علي ان أؤكد نفسي وأكسب الثقة .. ولهذا , فلقد قمت بالتسكع بالمدينة لأول مرة في حياتي .. في برغر كينق , وفي ليلا
    تورغ , وفي أماكن كثيرة .. كنت اقوم بأشياء خطيرة , وكنت أحاول أن أظهر بمظهر الفتى الرائع , كنت أحاول لأنهُ إذا لم أفعل , فلن أجد اي فرصة
    في فناء المدرسة مع تلك الفتيات .. سرقت ايضا ً مشغل الموسيقى mp3 من أحد الأصدقاء .. كان لدينا صناديق اقفال صغيرة خارج الفصل , وكنت
    قد عرفت الرقم السري لقفل أحدهم .. عندما ذهب .. خرجت وحاولت بالرقم السري , كان اشبه بـ : خمسة يمين , ثلاثة لليسار .. ومن ثم نجحت ..
    وحصلت على ذلك الجهاز وأستمتعت بموسيقى المينيديسين .. ورغم ذلك , لم يكن هذا كافيا ً .. لأنني لازالت ابدو من الضواحي ..

    - رفاقي كانوا أكثر ذكاء مني , كان الواحد منهم يذهب ليتعرف على فتاة من عائلة جيدة , ومن يتعرف على أخيها ايضا ً ويتحدث معه بشكل دائم
    ومن ثم يبدأ يستعير بعض قمصانه منه .. خدعة جيدة بكل تأكيد , بالرغم من انها لم تكن تنجح في كل الاحوال .. نحن من الضواحي , لم نكن نندفع
    بكل الاحوال فهذه هي طبيعتنا , نحن مختلفون .. لكن رغم ذلك , إذا ظهر شاب ما , يلبس قميصا ً فاخرا ً ويتسكع مع فتاة رائعة , فإن شعوري يكون
    سلبيا ً في ذلك الوقت .. ولهذا احاول التفكير في كرة القدم .. والتي ايضا ً لم تكن ايضا ً ذلك الشيء الجيد حينها ..

    - كنت العب مع فريق الشباب الذين يكبرونني بعام .. لم يكن شيء جيد .. كنت في الإحتياط بقرار من أكي دونالدو .. المدرب الذي كان يختار من
    يريد .. لكنني لا أعتقد ان جميع إختياراته كانت تتعلق بكرة القدم فقط .. كان فريقنا من افضل الفرق في المنطقة .. عندما كنت ادخل من الدكة إلى
    الملعب كنت اسجل دائما ً .. كنت رائعا ً في كل مرة اشارك فيها .. لكن بالرغم ذلك كانوا يرون بأنني اخطأت في أمور كثيرة .. كانوا يقولون بأنه يجب
    علي ان اساهم بلعب الفريق الجماعي بشكل أكبر : " الفريق قبل حركاتك " .. ومن هذه الأشياء والحماقات .. أسمعها مئات المرات .. كنت أتسائل
    في الحقيقة : هل انا فعلا ً غير متوازن ؟ .. حاليا ً لاتوجد قوائم لإخراجي من الفريق , لكن الوضع ليس ببعيد عن السابق .. نعم انا أصرخ على بعض
    زملائي في الفريق , أصرخ واتكلم كثيرا ً في الملعب .. لكن ماذا في ذلك ؟ هذا هو اسلوبي في لعب كرة القدم , فأنا أغضب كثيرا ً .. كان يبدو بأنني
    لم اعد انتمي لنادي مالمو , الكثيرون كانوا يرون الأمر بهذه الطريقة ..

    - أتذكر بطولة الشباب , فريقنا تأهل للتصفيات النهائية .. وكان أمرا ً كبيرا ً بالفعل .. لكن ماحدث , هو ان المدرب لم يأخذني مع الفريق , لم أكن حتى
    أجلس على الدكة .. " زلاتان مصاب " .. هذا ماقاله امام جميع اعضاء الفريق .. جن جنوني وقلت له : " ماذا ؟ مصاب ؟ ماهذا الأمر السخيف ؟ " ..
    ثم رد علي : " مالذي تقوله , كيف يمكنك ان تقول اشياء مثل هذه " .. " أنت مصاب فعلا ً " .. لم أصدقه بالطبع , لأنه لم يقل هذا الا قبل المباريات
    النهائية .. " أنت تقول هذا لأنك لاتريدني في الفريق " .. قلت هذا له .. والغريب هو انهُ لم يتحدث احد من الفريق بالحقيقة , لم يكن هناك احد يتمتع
    بالرجولة الكافية لقول ذلك .. مالمو فاز بالبطولة بعد ذلك بدوني , وهذا ماعزز ثقتي بنفسي ..

    - نعم , بكل تأكيد عزز من ثقتي .. حتى بالرغم من أنني كنت اقول بعض الأشياء بنوع من الغرور .. مثل عندما كان مدرس اللغة الإيطالية يطردني
    من الفصل .. كنت ارد عليه قبل أن أخرج : " لا أهتم بك , سأتعلم هذه اللغة عندما أصبح محترفا ً في إيطاليا " .. كانت تبدو كلمات مضحكة حينها لأني
    لم أكن اصدقها بنفسي .. كيف يمكنني فعل ذلك وانا حتى لست أساسيا ً في فريق الشباب هنا ؟ ..

    - في تلك الفترة , كانت هناك مشكلة في الفريق , الفريق الأول لمالمو .. الفريق نفسه سابقا ً كان من أكبر الأندية في السويد ويحوي افضل من
    يلعب في السويد .. حينما جاء ابي من البوسنه في السبعينات , كان مالمو قد هيمن في السويد , ولعب حتى نهائي دوري أبطال أوروبا , أو كأس
    الكؤوس الأوروبية كما كان يطلق عليه .. وبسبب هذا النجاح , لم يكن بإمكانهم ان يعتمدوا اي لاعب من الشباب .. فالإدارة كانت تتعاقد مع افضل
    لاعبي الفرق الأخرى .. لكن في هذا العام الوضعية تغيرت فجأة ولا أحد يعرف لماذا .. مالمو الذي كان قد تعود على قمة الترتيب , كان يسير بإتجاه
    الهاوية .. ووضعية النادي الإقتصادية لم تكن جيدة .. لهذا لم يكن بإمكانهم التعاقد مع لاعبين كبار .. وقرروا ترقية بعض اللاعبين من الشباب ..

    - كنا نتحدث عن الأمر .. من هم اللاعبين الذين ستتم ترقيتهم للفريق الاول ؟ قاموا بالتأكيد بترقية توني , ميتي وتاماندات .. وانا لم يفكروا حتى مجرد
    التفكير في ترقيتي .. كنت أفكر في الأمر ؟ مالذي يفعلونه .. لماذا لم يتم إختياري ؟ .. وفي النهاية بقيت واثقا ً بسبب سياسة النادي الجديد .. لكنني
    أدركت بأنهُ مهما كان رائعا ً بأن تظهر بمظهر المختلف في الفريق , الا انهُ لايوجد اي نادي يفضل الحصول على لاعب بطبيعة وحشية وغير نظامية ..
    خاصة نادي مالمو الذي كان يهتم بالعقوبات على لاعبيه .. كان لديه العديد من اللاعبين المنتظمين .. بوسي لارسون لم يكن منتظما ً لكنهُ حصل على
    غرامة مالية كبيرة .. بعد ذلك قررت إدارة النادي ان تقلل من وجود اللاعبين الأجانب في الفريق , حسنا ً , كان هُناك أوسمانوسكي في الفريق وهو
    مثلي من روزينجارد .. لكنهُ كان بطبيعة تختلف عني , لأنهُ كان ملتزم ونظامي .. كان قد إحترف في نادي باري بعد ذلك ..

    - كان لدي عقد مع فريق الشباب في النادي .. بعد ذلك تم ضمي لفريق تحت 20 عاما ً , وهو فريق تم إبتكاره في النادي لكي يتواجد فيه اللاعبين
    الذين لايرغب بإنتقالهم لأندية أخرى .. لم نكن كثيرون في الفريق , لم نكن كافين لنكمل فريق حتى .. لكن رغم ذلك , كان أمرا ً جيدا ً بالنسبة لي , كنا
    نلعب احيانا ً ضد الفريق الرديف وفريق الدرجة الثالثة .. وأحيانا ً كنا نتدرب مع الفريق الأول .. كنت ارفض التكيف مع لعب الفريق واترجل في طريقة
    لعبي .. كانوا يصرخون ضدي , لكنني كنت اقول لنفسي : لم لا ؟ ليس لدي اي شيء لأخسرة .. سأظهر كل ما أملك , ولايهمني مايقولونه , بالتأكيد
    كنت الاحظهم يتحدثون عني : " من يظن نفسه ؟ " .. كنت اقول لهم : " إذهبوا للجحيم " .. كانت لدي امال بأن يلاحظني مدرب الفريق الأول الذي
    كان يتواجد في بعض المرات رولاند اندرسون .. كنت افكر : هل يعتقد انني جيد ؟ هل سيقوم بإستدعائي ؟ .. لكن لم يتم ذلك لهذا بدأ يتزايد الأحباط
    بداخلي .. كرة القدم اصبحت سلبية بالنسبة لي , ولم اكن احظى بالنجاح حتى في المجالات الأخرى .. كنت بالكاد أكل في المدرسة , كنت احظى
    بوجبة الغداء هناك , كنت أكل مثل المجنون .. هذا مايهم , بقية الأمور لاتهمني كثيرا ً .. كنت قد بدأت ادرس اقل واقل .. لكن أخيرا ً تخرجت ..

    - في البيت كانت المشاكل مستمرة , كان اشبه بحقل ألغام .. لكنني ركزت على الإستمرار بمطاردة الكرة في المزرعة , كنت انفذ حركاتي مع
    الكرة هناك .. حتى كنت انفذها في غرفتي مع وجود صور رونالدو على الجدران .. رونالدو كان هو الأفضل , ليس على مستوى الاهداف ومستوى كأس
    العالم .. لكن على كافة المستويات هو رائع .. كان واحد من أولئك الذين حلمت بأن أكون مثلهم .. رجل يصنع الفارق .. اللاعبين السويديين ؟ لم يكن
    هناك اي نجم كبير فيهم يعرفه كل العالم .. رونالدو كان هو بطلي الوحيد .. كنت ادرس جميع تحركاته ومراوغاته على الإنترنت .. وأعتقد انني كنت
    رائعا ً في ذلك حتى أصبحت ارقص مع الكرة .. لكن ماذا بعد ؟ لا شيء .. كنت اعتقد بأنهُ عالم غير عادل .. لأن هناك نجوم لايمتلكون نصف إمكانياتي
    ورغم ذلك حصلوا على الفرصة الكبيرة .. هكذا كنت انظر للأمر .. كنت أشعر بأنني فشلت , وحاولت البحث عن طرق أخرى ..

    - بعد ذلك , وفي أحد الأيام , رأيت رولاند اندرسون يراقبنا ونحن في فريق تحت 20 عاما ً .. وبعد فترة بسيطة أخبروني بأنهُ يريد التحدث معه , تفاجأت
    وكنت مذعورا ً بعض الشيء : هل سرقت دراجته ؟ مالذي يريدهُ مني ؟ قمت بإسترجاع كل الأشياء السيئة التي فعلتها , ولم يبدو بأن هناك إرتباط
    وثيق بينه وبينها .. على كل , كنت قبل مواجهته قد جهزت الكثير من الإعذار , المناسبة لألاف التهم .. رولاند كان شخص صادق , ومزعج مع صوت
    عميق .. كان رائعا ً , لكنه حاد بعض الشيء .. كان يسيطر على غرف الملابس تماما ً ومن فيها .. وقبل مواجهته شعرت بقلبي ينبض بقوة , رولاند
    كنت اعرف عنه انه لعب في كأس العالم في الأرجنتين , وكان لاعب قديما ً من الجيل الذهبي لنادي مالمو .. رجل صارم ومحترم .. جلس بعد ذلك
    على الطاولة أمامي , ولم يكن يبسم أبدا ً ..

    - " أهلا ً رولاند , هل أردت شيئا ً مني , صحيح ؟ "
    كنت أحاول أن لا أظهر ضعيفا ً , بدأت ببعض الغرور الذي تعلمته في طفولتي المتأخرة ..

    - " أجلس , وأهدأ .. لم يمت اي شخص , أؤكد لك " .. هذا ماقاله ..
    - ثم قال لي : " زلاتان , يجب ان تتوقف عن اللعب مع الصغار " .

    - لم أفهم , قلت له : " هل تتحدث عن شيء خاص ؟ " .
    - قال لي : " حان الوقت لكي تلعب مع اللاعبين الكبار " ..
    - لكنني لم أفهم بعد : " ماذا ؟ " .

    - ثم قال لي : " مرحبا ً بك في الفريق الأول زلاتان " .. كان شيئا ً لايمكنني وصفه , إطلاقا ً .. كان الأمر وكأنك رفعتني عشرة أقدام في السماء ..
    أتذكر بأنني خرجت وسحبت دراجة جديدة , وشعرت بأنني الرجل الأروع في تلك المدينة .

  6. #6
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Jag Är Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayE



    الفصل الخامس ( مالمـو ) !




    - في مالمو , كان هناك مكانا ً يُدعى " الميل " .. كان طريق ممتد لمسافة طويلة , كنا ننطلق من ملعب النادي من خلاله , مرورا ً ببرج المياة , على
    إمتداد شارع ليمهامن .. كنا نمر خلال إنطلاقتنا بالعديد من المنازل الرائعة التي كانت موجودة هناك وتعتبر مُطلة على البحر .. أتذكر أحد تلك المنازل
    كان بالفعل رائع .. كان باللون الوردي وبشكل مميز .. كنت نتسائل : " ماهي نوعية الناس التي تسكن هنا , كم لديهم من الأموال ؟ " .. كنا نكمل ذلك
    الطريق مرورا ً بـ حديقة الملك .. وإنتهاءا ً بـ مدرسة بورغار .. كان ذلك من أجل الفتيات , كانت لحظة مميزة بالنسبة لهن رؤيتي بشكل خاص .. وكم
    كنت اشعر بالقوة في تلك الأيام , شعرت بأن هذا هو إنتقامي .. فـ من ذلك الفتى في روينجارد الذي لايتجرأ على التحدث مع أي فتاة , إلى ما أنا
    عليه الأن ..

    - كنت أركض مع أبناء النادي الأقوياء من امثال ماتس لينلبيرغ وتوني .. كنت رائعا ً في تلك الأيام بحق , حتى أنني كنت ذكيا ً واضع بعض الأنظمة
    لنفسي .. لأنهُ في البداية كنت أعتقد أنني الشاب الجديد في النادي , وينبغي علي أن أظهر طاقتي الكبيرة من خلال الجري في ذلك الطريق الطويل
    بكل سرعة .. لكنني مع مرور الوقت فهمت أن المهم في القصة بأكملها هو جذب أنظار الفتيات .. لهذا أصبحنا نركض قليلا ً .. ومن ثم نختبيء أنا وتوني
    وماتس في محظة توقف الباص , وعندما يمر , نقفز معه دون أن يلاحظنا أحد .. كننا نضحك مثل المجانين .. حتى نصل إلى ماقبل تلك المدرسة ومن
    ثم نضطر للقفز منه , لأنهُ غالبا ً الباص لايتوقف في المكان الذي نريده .. كنا نقفز , نستريح قليلا ً .. ومن ثم نبدأ بالجري من أمام المدرسة وكأننا كنا
    نجري طوال الطريق .. أتذكر تلك النظرة على فتيات المدرسه , أصابهن الذهول وكأن مايدور في مخيلتهن كان : " واو , هؤلاء الأولاد أقوياء جدا ً " ..

    - في أحد الأيام , ونحنُ في الميل , قلت لتوني وماتس : " أعتقد ان مانقوم به أمر سخيف , دعونا نقوم بسرقة الدراجات بدلا ً من ذلك " .. وأعتقد انهم
    كانوا مترددين في البداية .. ربما لأنه لم تكن لديهم الخبرة الكافية في هذا المجال كما هو الحال بالنسبة لي , لكن رغم ذلك أقتنعتهم بالفكرة , وبدأنا
    من ذلك اليوم الذي سرقنا فيه دراجة وهربت وهم على السلة الخلفية ,لم أكن الأكثر نضجا ً حينها كان ينقصني الكثير بالإضافة إلى أن توني كان ايضا ً
    فتى أحمق .. أتذكر انه يأتي بملابس غريبة , ويشتري الشوكولاته , ومن ثم يأتي ويجلس ويبدأ بأكلها , في حين ان بقية الفريق يركضون في الميل ..

    - مدرب الفريق رولاند اندرسون , كنا نسعد إذا قام بتصديق أعذارنا التي نسردها له .. غالبا ً لم يكن يصدقنا , لكنه كان لطيفا ً , كان يعلم بأننا لازلنا
    شباب ونحتاج لـ عمل كبير .. كان لديه وميض في عينه , لكن الإنتقادات كانت حتى تأتي منه أحياناً , كنت اسمعه يقول : " ما أمر هذا الولد ؟ زلاتان !
    لايظهر أي تواضع
    " .. كما انني كنت أسمع نفس الهراء القديم من البعض : أنهُ يراوغ أكثر من اللازم ولايساعد الفريق وو .. بعض الإنتقادات كان صحيحا
    نعم فأنا لم أكن كاملا ً , وكان لدي الكثير لكي أتعلمه .. لكن أغلبها كان بدافع الحسد , لأن اللاعبين في الفريق شعروا بالمنافسة القادمة مني ..

    - عملت بجد , ليس فقط في تدريبات النادي , بل حتى ايضا ً في بيت أمي .. كنت اقوم ببعض الخدع التي تعلمتها .. في الحي , كنت اصرخ بأعلى
    صوتي : " من يريد أن يحصل على 10 كرونا , يأتي ويأخذ الكرة مني " كنت اضع مثل هذه التحديات لأقيس قدراتي في الحفاظ على الكرة بجسمي ..
    أحيانا ً ارفض أن اقوم بهذه الخدعة مع الصغار , ومن ثم اعود للمنزل , وأبدا ً بألعاب الفيديو على التلفاز .. كنت استطيع ان أجلس عليها لعشرة ساعات
    متتالية دون توقف .. ودائما ً ما كنت ارى بعض الحركات في ما أشاهده , وأجلبها للواقع وأحاول تطبيقها .. كانت كل الأمور طوال يومي تتعلق بالكرة ..

    - في تدريبات النادي , الأمور لم تكن سهلة .. كنت اتدرب , لكنني كنت أبالغ احيانا ً في طريقة لعبي , وحتى في تصرفاتي .. كان الجميع ينظر إلى
    وكأن الفريق قد إكتسب مشكلة بداخله .. ووفقا ً للصعوبات , أعتقد ان اي شخص اخر كان سيقول أشياء مختلفة , لكن انا لا ! كنت أرى بأنني قادم من
    روينجارد ولهذا بقيت اقوم بتصرفاتي المجنونة نفسها .. في البداية , الأمور كانت مقرفة لدرجة بعيدة لأن ماهو متعارف عليه في النادي , يُجبر الشباب
    الجدد في النادي على حمل حقائب اللاعبين القدماء , وجلب أغراضهم لهم , والتوفر لمساعدتهم في كل الأوقات .. كانت الأجواء سلبية منذ البداية
    ولم ترق لي في الحقيقة ..

    - قبل بداية الموسم , تومي سوديربيرغ , مدرب المنتخب الوطني حينها توقع فوز مالمو ببطولة الدوري .. لكن الأمور مع إنطلاقة الموسم لم تكن
    تُشير إلى ذلك .. مالمو إنطلق في سلسلة خسائر وبات مهددا ً بالهبوط لأول مرة منذ حوالي 60 عاما ً .. الجماهير كانت قلقة وغاضبة وجميع اللاعبين
    القدماء في الفريق كان يقع عليهم ضغط لايُعقل .. كانوا يعلمون بان الأمر يتعلق بالمدينة بأكملها , وليس فقط بالنادي , إذا ماهبط الفريق للدرجة الثانية
    في ذلك الموسم , كانت ستكون مأساة .. لكن رغم ذلك , كنت سعيدا ً لأنني في الفريق الاول , ولأن لدي الفرصة لأظهر نفسي .. كنت اريد ذلك , كنت
    أريد أظهار كل قدراتي أمام الجميع .. ربما لم يكن الوقت المناسب , لكنني لم أكن قادر على التراجع عن هذه الفكرة في الحقيقة ..

    - في اليوم الأول , جوني فيدل , حارس الفريق , صرخ فجأة أمامي : " أين الكرات اللعـينة " .. ذلك التصرف اغضبني جدا ً , خاصة وأنني لاحظت أن
    الجميع ينظر لي , والجميع كان يتوقع مني ان أركض وأجلب له الكرة .. لكن لا , ليس في حياته ! ليس وهو يتكلم بهذه الطريقة .. قلت له : " إذا كنت
    تريد الكرات , إذهب وأحضرها لنفسك
    " .. ثم تركته .. لم تكن الطريقة المعتادة للرد في نادي مالمو .. لكن مرة أخرى تظهر نزعة الحي الذي ترعرت
    فيه بداخلي .. لم يكن ذلك التصرف مألوفا ً .. لكن أظن أنني كنت احظى بدعم المدرب رولاند ومساعده .. حتى بالرغم من انهم كانوا يفضلون توني
    علي في الفريق .. فلقد لعب توني مع الفريق وسجل في أول ظهور له .. بينما كنت اجلس على الدكة .. كنت أنتظر وأريد اللعب , لكن الإنتظار لم يكن
    يساعد على شيء .. ربما كان علي ان لا أستعجل .. لكن هذه الطريقة لاتعمل معي , كنت اريد ان احصل على فرصتي وأؤكد نفسي فورا ً ..

    - حتى طريقتي لم تعمل معي جيدا ً .. في 19 سبتمبر 1999 , واجهنا نادي هالمستالد على ملعبه .. كانت مباراة مصيرية بالنسبة لنا , إذا حققنا
    الفوز او التعادل فهذا سيعني اننا قمنا بضمان البقاء في الدرجة الأولى , وإذا خسرنا , كان هذا يعني بأننا سنستمر تحت تهديد الهبوط في الجولات
    المتبقية .. كل اللاعبين كان يشعرون بتوتر وضغط كبير.. بدأت المباراة , وفي بداية الشوط الثاني مهاجم فريقنا نيكلاس غودمنسون تعرض للإصابة ..
    كنت أحلم بأن يمنحني المدرب الفرصة للدخول , لكنه لم يفكر حتى بإشراكي .. أستمر اللقاء والنتيجة قبل النهاية كانت التعادل هدف لمثله , وقبل
    نهاية اللقاء بـ 15 دقيقة , تعرض قائد فريقنا هاس ماتيسين للإصابة ايضا ً , وفورا ً بعد ذلك سجل نادي هالمستاد الهدف الثاني !

    - الفريق كله أصيب بالأحباط .. والضغوط إزدادت .. حينها قام رولاند بإدخالي للملعب .. وعلى عكس الجميع , كنت اشعر بالأدرينالين ينفجر بداخلي ..
    كان مكتوبا ً على قميصي من الخلف " إبراهيموفيتش " .. كان الأمر رائعا ً , كنت اشعر بحماس كبير , كنت اشعر بأنهُ لايمكن إيقافي .. وفورا ً إنطلقت
    في أحد الهجمات وسددت كرة أرتطمت بالعارضة وخرجت .. بعد ذلك حدث شيء ما في الدقائق الأخيرة : حصلنا على ضربة جزاء ! وبالتأكيد بإمكانكم
    أن تفهموا ان المسألة اصبحت حياة أو موت .. لو تم تسجيل ضربة الجزاء , شرف النادي سيتم حفظه , وإذا لم نفعل , فإننا سنخاطر بسمعة النادي
    في الجولات المقبلة .. رأيت التردد على أوجه معظم اللاعبين .. لم يتجرأ احد منهم ليسدد ضربة الجزاء .. ماعدا ذلك الفتي المغرور توني , الذي قام
    بحمل الكرة والتقدم لنقطة الجزاء : " سأسددها " .. كان أمرا ً كبيرا ً منه , كان هو الأخر من البلقان ولايعرف التردد , لكن رغم ذلك كنت ارى أنه من
    الأفضل لم تم إيقافه ومنعه , لأنه لازال شابا ً على حمل هذا العبء الثقيل ..

    - توني أضاع ضربة الجزاء , كنت اعرف ذلك من اللحظة التي بدأ يتحرك فيها تجاه الكرة , الحارس درس خطواته بسهوله .. كان أمرا ً صعبا ً على
    الفريق , خسرنا المباراة , ومن ثم بدأ توني يُجمد من قبل المدرب .. في تلك النقطة , إنطلقت أمامه وأصبحت مفضلا ً عليه .. شعرت بالأسى لأجله
    في الحقيقة , لأنهُ لم يعد ليلعب في مستويات كبيرة , وأنا حصلت على وقت أكبر لـ اللعب .. شاركت بعد ذلك بستة مباريات كإحتياطي في الدرجة
    الاولى , ورولاند كان في أحد مقابلاته قد وصفني بـ : " الألماسة الغير مصقوله " .. هذه الكلمات علقت في ذهني .. وبعدها بأيام قليلة رأيت الأطفال
    يأتون إلي ويطلبون توقيعي .. لم يكن بالأمر الجلل , لكنني شعرت بالسعادة بسببة , وقلت لنفسي : الأن يجب ان أتطور , لايمكنني أن أخذلهم ..

    - كنت اصرخ أمامهم .. أنظروا لهذا , وكنت اقوم ببعض الحركات الرائعة بالكرة , هل تصدقون ذلك ! بدأت أتصرف هكذا وانا لم أنجز اي شيء في
    مسيرتي .. لكنني شعرت بأن هناك شيء جيد في ذلك الأمر : لو لم يكن اسلوبي في اللعب يعجب هؤلاء الأولاد , لما طلبوا مني التوقيع , بالتأكيد
    لو أنني كنت أسوأ لاعب في الفريق , لأبتعدوا عني .. لهذا قمت بالتوقيع لجميع الأطفال , لم اترك اي واحد بدون توقيع .. وقبل ان اتركهم قلت لهم
    " هل الجميع سعيد الان " ؟ ثم ذهبت وتركتهم ..

    - الشيء السلبي كان هو أنني بدأت احظى بلحظاتي في أسوأ اللحظات التي يعيشها الفريق .. أتذكر اننا خسرنا امام تريلبورغ في ملعبنا , لهذا
    بدات الجماهير بالبكاء في المدرجات .. غضبوا كثيرا ً وكانوا يلوحون بلافتات الإستقالة للمدرب رولاند .. لم يخرج الا بحماية الشرطة .. حتى حافلة نادي
    تريلبورغ قامت بالجماهير برميها بالحصى والقذارات .. الامور إزدادت سوءا ً عندما أهاننا نادي ايك بعدها بعدة أيام .. تلك الخسارة , جعلت الهبوط إلى
    الدرجة الثانية : حقيقة واقعة ! هبط الفريق للدرجة الثانية , لأول مرة منذ 64 عاما ً , مالمو لن يلعب في الدرجة الاولى !

    - اللاعبين كانوا يقومون بتغطية أنفسهم بالقمصان في غرف الملابس , العار كان مخيم في تلك اللحظات على النادي , الإدارة حاولت التبرير أو مهما
    كانت تفعل , الأهم ان النادي سقط لأسوأ التوقعات .. وربما كان ينظر الجميع لي , على انني ذلك الحقير الذي يستمر بالمراوغة حتى في المباريات
    الهامة .. لكن بصدق : لم أهتم بشكل كبير لماحدث ! فهناك الكثير من الأشياء التي كانت تشغل تفكيري .. ربما اكبرها هو انني لازلت سعيدا ً بلحظة
    تحولي إلى الفريق الاول ..

    - بعد ذلك , أستمرينا بالتدرب في النادي , وبالتأكيد لم يكن هناك اي حضور جماهيري .. فلقد أهدرنا فخر المدينة ولم يكن احد يود رؤيتنا .. لكن أثناء
    التدريبات , وبعد الظهر , ظهر رجل كبير , قادم من بعيد .. كان ينظر إلينا .. وعندما تمعنت في النظر إليه شعرت بشيء غريب .. ومن ثم أستمريت
    بالتدرب والقيام ببعض الحركات مع الكرة .. وبالطبع , لزمني الكثير من الوقت لكي استوعب الشيء الذي سيحدث .. لأنني صنعت طريقي بنفسي
    طوال حياتي , لم يساندني أحد , سواءا ً رجل كبير او مسن او حتى غير ذلك .. لم يسبق ان شاهد أحد قريب مني اي من مبارياتي , خاصة والدي
    الذي لم يشجعني قط في كرة القدم , كان لدية الشراب , ويوغوسلافيا وتلك الأخبار .. لكن الأن ! لا أصدق : القادم من بعيد هو فعلا ً والدي !

    - جاء ليجلس ويتابع .. إنفجرت في تلك اللحظات ولم أكن اصدق .. كنت ألعب بطاقة عظيمة : يالهي , أبي هُنا , هذا جنون ! .. كنت أصرخ عليه وأقول
    له : " أنظر هنا , تابع هذه الحركة .. أترى .. أبنك افضل لاعب في العالم " .. هذه كانت واحدة من أجمل لحظات حياتي .. أؤكد لكم .. لم أحظ بها من
    قبل في الحقيقة .. لو كانت هناك مشكلة , كان سيأتي مسرعا ً مثل الغول .. لكن أن يأتي بهذه الطريقة , هذا شيء جديد تماما ً في حياتي .. بعد
    النهاية ذهبت أركض إليه , وبدأت اتحدث معه واحدثه عن روعة هذا الامر , وكأنه كان من المعتاد ان اشاهده هُنا ..

    - " كيف حالك ؟ " .
    - " لعبت بطريقة رائعة زلاتان " .

    مالذي حدث ؟ أعتقد ان والدي أصابه الجنون .. هل أثرت فيه السموم التي يتناولها ؟ لقد اصبح يتابع كل شيء يتعلق بي , اصبح يتابع كل التدريبات ..
    ومنزلنا أصبح وكأنه متحف خاص بمسيرتي .. كان يقتص كل المقالات التي تكتب عني , وكل الصور , ومن ثم يحفظها هناك .. كنت اسأله في أي يوم
    عن أحد مبارياتي السابقة : كان فورا ً يأتي بتسجيل كامل لها , وبكل ماكتب عنها في الصحف ! ليس هذا فقط , والدي إحتفظ بكل الأحذية والقمصان
    التي لعبت بها طوال مسيرتي .. وحتى الجوائز الشخصية التي حصلت عليها .. كل شيء تريد عني , فقط قل أسمه وسيظهر لك .. والدي وضع كل
    شيء في ذلك المتحف .. ليس بالترتيب الذي كانت عليه علب البيرة سابقا ً , لا .. الترتيب كان مذهلا ً أيضا ً .. كل شيء في مكانه المناسب ..

    - أعتقد ان هذا الأمر ساعد والدي على العيش بشكل افضل , منذ ذلك اليوم الذي بدأ يهتم بي .. فالحياة لم تكن سهلة عليه , كان وحيدا ً , سانيلا
    أختي تركته بسبب إفراطه في الشراب , وبسبب غضبه الكثير وكلماته الجارحه تجاه أمي .. وهذا كان امرا ً قاتلا ً له .. سانيلا كانت هي قلبه وهي
    بكل تأكيد ستبقى .. لكن الأن هي ليست حاضرة من أجله , تركته وإختلفت معه .. وهذه من الامور التي تحصل في عائلتي كما تعلم .. والدي اراد
    شيئا ً جديدا ً ولهذا بدأ يهتم بي .. بدأنا نتحدث يوميا ً , وهذا الأمر كان بمثابة القوة الجامحة بالنسبة لي ايضا ً .. كان الأمر رائعا ً , وبدأت احارب بشكل
    أكبر , وأصبحت ارى الأمر من ناحية إيجابية , في الحقيقة : الهبوط إلى الدرجة الثانية , جعل هذا الرجل المسن اكبر معجب بي !

    - بعد ذلك لم أعرف ماذا أفعل : هل يجب علي ان ألعب في الدرجة الثانية , أم أبحث في مكان أخر ؟ كانت هناك أخبار عن متابعة نادي إيك لي لكن
    لم أكن اعرف هل هذه الاخبار صحيحة أم لا .. لم أكن اساسيا ً حتى في مالمو , كنت بعمر الـ 18 وكان يتوجب علي ان اقوم بتوقيع عقد مع النادي ..
    لكنني ترددت لأنني شعرت بأن الوضع غير آمن , خاصة مع طرد رولاند الذي كان يؤمن بي في وقت كان الجميع يريدني خارج الفريق .. كنت اوقع
    لبعض الأولاد , لكن هذا لم يعني اي شيء , لأنني لم اعرف ماذا افعل .. حتى ثقتي كانت متذبذبه .. كنت قد بدأت افقد حماس ترقيتي إلى الفريق
    الاول في ذلك الوقت .. لكن اثناء التحضيرات للموسم , واجهت شخصا ً من ترينيداد وتوباغو .. كان رائعا ً .. كان باحد الرحلات معنا , وبعد الوصول جاء
    إلي ..

    - " مرحبا ً أيها الفتى " هذا ماقالهُ لي تماما ً ..
    - " ماذا تريد ؟ " ..
    - " إذا لم تصبح محترفا ً خلال ثلاثة سنوات , فهذا خطأك " .
    - " ماذا تقول ؟ " ..
    - " لقد سمعتني " ..

    اللعـنة , بالتأكيد سمعته .. استغرقت وقتا ً لكي استوعب ماقال لي .. هل بالإمكان ان يكون هذا الأمر صحيحا ً ؟ لو قالها لي شخص اخر لم أكن
    سأسصدقه , لكن هذا الرجل .. يبدو بأنهُ يعرف شيئا ً .. لقد كان يجوب العالم , وكلماته بالفعل كانت بمثابة الحقنة بداخلي .. هل انا فعلا ً موهبة , وهل
    بإمكاني أن أكون محترفا ً .. شيئا ً فشيئا ً بدأت أؤمن بهذا الأمر .. ومن ثم بدأت اطور من لعبي وأعمل على التحسن .. بعد فترة جاء مدافع المنتخب
    السويدي السابق هاس بورغ , ليصبح مديرا ً رياضيا ً في مالمو .. بورغ لديه نظرة جيدة .. في أحد المرات كان يراقبني , وأعتقد انهُ أدرك موهبتي منذ
    ذلك الحين , كان يذهب للصحفيين ويقول اشياء مثل : لاحظوا هذا الشاب .. سيصبح بمستقبل كبير .. من ضمن الصحفيين كان هناك صحفي أسمه
    رون سميث .. كان رائعا ً , وبدأ يتابعني .. بعد التدريبات جاء وتحدث معي , ولم يكن هناك اي شيء خاص في الحديث .. كنت اتحدث عن مستقبلي
    وعن الدرجة الثانية , وعن حلمي بالإحتراف في إيطاليا مثل رونالدو .. رون سكت وابتسم ولم يقل اي شيء .. انا انصرفت ولم اكن اعرف ماذا اتوقع
    منه .. بعد عدة ايام , كتب رون في الصحيفة : " لدينا خبر جيد للمستقبل , زلاتان يبدو لاعبا ً مثيرا ً في الهجوم , بأسلوب مختلف ورائع " .. كان امرا ً
    كبيرا ً بالنسبة لي .. رون ايضا ً ذكر كلمة الألماسة الغير مصقوله مرة اخرى .. بدأ الأولاد والأطفال ينهالون علي بعد كل فترة تدريبات , كانت تأتي
    بعض الفتيات ايضا ً وبعض الرجال لبطلبون توقيعي .. كانت تلك هي بداية الهتسيريا حول زلاتان .. كنت اتسائل : مالذي حدث في هذه الحياة ؟ ..

    - كان الأمر رائعا ً جدا ً بالنسبة لي , كنت أحاول جلب الإنتباه طوال حياتي , والأن الناس يخرجون لي من كل مكان ويطالبون بتوقيعي بشغف كبير ..
    كان ذلك هو الشعور الأقوى في العالم , صدقوني , لقد أنفجرت داخليا ً وبشكل كبير , كنت مليء بالأدرينالين .. لاتصدقوا بعض الناس الذي يتحدثون
    هكذا : " أوه , أمر بأوقات صعبة , فالناس يتقاتلون أمام نافذتي من أجل توقيعي , هذا أمر ممل " .. هذا هراء .. إهتمام الناس وإنتباههم يجعلك تنفجر
    خاصة إذا كنت قد مررت بنفس تجربتي , وكنت ذلك الفتى من ذلك الحي .. بالتأكيد , هناك جانب لم أفهمه في هذا الامر , مثل الأمور المتعلقة بالغيرة
    والحروب النفسية التي تُشن عليك كلاعب , خاصة إذا كنت من المكان الخاطيء , ولم تتصرف مع الجميع بطريقة لطيفة , مثل اي شخص سويدي ..

    - حاولوا إحباطي كثيرا ً : " من تظن نفسك ؟ " .. " أنت فقط محظوظ " .. لكن إجابتي على هذه الأشياء , هو أنني أصبح أكثر غرورا ً أمامهم , وفي
    الحقيقة , لم يكن أمامي أي أجابة أفضل من ذلك التصرف .. ماذا أفعل إذا ً ؟ هل أعتذر .. هذا أمر مستحيل , في عائلتي لم نكن نعرف الإعتذار أبداً
    بل كنا نتقاتل إذا إضطررنا إلى ذلك .. أشخاص مثل هؤلاء لم نكن نثق فيهم , لهذا لانتعامل معهم بلطافة .. والدي كان يقول : " لاتتصرف بطريقة طيبة
    مع الناس , لأنهم سوف يستغلونك
    " .. أستمعت لوالدي وتعلمت منه .. لكن الأمر لم يكن سهلا ً .. خاصة في ذلك الوقت , لأن هاس بورغ كان لطيفاً
    معي وكان يقدم لي بعض الخدمات , ويحاول ان يوقع معي عقد مبدئي يربطني بالنادي .. كان فعلا ً مهتم بي , وكنت مرتاحا ً لهذا لأنني شعرت بأني
    مهم جدا ً للفريق .. في ذلك الوقت جاء مدرب جديد للنادي , ميكي أندرسون .. لكن لم يبدو بأنهُ كان سيعتمد علي أساسيا ً في الفريق , لأنه يبدو
    بأنهُ سيفضل كيندفال وليلينبيرغ .. ويضعني إحتياطيا ً .. وانا لم أكن جاهزا ً لـ اللعب في الدرجة الثانية , كبديل ايضا ً !

    - ناقشت هذا الأمر مع المدير الرياضي هاس بروغ .. بإمكانكم أن تقولون عنه اي شيء , لكن بالنسبة لي لست متفاجأ من نجاحه في حياته نظراً
    لأنني تعرفت على قدراته وطريقته .. كان مباشرا ً , وصريحا ً , وبإمكانه ان يقنعك بأي شيء : " كل الأمور ستكون على مايرام زلاتان , سنعول عليك
    كثيرا ً , والدرجة الثانية هي المكان الأنسب لك لكي تنمو , ستجد الفرصة لتطور من نفسك .. فقط وقع ولاتتردد
    " .. كنت أعلم بأنني سأوافق في
    النهاية .. لقد كان مقنعا ً , قلت لنفسي : لما لا ؟ كان الرجل يهتم بي حقا ً ويتصل بي في كل الأوقات ليهديني النصائح .. فكرت : هذا الرجل يعرف
    أكثر مني ولديه الخبرة فلقد لعب في ألمانيا وجرب الإحتراف .. بالإضافة إلى نصائحة تبدو منطقية , فلقد قال لي مرة : " الوكلاء لصوص " .. ولقد
    صدقته في ذلك ..

    - في ذلك الوقت كان هناك شخص يدعى روجير ليونغ , كان وكيلا ً , يريد ان أوقع معه .. لكنني والدي تكفل بأمره ولم أكن أتحدث معه ابدا ً .. وافقت
    أخيرا ً على توقيع العقد وقمت بذلك .. بمرتب شهري 16 ألف كرونا .. إستأجرت شقة في لورينسبورغ .. بغرفة واحدة .. وقمت بشراء هاتف خاص لي
    وكان هذا الأمر مهما بالنسبة لي .. شقتي كانت قريبة من الملعب .. كنت قد عزمت على الإنطلاق أخيرا ً في هذا الإتجاه ورؤية ماسيحدث لاحقا ً ..

    - لكن البداية كانت سيئة .. في أول مباراة ضد أحد الفرق الصغيرة خارج ملعبنا , كان يتوجب علينا ان نفوز بنتيجة كبيرة .. لكنني جلست على دكة
    الإحتياط , وأصبت بإحباك كبير : " هل هذا ماستكون عليه الأمور ؟ " .. الجماهير كانت متملله .. وعندما دخلت إلى ارض الملعب تعرضت فورا ً لضربة
    كوع في ظهري .. رديت بعدها بضربة للمنافس , وبتلفظ بالكلمات السيئة على الحكم , الذي منحني كرت اصفر .. كانت هناك فوضى كبيرة حيال هذا
    الأمر في الملعب وخارجه في الصحف .. أتذكر هاس ماتيسون , كابتن فريقنا قال لي أنني امتلك طاقة سلبية .. كما تفوه بالكثير من التفاهات التي
    أعتدت سماعها , عن انني لست النجم الذي كان يؤمن به , وأنني لايجب ان أتصرف وكأنني مارادونا .. كنت قد غضبت حينها , وتوجد لي صورة توضح
    ذلك بشكل كبير وانا خارج من الباص بعد اللقاء .. لكنني تجاهلت كل ماحدث .. وعدت لأركز على كرة القدم فقط ..

    - لعبت وتطورت مع الوقت كثيرا ً , ويجب علي أن أنصف بورغ , فكما قال تماما ً : الدرجة الثانية منحتني وقتا ً أكبر لـ اللعب , وفرصة أكبر للتطور ..
    ومع سير الامور على مايرام بالنسبة لي , بدأت أرى بأن الهبوط كان شيء إيجابيا ً في مسيرتي .. تطورت كثيرا ً , والأمور اصبحت اكثر جنونا ً مع كل
    أسبوع أقدم فيه افضل مالدي .. لم أكن رونالدو .. لكن الصحف السويدية التي لاتهتم عادة للدرجة الثانية , عنونت : " عازف كبير في الدرجة الثانية " ..
    الناس أصبحوا سعداء عندما يشاهدون حركاتي في الملعب : " واو " .. " أووه " .. بدأت اسمعها كثيرا ً في الملعب .. شغف الناس إزداد تجاهي وبت
    المقصد الكبير لـ جميع المشجعين , الفتيات ايضا ً كانوا حولي دائما ً , والأطفال يركضون بـ دفاتر التواقيع لكي أقوم بالتوقيع لهم ..

    - لأول مرة , أمتلكت المال ايضا ً .. كان لدي بعض المال , وأول مافعلته هو انني حصلت على رخصة قيادة وسيارة , هذا امر أساسي ومهم لشاب
    من روزينجارد .. في روزينجارد لايمكنك التباهيء بمنزل او أشياء خاصة .. يمكنك التباهي فقط بسيارة رائعة .. هناك الجميع يقود السيارات , برخصة
    قيادة او بدون .. قمت بشراء أول سيارة لي وهي تويوتا سيليكا .. كنت اخرج فيها مع اصدقائي طوال الوقت .. أصدقائي حاولوا القيام بعد ذلك القيام
    بحركاتهم المعتادة وسرقة بعض السيارات , لكنني أخبرتهم : " هذه الأمور , لا أريدها بعد الأن " .. لكن رغم ذلك , إستمرينا بالقيام ببعض الأعمال
    الجنونية .. لأنني أردت بعض الحركه ..

    - في أحد المرات , كنت بالسيارة مع أصدقائي .. ذهبنا إلى إندستريغتان .. وهو مكان ليس بعيد عن روزينجارد , كنت ازور هذا المكان عندما كنت طفلاً
    وهناك كنت اقوم ببعض الأشياء المجنونة , أتذكر انني في أحد المرات رميت أحد النساء بـ بيضة ! لست فخورا ً بذلك التصرف بكل تأكيد .. على كل ,
    كنت في ذلك المكان مع أصدقائي .. وأردنا أن نقوم ببعض الخدع المجنونة .. رأينا رجلا ً مسناً يتحدث مع أحد البغايا , أوقفت السيارة أمامه وفجأة قمنا
    بالصراخ عليه : " الشرطة ! إرفع يديك بسرعة " .. كنت اشير إليه بعلبة الشامبو وكأنها مُسدس .. والغريب أن ذلك الرجل هرب مسرعا ً وخائفا ً بشكل
    مضحك بسيارته وترك الفتاة خلفه .. ضحكنا , ومن ثم أستمرينا في طريقنا , ولم نفكر بالأمر كثيرا ً ..

    - لكن فجأة , ونحن في الطريق , رأينا سيارة الشرطة خلفنا , مع ذلك الرجل يجلس في المقعد الخلفي .. إرتعبنا قليلا ً , لكننا كنا معتادين على مثل
    هذه الأمور , لهذا قمنا بربط حزام الأمان وتوقفنا أمام الشرطة : " لقد كنا نمزح ونلهو مع هذا الرجل , كنا نلعب دور رجال الشرطة , ليس بالأمر الخطير
    اليس كذلك
    ؟ " .. وبالفعل , إنفجر رجال الشرطة بالضحك .. لكن من خلفهم ظهر رجل معهُ كاميرا ً كبيرة , وإلتقط صورة خاصة لي , وبكل غباء منحته
    إبتسامة خاصة في تلك اللقطة .. ومن الغد وجدته في كل الصحف .. بكل الاحوال , قضية الإعلام كانت جديدة علي , وكنت ارى بأن ظهور في أي
    صحيفة أمر جيد , لايهم هل هو لهدف مميز , أو لأنني تحدثت مع الشرطة ..

    - أصدقائي قاموا ببروزة صورتي تلك مع إبتسامتي الحمقاء ووضعوها في غرفهم ,وهل تعلمون ماذا فعل الرجل الذي ضحكنا عليه ؟ خرج في مقابلة
    صحفية وكأنهُ الشخص الألطف في العالم , وقال بأنهُ كان ينوي فقط مساعدة تلك الفتاة .. على كل , هذه قصة جانبية لم أهتم لها كثيرا ً .. فالصحف
    كانت تركز علي كثيرا ً وتصعب الأمور .. وأتذكر ان أحد زملائي في الفريق كان يشتكي : " أنهُ غير ناضج , يجب عليه ان يتعلم الكثير " ومن تلك الكلمات
    التي إعتدت عليها .. أدركت بأن الجميع اراد اسقاطي .. لأنني في أسابيع , حصلت على الأضواء التي لم يحصلوا عليها طوال مسيرتهم ..

    - بعد ذلك , بدأت اللاحظ أن هناك أشخاص لاينتمون إلى هذا المكان , يتواجدون في مباريات الفريق لمشاهدتي .. لك أفهم بشكل سريع , لكن الناس
    تحدثت كثيرا ً عنهم , وعن انهم كشافو المواهب للأندية الأوروبية .. الجميع قال بأنهم جاؤوا من أجلي .. ذلك الفتي من توباغو أعدني جيدا ً للفكرة من
    ذلك الحين .. لكنني رغم ذلك لم أكن أصدق ذلك , لهذا تحدث مع هاس بورغ بهذا الشأن :

    - " هل هذا صحيح بورغ ؟ أندية أوروبية تريدني ؟ "
    - " على مهلك .. إهدأ " .
    - " من هم ؟ ومن اي نادي " ؟
    - " لاشيء .. نحن لن نبيعك على الإطلاق " .

    قلت لنفسي : حسنا ً , انا لست مستعجلا ً ايضا ً .. سأنتظر بعض الوقت واناقش عروض افضل .. لكن بورغ قال لي : " أريدك ان تقدم لي 5 مباريات
    على التوالي بمستوى مميز , وسأقدم لك عرضا ً مميزا ً
    " .. قلت له : لأبأس .. وهذا ماقمت به بالفعل .. لعبت خمسة , ستة وسبعة مباريات بأفضل
    مستوى .. ومن ثم جلست انا وبورغ على الطاولة .. قمت برفع مرتبي بمقدار 10000 .. ومن ثم رفعته مره أخرة بنفس المقدار .. أعتقدت ان الأمور
    أصبحت جيدة .. ذهبت إلى والدي وانا فخور , لكنهُ لم يكن منذهلا ً , والدي تغير ولم يصبح يهتم بالحرب , فقط يهتم بي وبكرة القدم .. وعندما قرأ عن
    الأندية الأوروبية وإهتمامها بخدماتي , تحرك عندما شاهد عقدي الجديد : " ماهذا .. لايوجد اي شيء يشير إلى المبلغ الذي ستحصل عليه عندما
    تنتقل , يجب ان تحصل على الأقل على نسبة 10% من قيمة الإنتقال .. إنهم يستغلونك
    " ..

    - فكرت في ذلك .. لكنني لم أعرف كيف يمكنني ان أطلب هذا البند في عقدي , أعتقد ان بورغ سيحدثني عن هذا الشأن , لكنني سألته بكل
    الأحوال عن هذا الموضوع :

    - " هي , بورغ " ..
    - " ماذا ؟ " .
    - " هل يمكنني مناقشة العقد الجديد ؟ أريد 10% من مبلغ إنتقالي إلى أي ناي لاحقا ً " .
    - " أسف يابني .. الأمور لاتسير بهذه الطريقة " .

    ذهبت لأخبر أبي .. وأبي جن جنونه .. لم نكن لنستسلم في الحقيقة .. والدي طلب رقم هاتف هاس بورغ مني .. وإتصل به مرة ومرتين وثلاثة مرات
    ولم يتقبل إجابته بالرفض .. طلب إجتماعا ً معه لمناقشة العقد , وافق بورغ على ذلك .. جئت مع والدي إلى النادي ذلك اليوم , ولكم ان تتخيلوا أنني
    كنت متوترا ً .. كنت أخاف ان يجن جنون أبي ومن ثم يفسد كل الأمور , في النهاية أنا أعرف والدي إذا ماغضب .. الإجتماع بدأ , وأبي ضرب الطاولة بيدة
    ونهض من الكرسي : " هل أبني مُجرد حُصان لديكم ؟ " .. بورغ قال : " بالتأكيد لا " .. رد أبي : " إذا ً لماذا تعاملونه بهذه الطريقة ؟ " .. بورغ : " نحن
    لم نعامله بطريقة سيئة
    " .. وأستمر النقاش طويلا ً بهذا الشكل .. لكن في النهاية , والدي أكد لهم بأنهم لن يروني مجددا ً إذا لم تتم إعادة صياغة
    العقد .. هددهم بأنني لن ألعب بعد اليوم .. وفي النهاية حصل على مراده .. وبورغ إستجاب له ووضع نسبة 10% .. في النهاية لايمكنك ان تعبث
    مع ابي .. انهُ اسد .. وبورغ فهم ذلك جيدا ً منذ الدقيقة الاولى ..

    - الأمر كان يعني الكثير بالنسبة لي , الأمر تم بفضل والدي .. وكان بمثابة الدرس الذي سيفيدني في المستقبل .. رغم ذلك , بقيت مقتنعا ً بأن
    الوكلاء لصوص , وواثقا ً بـ هاس بورغ .. كان مستمر بنصحي , ولقد كان يدعوني دائما ً للخروج معه إلى مزرعته في خارج المدينة , مع عائلته وزوجته
    وايضا ً كلـبه وحيـواناته في تلك المزرعة .. كان بمثابة الأب الإضافي بالنسبة لي .. طلبت منهُ النصحية ايضا ً عندما قمت بشراء مرسيدس كابريوليه
    بنظام الأقساط .. ثقتي كانت تزداد يوما ً بعد الاخر .. أصبح أقوى , وسجلت العديد من الأهداف الرائعة , وإستمريت بتقديم الألعاب البرازيلية الساحرة
    للجماهير .. الأمور تغيرت كثيرا ً عندما كنت في فريق الشباب والجميع كان يمتعض من حركاتي .. الأن الكل أصبح مسحورا ً بما أقدمه , ومع الفوز
    الذي كنا نحققه , الجماهير أصبحت تحبني كثيرا ً ..

    - اللافتات والأهازيج الخاصة بي من المدرجات كانت تعطيني القوة .. أتذكر انهُ ضد نادي فاستيراز , على ملعبه .. كنا نلعب في الوقت بدل الضائع ..
    لكنني أستملت تمريرة من ماتيسون , قبل ان استملها رأيت أن هناك إمكانية لأن أقوم بشيء جميل , لهذا قمت برفع الكرة من فوقي ومن فوق عدة
    مدافعين من بينهم ماستوروفيتش .. كان حركة رائعة أمتعت الجميع .. أتذكر أنني سجلت 12 هدفا ً في البطولة , وكنت هداف الفريق .. تاهلنا بفضل
    تلك الاهداف إلى الدرجة الأولى , وكنت بكل تأكيد واحد من أهم اللاعبين في تلك المرحلة .. لم أكن مجرد لاعب إستعراضي , كنت قد بدأت احدث
    الفارق , لهذا الهتسيريا إزدادت حولي .. كنت أتعامل مع الإعلام الذي إهتم بي في تلك المرحلة بشكل طبيعي , كنت أتحدث بشخصيتي الإعتيادية
    وكنت اقول أمور لم تكن في غاية التواضع مثل : " لايوجد سوى زلاتان واحد " .. وأمور مثل : " أنا زلاتان إبراهيموفيتش " .. وتصرفات مثل هذه
    إعتبرها الكثيرون امر جديد من لاعب شاب ..

    - كنت أتحدث أمام الجميع من قلبي بدون تعقيدات , كما أفعل بالمنزل , وهذا ما أكسبني شعبية جارفة .. حتى هاس بورغ حينها اعترف لي أنني
    أصبحت مشهورا ً بهذا الشيء , لكنه أكد : " يجب ان تبقى هادئا ً " .. وفي أحد الأيام , أخبرني بورغ بأن هناك وكيل أعمال يسأل عني بشكل يومي ..
    تحمست للامر , وأعتقد ان بورغ أيضا ً أدرك أن هذا هو الوقت المناسب لكي يتم بيعي , خاصة وأن قيمتي ستنقذ ميزانية النادي .. كنت الفتى الذهبي
    لهاس بورغ كما كتبت الصحافة .. وبعد عدة أيام , جاء لي بورغ وقال : " مارأيك بالقيام برحلة ؟ " .. قلت له : " بالتأكيد , لنقوم بذلك " .. كانت رحلة
    بسيطة - كما قال - للأندية التي أبدت إهتمامها بالتعاقد معي .. كيف كان شعوري ؟ : اللعـنة ! هذا يحدث بالفعل ..


  7. #7
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayE


    انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - الفصل السادس !



    .
    .





    الفصل السادس : الأمور تحدث بسرعة !



    - في تلك الرحلة , ونحن في الطريق , لم أكن أستوعب ماحدث , فكل شيء حدث بسرعة كبيرة .. قبل فترة بسيطة كنت فتى المشاكل في فريق
    الشباب , والأن كل شيء يدور حولي .. إنطلقت انا وهاس بورغ أولا ً إلى مركز تدريب نادي أرسنال الإنجليزي , في شمال لندن , هل يمكنكم أن تتخيلوا
    ذلك ؟ .. عندما وصلنا رأيت باتريك فييرا , تيري هنري وايضا ً دينيس بيركامب .. لكن الشيء الأكبر هو أنني رأيت أرسين فينجر .. فينجر في ذلك الوقت
    جديد في الأرسنال نوعا ً ما .. كان أول مدرب غير إنجليزي يقود الأرسنال , والصحف الإنجليزية في ذلك الوقت كلها تتسائل : " من هو فينغر ؟ " .. لكنه
    بكل تأكيد قام بالرد , لأنهُ في ثاني موسم له حقق الثنائية : الدوري وكأس الإتحاد الإنجليزي .. أصبح مدربا ً كبيرا ً , وعندما دخلت إلى مكتبه أحسست
    بأنني مجرد طفل صغير .. كنت انا , ومعي هاس بورغ , ووكيل أعمال نسيت أسمه .. فينغر كان يراقبني بنظرات حاده منذ ان دخلت , كان يحاول أن
    يكتشف شخصيتي مبكرا ً , أنهُ من نوعية المدربين الذي يحاولون أخذ نظرة مبدئية عن أي لاعب يراه , يحاول ان يكتشف هل هو ثابت عاطفيا ً ومن
    هذه الأمور .. بالنسبة لي لم أتحدث كثيرا ً في الحقيقة منذ ان دخلت في المكتب ..

    - لم يكن مباشرا ً , فكان يقف بعض الشيء , ومن ثم يذهب لمشاهدة الخارج من النافذة , ثم يعود لمكتبه , لكن بعد ذلك تحدث : " بإمكانك أن تذهب
    هُناك وتجرب مع اللاعبين , بإمكانك أن تحاول
    " .. وبقدر ماكنت متحمسا ً , هذه الكلمات زادت من حماسي فإنفجرت : " أعطني حذائين , وسأتدرب من
    أمامك .. سأقوم بكل شيء بالطريقة الصحيحة " .. ثم تحدث بورغ : " توقف , إهدأ .. هذا الأمر سنعمل على حله , أنت لن تتدرب , أبدا ً " .. ولقد فهمت
    مايقصده بورغ , لأنهُ بغض النظر عن رغبتي , مجرد التدرب مع النادي يجعلنا في موقف ضعف أمام النادي , لهذا عدنا لفينغر : " عذرا ً سيد فينغر ..
    لكننا لسنا مهتمين بهذا العرض
    " .. دار بعض الحديث عن هذا الأمر بعض الوقت , لكنني متأكد بأنهُ كان القرار الصحيح في ذلك الحين ..

    - بعد ذلك توجهنا إلى مونتي كارلو , هناك حيث يتواجد نادي موناكو .. لكننا رفضنا عرضهم ايضا ً .. ثم ذهبنا إلى فيرونا الإيطالي , وايضا ً رفضنا عرضهم
    ومن ثم عدنا إلى السويد .. لقد كانت رحلة رائعة .. لكن لم تنتج شيء , ولا أعتقد انهُ كان من المفترض ان ينتج عنها اي شيء من البداية , لأن الهدف
    كما كان يبدو لي , هو ان أخذ فكرة بسيطة عن كيفية سير الأمور .. عدنا إلى مالمو , كانت الأجواء باردة في فصل الشتاء , فأصبت بالحمى ..

    - في ذلك الوقت تم إستدعائي لمنتخب تحت 21 عاما ً .. لكن بسبب المرض لم أشارك في أول مباراة لي مع المنتخب .. هذا الأمر أحبط الكشافين
    وبعض وكلاء الأعمال كثيرا ً .. لأن الكشافين خصوصا ً كان يلاحقونني في كل مكان .. لم أكن على معرفة تامة بهذه الأمور , ولم أعرف الكثير عن هوية
    من يهتم بي او يتابعني .. عرفت شخصا ً واحدا ً فقط , كان شخصا ً دنماركيا أسمه جون ستين أولسن , كان يراقبني من أجل نادي اياكس الهولندي
    لمدة طويلة , حتى بدأنا نلقي التحية على بعض ونتحدث قليلا ً .. لم أكن أعطي أهمية كبيرة له , لأنه جزء بسيط مما يحدث , ولأنني لم أكن اعرف من
    الفرق المهتمه بشكل جدي ومن غير ذلك .. الأشياء أصبحت اكثر واقعية بعد الرحلة , لكنني بقيت غير مدركا ً لمايحدث بالفعل ..

    - أتذكر أنني بقيت أكثر من يوم في المنزل بسبب المرض , ومن ثم عدت بحماس كبير لتدريبات مالمو .. في ذلك الوقت كنا نستعد لنرحل إلى لامانجا ..
    وهي مدينة إسبانية شاطئية , تخيم فيها العديد من الأندية الكبيرة .. كان ذلك في مارس .. أتذكر أنني كنت في غرفة مع جومندر ميتي , كنت معه
    في أغلب المراحل السنية في النادي .. ولم يسبق لنا ان دخلنا مثل هذه المعسكرات .. أتذكر اننا لم نكن نعرف القوانين , واننا في أول ليلة تأخرنا
    عن موعد العشاء , لهذا تم تغريمنا .. ضحكنا على ذلك الأمر .. وفي اليوم التالي ذهبنا إلى التدريبات صباحا ً .. لم يكن بالأمر الكبير ..

    - أثناء تنقلي في المعسكر , لمحت وجها ً أعرفه ! أنهُ ذلك الرجل الدنماركي جون أولسن .. واجهته وقلت له فقط : مرحبا ً .. لم أكن اريد ان أشتعل
    حماسا ً امامه .. هل هو هنا ايضا ً ؟ لماذا يلاحقني في كل مكان ؟ كنت أسأل نفسي .. في اليوم التألي أخبرت بأن هناك شخصا ً أخر , وهو رئيس
    الكشافين في نادي أياكس .. أتذكر أن هاس بورغ كان متحمسا ً لهذا الأمر : " الأن , الأمور بدأت تحدث .. بدأت تحدث " .. رددت عليه : " حسنا ً , هذا
    أمر عظيم
    " ! .. أستمريت في التدرب , لكن الأمور لم تكن سهلة لي .. فجأة ثلاثة أشخاص من أياكس يتابعونني .. مساعد المدرب ايضا ً وصل إلى
    المعسكر .. وبورغ اخبرني بان هناك اشخاص قادمين ايضا ً .. كنا سنلعب غدا ً مباراة ودية ضد فريق نرويجي .. ولقد علمت بأن مدرب اياكس أدريانز
    والمدير الرياضي للنادي ليو بينهاكر سيحضران ايضا ً ..

    - لم أكن اعرف اي شيء عن ليو بينهاكر , لم أكن اعرف اي شيء في ذلك الوقت عن المدراء الرياضيين في الكرة الأوروبية , لكن ما أدركته من النظرة
    الأولى هو أن بينهاكر , شيء كبير حقا ً .. لقد كان يرتدي قبعة كبيرة تحت اشعة الشمس ويدخن سيجار عريض .. كان بشعر ابيض , واعين براقه , لقد
    أخبروني بأنهُ يشبه " العالم المجنون " في " العودة إلى المستقبل " .. لكنه بهيئة أقوى ايضا ً .. كان يبدو بأنهُ يجمع بين الهدوء والقوة .. كان يشبه في
    الحقيقة رجال المافيا , وانا أحب ذلك .. فهذه هي النوعيات التي نشأت معها .. ولم تفاجأني إطلاقا ً معلومة انه قد درب الريال وفاز معه بالثنائية في
    ذلك الوقت ,كان واضحا ً بان ذلك الرجل بإمكانه أن يقوم بالمهمات الصعبة .. قالوا لي ايضا ً أن بينهاكر بإمكانه ان يرى المواهب في بعض الشبان بشكل
    لايمكن لأحد رؤيته .. ولقد فرحت بتلك المعلومة : واو , هذا أمر رائع بالنسبة لي .. لكن بالتأكيد كانت هناك أمور لم اكن اعرفها جيدا ً ..

    - علمت ان ليو بينهاكر كان يحاول مع بورغ ان يخفض من سعري , لكن بورغ كان يرفض كل عروضه : " هذا الفتى ليس للبيع " .. كانت لعبة ذكية لكن
    ايضا ً خطيرة .. بينهاكر قال : " إذا لم تقل لي سعر محدد للاعب , فلن أتي إلى لامانجا " .. كان ذلك قبل ان يأتي .. وبورغ رد عليه : " هذه مشكلتك ..
    لا تأتي إذا ً
    " .. لكن بينهاكر جاء فورا ً إلى أسبانيا أول شيء تابعه كانت مباراة ضد نادي موس النرويجي .. أتذكر أنني لم أرى ليو بينهاكر في المدرجات
    عندما بدأ اللقاء .. أتذكر رؤية أولسن وكو أدريانز , المدير الفني لأياكس .. لكنني لم أرى بينهاكر .. كان بالتأكيد في مكان ما في الأعلى لكي يحصل على
    منظر افضل في المتابعة .. بالتاكيد كان قد هيأ نفسه لخيبة الامل , لأنني لا أعتقد انها المرة الأولى التي يأتي فيها لمتابعة لاعب شاب لم يرتقى لحد
    طموحاته .. خاصة وان تلك المباراة كانت غير مهمة ولم يكن لدي اي لاعب دافع كبير ليقدم كل مالديه .. بكل الاحوال , لم يكن أحد يعرف مالذي سوف
    يحدث في ذلك اللقاء .. كان الجميع يتحدث عن وجود إداريي نادي اياكس , وكنت قد توترت بسبب ذلك قبل اللقاء ..

    - مع بداية اللقاء , أتذكر بأنني أستقبلت كرة من اليمين , كانت الرياح قوية وكنت على مشارف منطقة الجزاء , لم تبدو تلك الوضعية خطيرة على مرمى
    المنافس .. لكن بملحة سريعة لم أفكر فيها كثيرا ً , من تلك اللمحات التي تمر بذهني سريعا ً , انا لا أضع الخطط في كرة القدم , أتعامل مع كل موقف
    بما أفكر فيه في ذلك الوقت .. أستقبلت الكرة بلمسة واحدة ورفعتها من فوق لاعبين , تجاوزتهم بسرعة ورأيت نفسي في موضع مثالي للتسجيل
    في تلك اللحظة , لكنني تجاوزت مدافعا ً أخر , ومن ثم سددتها على الطائر , وسجلت , فعلا ً فعلت .. أعتقد ان هذا الهدف موجود على اليوتيوب .. كانت
    واحدة من أفضل اللقطات التي قمت بها على الإطلاق .. ركضت فرحا ً بالهدف , أصرخ ويدي مرفوعتان .. الصحفيين في الملعب كانوا يعتقدون أنني
    كنت اصرخ : " زلاتان , زلاتان " .. لكن بربكم , هل يعقل ان أردد اسمي ؟ .. لقد كنت اقول : " Showtime Showtime " ..



    - كان هدفا ً إستعراضيا ً بالفعل , ولم أتمكن من تخيل مالذي كان يفكر فيه ليو بينهاكر .. أعتقد انهُ ذهل من ذلك الهدف , لم يكن يتخيل انهُ سيرى مثله
    أبدا ً .. ليو كان قد أعجب بالهدف وذهل منه بالفعل , لكنني ادركت بأنهُ أصبح قلقا ً ايضا ً .. فهو قد وجد مايبحث عنه , لاعب موهبة كبيرة يستطيع ان
    يسجل الاهداف , خاصة الرائعة منها .. لكن مايقلقه كان هو إمكانية وجود كشافين لأندية أخرى .. ليو بينهاكر ادرك انهُ في حال تواجد اي كشاف لأي
    نادي أخر وشاهذ ذلك الهدف , فإن ماسيحدث هو حرب عروض بين الأندية .. لهذا بينهاكر قرر ان ينهي الأمر فورا ً .. قفز إلى هاس بورغ وطلب منه أن
    يقابلني : " أريد الإجتماع بذلك الفتي , فورا ً " .. لأنهُ كما تعلمون , الأندية تهتم أيضا ً بالشخص وليس باللاعب .. لايهم أن كان قد سجل هدفا ً رائعا ً ..
    المهم هو ان يكون شخصا رائع ايضا ً , لكي يتمكن النادي من شراء صفقة كاملة ..

    -بورغ رد عليه : " لا أعرف إذا كان هذا الأمر ممكنا ً أم لا " ..
    - ثم قال بينهاكر : " مالذي تقصده ؟ " ..
    - بورغ ببرود قال : " لدينا الكثير من الأنشطة والتدريبات في المعسكر , قد لانجد الوقت " .. بورغ كان متحمساً جدا ً , لكنهُ اراد ان يقوم ببعض ألعابه ..
    - بينهاكر قال : " إنهُ مجرد لاعب شاب .. وانتم في معسكر تدريبي فقط , بالتأكيد هناك وقت للإجتماع " !
    - " سنرى , ربما سنحظى بإجتماع سريع " ..

    بورغ وافق , وقررنا ان نجتمع في الفندق الذي يسكنه إداريي نادي اياكس .. كان بعيدا ً بعض الشيء عن المعسكر .. وفي السيارة , بورغ تحدث كثيراً
    عن أهمية الهدف الذي سجلته , وعن الموقف الإيجابي الذي أقوم به .. شخصيا ً كنت هادئا ً , حسنا ً , اياكس كان يريد ان يشتريني , وهذا امر ضخم
    بالنسبة لي , ربما لو حدثت الأمور بشكل مختلف , كنت سأكون متوترا ً .. لم أكن اعرف الكثير عن طريقة المفاوضات مع الأندية الأوروبية خاصة الكبيرة
    منها .. لكن أنت تملك العالم بعد هدف مثل ذللك الهدف .. بإمكان الجميع ان يُسحر بالهدف بسهولة .. دخلت انا وهاس بورغ في ذلك الفندق وقمنا أولا ً
    بتحية الجميع هُناك " كيف حالكم " .. ومن هذا الحديث .. صاحفنا الجميع وجلسنا , وبدأنا نتحدث بـ شكل عام عن عدة مواضيع .. كنت ابتسم , وأتذكر
    أني قلت أمامهم بأنني اريد ان اقدم كل مالدي لكرة القدم رغم انها عمل صعب .. الجميع كان ينظر لي ويتسائل .. من بينهم ليو بينهاكر الذي قال :


    " إذا كنت ستتلاعب بي , سأرد وأتلاعب بك مرتين " .. وبالطبع أعجبتني طريقة كلامه , هذا هو نوعي المفضل حينها في الحديث .. بالتأكيد ان طاقمه
    قد أجرى بعض البحوث عني وعرفوا كل شيء عني بما في ذلك مكان نشأتي وتربيتي .. كان تلك الكلمات بمثابة التحذير , اليس كذلك ؟ أتذكر أننا عدنا
    بعد ذلك إلى فنقدنا .. الإجتماع فقط إستغرق 15 دقيقة تقريبا ً .. أتذكر أنني عندما عدنا للفندق , لم يحسم كل شيء .. فكما تعملون , هناك مباراة في
    الملعب , وهناك مباريات أخرى في سوق الإنتقالات , وأنا أحب هذه الألعاب , وأعرف بعض الخدع فيها ايضا ً .. أعلم متى أحتاج أن أكون هادئا ً , ومتى
    أحتاج لأن أبدأ الحرب .. لكنني تعلمت ذلك بالطريقة الصعبة .. في البداية لم أعرف شيء , كنت مجرد فتى يريد لعب كرة القدم .. لكن الأمور تغيرت بعد
    ذلك .. بالنسبة لأياكس , بعد ذلك الإجتماع , لم أسمع اي كلمة عنه لفترة طويلة ..

    - عدنا إلى مالمو .. كنت اقود مرسيدس زرقاء .. لم أكن أملكها .. كنت قد أستأجرتها لفترة بإنتظار أن أشتري سيارتي الحقيقية التي أرغبها .. أتذكر أني
    وضعت كرة في المقعد الخلفي لكي ألعب وقتما أشاء .. كنت اتسكع وكأني ذلك الفتى المميز والرائع .. لكن بشكل عام , كنت أعيش أيام روتينيه في
    مالمو .. أتذكر أن بطولة الدوري كانت على بعد أسابيع من الإنطلاق , وأنني كنت سألعب مع متتخب السويد تحت 21 عاما ً .. كانت أمور رائعة , خاصة
    وأني على المستوى الشخصي كنت مرتاحا ً , كنت اتسكع مع أصدقائي ومن ثم نعود ونلعب ألعاب الفيديو وأمور أخرى .. فجأة , الهاتف يرن , لقد كان
    هاس بورغ .. لم تكن رؤية رقمة أمر غريب , لأنهُ يتصل بي دائما ً , لكن عندما بدأ التحدث , كان مختلفا ً بعض الشيء :

    - " هل أنت مشغول الأن ؟ " .
    - لم أكن قادر على ان أقول له أنني مشغول بالفعل .. لكنهُ عاد وسألني : " هل أنت مستعد ؟ "
    - قلت له : " نعم بالتأكيد .. ماذا تريد ؟ " .
    - قال : " أنهم هُنا الأن .. تعال بسرعة إلى فندق يورقن , نحن بإنتظارك " .

    إنطلقت إلى هُناك فورا ً .. وبالتأكيد كانت ضربات قلبي تتسارع .. ركنت سيارتي هُناك وكنت أعلم بأن الأمور قد حدثت .. أتذكر بأنني أخبرت بورغ بأنني
    أفضل الإنتقال بـ رقم قياسي .. أريد ان أدخل التاريخ .. أتدكر أن لاعبا ً سويديا ً إنتقل للأرسنال بـ 40 مليون ( كرونا سويديه ) , وهناك ايضا ً جون كارو من
    النرويج إنتقل لفالنسيا بـ 70 مليون كرونا .. كنت اريد تحطيم الأرقام الأسكندنافيه لكن يالهي .. انا فقط في الـ 19 من عمري .. وبالتأكيد كان من الصعب
    أن تظهر القوة وأنت ترى بأن الأمور قد بدأت تحدث .. تتذكرون كيف كنت اعاني أثناء اللبس ؟ هذه المرة ارتديت طقم لنايكي , مع قبعة جميلة على
    رأسي .. لكن ايضا ً كان منظري خاطئا ً .. على كل , دخلت إلى الفندق وأتذكر أنني رأيت جون ستين أولسن , وفهمت منه أن الأمور تسير بسرية تأمة
    وهذه هي سياسة النادي ..

    - بعد دخولي , رأيت سيسيليا بيرسون .. وإنصدمت ! مالذي تفعله هُنا ؟ لم أتوقع بأني أتي إلى هذا العالم وأرى أشخاص من روينجارد .. روينجارد
    بعيدة تماما ً عن هذا العالم .. لكن مالذي أتى بهذه الفتاة إلى هنا .. سيسيليا فتاة نشأت معها في روينجارد .. كانت إبنة صديقة والدتي .. كنا في نفس
    المبني .. لكنني بعد تأمل للحظات , تذكرت .. هي تعمل منظفة في أحد الفنادق .. مثل أمي .. ويبدو بأنها تعمل في هذا الفندق .. لقد نظرت لي نظرة
    تعجب كبيرة , وكأنها تقول : " زلاتان , مالذي جاء بك إلى هُنا .. ومع هؤلاء الأشخاص ايضا ً ؟ " .. لكنني قمت بالإيماء له , وكأنني أقول : " لاتقولي أي
    شيء أبدا ً
    " .. ومن ثم صعدت بالمصعد إلى غرفة الإجتماعات .. ووجدت هُناك بعض الأشخاص .. من بينهم ليو بينهاكر , ومحاسبهُ المالي .. وبالتأكيد
    كان هُناك هاس بورغ وبعض الأشخاص .. لكن كان لدي إحساس بأن هناك شيء غريب يجري ..

    - هاس بورغ كان متوترا ً جدا ً .. الأدرينالين مسيطر على جسمه .. لكنهُ أظهر الهدوء وقال : " أهلا ً زلاتان .. هل ترى .. لم يكن بإمكاننا الحديث عن هذا
    الأمر حتى قدومك .. هل تريد الإنتقال لأياكس ؟ إنهم يريدونك
    " .. كنت متحمسا ً وقلت : " بالتأكيد , أياكس مدرسة رائعة " .. الجميع إبتسم حينها .. لكن
    رغم ذلك شعرت بأن هناك شيئا ً غريبا ً يجري .. بينهاكر غادر مع محاسبه المالي قبلنا .. ومن ثم بقيت انا وهاس بورغ لوحدنا .. تسائلت , مالذي يجري
    ياهاس ؟ .. بورغ كان يخفي إبتسامة كبيرة , ومعه الكثير من الأوراق .. أعطاني إياها ومن ثم قال :

    - " خذ أقرأ هذه الأوراق , لقد فعلت هذا من أجلك " .
    - قرأت الأوراق , وكان مكتوبا ً فيها أنني سأستلم 160 ألف في الشهر .. كان مالا ً كثيرا ً , لكنني لم أعلم هل هذا جيد بالنظر إلى السوق ؟
    - " وهل هذا جيد يابورغ ؟ " .
    - " بكل تأكيد نعم , أنه اربعة أضعاف ماتجنيه الأن " .. قال لي ذلك .. ولقد صدقته بالفعل .. لقد كان مالا كثيرا ً بالفعل ..
    - " إذا لننطلق في هذا الأمر " .. هذا ماقلته له .. ورد علي : " عظيم زلاتان , تهانينا " ..

    ذهب بورغ لفترة بسيطة لانهُ أراد أن يناقش بعض التفاصيل كما يقول .. وعندما عاد كان فخورا ً , وكأنهُ أنجز افضل صفقة في العالم , جاء لي وقال مع
    إبتسامة كبيرة : " سوف يدفعون لك ايضا ً قيمة سيارة المرسيدس التي تريدها .. سيتكفلون بذلك " .. جاوبته بكل فرح : " واااو .. رائع " !

    - لكن ! لم أكن مقتنعا ً .. كان هناك إحساس لدي بأن هذا الشعور بالغرابة لم يأتي من فراغ .. وكأن كل ماقدم لي لايساوي شيئا ً مما كنت اتوقعه , وانا
    بالفعل لم أكن اتوقع شيئا ً , لأنني لم أعرف شيء .. لم أكن اعرف كيف تتم الأمور والصفقات في هولندا , ولم أكن اعرف مالذي يدفع للضرائب , ولم
    يكن هناك اي شخص يتابع إهتماماتي .. كنت مجرد فتى في الـ 19 من عمره .. يعرف بمقدار ماتعرفه المنظفة سيسيليا .. والشيء الهام , كنت اعتقد
    أن هاس بورغ صديق وملهم , كان بمثابة الأب الأخر .. لم أكن أعرف بأنهُ كان يفكر في شيء واحد فقط : توفير أكبر مبلغ للنادي من الصفقة .. بالتأكيد
    أستغرقت وقتا ً طويلا ً لأعرف السبب الذي جعلني اشعر بالغرابة في غرفة الإجتماعات تلك .. لكن بكل تأكيد , كنت متأكد من أن الأشخاص الأضافيين
    في تلك الغرفة كان لهم دخل في القضية ..

    - أدركت ماحدث : ناديي أياكس ومالمو لم يتفقوا على سعر محدد لي , وسبب إستدعائي إلى غرفة الإجتماعات تلك كان من أجل تحديد مرتبي ووضع
    توقيعي عليه , ومن ثم إستئناف المفاوضات مع وضوح أكبر , لأنهُ وكما تعرفون , إذا تمكنت من جعل اللاعب يوقع على المرتب الأقل في الفريق , فإنك
    سوف تتمكن من الحصول على قيمة إجمالية أكبر لصفقة الإنتقال .. بكل بساطة : لقد تم إستغلالي في تلك المفاوضات .. لكنني لم أكن أعرف حينها
    كنت قد نزلت في اللوبي وانا في فرح عارم وبهجة لاحدود لها .. لكن اتذكر أنني كنت جيدا ً في إبقاء فمي مغلقا ً .. لم أخبر اي شخص سوى والدي ..
    وبحكمته كان والدي حذرا ً , ولم يكن يثق بالناس .. لكن بالنسبة لي , جعلت الأمر يمضي بدون تفكير ..

    - في اليوم التالي , ذهبت إلى بوراس للمشاركة مع منتخب تحت 21 عاما ً ضد مقدونيا .. كانت مباراة في التصفيات الأوروبية , وكانت الظهور الأول لي
    وكان من المفترض ان تكون مناسبة كبيرة .. لكن بكل تأكيد كان تفكيري في مكان أخر .. كنت افكر في إجتماع ليو بينهاكر وهاس بورغ , وتوقيعي على
    تلك الورقة .. كانت مفاوضات منتهية .. لكن رغم ذلك كان يجب علينا ان نبقى ذلك سرا ً حتى الساعة الثانية ظهرا ً , موعد الإعلان في هولندا .. أتذكر
    أن وكلاء الأعمال كانوا لايزالون يلاحقونني .. لكن هذا بدون فائدة .. فأنا لاعب أياكس الأن .. كنت اشعر بأنني أمشي على الغيوم .. ذهبت حينها إلى
    هاس بورغ وسألته : " ماهي قيمة إنتقالي ؟ " .. أجابني , والإجابة لن أنساها طوال حياتي ..

    - كان يجب عليه أن يعيد مرارا ً وتكرارا ً قبل أن أفهم وأستوعب ماقالهُ لي .. في المرة الأولى كان يقولها رقميا ً ولم أفهم .. لكنهُ أراني الرقم على تلك
    الورقة : وبالفعل إنصدمت وذهلت .. كان أمرا ً لم أتوقعه على الإطلاق .. كانت القيمة 85 مليون ( بالعملة السويدية ) .. والشيء الأهم من ذلك , هو أنه
    لم يكن هناك اي لاعب سويدي , لاعب نرويجي , لاعب إسكيندنافي ,قد إنتقل بقيمة أكبر تاريخيا ً .. اللعـنة .. هذا غير معقول , هذا ماكنت افكر فيه في
    تك اللحظات .. لقد تجاوزت رقم هنريك لارسون وجون كارو .. كان أمرا ً عظيما ً .. لكنني بعد تفكير بسيط .. أدركت أن هذا سيشكل ضغطاً كبيرا ً علي ..

    - في اليوم التالي , إشتريت الصحف وبدأت أقرأ : كان الأمر جنونيا ً لأن كل الصحف كانت تتحدث عني : أنهُ فتى الأموال , زلاتان الرائع , زلاتان المميز
    ومن هذه الأمور الجميلة .. كنت اقرأ وأستمتع بالأمر .. كان مثل هذه الأمور تعجبني .. أتذكر عندما كنت في بوراس ذهبت مع بعض زملائي إلى مقهى
    قريب لنحظى بالصودا وبعض الأمور .. أتذكر أنه بينما كنا نجلس , جاءت مجموعة من الفتيات بنفس العمر تقريبا ً , وأحدهن قالت بخجل : " هل أنت فتى
    الـ 85 مليون ؟
    " .. كيف بإمكانك أن تجيب عن هذا السؤال حقا ً ؟ .. قلت لها : " نعم بكل تأكيد , هو انا " .. وهاتفي بعد ذلك لم يهدأ إطلاقا ً ..

    - أتذكر ان الناس من حولي أصابهم الجنون , البعض يقدم لي التهنئة , لكنني كنت اعرف ان هُناك بعض الغيرة لديهم .. كلهم ماعدا شخص واحد فقط
    وهو : أمي .. لقد كان مجنونة بالأمر : " يالهي , زلاتان , مالذي حدث ! " .. كانت تقول : " هل تم إختطافك ؟ هل أنت ميت ؟ " .. كانت تراني على التلفاز
    ولم تعرف ماذا يقولون عني , لكن بإنطباع أول : انت من روينجارد , وتظهر في التلفاز .. هذا يعني أخبار سيئة .. قلت لها :

    - " لابأس أمي .. الأمر رائع .. لقد تم بيعي لأياكس ! " .
    - إزداد غضبها : " لماذا لم تقل لي ؟ لماذا علمت بهذا الأمر من التلفاز مثل البقية ؟ " .

    قمت بتهدئتها بعد ذلك وفهمت الأمر , لكن في الحقيقة انا شعرت بالذنب عندما فكرت بالأمر .. على كل , في اليوم التالي سافرت إلى هولندا مع
    جون ستين أولسن .. كنت البس قميصا ً ورديا ً وجاكيت بُني .. كانت افضل وأرقى الملابس التي أملكها .. عقدت مؤتمرا ً صحفيا ً في أمستردام , كان
    الوضع فوضاويا ً في ذلك المؤتمر تقريبا ً .. كان هناك العديد من المصورين والصحفيين , بعضهم جالس والأخر واقف في كل مكان .. كنت سعيدا ً بذلك
    في الحقيقة .. لم أكن أشعر بالأمان حينها , لأنني كنت صغيرا ً وكبيرا ً في نفس الوقت .. أتذكر انني جربت الشمبانيا لأول مرة في حياتي , وأتذكر
    أن تعابير وجهي بعد تجربته , وكأنني أقول : " اللعـنة , ماهذه القذارة " ..

    - أتذكر أن ليو بينهاكر منحني الرقم 9 .. كان الرقم الذي إرتداه فان باستن .. كانت مايجري حولي كثيرا ً جدا ً علي .. أتذكر أيضا ً ان هناك مجموعة من
    الأشخاص كان يعدون ملفات وتقارير عني من السويد , لحقوا بي في أمستردام .. وقاموا بتصويري وانا في الشركة الراعية ميتسوبيشي حينما كنت
    أقوم بإختيار سيارتي : " من الغريب ان تمشي هُنا فقط وتختار السيارة التي تعجبك .. لكن صدقوني , ساعتاد على هذا " .. هذا ماقلتهُ لهم بإبتسامة
    كبيرة .. كنت اشعر بأن كل شيء ممكن في هذه الحياة بعد ماحدث .. كانت اشبه برواية خيالية .. أتذكر بأن الربيع كان قادم .. ذهبت إلى ملعب أياكس
    وهو امستردام ارينا .. دخلتهُ والمدرجات خالية .. كنت أتأمل مع مذاق الـ لوليبوب في فمي .. الصحف كانت تزداد جنونا ً بالأمر .. أتذكر أنهم كتبوا عن
    قصة ذلك الفتي الذي قدم من أحياء روينجارد وهو يعيش الحلم حاليا ً .. كما كتبوا ايضا ً عن تميز زلاتان بالإحترافية , وتمتعه بحياة الترف !

    - بطولة الدوري السويدي كانت ستبدأ , وهاس بورغ كان قد فاوض اياكس على أن أبقى مع مالمو لستة أشهر أخرى قبل أن انتقل .. لهذا كان علي
    العودة مباشرة إلى مالمو بعد المؤتمر .. أتذكر ان ذلك اليوم كان باردا ً جدا ً .. كنت قد قصصت شعري حينها .. وكنت سعيدا ً لأنني لم أرى زملائي منذ
    فترة طويلة .. لكن في ذلك اليوم كانوا كلهم مجتمعين في غرف الملابس , يقرأون عن زلاتان وعن " حياة الترف " .. بإمكانكم ان تتخيلوا ذلك المشهد ..
    دخلت , وانا أضحك .. خلعت قميصي وبدأت اصرخ بفرح .. رفعوا رؤسهم تجاهي .. وفي الحقيقة .. شعرت بالأسى حيالهم ..

    - كانوا جميعهم حزينون لهذا , كان الحزن يغطيهم , وأكثرهم في ذلك كان الكابتن ماتيسون , ذلك الفتي الذي تشاجرت معه في أول مباراة لي في
    الفريق .. حاول ان يظهر حسن النية وقال : " تهانينا .. هذا عظيم , بإمكانك فعل هذا " جلست في ذلك الوقت وانا مبتسم .. وسعيد كأنني طفل صغير
    وأعتقد انهُ في تلك الأيام شيء ما حدث لي .. أنتم تعرفون , في بعض الأحيان تحدث أشياء غريبة .. كنت اريد الحركة والدراما .. لهذا فعلت اشياء في
    الحقيقة تبدو غبية .. أتذكر أنني وضعت حلقة شقراء في شعري .. كما أنني قمت بإعلان خطوبتي .. إعلان الخطوبة لم يكن شيئا ً غبيا ً , لأن ميا كانت
    فتاة جيدة .. كانت تدرس تصاميم المواقع الإلكترونية , كانت شقراء وجميلة .. وكانت تتطلع للامام دوما ً .. إلتقينا في قبرص عندما كانت تعمل في
    بعض البارات في البداية .. بعد ذلك بدأنا نتسكع سويا ً في السويد .. لهذا قررت ان نتزوج .. ولأنهُ في ذلك الوقت لم تصبح لدي اي حواجز مع الإعلام
    أخبرت صديقي القديم رون .. حينها سألني :

    - " ماهي الهدية التي قدمتها لها في الخطوبة ؟ " .
    - قلت له : " هدية ؟ لقد حصلت على زلاتان " .

    حصلت على زلاتان ! كانت إجابة قادمة فقط من أعماقي بدون تفكير , تبدو إجابة فيها الكثير من الغرور , كانت تحت صورتي , ويتم ذكرها في جميع
    الأوقات .. لكن بعد أسابيع بسيطة : ميا لم تحصل على شيء فلقد إنفصلنا سريعا ً وألغيت الخطوبة لأن أحد الأصدقاء أن هذا الأمر لن يجدي نفعا ً معي
    في هذه المرحلة , وانهُ سيتوجب علي ان أعلن الزواج منها بعد سنة .. بشكل عام .. فعلت الكثير من مثل هذه الأشياء الغير متوقعة .. كنت وكأنني
    على عجلة من أمري .. كل شيء كان يسير حولي بسرعة .. والأيام إقتربت على بداية الدوري , حينها كان يتوجب علي أن أثبت بأنني أستحق 85
    مليون .. أتذكر أنهُ قبل مباراتنا الأولى , سفينسن وكاليستروم سجلوا هدفين في أول مباراة لهم .. لهذا الحديث عاد عني , وأنهُ ربما لايجب تحميلي
    أكثر من طاقة , ربما انا مجرد مراهق نفخهُ الإعلام , ومن هذه الأمور .. أدركت حينها انهُ يجب علي ان أقدم مستوى رائع .. أتذكر انهُ قبل المباراة كان
    إستاد مالمو يغلي .. كان ذلك في التاسع من إبريل 2001 ..

    - أتذكر انني جئت بسيارتي المرسيدس الزرقاء وكنت فخورا ً بها .. رون أجرى مقابلة معي قبل اللقاء , لكنني لم أسمح له بإلتقاط صورة لي في ذلك
    الوقت لأنني لم أريد ان يرى الناس بأنني أتظاهر بالغرور .. قلقت من ان ذلك لن يكون جيدا ً لي .. خاصة مع بعض التشكيك ممن حولي : الضغط قد
    يكون كبيرا ً جدا ً عليه , لن يكون من السهل ان يتعامل مع هذا .. كانت لدي في تلك اللحظات رغبة بأن أنتقم من كل من لم يثق بقدراتي منذ البداية ..
    الرغبة بالثأر والإنتقام كانت تقودني كلما لعبت منذ بداية مسيرتي .. والأن الأمور على المحك .. كنا سنواجه أيك , ولم تكن مباراة إفتتاحية سهلة , في
    أخر مواجهة لنا ضدهم : تمت إهانتنا وإرسالنا للدرجة الثانية من قبلهم .. كانوا فريقا ً قويا ً ومن المرشحين الكبار لبطولة الدوري في ذلك الوقت , في
    المقابل من نحن ؟ فريق للتو صعد من الدرجة الثانية ولم يفز فيها حتى .. الكل كان يرى بأن الضغط علينا , وان هذا الأمر كان بسببي بشكل خاص ..

    - ملعب مالمو كان ممتلئا ً , 20 ألف متفرج .. خرجت للملعب وركضت إلى وسطه .. كان ذلك يعني العودة إلى الدرجة الأولى , لكنني لم أستوعب ذلك
    بسهولة في الحقيقة .. الجماهير كانت تشجع وتصرخ .. لم أفهمهم في البداية , كانوا يقولون : " نحن نحب مالمو " .. لكن ايضا ً بعد ذلك سمعتهم وهم
    يصرخون بأسمي .. كانت اهزوجة جميلة يقولون فيها : " حظا ً طيبا ً زلاتان " .. كان الأمر جميلا ً , ولاشعوريا ً رفعت يدي وآشرت لهم : أعطوني أكثر ..
    أعطوني أكثر .. في الحقيقة أعتقد انني حينها صدقت بعض المشككين في شيء واحد : كل شيء يدل على مباراة مرعبة , فالضغط كان كبيرا ً جداً ..

    - في الـ 8:45 دقيقة إنطلقت المباراة , والجماهير إرتفعت أهازيجها وصراخها .. لم تكن الأهداف المهمة , كانت اللقطات الجميلة هي التي تعجبهم وانا
    كنت اقوم بالعديد من الخدع التي تعجبهم .. أتذكر أنني إخترقت دفاع أيك وقمت ببعض المراوغات الجيدة .. بعد ذلك إختفيت وأيك سيطروا وصنعوا عدة
    فرص , وكانت الأمور غير جيدة بالنسبة لنا .. ربما كنت ارغب بفعل اشياء كبيرة , وهذا أمر أعرفه , إذا أردت فعل اشياء عظيمة , يكون من السهل أن
    يتم إيقافي .. حاولت الإسترخاء بعد ذلك , وبعد الدقيقة 30 إستلمت كرة من الجهة اليمنى من سورينسن .. لم تبدو بأنها ستكون فرصة خطيرة , لكنني
    قمت بتحرك جيد , وسددت الكرة وسجلت .. يالهي , شعرت بشعور الإنفجار , شعرت بأنني تحررت من الكثير .. خاصة مع تردد الجماهير : " زلاتان ..
    سوبر زلاتان
    " .. بعدها وفي الدقيقة التاسعة من الشوط الثاني أستملت كرة أخرى من سورينسن , وكنت في الجهة اليمنى , تقدمت قليلا ً , ولم
    يبدو بأنها زاوية مناسبة للتسديد ابدا ً .. كان الجميع يعتقد انني سأمرر .. لكنني سددت وسجلت مرة أخرى .. الملعب أصبح مجنونا ً بالكامل , وانا كنت
    أسير بهدوء وبطء ويدي مرفوعتان ووجه يعبر عن قوة كبيرة , ويقول : " هُا انا هُنا .. أمام كل من كان ينوح ويحاربني لأبتعد عن كرة القدم " ..



    - كان ثأرا ً .. كان فخرا ً .. وأعتقد ان كل من تحدث عن ضياع فتى الـ 85 مليون , كان يعيش اسوأ أيامه .. لم انسى جنون المراسلين وقتها .. أحدهم كان
    قد قال لي : " إذا قلت زفينسن , وكاليستروم .. ماذا تقول ؟ " قلت له : " أقول .. زلاتان زلاتان " الجميع ضحك , وانا كنت اعيش تلك اللحظات الكبيرة ..

    - الأمور لم تكن سهلة , لأن الأطفال والأشخاص كانوا حولي جميعا ً , الكل يطلب التوقيع , وفلسفتي تعرفونها جيدا ً : بإمكاني أن أبقى للأبد حتى أقوم
    بالتوقيع لكل شخص , لايمكن ان يرحل اي شخص بدون توقيعي وهو يريده .. بعدما أنتهيت , رحلت بسيارة المرسيدس .. والأطفال يصرخون بأسمي
    من خلفي .. كان ذلك يكفيني .. لكن الأمور لم تنتهي .. وعندما جاء الغد كتبت الصحف , كتبت اشياء جنونية وكنت اتطلع لها .. وجدتهم اقتبسوا تصريحاً
    كنت قد قلته بعد الهبوط : " اريد من الناس نسياني , أنسوا أنني موجود , لكن عندما نعود .. سأضرب الكرة في الملعب مثل البرق " .. لقد استعملوا
    هذا الإقتباس في تقاريرهم ..

    - أصبحت البرق الذي ضرب في موعده , أصبح رائعا ً , وأصبحت جميع الأشياء الجميلة في قول الصحافة .. كما كان الحديث في وقتها عن " حمى
    زلاتان " في السويد .. لم يكن يتحدث عنها الأطفال والصغار فقط , حتى النساء في المكاتب والرجال في المحلات .. كانوا يصنعون منها النُكت : " كيف
    حالك اليوم ؟ ماذا بك ؟
    " .. " أعتقد أنني أصبت بحمى زلاتان " .. الجميع كان يتحدث عن الأمر .. بعض الشبان ايضا ً صنعوا أغنية خاصة , والجميع كان
    يضعها كنغمة رنين لهاتفه .. كانت تقول : " أوهو .. انا وزلاتان , من نفس المدينة " .. كيف يمكنك أن تتعامل مع أشياء كهذه ؟ أنهم يغنون بك !

    - بطبيعة الحال , كانت هناك جوانب خطورة لكل شيء ولقد شعرت بذلك في الجولة الثالثة من الدوري , كان ذلك في 21 أبريل 2001 , وكنا في ذلك
    الوقت في ستوكهولم لمواجهة دجورغاردين .. هذا الفريق هبط معنا وعاد معنا للدرجة الأولى .. كان هو المتصدر ونحن في المركز الثانية , ولأخبركم
    الحقيقة هذا الفريق هزمنا شر هزيمة في الدرجة الثانية , فاز علينا مرتين 2-0 و4-1 .. لهذا الأفضلية كانت لهم .. رغم ذلك نحن ايضا ً كان لدينا فوزين
    رائعين في أول مبارتين .. مالمو كان لديه مستويات رائعة في بداية الموسم , والشيء الأهم لديه : انا .. الجميع كان يتحدث عن زلاتان , زلاتان .. حتى
    أن مدرب المتتخب السويدي لارس لاغرباك كان متواجدا ً في المدرجات لمشاهدتي .. لكن هذا الأمر لم يعجب البعض ايضا ً : " ماهو المميز في هذا
    الفتى حقا ً ؟
    " .. كما أنني أتذكر ان أحدى الصحف وضعت صورة لثلاثة لاعبين كبار وكتبت تحتهم : " نحن من سينهي المضخم زلاتان " .. وأعتقد أني
    كنت أتوقع أجواء عدائية في الملعب .. كانت مباراة هامة وصعبة .. لكن عندما دخلت للملعب , كنت هادئا ً وباردا ً لكن جماهير دجورغاردين كانت فعلاً
    مليئة بالكره , كانوا من اسوأ الجماهير التي لعبت ضدها : " نحن نكره زلاتان , نحن نكرهُ زلاتان " .. كانت الأهازيج كأنها رعد حولي .. كل الملعب كان
    فقط ضدي .. وبالتأكيد سمعت العديد من الأشياء السيئة عني وعن أمي ..

    - لم يسبق أن حدث هذا الأمر لي .. بالتأكيد أتفهم ذلك : الجماهير لاتستطيع ان تلعب الكرة , لهذا هي تهاجمني .. وهي بذلك تريد كسر أفضل لاعب
    في الفريق الخصم وما إلى ذلك .. هذا مايحدث في كرة القدم .. لكن في تلك المناسبة , الأمر كان زائدا ً عن الحد .. لهذا غضبت , وأردت إظهار من أنا
    وأعتقد انني كنت ألعب ضد الجماهير وليس ضد الفريق الأخر .. وكما حدث في مباراة أيك , أستغرق الأمر وقتا ً قبل أن أدخل في أجواء المباراة .. كان
    أولئك المدافعين الثلاثة الذين ظهروا في الصحيفة يراقبونني بشدة .. ونادي دجورغاردين سيطروا على أول 20 دقيقة .. في ذلك الوقت مالمو كان قد
    تعاقد للتو مع لاعب نيجيري اسمه بيتر إيجيه .. كان معروف بأنهُ هداف كبير , وفي الموسم الذي تلى ذلك الموسم توج بالهداف , لكن في أول موسم
    له كان لايزال تحت ظلي .. في الدقيقة 21 استقبل إيجيه تمريرة من دانييل ماستروفيتش , والذي أصبح صديقا ً مقربا ً لي لاحقا ً .. إيجيه استقبل تلك
    الكرة وسجل هدفا ً أول .. وفي الدقيقة 68 صنع إيجيه كرة جميلة لإيلانجا الأفريقي الأخر في الفريق والذي سجل الهدف الثاني لنا .. الجماهير بدأت
    تصفر ضدنا .. وانا كنت متوقفا ً , لم أسجل .. تماما ً كما قال أولئك المدافعين الثلاثة بأنني لن أفعل .. لم أكن جيدا ً في تلك المباراة .. أظهرت مراوغات
    خاصة ومررت بالكعب .. لكنها كانت مباراة إيجيه وماستروفيتش أكثر مما هي مباراتي ..

    - إستقبلت الكرة بعد دقيقتين من ذلك الشعور .. لم أكن اشعر بأي شيء ساحر حيال ذلك الإستلام , لكنني فجأة قمت بمراوغة المدافع الأول , ومن
    ثم راوغت الثاني بنجاح : أووه , أشعرت بأنني قادر على فعل ذلك الأن , ربما أفعل ذلك .. أستمريت بالكرة , وبالرغم من أنني لم أعرفهم جيدا ً , الأ
    أنه في طريقي للشباك تمكنت من مراوغة المدافعين الذين كانوا في تلك الصحيفة , وسجلت بقدمي اليسرى .. ويالهُ من سرور إجتاحني , كان هناك
    فرح كبير , إنفجرت .. أنهُ الثأر .. كنت اقول : هذا من أجلكم , من أجلكم أيها الحاقدون , ومن أجل ماقلتموه عني وعن والدتي .. وأعتقد أن مافعلته كان
    قد جعل الحرب تستمر بيني وبين الجماهير خارج الملعب .. خاصة وأننا قمنا بإهانة دجورغاردين برباعية نظيفة .. عندما خرجت من الملعب : أحاطت
    بي جماهير دجورغاردين
    .. لكن المفاجأة هي أنهم لم يريدوا القتال او توجيه اللكمات لي .. كانوا يريدون توقيعي ! كان أمرا ً رائعا ً بالنسبة لي , فكرت
    كثيرا ً بعد ذلك لوقت طويل في إمكانية أن تحول كل شيء حولك بـ هدف او عرض رائع .. كانوا مثل المجانين مثلي ..



    - تعلمون , في ذلك الوقت , لم أعشق فيلما ً أكثر من فيلم " Gladiator " .. خاصة تلك اللقطة الشهيرة فيه والتي يعرفها الجميع , عندما نزل ذلك
    الإمبراطور إلى الحلبة .. وأمر المقاتل بنزع قناعه .. ليقوم المقاتل بذلك ويقول : " أسمي هو ماكسيموس ديسموس مريديوس .. وسأخذ بثأري , في
    هذه الحياة أو في الحياة المُقبلة
    " .. هذا ماشعرت به في تلك اللحظه , أو هذا هو ما أردت أن أشعر به .. أردت أن أقف أمام كل العالم , وأن أظهر لكل
    أولئك الذين شككوا في زلاتان إبراهيموفيتش , من أنا حقا ً ! ولم يكن بإمكاني حتى أن أتخيل أن هناك شخصا ً بإمكانهُ أن يتمكن من إيقافي .


    التعديل الأخير تم بواسطة IL C a p i t a n o ; 18-01-2012 الساعة 11:33 AM

  8. #8
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Jag Är Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayE



    الفصل السابع ( وداعا ً مالمو ) !




    - كنتُ أشبه بشجرة البلوط المرتفعة , كما كنت اقول دائما ً .. كل ماكنت اقولهُ كان يحدث الفوضى .. كنت أقول أشياء غبية كثيرة ايضاً , مثلا ً أتذكر أنني
    قلت أن المنتخب السويدي سيفوز بكأس الأمم الأوروبية معي .. كان يبدو بأنهُ تصريح مليء بالغرور .. لكن لا أعلم , أعتقد انني شعرت بالذكاء عندما تم
    إستدعائي فعلا ً للمنتخب .. هذا كان في شهر أبريل ايضا ً .. كنت قد سجلت للتو هدفي في دجورغاردين , والصحف كلها كانت مجنونه بي , كانت تكتب
    عن كل شيء يتعلق بي .. وأعتقد أن من كان يقرأ تلك الصحف , لم يعتقد أنني فتى متواضع .. وهذا ماسبب لي القلق حينها : هل سيعتقد اللاعبين
    الكبار في المنتخب : باتريك أندرسون , وستيفان شوارز .. أنني مجرد فتى مغرور
    ؟!

    - أن تكون نجما ً في مالمو , هذا شيء والمنتخب السويدي شيء أخر .. ما أعنيه هو أنني كنت مقبل على مرحلة صعبة , يالهي المنتخب كان يحتوي
    على عدة أسماء من المنتخب الذي حصل على الميدالية البرونزية في كأس العالم 1994 .. وهل تصدقون , كنت أعلم في ذلك الوقت أنهُ في السويد
    لا يجب عليك ان تظهر نفسك بشكل كبير , خاصة إذا كنت جديدا ً في الفريق ..لكنني كنت قد فعلت هذا الأمر مع فريق الشباب , أردت حقا ً ان أكون
    محبوبا ً .. أردت أن أنخرط مع المجموعة , لكن الأمور لم تبدأ بشكل جيد .. أتذكر أننا ذهبنا لمعسكر تدريبي في سويسرا .. حينها كان الصحفيون في
    كل مكان يطاردونني .. كان أمرا ً محرجا ً .. اللعـنة , كنت أود القول لهم : هنريك لارسون هُناك , إذهبوا له بدلا ً عني .. لكن رغم هذا , لم أتمكن من
    المقاومة بشكل جيد ..

    - في مؤتمر صحفي في جنيف , سألني أحد الصحفيين , عن ما إذا كنت أشبه أي لاعب كبير في العالم ؟ فقلت : " لا , لايوجد الا زلاتان واحد هُنا " ..
    يالهُ من تواضع , اليس كذلك ؟ عرفت ذلك فورا ً .. وادركت بأنهُ يجب علي تصحيح ماقلتهُ حالا ً .. لهذا بقيت لفترة بعيد عن الأضواء , وفي الحقيقة لم
    يكن علي إظهار نفسي .. شعرت بالخجل امام كل الأسماء الكبيرة في المنتخب ذلك الوقت , لهذا لم أتحدث مع الكثيرين , فقط كنت اتحدث تقريبا ً مع
    ماركوس الباك , زميلي في الغرفة .. بعد تصرفاتي هذه , كتبت الصحف : " إنهُ غريب الأطوار , فهو يريد البقاء مع نفسه دائما ً " .. وأعتقد ان هذا كان
    مثيرا ً بالنسبة لي : المثير للإهتمام , الفنان زلاتان .. وهكذا ..

    - لكن في العالم الواقعي , كنت أحاول أن أكون حذرا ً , فأنا لا أريد إغضاب المزيد من الناس حولي .. خاصة هنريك لارسون , والذي كان أشبه بالأله
    بالنسبة لي .. كان محترفا ً في سيلتك في ذلك الوقت 2001 , وكان قد حصل للتو على الحذاء الذهبي كأثر مسجل للأهداف في أوروبا .. هنريك كان
    رائعا ً دائما ً .. وعندما سمعت بأنني سأكون بجانبه في الهجوم ضد سويسرا , شعرت بشعور عظيم بالفعل .. كان شيء من الأشياء الرائعة التي لم
    أكن أعتقد انها ستحدث لي .. قبل المباراة بعض الصحف قامت بعمل بعض التقارير عني .. كانت تريد تقديمي للناس قبل ظهوري الاول مع المنتخب ..
    وفي أحد التقارير , أحد المُعلمات من مدرستي القديمة , تلك التي كانت تخصص لي مدرسا ً خاصا ً ومنعزلا ً , قالت في التقرير : أنني كنت أكثر طالب
    فوضوي مر عليها طوال 33 عاما ً من العمل أو شيء من هذا القبيل
    .. بالفعل كنت ذلك الفتى القوي في ذلك الوقت .. على كل , كنت رجل العرض
    في ذلك الوقت والكثير من الاحاديث خرجت بعد هذا التصريح .. لكن ايضا ً خرجت تصاريح إيجابيه في التقارير : مثل أنهم كانوا يعولون علي لتحقيق
    نجاحات مع المنتخب .. وأنهم يريدونني فتى قوي في المنتخب ايضا ً .. وبالتأكيد شعرت بالضغط في ذلك الوقت ..

    - لكن النجاح لم يأتي .. ولم أبدأ بالشكل المطلوب .. كنت إحتياطيا ً , ولم يتم إستدعائي لمباريات تضفيات كأس العالم المهمة أنذآك ضد سلوفاكيا
    ومالدوفيا .. لاغرباك ومساعدهُ فضلا الإعتماد على لارسون والباك في الهجوم .. وهذا جعلني مجهولا ً بعض الشيء .. أتذكر أنني حتى شاركت في
    بعض المباريات القليلة كأساسي , لكن الأمور لم تسير كما ينبغي لها في مخيلتي ..

    - أتذكر أول مباراة لعبناها في ستوكهولم مع المنتخب .. كانت ضد أذربيجان وفي ملعب راسوندا .. ستوكهولم كانت عالم أخر بالنسبة لي , كنت أرى
    بأنها مثل نيويورك .. كان أحب أن اتسكع هُناك بسبب تواجد الكثير من الفتيات الجميلات .. على كل , ملعب الراسوندا كان ممتليء .. 33 ألف متفرج
    كانوا موجودين في الملعب .. أتذكر ان اللاعبين الكبار في المنتخب كانوا واثقين من الفوز .. وانا جلست على الدكة كفتى صغير .. بعد 15 دقيقة من
    عمر اللقاء , حدث شيء ما ! الجماهير بدأت تصرخ .. كانوا يزأرون بإسمي ! كان شيء لايمكن وصفه , إنفجرت في دكة الإحتياط .. كان كل اللاعبين
    الكبار في الملعب : لارسون , أولف ميلبيرغ , شوارز وباتريك اندرسون .. لكنهم لم يرددوا أسمائهم , بل رددوا أسمي وانا حتى لم ألعب .. كان شيء
    كبير جدا ً علي في ذلك الوقت .. ولم أفهم في الحقيقة سبب تصرفهم .. كنت أقول لنفسي : مالذي فعلته ؟!

    - ربما بعض مباريات جيدة في الدوري السويدي فقط .. لكن رغم ذلك , كنت أشهر من هؤلاء النجوم الذين حصلوا على الميدالية البرونزية في كأس
    العالم .. كان جنون كبير .. جميع اللاعبين كانوا ينظرون لي .. لكنني لم أعرف هل هم سعداء لأجلي ام لا .. لكن ماعلمته هو انهم لم يفهموا شيئا ً
    ايضا ً .. لقد كان أمرا ً جديدا ً تماما ً ولم يحدث من قبل .. الجماهير بعد فترة من الصراخ بإسمي , بدأت تغني " إلى الأمام ياسويد " .. كانت الأهزوجة
    التقليدية للمنتخب .. في ذلك الوقت بدأت انا أربط حذائي , ليس لشيء , فقط ربما لأنهُ لم يكن لدي شيء أفعله سوى ذلك , أو ربما لأنني كنت ُ
    متوترا ً بعض الشيء .. فجأة شعرت بصعقة كهربائية .. الجماهير إعتقدت بأنني سأدخل , فبدأت تردد أسمي بصوت عالي : " زلاتان , زلاتان " ..

    - الجماهير جن جنونها مرة أخرى .. جميع المدرجات الأن في حالة هيجان .. لهذا قمت فورا ً برفع يدي عن الحذاء .. خلعتهُ ومن ثم جلست على
    مقعدي , كنت أحاول ان أهديء الأوضاع وان أجعل نفسي غير مرئي بالنسبة للجماهير .. لكنني كنت سعيد بذلك في داخلي .. كان الأدرنالين يملأ
    جسمي وكنت أنفجر .. بعد ذلك بفترة طلب من لاغرباك ان اقوم بعمليات الأحماء .. ركضت بحماس كبير وانا في قمة السعادة .. ثم دخلت للملعب
    وانا اسمع المدرجات تهدر بإسمي : " زلاتان زلاتان " .. قمت بحركة بكعب القدم , رفعت من خلالها الكرة , ومن ثم سددت وسجلت .. حينها إنتفض
    ملعب الراسوندا ..وأصبحت ستوكهولم مدينتي المفضلة ..

    - لكن روينجارد أخذتها معي ايضا ً .. تصرفاتي كانت تشير إلى ذلك في بعض المواقف .. أتذكر أننا في ستوكهولم في أحد المرات مع مالمو , كنا قد
    ذهبنا إلى Undici ومن ثم ذهبنا إلى أحد البارات .. كنا نجلس هناك بهدوء .. لكن فجأة , أحد الأصدقاء من روينجارد جاء لي فجأة , وطلب مني :

    - " زلاتان , أعطني مفتاح غرفتك في الفندق " .
    - " لماذا ؟ " .
    - " فقط أعطني إياه " .
    - " حسنا ً , تفضل " .. أعطيته المفتاح ولم أفكر كثيرا ً في الأمر .. لكن عندما عدت للفندق , وجدته أقفل على نفسه الباب وبدى متحفزا ً ..
    - قلت له : " ماذا تفعل هُنا " ؟
    - قال لي : " لا شيء خاص .. لكن إياك أن تلمسها " .
    - " ماذا ؟!! "
    - " أنظر .. بإمكاننا ان نربح المال من هذا " .

    أتعلمون ماذا كان معه ؟ مجموعة من الجاكيتات قام بسرقتها من Undici ! لقد كان تصرفا ً مريضا ً ولقد أبلغتهُ بذلك ..

    - الأمور كانت هكذا .. في الحقيقة , لم أحظى أبدا ً بتلك الإدارة القوية .. أتذكر ان الأمور في مالمو كانت متذبذبه .. كان أمرا ً غريبا ً أن تبقى في نادي
    وأنت منتقل لنادي أخر .. وانا بالنسبة لي لم أكن ذلك الفتى المهذب .. كنت أنفجر في بعض الأحيان .. فعلت هذا في عديد الأحيان , لكن هذا بسبب
    الوضعية التي كانت حولي .. مسمى الـ " Bad Boy " كان يلتصق بي تلك الأيام .. أتذكر أنهُ قبل مواجهتنا لنادي هاكين , تم تحذيري من القيام بهذه
    التصرفات .. لهذا كانت الأجواء جداً متوترة : هل سيفعل زلاتان المجنون شيء أخر ؟ .. هاكين كان يدربه توربجورن نيسلون وكان يلعب فيه في ذلك
    الوقت كيم كالستروم .. كنت اعرفه من منتخب تحت 21 عاما ً ..

    - في تلك المباراة كان اللعب خشنا ً وسيئا ً منذ البداية .. أتذكر بأنني أعقت كالسترون من الخلف , ومن ثم وجهة ضربة بالكوع للاعب أخر , لهذا تم
    طردي .. حينها حدث الإنكسار الكبير .. خرجت من الملعب ووجدت أمام سماعة كبيرة مع مايكروفون .. قمت بركلها .. الفني الصوتي لم يعجبه هذا
    التصرف بوضوح لهذا قال : أيها الغبي .. سمعت الكلمة , وعدت له غاضبا ً : من هو الغبي ؟! في تلك اللحظات تجمع عدة أشخاص بيننا .. هذا الحدث
    سبب أزمة كبيرة وفوضى في الصحف .. وأتذكر أنهُ في الصحف تلقيت حوالي 7 ملايين نصيحة من الجميع : حاول ان تغير من طريقتك , وإلا سوف
    تحصل أمور غير جيدة في أياكس .. وو من هذا الهراء .. أتذكر أن الأمور وصلت إلى ان يخرج طبيب نفسي ويتحدث عن انهُ يجب علي ان ابحث عن
    مساعدة من طبيب نفسي أخر .. حينها غضبت : من هو بحق الجحيم ؟ وماذا يعرف عني ؟ لست بحاجة لطبيب نفسي , انا فقط بحاجة للسلام
    والهدوء ..

    - الشيء الصحيح هو أنني لم أكن استمتع برؤية فريقي تتم إهانته من قبل IFK جوتبيرغ بستة أهداف مقابل لاشيء وانا موقوف ! بدايتنا المميزة
    مع إنطلاقة الموسم إختفت .. وحتى مدربنا تعرض للإنتقاد , مايكي اندرسون .. مع هذا المدرب لم تكن لدي اي مشاكل معه .. ولو حصلت اي مشكلة
    كنت سأذهب إلى هاس بورغ .. لكن بعد مدة بدأت بعض الأمور التي أثارتني تجاهه .. مايكي كان يفضل اللاعبين القدماء , كان يخاف منهم في الواقع
    ولم يكن مسرورا ً مني عندما تعرضت للطرد في مباراة أوريبرو مرة أخرى ..

    - كنا نلعب مباراة تدريبية بعد ذلك .. كنا في الصيف .. حدث خلاف بيني وبين جوني فيديل , أحد أقدم اللاعبين في الفريق , وهو حارس المرمى ..
    مايكي المدرب كان هو الحكم .. وبالتأكيد , أظهرني أنا بأنني المخطيء , وان الحق كان معي جوني .. لهذا إنفجرت انا ولم أستحمل ماحدث .. ذهبت
    لمايكي وقلت له : " أنت تخاف من اللاعبين القدماء في الفريق , وكأنك تخاف من الأشباح " .. كانت هناك عدة كرات في الملعب .. بدأت أركلهم واحدة
    تلو الأخرى .. بعض الكرات تخطت السياج وسقطت على السيارات المركونة خارجا ً و لهذا بدأت المُنبهات التي في هذه السيارات تعمل , وأصدرت
    أصواتا ً مزعجه .. كنت امشى بمظهر ذلك الفتى المغرور والسيء .. وجميع زملائي كانوا يحدقون في .. مايكي حاول تهدئتي , لكنني صرخت فيه :
    " هل أنت أمي أم ماذا ؟ " ..

    - كنت في قمة الغضب .. ذهبت إلى غرف الملابس , وقمت بإفراغ درجي , وأسقطت اسمي , وقلت لهم بأنني لن أعود أبدا ً .. هذا يكفي ! وداعا ً
    مالمو .. شكرا ً لكم ووداعا ً أيها الأغبياء .. ركبت في سيارتي , تويوتا سليكا .. ومن ثم إنطلقت للمنزل ولم أعد أبدا ً للتدريبات .. جلست في البيت في
    تلك الأيام وأكتفيت بالتسكع مع أصدقائي وبلعب البلاي ستيشن .. كنت وكأنني متغيب عن المدرسة .. وبالتاكيد هاس بورغ كان يتصل دائما ً ويبدو
    في حالة هستيرية : " ماذا بك ؟ أين أنت ؟ يجب ان تعود فورا ً للنادي " ..

    - لم يكن من المستحيل إقناعي بالعودة , وعدت بعد أربعة أيام .. كنت أفكر بأن الرحيل الكبير لم يأتي حتى الأن , ماحدث يمكن ان يحدث في كرة
    القدم دائما ً , وأن الأدرينالين يثير الكثير من التصرفات .. بالإضافة إلى انهُ لم يتبقى لي الكثير من الوقت مع النادي , انا في طريقي إلى هولندا ولم
    أفكر حينها بأي عقوبات سخيفة .. كنت على العكس أفكر في أنهُ سيقدمون الشكر لي .. فقبل عدة أشهر , مالمو كان في أزمة مالية وبحاجة لأن
    يحصل على 10 مليون .. لم تكن لديهم اي اموال للتعاقد مع لاعبين كبار .. لكن الأن هم النادي الأغنى في السويد وهذا بفضلي .. حتى رئيس نادي
    مالمو بينجت ماديسون قال لأحد الصحف : " لاعب مثل زلاتان يولد كل 50 عاما ً " .. لهذا لم يكن من الغريب ان افكر بأنهُ سيقومون ببعض التنظيمات
    لتقديم الشكر لي : " شكرا ً لك فتى الـ 85 مليون " .. خاصة وانهم قبل عدة أسابيع كانوا قد إحتفلوا بـ نيكلاس كايندفال أمام 30 ألف متفرح في
    مباراتنا ضد هيلسنبورغ ..

    - في نفس الوقت شعرت بأنهم خائفين مني , لأنهم يعلمون انني انا الوحيد الذي قد يتمكن من التسبب بضياع الصفقة مع اياكس بسبب تصرفاتي
    المجنونة التي كنت اقوم بها .. في تلك الأيام , كنت على وشك أن ألعب مباراتي الأخيرة في الدوري السويدي .. كانت ضد هالمستاد في ملعبهم
    وكنت انوي ان اقدم للجماهير وداعا ً جميلا ً .. ذلك الوقت لم يكن كبيرا ً بالنسبة لي , لأنني أنتهيت من مالمو , وانا افكر حاليا ً في أمستردام , لكن
    تبقىى تلك فترة ستمضي حياتي .. أتدكر أنني قبيل اللقاء مررت بالورقة التي يتواجد فيها أسماء اللاعبين الأساسسين , نظرت لها .. ومن ثم قمت
    بإعادة النظر مرة أخرى ..

    - أسمي لم يكن موجودا ً ! لم يكن حتى موجودا ً في الدكة .. فهمت على الفوز بأن هذا عقاب لي .. كانت طريقة مايكي في إظهار من هو القائد
    في هذا الفريق .. قبلت بالأمر .. وماذا عساني أن أفعل غير ذلك ؟ في الحقيقة لم أكن غاضبا ً حتى عندما قام مايكي بالشرح للصحفيين بأنني في
    ذلك الوقت " كنت تحت الضغط " .. وبأنني " غير متزن الأن " .. وبأنني أحتاج للراحه .. وكأنهُ ذلك الرجل الطيب الذي قرر إراحتي .. على كل , تخيلوا
    أنني كنت ساذج بما فيه الكفاية لأستمر في التفكير في أن الإدارة قد تكون تعمل على تجهيز شيء خاص لي مع الجمهور ..

    - بعد ذلك بفترة .. تم إستدعائي لمكتب هاس بورغ .. لم أكن أحب هذا الأمر , لكن في ذلك الوقت حدثت أمور كثيرة غير متوقعة .. دخلت إلى ذلك
    المكتب ووجدت هاس بورغ وبينجت ماديسون الرئيس , جالسين بكل ثقة .. قلت لنفسي : الان ماذا ؟ هل سنقف في جنازة ؟

    - " زلاتان , وقتنا سويا ً إنتهى " .
    - " لاتخبرني بأنك سوف تقوم بـ .. "
    - " نريد فقط أن نخبرك بأن .. " .
    - " ماذا ؟ هل ستقولون شكرا ً ووداعا ً هُنا في هذا المكان ؟ " .. قلت لهم ذلك وانا أنظر حولي , كنا في مكتب بورغ , نحن الثلاثة فقط !
    - ثم قلت لهم مرة أخرى : " إذا ً لن تقوموا بذلك أمام الجماهير ؟ " .
    - بينجنت ماديسون قال : " أنت تعلم زلاتان .. يُقال ان هذا الأمر يجلب الحظ السيء قبل المباريات " .
    - " ماذا ؟ حظ سيء !؟ لقد شكرتكم كايندفال أمام 30 الف متفرج , والأمور سارت بخير " .
    - " نعم , لكن .. " .
    - " لكن ماذا ؟ " .
    - " نريد ان نقدم لك هدية خاصة " .
    - " ماهذه بحق الجحيم ؟ " .. نظرت إلى الهدية , وماذا وجدتها ! لقد كانت كرة .. كرة كانت موضوعة بقالب من الكريستال ! مالذي كانوا يعتقدونه ؟
    هل كانوا يتوقعون بأنني سوف ارى تلك الكرة وانا في أمستردام ومن ثم أبكي ؟ ..
    - قلت لهم : " إذا ً , هذه هي الطريقة التي سوف تشكروني فيها على الـ 85 مليون ؟ " .
    - " نحن فقط نريد ان نعبر عن إمتناننا " .
    - " لا أريدها .. إحتفظوا بها " .. ثم دفعت الكرة على الطاولة وخرجت ..
    - سمعتهم يقولون " لايمكنك فعل هذا " ..

    لكن بالتاكيد كان بإمكاني أن أقوم بذلك .. خرجت من النادي , وكان ذلك هو وداعي مع مالمو , لا أكثر ولا أقل .. وبكل تاكيد لم أكن سعيد بذلك .. لكن
    بكل صدق تجاوزت الأمر بسهولة .. ما أعنيه : ماذا كان مالمو حقا ً بالنسبة لي ؟ حياة الفعلية سوف تبدأ الأن .. كنت افكر في الامر وكان يكبر في كل
    مرة أفكر فيه .. انا لست فقط ذاهب لأياكس , بل ايضا ً انا اغلى لاعب لديهم .. وأياكس بالتأكيد ليسوا ريال مدريد او مانشيستر يونايتد , لكنهم كانوا نادي
    كبير ايضا ً .. قبل خمسة سنوات منذ ذلك الوقت اياكس لعب نهائي دوري الأبطال , وقبل ستة سنوات اياكس فاز بالمسابقة .. كما ان اياكس لعب له
    كرويف , ريكارد , كلويفرت , بيركامب , وفان باستن .. خاصة باستن الذي كان رائعا ً بحق .. كنت ساحمل رقمه على قميصي ..

    - كانت الامور تبدو خيالية بالنسبة لي .. انا ذاهب لتسجيل الاهداف ولأكون حاسما ً لأياكس .. لكن ايضا ً , مع إستمرار الأمر , الضغط كان في إزدياد
    مستمر .. لا أحد يدفع 85 مليون بدون اي يريد شيء في المقابل .. في ذلك الوقت اياكس كان قد اكمل ثلاثة سنوات بدون الفوز ببطولة الدوري , وهناك
    بالنسبة لهم هذه فضيحة صغيرة .. اياكس كان النادي الأجمل في هولندا , ومشجعيه يطالبون دائما ً بالفوز .. يجب ان تعمل وان تتخلى عن اسلوب
    الغرور والأشياء الأخرى .. بالتأكيد هناك لن ابدأ بأسلوب : " أنا زلاتان , من أنت ؟ " .. كنت في ذلك الوقت قد بدأت أحاول تعلم ثقافة المجتمع , لكن في
    نفس الوقت , الأشياء إستمرت بالحدوث معي ..

    - ففي طريقي للمنزل من جوتنبيرغ , في بوتنيارد خارج يونكوبينغ , الشرطة أمسكت بي لأنني كنت أقود بسرعة 190 كم في الساعة .. في طريق
    محدد بسرعة 70 كما أتذكر .. هذه السرعة ليست الاكبر مقارنة بما فعلتهُ لاحقا ً .. لكن رغم ذلك الشرطة أخذوا رخصة القيادة والصحف علمت بهذا
    الامر , ولم تنشر هذه الحادثة فقط , بل إنها عادت لتسترجع ذكرياتي القديمة في السويد .. قاموا بصنع قائمة لأبرز لفضائحي وللكروت الحمراء ولكل
    شيء سيء فعلته , حتى انهم ذكروا بإن إدارة اياكس تعلم ببعض الأمور مسبقا ً .. الصحف بدأت معي بشكل جيد .. وبقدر ما كنت اريد ان اصبح فتى
    طيب , أصبحت فتى سيء قبل حتى ان أبدأ .. كنت أنا ولاعب مصري أخر أسمه ميدو .. كان قادما ً من بلجيكا هناك حيث حقق نجاح كبير .. سريعا ً
    إنتشرت سمعتنا على اننا مجانين ..

    - كو أدريانز , الرجل الذي إلتقيته في إسبانيا , كان هو مدرب اياكس , ولقد سمعت عنه الكثير والكثير .. سمعت عن كونه الرجل الذي يعلم كل شيء
    عن لاعبيه , وعن طرق معاقبته لهم .. طرق مريضة .. أحد القصص حصلت مع احد الحراس الذي أجاب على هاتفه اثناء التدريبات , لهذا قام أدريانز
    بوضعه مسؤولا ً عن الرد على جميع الإتصالات التي تصل لهاتف النادي , على الرغم من انهُ لم يكن يتحدث الهولندية , كان فقط يقول : " ألو , ألو , أنا
    لا أفهمك
    " .. ومن ثم هناك قصة الشبان الثلاثة الذين خرجوا من النادي ليحتفلوا دون علمه .. وفي اليوم التالي عرف بأمرهم وجعلهم ينحنوا على
    الأرض أثناء التدريبات , واللاعبين الأخرين كان يتدربون على تجاوزهم .. كانت هناك الكثير من هذه القصص , ولم تزعجني .. على الرغم من ان الكلام
    كان دائما ً عن المدرب , الا انني لطالما أحببت الأشخاص الصارمين .. انا بإمكاني ان اكون جيدا ً مع الأشخاص الذين يبقون على مسافة ثابته بينهم
    وبين لاعبيهم ولايقتربون كثيرا ً ..

    - هكذا نشأت .. فأنا لم يقال لي يوما ً : " بالتأكيد سوف تلعب يازلاتان في المباراة " .. وانا لم يأتي والدي إلى التدريبات ليقبل المدرب ويطلب منه ان
    يتصرف معي بلطف , أبدا ً .. انا أفضل ان اكون بشخصيتي المستقلة .. وعلى العكس , فأنا أفضل ان أكون على خلاف مع المدرب واصبح عدوا ً له وأن
    ألعب لأنني جيد بما فيه الكفاية , أفضل من أن أكون صديقه والعب لأنهُ يحبني فقط .. لم أكن اريد من اي شخص ان يعاملني بلطف , كنت اريد فقط
    أن ألعب كرة القدم , ولا شيء أخر ..

    - رغم ذلك , التوتر كان موجودا ً عندما حزمت حقائبي ورحلت إلى هُناك .. أياكس أمستردام كان شيئا ً جديدا ً بالنسبة لي .. لم أكن اعرف اي شيء
    عن المدينة , أتذكر فقط الإقلاع والهبوط في المرة السابقة , كما اتذكر تلك الفتاة التي كانت في إستقبالي في المطار .. كانت تعمل في أياكس ولهذا
    قامت بإستقبالي وإستقبال فتى أخر .. أتذكر أنني كنت لطيفا ً وقمت بتحيتها وتحيته .. كان فتى خجول بمثل عمري , قام من البرازيل , يقول بأنه لعب
    هناك مع كروزيرو , نادي شهير اعرفه ولقد لعب له رونالدو .. كان هذا الفتى جديد مثلي في أياكس .. وكان لديه اسم طويل لم أحفظه , لكنني كنت
    استطيع مناداته بـ ماكسويل .. تبادلنا الأرقام .. ومن ثم الفتاة , أسمها بيستشيلا يانسن , قامت بإيصالي إلى منزل صغير قام النادي بتجهيزهُ لي في
    دايمن .. محافظة صغيرة بعيدة عن النادي .. هُناك كان لدي سرير من صنع شركة هاستينز , وتلفاز 60 إنشا ً فقط لاغير .. بقيت هناك ألعاب البلاي
    ستيشن واتساءل عن مالذي سيحدث بعد هذا ؟ .


  9. #9
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayEd

    الفصل الثامن ( عدتُ وحيدا ً ) !



    - أن أكون لوحدي , فهذا ليش بالشيء الكبير .. فأنا نشأت لوحدي وتعلمت أن أعتني بنفسي منذ صغري .. ولازلت رغم ذلك أشعر بأنني الفتى الأروع
    في أوروبا كلها .. لقد أصبحت محترفا ً , وتمت عملية بيعي بقيمة كبيرة جدا ً .. لكن رغم ذلك , منزلي الجديد كان فارغا ً .. لم يكن فيه أي شيء يشعرني
    بأنني في منزلي .. بدأت أشعر بالغربة .. خاصة مع مرور الوقت , عندما بدأت ثلاجتي تصبح فارغة شيئا ً فشيئا ً .. هذا أقلقني , ليس بسبب أنني بدأت
    أسترجع شريط طفولتي وذكريات المعاناة , لا , كنت هادئا ً .. في شقتي في لورزنبيرغ ايضا ً كانت ثلاجتي فارغة معظم الوقت .. لكن الأمر هو أنني في
    مالمو إعتدت على أن لا أقلق بشأن الطعام .. كنت أكل في مطعم مالمو , وأخذ بعض الطعام معي .. ومن ثم هناك كانت تتواجد أمي وأصدقائي , لهذا
    لم يكن علي ان أقلق بشأن الثلاجة والطعام في مالمو .. لكن الأن في دايمن - هولندا , الأمور مختلفة .. عدت للنقطة الأولى , وهذا أمر سخيف ..

    - كنت في طريقي لأصبح محترف بشكل جدي , لكن حتى الكورنفليكس لم يكن موجودا ً في منزلي , لم يكن لدي الا القليل من النقود في محفظتي ..
    كنت أجلس على سريري وأتصل على كل من أعرفه , أبي , أمي , أصدقائي , أخي الصغير وأختي .. حتى ميا إتصلت بها رغم اننا إنفصلنا : " الا يمكنك
    أن تأتي إلى هُنا
    " .. كُنت وحيدا ً , مُتعبا ً وجائعا ً .. وبكل تأكيد طلبت من هاس بورغ المُساعدة .. لقد أكتشفت أن هاس بورغ بإمكانه أن يقرضني بعض
    المال ومن ثم يحرص على ان أياكس يرد له هذا المال , ميدو كان قد فعل ذلك مع ناديه القديم , أعرف ذلك .. لكن هاس بورغ رفض ان يقدم لي الخدمة
    التي طلبتها : " لايمكنني فعل ذلك " .. غضبت منه : " لماذا ؟ لماذا لايمكنك ان تفعل ؟ إذا ً أين نسبة 10% التي إتفقنا عليها من قيمة عقدي ؟ " ..

    - لم يجيبني , وغضبت أكثر .. لكن لاحقا ً عرفت أنني المخطيء , لأنهُ لايمكنك ان تحصل على المبلغ الا بعد مرور شهر .. أصبحت في أزمة , وأتذكر
    أنهُ كانت لديه مشكلة في سيارتي المرسيدس .. لقد رفضوا أن أقوم بقيادتها في هولندا بسبب شارتها السويدية .. لهذا إضطريت لبيعها وقمت بشراء
    مرسيدس جديدة sl 55 .. وهذا بالتأكيد لم يجعلني أغنى مما كنت عليه .. لهذا أستمريت في الجلوس في دايمن , وانا جائع ومنكسر .. حتى أبي قال
    بأنني غبي , لأنني قمت بشراء سيارة مثل هذه وانا لا أملك المال .. ويبدو بأنهُ كان مُحقا ً .. فأنا لم أكن أملك حتى كورنفليكس في منزلي , وأصبحت
    أكرة ثلاجتي الفارغة ..

    - في ذلك الوقت , فكرت بذلك الفتى البرازيلي الجديد الذي قابلته في المطار , كنا مجموعة من اللاعبين الجدد في الفريق : انا , ميدو , وهذا الفتى
    ماكسويل .. لقد كنت أتسكع معهم .. لكن فقط لأننا جدد في الفريق .. فأنا أفضل دائما ً البقاء بقرب السود , ولاعبي أمريكا الجنوبية .. لا أعلم , أعتقدت
    أنهم أكثر مرحا ً .. أكثر هدوئا ً وأقل غيرة .. كما كنت أعتقد حينها .. الهولنديين في الفريق لم يريدوا سوى أن يخرجوا من فريقهم في أسرع وقت حينها
    والإنتقال إما لإنجلترا أو لإيطاليا .. كان يفكرون في الأمر دائما ً : من هو الأقرب للإنتقال ؟ .. فيما الأفريقيون والبرازيليون كانوا سعداء لوجودهم في هذا
    المكان : واو , هل سنلعب لأياكس ؟ .. كان الأمر جيدا ً بالنسبة لي وشعرت بعدم الغربة عندما إقتربت منهم .. حتى طريقة حياتهم تعجبني ..

    - ماكسويل لم يكن مثل بقية البرازيليين , لم يكن ذلك الفتى المتهور الذي يحب الحفلات كثيرا ً .. بل على العكس , لقد كان حساسا ً للغاية , رجل يهتم
    لأمر عائلته كثيرا ً , ويتصل بهم في كل الأوقات .. كان مختلفا ً جدا ً عنهم .. لكنه كان رجل متعاطف وطيب ..ظننت أنهُ يجب علي ان احدثه عن الأمر ..

    - " ماكسويل , أنا في أزمة .. لايوجد لدي حتى الكورفليكس في المنزل .. هل يمكنني أن أتي للعيش معك ؟ " ..
    - " بالتأكيد .. تعال إلى هُنا فورا ً " ..

    ماكسويل كان يعيش في أوديركيرك .. محافظة بسيطة يقطنها حوالي 7-8 الاف .. ذهبت فورا ً هُناك لأعيش معه .. وأصبحت أنام على الأرض لمدة
    ثلاثة أسابيع تقريبا ً حتى إستلمت أول دفعة من حصتي من مبلغ الإنتقال .. وفي الحقيقة لم يكن وقتا سيئا ً .. كنت انا وماكسويل نطبخ سويا ً ونتحدث
    عن التدريبات وعن اللاعبين , وايضا ً عن حياتنا القديمة في السويد والبرازيل .. ماكسويل يجيد الإنجليزية ويتحدثها بطلاقة .. لقد أخبرني عن عائلته وعن
    أخويه المقربين له كثيرا ً .. أتذكر هذا لأنهُ بعد فترة بسيطة توفي أحد هذين الأخوين في حادث سيارة .. كان أمرا ً حزينا ً جدا ً .. لكنني فعلا ً أحببت
    ماكسويل .. في منزله في البداية كنت اضع بعض الخطوط الحمراء أمامي .. لكن بعد ذلك الأمور أصبحت رائعة وأسترجعت ذلك الشعور الجيد , حتى
    أنني إنطلقت بشكل جيد في تحضيرات الموسم .. سجلت العديد من الأهداف في المباريات التي لعبناها , وقمت بالكثير من المهارات , كما كنت أظن
    بأنني سأفعل ..

    - أياكس كان فريقا ً مشهورا ً باللعب الممتع , لعب فني بحت , والصحف بدأت تكتب حينها : أووه , يبدو بأن هذا الفتى يستحق مادفع فيه .. في ذلك
    الوقت في الحقيقة شعرت بأن كور أدريانز كان صعبا ً في تعامله معي , لكنني أعتقدت ان هذه هي طريقة تعامله وشخصيته .. فلقد سمعت الكثير
    عنه .. كان بعد كل مباراة يضع لكل منا تقييم خاص من 10 .. أتذكر بعد أحد المباريات التي سجلت فيها العديد من الأهداف قال لي : " أنت سجلت 5
    أهداف .. لكنك اضعت عدة كرات , لهذا أعطيك 5
    " .. حسنا ً , كنت اتقبل الأمر واستمر , وانا متأكد بأنهُ لايوجد اي شيء بإمكانه أن يوقفني .. أتذكر
    أنني ألتقيت فتى لم يكن يعرفني ..

    - " هل أنت لاعب جيد ؟ "
    - " ماذا ؟ لست انا من يجب عليه ان يجيب عليك " .
    - " هل تقوم جماهير الخصم بالتصفير ضدك " .
    - " كثيرا ً " .
    - " حسنا ً , إذا ً أنت لاعب عظيم " ..

    لقد قال لي هذا الامر ولم أنساه فعلا ً , أولئك اللاعبين المميزين هم من يستقبلون صافرات الإستهجان والكلام البذيء .. هكذا تسير الأمور .. مع
    نهاية شهر يوليو , بدأت دورة أمستردام الدولية .. وهي دورة كلاسيكية شهيرة تشارك فيها فرق بمستوى رفيع .. وفي ذلك الموسم , كنا نشارك مع
    ميلان , فالنسيا وليفربول .. وهذا الأمر كان يبدو رائعا ً بالنسبة لي .. كانت تلك هي فرصتي لإظهر نفسي لكافة أوروبا .. لاحظت منذ ذلك الحين الفرق
    بين تجربتي الجديدة وبين السابقة في الدوري السويدي .. في مالمو , كنت اتابع الكرة في كافة أنحاة العالم , الأن العالم كله سوف يتابعني , الأمور
    حدثت بسرعة لاتصدق ..

    - في المباراة الأولى كنا سنواجه ميلان .. ميلان كان يعيش أوقاتا ً صعبة بعض الشيء في ذلك الوقت , لكنهم الفريق الذي سيطر على أوروبا في
    التسعينات .. لقد كنت أحاول أن لا أكترث لحقيقة أن لديهم مدافعين مثل مالديني , لهذا لعبت بحماس كبير , قاتلت وحصلت على بعض الكرات الثابتة
    وقمت ببعض الحركات الجيدة , وحصلت على بعض التصفيق .. لكن المباراة كانت صعبة للغاية , لهذا خسرنا بهدف دون مقابل امام الميلان ..

    - في المباراة التالية واجهنا ليفربول الذي حصل في تلك السنة على ثلاثة كؤوس .. كان لديه افضل دفاع في الدوري الإنجليزي بوجود ستيفان
    هينشوز وسامي هيبيا .. هينشوز لم يكن يقدم موسما ً جيدا ً فحسب , بل أن الجميع كان يتحدث عن أنهُ أصبح مدافعا ً كبيرا ً وقادما ً .. أتذكر أنهُ في
    نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي قام بصد كرة من على خط المرمى بيده , وتلك حيلة لم يراها الحكم , ساعدت ليفربول على الفوز في النهاية , في تلك
    المباراة كان يراقبني هو وهيبيا .. لكن مع مرور الوقت أخذت الكرة من زاوية الملعب , وإنطلقت بها إلى منطقة جزاء ليفربول , واجهني هينشوز وقام
    بإغلاق المساحة امامي , كنت مضغوطا ً لكن كانت لدي عدة خيارات , أما أن اعيد الكرة للاعبي الوسط , أو أن أحاول ان انطلق للمرمى , لهذا فكرت
    سريعة بأن أنطلق للمرمى بحركة أنفذها بقدم واحدة .. حركة رائعة كنت قد تعلمتها من متابعتي لرونالدو روماريو على الإنترنت .. حركة " الثعبان " ..

    - بالتأكيد ليست حركة سهلة , يجب عليك ان يكون خارج قدمك خلف الكرة , كان يجب عليك ان تدفع بسرعة إلى اليمين , ومن ثم فجأة تقلب الإتجاة
    إلى اليسار .. نفذتها ونجحت في الامر , بام بام ومن ثم تم الأمر بكل سرعة , لقد قمت بتنفيذها مسبقا ً في مالمو وفي الدرجة الثانية في السويد لكن
    أمام واحد من افضل مدافعي العالم , هذا هو الامر الكبير .. كنت قد حاولت تجربتها امام الميلان , لكن لم تتم بهذه الطريقة .. كان من الممتع ان تقوم
    بهذه الحركة امام مدافع مثل سانشوز .. قمت بها , وهينشوز ذهب إلى اليمين ولم يتمكن من إبطالها .. إنطلقت وتركتهُ خلفي .. كانت حركة أوقفت
    حتى جميع لاعبي الميلان الذين كانوا خارج الملعب يتابعون المباراة .. ملعب الأرينا كان كلهُ يصرخ ويصفق ..

    - كان عرضا ً مميزا ً , وبعد المباراة عندما أحاط بي الصحفيين , وسألوني عن تلك الحركة , قلت هذه الكلمات , وأؤكد لكم بأنني لم أخطط لما قلته أبداً
    ولم أفكر فيه .. فقط هي كلمات خرجت مني بسرعة , قلت لهم : " أولا ً ذهبت إلى اليسار وذهب معي ثم ذهبت إلى اليمين وذهب معي .. ثم ذهبت
    إلى اليسار مرة أخرى , وهو ذهبت ليشتري من Hot Dogs
    " .. هذه الكلمات احدثت صدى كبير حينها في الإعلام , والجميع كان يقتبسها .. لقد كنت
    في أفضل حالاتي , وأتذكر أن هناك أخبار ظهرت عن إهتمام الميلان بي حينها .. كانوا الجميع يدعوني فان باستن الجديد , وكنت اشعر بشعور رائع في
    تلك اللحظات : واو , أنا رائع بالفعل ! .. مع كل هذه الأمور , كان يجب أن تكون بداية الموسم عظيمة جدا ً لي ..

    - رغم ذلك , الأوقات السيئة كانت قادمة , كانت هناك إشارات منذ البداية .. مدرب اياكس مثلا ً كو أدريانز كان ينتقدني أمام الملأ .. وهذا لم يكن يعني
    لي مشكلة كبيرة في الحقيقة , لكن الأمور تطورت لمستوى جديد خاصة بعد ان طُرد لاحقا ً , وخرج ليقول بأن لدي مشكلة عقلية .. في ذلك الوقت لم
    أكن أحسن التصرف في الحقيقة , كنت أذهب للبيت في معظم الأوقات , وبدأت افقد الكثير من الوزن .. حتى أصبحت نحيلا ً .. حتى في طريقة لعبي ..
    كانت هناك إنتقادات , أولا ً سمعت الأقاويل المعتادة : أن تلعب لنفسك , تستعرض كثيرا ً وو .. ومن ثم فهمت انهُ حتى مثل تلك الحركة التي نفذتها
    أمام هينشوز لايمكن ان تعني اي شيء إذا لم تُفيد الفريق فعليا ً .. كان ينظرون لها كإستعراض للجماهير أكثر مما هي خدمة للفريق ..

    - في أياكس كانوا يلعبون بثلاثة مهاجمين , بعيدا ً عن خطة المهاجمين التي إعتدت عليها .. كان يجب علي ان اكون في الوسط , وأن أترك الأجنحة
    لـ لاعبي الأطراف .. كان يجب ان اكون رأس الحربة الذي يلتقط الكرات ويسجل الأهداف خصوصا ً .. في تلك الأيام كنت اتسائل عن إذا ماكان المتعة
    هي مايبحث عنهُ الهولنديين الأن .. شعرت بأنهم بدأو يتجهون لـ تقليد أسلوب اللعب الأوروبي المعتاد .. وبالطبع , كانت هناك أشارات لم أفهمها منذ
    البداية .. كانت هناك العديد من الأشياء الجديدة علي .. لم أفهم اللغة , ولا ثقافة المجتمع , كما أن المدرب لم يكن يتحدث معي .. لم يكن يتحدث مع
    أي شخص في الحقيقة , كان يجلس بوجهه وعينيه تُشيران دائما ً إلى هُناك شيء ما ليس على مايرام .. لهذا بدأت أخسر مستواي بعض الشيء ..

    - توقفت عن التسجيل , ولم أستعمل البداية العظيمة للموسم في صالحي , بل أن جميع تلك العناوين الصحفية والمقارنات بفان باستن , إنقلبت ضدي
    في ذلك الوقت .. كانوا يرون بأنني أصبحت خيبة أمل , وصفقة سيئة .. ولهذا تم إستبدالي في الهجوم بـ نيكوس ماشلاس , مهاجم يوناني كنت اتسكع
    معه كثيرا ً .. في ذلك الوقت عندما خسرت مستوياتي .. بدأ الجنون يدب بداخلي .. مالذي فعلتهُ بشكل خاطيء ؟ كيف يمكن أن أخرج من هذا ؟! ..
    هذا انا , وهذي هي طريقتي .. لست ذلك الرجل الذي يتمشى بـ إرتياح ويقول : انا زلاتان .. بل على العكس , انا أشبه بذلك الفيلم الذي في كل لقطة
    يسأل فيها الممثل : هل أفعل هذا ام لا ؟ ثم أقوم بمراقبة الناس حولي .. من هو الذي بإمكانني أن أتعلم منه ؟ ماهي الأشياء التي تنقصني عنه ؟!
    أفكر بأشياء الإيجابية والسلبية دائما ً .. مالذي يمكنني أن أفعله بشكل أفضل ؟ .. كنت دائما ً أعود للبيت بـ بعض الأشياء التي تعلمتها من التدريبات
    ومن المباريات .. وهذا أمر صعب بكل وضوح .. لأنني لم أشعر أبدا ً بالراحة .. حتى عندما كان ينبغي علي الشعور بذلك لكن هذا في النهاية ساعدني
    لتطوير نفسي .. كان الأمر هو كالتالي : في أياكس علقت بهذه المفاهيم الجديدة , ولم يكن لدي أحد أتكلم معه , لا أحد ..

    - كنت أتحدث للجدران في منزلي , وأقول لها بأن هؤلاء الناس أغبياء ! وبالتأكيد كنت أتصل بعائلتي وأقوم ببعض النواح .. رغم ذلك لم يكن بإمكاني
    أن ألوم اي شخص أخر .. لم أكن مرتاحا ً فقط .. كان الأمر وكأنني لم أتمكن من مسايرة طريقة العيش في هولندا .. حينها ذهبت مباشرة إلى ليو
    بينهاكر وقلت له : " مالذي يقولهُ المدرب عني ؟ هل هو مرتاح ؟ " .. وبينهاكر كان معاكسا ً لطريقة ادريانز , لم يكن عليه ان يثبت اشياء لجنوده , لهذا
    قال لي : " الأمور رائعة .. تسير على مايرام .. لدينا صبر كبير معك " .. رغم ذلك , كنت أحن إلى موطني .. شعرت بأنهُ لا أحد يقدرني هُنا .. المدرب
    والصحفيين , وخصوصا ً الجماهير .. جماهير اياكس لايمكن العبث معهم إطلاقا ً , كانوا معتادين على الفوز .. كانت طريقتهم : ماهذا بحق الجحيم ؟
    هل فاز الفريق فقط بـ نتيجة 3-0
    ؟ ..

    - أتذكر أنهُ بعد التعادل مع رودا .. الجماهير غضبت وقامت برمى الحجارة وبعض الفضلات علينا في الملعب .. إضطريت للبقاء في الملعب لتجنبها ..
    كانت الأمور القذرة تدور حولي .. وبدلا ً من أهازيج : " زلاتان , زلاتان " التي سمعتها منهم في البداية , أصبحت أتلقى صافرات الإستهجان , ليس فقط
    من جماهير الخصم , هذا سيكون أمرا ً طبيعيا ً .. لكن الصافرات كانت تأتي من جماهير فريقي .. وهذا كان أمر من الصعب التعامل معه صدقوني , كنت
    أكرر : ماهذا ؟ مالذي يحصل ؟ .. لكن , في هذه الرياضة يجب ان تتفهم بعض هذه التصرفات , وبطريقة ما , انا تفهمت موقفهم .. لقد كنت أكبر صفقة
    قام بها ناديهم .. لم يفترض ان أكون إحتياطيا ً , كنت افكر بأنهُ يجب علي ان ابدأ وأكون فان باستن الجديد , وأن أسجل الأهداف الواحد تلو الأخر , كنت
    أعمل بجد على ذلك في الحقيقة ..

    - الموسم كان طويلا ً , ولم يكن من المفترض ان أظهر كل مالدي في مباراة واحدة .. لكن هذا ماحاولت فعله , كنت متحمسا ً , وكنت اريد أن أظهر
    بأنني أملك كل شيء في مباراة واحدة , لهذا تورطت في هذه الوضعية الصعبة .. أردت الكثير فعلا ً ولم أكن كافيا ً لمواجهة مايتطلبه هذا الأمر خاصة
    وأنني لم أتعلم طريقة التعامل مع الضغوط في ذلك الوقت .. الـ 85 مليون كانوا أشبه بحمل على ظهري .. كنت أجلس وحيدا ً في معظم الاوقات في
    دايمن ..

    - في ذلك الوقت لم أكن أعلم ماذا كان يعتقد الصحفيون عني , لم أكن اعرف انهم يقولون بأنني انا وميدو كنا نسهر في كل ليلة , بينما ان كنت في
    بيتي ألعب ألعاب الفيديو ليلا ً ونهارا ً .. وعندما تأتي الإجازة يوم الأثنين , أطير إلى السويد مساء الأحد , وأعود إلى هولندا في رحلة السادسة صباحا ً
    من يوم الثلاثاء وأتوجه مباشرة إلى التدريبات .. لم تكن هناك اي سهرات أو بارات في قاموسي , لم أكن اتعامل معها ابدا ً .. رغم ذلك لم أكن محترفا ً
    كاملا ً , فلم أكن أكل بشكل جيد , أو حتى انام بشكل جيد .. كنت اقوم بالعديد من الأشياء المجنونة منذ ان كنت في مالمو .. كنت ألعب بالمتفجرات
    وبعض الألعاب النارية في الحديقة , كنت اقوم بالعديد من الأشياء التي تثير الأدرينالين في داخلي .. كما أنني كنت اقود بشكل جنوني , وقمت بقيادة
    السيارة في أكثر من مناسبة بسرعة كبيرة .. كان هذا هو تفكيري : إذا لم أكن بخير في كرة القدم , يجب ان اكون كذلك في المجالات الأخرى , أردت
    الحركة , أردت السرعة , ولم أكن اتصرف بشل إحترافي
    ..

    - خسرت الكثير من الوزن , إستمريت في ذلك وكهداف لأياكس ومهاجم يتعرض للكثير من المضايقات في الملعب , كان يفترض ان اكون قويا ً وايضاً
    شرسا ً في الملعب , لكن بدلا ً من ذلك نزل وزني تقريبا ً إلى 75 كيلو غرام .. كنت نحيلا ً جدا ً .. لم أحصل على أي إجازة ليزداد وزني , كنت اتدرب
    بشكل مستمر .. حظيت بتحضيرات لموسمين في 6 أشهر .. والأكل ؟ ماذا تعتقدون ؟ كنت أكل القُمامـة .. كنت فقط أكل ذلك التوست , والماكرونه
    وبعض الأشياء التي لاتكاد تذكر .. بسبب هذا خسرت كل تلك العناوين الإيجابية التي كانت تُكتب عني .. لم يكتب : " نجاح أخر لـ زلاتان " بل على
    العكس كتبوا : " زلاتان تعرض للصافرات " .. " إنهُ غير متزن " .. إنهُ كذا وكذا .. كانت يتحدثون كثيرا ً , حتى عن ضربات الكوع التي قمت بها سابقا ً
    كانوا يتحدثون عنها !

    - أتذكر أني بدأت في مباراة ضد غرونيغن , وأثناء اللقاء قمت بتوجية ضربة كوع لرقبة أحد المدافعين .. الحكم لم يشاهد شيئا ً , لكن اللاعب سقط
    على الأرض وتم حمله خارج الملعب في النقالة .. كان يبدو بأنني بدأت افعل اشياء غبية جديدة .. قالوا بأنهُ عانى من إرتجاج بسبب ذلك .. وحتى عندما
    عاد بعد فترة , كان لازال يعاني يترنح بعض الشيء .. والشيء الأسوأ , هو أن الإتحاد الهولندي درس الحالة وقام بإيقافي لخمسة مباريات حينها .. بعد
    العودة لايمكن لأحد ان يقول بأنني بدأت بداية جديدة لأنني عدت وضربت لاعب أخر في رقبته , وقاموا بحملة ايضا ً على النقالة .. لم يكن هذا ما أردته
    لقد كان تصرفا ً سيئا ً وقذرا ً .. وعلى الرغم من أنني لم أتعرض للإيقاف , الا أنني لم ألعب كثيرا ً بعد ذلك .. كانت الأمور صعبة , والجماهير لم تزداد
    سعادة بسببي .. هذا ماشعرت به .. لهذا قمت بالإتصال بـ هاس بورغ .. كان أغبي شيء قمت به .. لكن هذا ماتقوم به عندما تصل لحالات ميؤوس
    منها ..

    - " بورغ , الا يمكنك أن تقوم بإعادتي للفريق ؟ " ..
    - " ماذا ؟ هل أنت جاد ! " .
    - " خذني من هذا المكان , لايمكنني التعامل مع مايحصل " .
    - " ماذا تقول زلاتان .. أنت تعلم بأننا لانملك المال لشراء عقدك , يجب ان تفهم .. ويجب ان تكون صبورا ً " .

    لكنني حاولت أن أكون صبورا ً طوال هذه المدة .. أردت ان ألعب بشكل أكبر .. أصبح أعانى من الغربة .. بدأت حتى أعاود الإتصال بميا .. ليس لأنني
    إفتقدت وجودها هي او شخص أخر وهذا ماسبب مشاكلي , لكنني إتصلت لأنني أردت أن أستعيد ذكريات حياتي القديمه .. لكن رغم ذلك كنت أتعرض
    للنكسات .. بدأت هذه النكسات عندما تأكدت أنني أستلم اقل مرتب في الفريق .. كان هذا الشعور يراودني منذ فترة .. لكنني تأكدت بعد ذلك أنني
    أغلى صفقة في تاريخ النادي , لكنني صاحب أقل مرتب في النادي أيضا ً .. تم شرائي لأكون فان باستن الجديد , لكن رغم ذلك لا أتقاضى مالاً كافياً
    وبدأت افكر : ماهو سبب هذا الأمر المُعقد ؟ ..

    - تذكرت كلمت هاس بورغ : " الوكلاء لصوص " .. برقت في ذهني فورا ً , وحينها أيقنت : هاس بورغ إحتال علي .. كان يتصرف وكأنهُ في جانبي وأنه
    يقوم بما هو في صالحي , لكن الحقيقة هي أنهُ كان يعمل لصالح مالمو فقط , كلما فكرت في هذا أكثر , كلما غضبت أكثر .. فهاس بورغ كان حريصا ً
    منذ البداية أن لايدخل أحد بيننا , ان لايكون هناك شخص يهتم لمصالحي .. لهذا كنت انا واقفا ً في فندق سان يورغن بـ ملابسي الرياضية الغبية مثل
    الغبي .. ولهذا تم خداعي من أصحاب البذلات الغريبة مع ذلك المحاسب المالي الذي أحضروه .. فكرت في ذلك وشعرت بلكمة في معدتي ..

    - يجب ان أتصرف الأن ! المال لم يكن ألأولوية بالنسبة لي أبدا ً , لكن أن يتم إستغلالي , وأن يعتقد الجميع انني أكبر غبي بالإمكان الإحتيال عليه
    وإستغلاله من أجل ماكسب مالية , فهذا يجعلني مجنونا ً .. لهذا قررت أن أتحرك .. إتصلت بـ هاس بورغ على الفور ..

    - " ماهذا بحق الجحيم ؟ أنا صاحب اسوأ عقد في النادي ! " .
    - " مالذي تتحدث عنه ؟ " .. هاس بورغ كان يلعب لعبة الغبي في هذا الأمر ..
    - " أين نسبة 10% من عملية إنتقالي ؟ " .
    - " لقد وضعناها في حساب التأمينات في إنجلترا " .
    - التأمينات ؟ اللعـنة , ماهذا ! كيس بلاستيكي مثلا ً فيه نقودي موضوعة في الصحراء ؟
    - قلت له على الفور : " أريد مالي حالا ً " !
    - رد علي بورغ : " لايمكنني أن أنفذ ماتريد " .

    الأموال كانت مُلزمة في مكان ما .. لقد خططوا لشيء لم أفهمه .. لهذا قررت أن أقوم بالتعمق في هذه المسألة , فورا ً تعاقدت مع وكيل أعمال
    جديد ليضمن لي حقوقي .. فهمت الأمر حينها : " الوكلاء لصوص .. لكن بدون وكيل , أنت لاتملك أي فرصة " .. لهذا وعبر صديق قديم , تمكنت من أن
    أتعاقد مع أندريس كلارسون .. فعلت هذا لكي لا يحتال علي أصحاب البذلات .. كلارسون كان يعمل في ستوكهولم .. كان جيدا ً , ساعدني كثيرا ً في
    البداية .. كان من ذلك النوع الذي لايمكن ان يرمى اللُبان في الشارع , ولايتجاوز الخطوط أبدا ً .. لكنهُ في بعض الأحيان يتصرف بقسوه .. كما قلت
    كلارسون ساعدني وإستعاد لي مالي من التأمينات .. لكن بعد ذلك أتت الصدمة الثانية : لقد كانت نسبة 8% وليس 10% ..

    - " ماهذا ؟ " غضبت مرة أخرى .. أخبروني بأنهُ قاموا بدفع ضرائب مُقدمة على الرواتب ! قلت لنفسي حينها : ضرائب مُقدمة على الرواتب ؟ ماهذا
    الهراء كله ؟ .. هذا لايمكن أن يكون صحيحا ً .. لابد من أنها خدعة جديدة منهم .. وهل بإمكانكم أن تصدقوا ؟ كلارسون نظر في الأمر , وتمكن من أن
    يعيد لي النسبة المتبقية 2% .. فجأة هدأت .. أيقنت بأنني أنتهيت من هاس بورغ .. كان درسا ً لايمكن ان أنساه .. درسا ً ساعدني كثيرا ً , وإياكم أن
    تظنوا أنني لا أعرف كل التفاصيل الدقيقة عن أموالي وعقودي اليوم .. مينو إتصل بي قبل لحظات وقالي لي ( أثناء حديث زلاتان للكاتب ) ..

    - " كم حصلت من شركة بونايرز ( الشركة الموزعة للكتاب ) " ؟
    - قلت له : " لا أعلم " .
    - قال لي : " هراء .. أنت تعلم تماما ً كمية المال التي حصلت عليها " .. كلامه صحيح .

    كانت لدي سيطرة كاملة على الأوضاع بعد ذلك , رفضت ان يتم إستغلالي مرة أخرى , وفي كل مفاوضات جديدة , أحرص على ان أكون متقدما ً
    بخطوة .. بربكم , مالذي كانوا يفكرون فيه ؟ مالذي كانوا يريدونه مني ؟ وماهي طرقهم الخفية ؟ .. كنت أفكر دائما ً هكذا .. هيلينا زوجتي دائما ً تقول
    لي أنهُ لايجب ان أفعل ذلك : " ألم تتعب من كرة هاس بورغ ؟ " .. لا , أبدا ً .. لايمكن أن أسامحه .. لايمكنك أن تفعل ذلك لفتى من روزينجارد لم يكن
    يعلم اي شيء عن هذه الأمور حينها .. لايمكنك أن تتصرف وكأنك والدي , وفي الحقيقة كنت تبحث عن اي طريقة لتخدعني بها .. كنت لك الفتى
    المسكين في فريق الشباب الذي لم يعتقد لـ لحظة انه سيرتقي للفريق الأول , لكن بعد ان فعلت , موقفي تغير تماما ً .. من لحظة كنت فيها بالكاد
    يُعترف بوجودي , فورا ً إلى صيد يفكر الجميع بإستغلاله .. لم أنسى هذا , وكنت اتسائل دائما ً : " هل كان هاس بورغ سيفعل الشيء ذاته لو
    أنني كنت ذلك الفتى اللطيف الذي يأتي إلى النادي مع والدهُ المحامي ؟
    " .. لا أعتقد ذلك ..

    - في أياكس تحدث عن الامر بالفعل , وقلت بأن هاس بورغ يجب ان ينتبه لنفسه ولتصرفاته .. لكنهُ لم يفهم .. وفي كتابة الذي أصدره , قال بأنهُ كان
    مُلهمي , كان ذلك الرجل الذي إعتنى بي .. لم يفهم , لكنني أعتقد انهُ فهم لاحقا ً ما أقصده .. لأنهُ في أحد الفنادق في المجر , كنت انا في معسكر
    مع المنتخب السويدي , نزلت بالمصعد , وعندما مررت بالطابق الرابع , توقف المصعد , وفجأة ومن اللامكان : دخل هاس بورغ في نفس المصعد
    معي !
    لقد كان في تلك المدينة كعادته لكي يقوم بـ خداع وتوسل الأخرين.. هاس تفاجأ وإنصدم : " أهلا ً , أهلا ً , كيف حالك زلاتان " ! كانت هذه هي
    طريقة حديث هاس بورغ المعتاده .. كان متوترا ً بطريقة لاتصدق .. تجمد , وأعينه كان يملأها السواد , وانا ؟ لم أقل اي كلمة , كنت فقط أنظر أليه
    وأرأقبه .. عندما وصلنا إلى اللوبي , خرجت من المصعد وتركتهُ خلفي واقفا ً بدون حراك .. لهذا , لا ! لم أنسى أبدا ً .. هاس بورغ شخص شعرت
    بسبب تصرفاته بالإستغفال والإستغلال .. كنت غاضبا ً حينها في أياكس حتى بعد ذلك .. إستمرت مشاكلي , وتصرفاتي الطائشة , الجميع أعتقد
    أنني أصبحت في غياهب الضياع ..

    - رغم ذلك , كنت أبحث عن الحل في كل دقيقة وفي كل ساعة وفي كل يوم , لم أود أن أستسلم بكل تأكيد , أنا لستُ لاعبا ً موهوبا ً يرقص وهو
    يشق طريقة إلى قمة أوروبا , انا مُقاتل في طبيعتي , حتى عائلتي والمدربين الذي أشرفوا علي كانوا جميعا ً ضدي منذ البداية .. حاولت أن أتعلم
    وتعلمت أن أفعل عكس مايقولون .. لقد قالو بأن زلاتان لاعب إستعراضي فقط , لايفيد الفريق , كانوا يتباكون في كل مرة ألعب فيها .. لهذا قررت أن
    أحاول أن أفهم البيئة التي أعيش فيها , أن أفهم كيف يلعبون وكيف هي طريقتهم .. حاولت أن أتطور وأن أتعلم من حولي دون أن أتخلى عن كل
    طريقتي .. لايمكن لأحد ان يسرق مني الروح التي ألعب بها .. ليس وانا غير ساذج أو أحمق .. إستمريت بالقتال , وكنت عندما أقاتل في الملعب
    أبدو شرسا ً .. هذا جزء من شخصيتي .. كنت أطلب من نفسي بقدر ما أطلب من الأخرين .. ومن الواضح انني أغضبت كو أدريانز , فلقد كان شخص
    من الصعب التعامل معه .. لاحقا ً قال بتصريحاته : انني لعبت لنفسي , بلا بلا بلا ومن هذه الأحاديث الغير مهمة , بالتأكيد بإمكانه ان يقول مايشاء
    وانا لن أذهب للإنتقام .. المدرب كان هو الرئيس في عملي , وانا كنت فقط أحاول خطف الأضواء , لابأس بذلك ..

    - أستمريت في المحاولة , ولم أستسلم .. فجأة سمعنا أن كو أدريانز سوف يطرد من النادي .. وهذا كان أمرا ً جيدا ً بعد كل ماحدث لي , في ذلك
    الوقت خسرنا من سيلتك فريق لارسون في التصفيات المؤهلة لدوري الأبطال , ومن كوبنهاغن في كأس الإتحاد الأوروبي .. لكنني أعتقد ان أدريانز
    لم يطرد بسبب النتائج , فقد كنا جيدين في الدوري , أعتقد انهُ طرد لأنهُ لم يتمكن من التواصل مع لاعبيه .. لم يكن يتواصل مع اي لاعب في الفريق ..
    انا بالتأكيد أحب الأشخاص الأقوياء , وأدريانز كان قويا ً بالفعل .. لكنه تخطى الحدود , فلم يكن يعطي أي إشارة لـ الهدوء واللين مع لاعبيه .. لهذا تم
    طرده .. وكنا متحمسين .. من هو المُدرب القادم ؟!

    - كانت هُناك أحاديث عن فرانك ريكارد .. وكان هذا يبدو أمرا ً جيدا ً .. ليس لأن اللاعب العظيم سيكون مدربا ً عظيما ً , لكن لأن ريكارد مع خولييت ومع
    فان باستن قاموا بأعمال أسطورية في ميلان .. لكن من كان المدرب الجديد هو : رونالد كومان .. كنت أعرف هذا الرجل ايضا ً , كان مسدد رائع للكرات
    الثابته في برشلونة .. كان مساعده كرول , لاعب عظيم أخر .. ومنذ البداية , شعرت بأن هذين الشخصين أفضل من السابق .. شعرت بأن كومان كان
    يفهمني بشكل جيد , وبدأت آمل بأن تتعدل الأوضاع .. لكن الأمور أصبحت أسوأ .. فلقد ركنني كومان خمسة مباريات على التوالي في دكة الأحتياط
    بل أنهُ في أحد التدريبات طردني ! قال لي : " أنهُ لست موجودا ً هنا , لاتقدم اي شيء , إذهب إلى بيتك " .. وبالتأكيد , ذهبت للبيت .. لم أكن حاضراً
    ذهنيا ًُ , تفكيري كان في مكان أخر .. حتى لاغرباك مدرب المنتخب تحدث للصحف عن قلقه بشأني .. وظهرت عناوين كبيرة عن انني قد أفقد مكاني
    في المنتخب السويدي .. وهذا لم يكن أمر جميلا ً , أبدا ً ..

    - كانت كأس العالم ستلعب في اليابان في الصيف المقبل , أمر كنت أحلم فيه طوال حياتي .. كنت قلقا ً في ذلك الوقت , قلقت حتى من انهُم قد
    يقوموا بسحب الرقم 9 من قميصي في أياكس .. ليس لانني أهتم لما يكتب خلف ظهري .. لكن لأن هذا التصرف سيؤكد ان النادي لم يعد يثق بي
    إطلاقا ً .. في أياكس يتحدثون كثيرا ً عن الأرقام : رقم 10 يجب ان يكون بهذه المواصفات , رقم 11 يجب ان يكون بمواصفات أخرى .. ولا يوجد رقم
    أفضل من الرقم 9 .. رقم فان باستن .. كان فخرا ً كبيرا ً لي أن أرتديه .. لكن إدارة أياكس تمنحه حسب الأداء , فإذا لم تقم بعمل جيد قد يسحب
    منك هذا الرقم .. لهذا كنت قلقا ً بعد ان ظهرت إشاعات انهم قد يقوموا بسحب الرقم من قميصي ..

    - كنت قد سجلت خمسة أهداف في البطولة , إرتفع المجموع لستة , لكنني كنت غالبا ً أجلس على الدكة وأتلقى الصافرات والإستهجان من قبل
    جماهير اياكس .. كنت إذا قمت بعملية الأحماء , تردد الجماهير : " نيكوس , نيكوس , ماشلاس , ماشلاس " .. لم يكن يهم إذا ماكان نيكوس سيئا ً في
    تلك المباراة أم لا .. المهم هو انهم لم يردونني ان ألعب .. كنت اقول لنفسي : اللعـنة , انا حتى لم أبدأ باللعب وحتى ضدي ! .. إذا أخطأت في التمرير
    تنطلق الصافرات أو حتى نفس الهراء القديم : " نيكوس نيكوس " .. وكأنهُ لم يكفيني انني لم ألعب جيدا ً حتى اتعامل مع هذا الأمر .. رغم ذلك ومع
    إقتراب الدوري من نهايته , كان يبدو بأننا سوف نفوز بالبطولة ..

    - لم أكن سعيدا ً بذلك , لم أستطيع .. لم أكن جزء حقيقي من هذا الإنجاز .. ولم أتمكن من إخفاء الأمر .. في النهاية كان هناك العديد من المهاجمين
    في الفريق , وكان يجب على احدنا ان ينتقل من الفريق .. كان يبدو بأنهُ انا .. كان لدي هذا الشعور , كانوا يقولون بأنني المهاجم الثالث بعد ماشلاس
    وميدو .. حتى صديقي ليو بينهاكر ذهب للإعلام الهولندي وقال : " هجماتنا دائما ً تبدأ من زلاتان , لكن مشكلته هو انهُ لايستطيع أنهاؤها امام المرمى
    بشكل صحيح .. إذا كنا سوف نبيعه , سنساعده على الإنتقال لنادي جيد
    " .. كانت عملية إنتقالي تلوح في الأفق خاصة مع كثرت التصاريح , كومان
    ايضاً قال : " من ناحية النوعية , زلاتان هو افضل مهاجم لدينا , لكن لتكون الرقم 9 في اياكس يجب ان تكون لديك خصائص أخرى .. وأشك في أنه
    يستطيع ان يمثل هذه الخصائص
    " .. ظهرت الكثير من العناوين " زلاتان في السوق " .. وهذا شكل ثقل علي , صدقوني , كنت أحس بأنني سوف
    يُقبض علي ويتم إلقائي في السجن ..

    - لم أرتقي للتوقعات , كانت أول نكساتي الحقيقية .. رغم ذلك لم أستسلم , أردت أن أظهر لهم بأنهم على خطأ , سواءا ً قرروا بيعي ام الإحتفاظ بي
    في النهاية .. لكنني فكرت : كيف يمكنني ان افعل ذلك وانا لا ألعب وقتا ً كافيا ً ؟ كانت عملية غريبة .. كنت ابقى في الدكة وأقفز مع كل هجمه : هل
    هم أغبياء أم ماذا .. تذكرت مرحلتي في شباب مالمو .. في ذلك الموسم , تأهلنا لنهائي كأس هولندا ضد أوتريخت , النهائي سيلعب في الدي كوب ..
    الملعب الذي اقيم عليه نهائي كأس الإتحاد الأوروبي قبل سنتين .. كان هناك ضغط كبير من الجماهير في المدرجات , كانت ليلة الـ 12 من مايو 2002
    كانت هناك ألعاب نأرية وتفجيرات غريبة في المدرجات وأجواء مشحونة .. بالنسبة لأوتريخت , أياكس عدو كبير .. لايوجد فريق من المهم هزيمته أكثر
    من اياكس لدى جماهيرهم التي كانت غاضبة وتريد الثأر من اياكس خاصة بعد فوزنا بالدوري .. بالنسبة لنا كانت فرصة لتحقيق الثنائية , وتأكيد أننا
    عائدون بعد سنوات صعبة .. وبالطبع , كان من الصعب ان احصل على وقت جيد لألعب في النهائي ..

    - جلست على الدكة الشوط الأول , ومعظم الشوط الثاني , أوتريخت تقدم بهدفين مقابل هدف من ضربة جزاء , الجماهير كانت مجنونة , والجميع
    شعر بالإنفجار في ذلك الوقت .. كنت ارى كومان غير سعيد بـ بذلته وربطة العنق الحمراء الخاصة به .. كان يبدو بأنهُ استسلم وأدرك بأننا خاسرون ..
    لهذا قال دعني ألعب بـ زلاتان , أو هكذا إعتقدت .. في الدقيقة 78 دخلت إلى أرض الملعب .. شيء ما كان يجب ان يحدث , كنت متفجرا ً وكنت اريد
    أن أظهر كل مالدي في هذه الدقائق , كما كنت اعتقد في البدايات .. كنا نحاصرهم , لكن الوقت كان يمضي وكان يبدو بأننا سوف نخسر .. لم نتمكن
    من التسجيل , اتذكر انني سددت كرة أعتقدت انها سوف تدخل , لكنها إصطدمت بالعارضة .. بدأ الوقت بدل الضائع , وكنا نفقد الأمل , في الوقت الذي
    كانت جماهير أوتريخت تزأر وتصفق في المدرجات .. كان بإمكانك ان ترى لائحات حمراء كانوا يحملونها , كان بإمكانك ان تسمع إحتفالاتهم وأغانيهم
    في المدرجات .. بقيت 30 ثانية .. كرة عرضية منخفضة جاءت من اليمين , وإخترقت عدة مدافعين من أوتريخت لتصل إلى أومبرتو , لاعب برازيلي
    في فريقنا .. كان متسللا ً , لكن الحكم لم يراه .. أومبرتو استلم الكرة وسجل , كان ضرب من الجنون .. أنقذنا المباراة في أخر ثوانيها , جماهير
    أوتريخت لم تصدق , حدثت فوضى كبيرة , لكن الأمور لم تنتهي بعد ..



    - المباراة ذهبت للوقت بدل الضائع , وفي ذلك الوقت كما تعرفون , المباريات في الكؤوس كانت تحسم بالهدف الذهبي , أو موت الفجأة كما يقال في
    لعبة الهوكي .. كان الإعتقاد , ان الفريق الذي سجل أخيرا ً , سيفوز في الأوقات الإضافية , وفعلا ً .. بعد خمسة دقائق من الوقت بدل الضائع , جاءت
    عرضية أخرى , هذه المرة من الجهة اليسرى ..
    قفزت له انا هذه المره , ضربتها برأسي ومن ثم عادت لي مرة أخرى , قمت بتهدئتها على صدري
    ووضعتها على العشب , كانت على الأرض وكان بإمكاني أن اسددها بقدمي اليسرى رغم الضغط الواقع علي , لكنني أعتقدت انها لن تكون تسديدة
    جيدة , أبدا ً .. لكن يالهي , ضريتها بقدمي اليسرى وذهبت مباشرة نحو المرمى , دخلت .. سجلت الهدف , شعرت بالجنون , خلعت قميصي وركضت
    أحتفل بشكل مجنون .. بإمكانك من خلال تلك اللقطة ان ترى أضلعي ظاهرة ,كانت سنة صعبة ! كانت سنة بمعاناة كبيرة ولم ألعب فيها جيدا ً لمدة
    طويلة .. لكن الأن أنا عائد ! .. فعلتها , أظهرت للجميع ما أملكه , والملعب كان مليئا ً بالجنون حينها .. كان يهتز للفرحة والأحباط في الجهة الأخرى ..
    أتذكر ان كومان خصوصا ً جاء يجري بإتجاهي .. وقال لي بصوت مرتفع : " شكرا ً لك , شكرا ً جزيلا ً لك " .. ذهبت أركض وأحتفل مع الفريق في
    ذلك الملعب , وشعرت حينها بأن كل التوتر الذي كان حولي , قد إختفى .



  10. #10
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Jag Är Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayE



    الفصل التاسع ( البداية مع هيلينا ) !




    - لقد كنت مثالاً مثاليا ً لرجل قادم من الجوقي ( شارع في السويد يسكنهُ المُهاجرين من يوغوسلافيا ) .. في مالمو وفي أحد الأيام رأيت تلك الفتاة بتلك
    الساعة الذهبية والسيارة الرائعة .. رأيتها ورفعت صوت الموسيقى في السيارة لدرجة مرتفعة جدا ً .. أعتقد انني لم أكن أمثل لها اي شيء غالبا ً , هذا
    ماعتقدته في ذلك الوقت .. على الرغم من أنني كنت أرى بأنني الفتى الأروع في تلك المدينة .. لقد كنت جالسا ً في سيارتي المرسيدس SL أمام البنك
    المركزي في مالمو , أنتظر أخي الصغير كيكي , الذي ذهب إلى الداخل ليقوم بصرف بعض المال .. الموسم كان قد إنتهى في هولندا , ولا أتذكر جيدا ً
    هل كان هذا الأمر قبل أو بعد كأس العالم في اليابان 2002 ..

    - لايهم , المهم هو انني رأيتها وهي تمر غاضبة , كانت غاضبة من شيء ما .. قلت لنفسي حينها : " اللعـنة ! من هذه الفتاة ؟ " .. لمن يسبق لي أن
    رأيتها هُنا .. وبإمكانكم القول أنني في تلك الأيام كنت أعتقد ان مالمو كُلها تحت سيطرتي ..عدت إلى مالمو في أقرب فرصة حصلت عليها, كنت اتسكع
    في كل الأماكن حتى توقعت بأنني أعرف كل شيء عن المدينها وسكانها .. لكن هذه الفتاة ! من أين أتت .. لم تكن مجرد فتاة جميلة , بل ايضا ً موقفها
    كان يعجبني منذ البداية , كانت من ذلك النوع : " لاتعبث معي أبدا ً " .. وكان من الواضح انها أكبر سنا ً مني .. لهذا الأمر كان مثيرا ً بالنسبة لي , وبدأت
    أسأل هُنا وهُناك عنها .. حتى أخبرني أحد الأصدقاء بأن أسمها : هيلينا .. حسنا ً , هيلينا .. هذا جيد .. لم أتمكن من إبعادها عن مخيلتي ولو لـ لحظة ..

    - لكن الأمور لم تتطور عن هذا الحد , لأنني في ذلك الوقت كنت مشغولا ً جدا ً , كانت هناك الكثير من الأمور تدور حولي , كنت لا أرتاح تقريبا ً .. لهذا لم
    يأتي اي شيء على المحك .. حتى جاء ذلك اليوم وذهبت إلى ستوكهولم مع المنتخب الوطني , تلك المدينة لايمكنك ان تفهم من أين تخرج كل تلك
    الفتيات الجميلات فيها .. كانوا في كل مكان .. ذهبت أنا وأصدقائي إلى Cafe Opera .. وبالتأكيد كان هُناك إزدحام كبير .. كنت انا بطبيعتي اتفقد بأعين
    نموت وانا أستعملها بكثرة : هل هناك اي مشاكل قادمة ؟ هل هناك اي شخص يريد ان يتشاجر ؟ دائما ً هناك شيء ما .. لكن تلك الأيام كانت أجمل
    مما كنت أتوقع .. كان الجميع يأتي إلي ويلتقط صورة لي بهاتفه النقال .. البعض حتى لايستأذن .. وفي بعض الأحيان كنت أغضب .. لكن الشيء الأهم
    هو انني كنت أنظر في كافة أرجاء المكان , وفجأة لمحت تلك الفتاة .. فرحت بالأمر وذهبت مسرعا ً تجاهها .. : " مرحبا ً , هل أنت ايضا ً من مالمو " ؟

    - أخبرتني هيلينا عن كافة أمورها : عن مكان عملها وأماكن تنقلها .. ولم أفهم الكثير في أمور العمل , ربما لأنني كنت مُتغطرسا ً في ذلك الوقت ..
    لم أكن اريد من أي شخص ان يقترب مني كثيرا ً , لم يكن ذلك جيدا ً , لأنني تمنيت لو كنت أكثر أدبا ً في التعامل معها لاحقا ً .. بدأت أراها كثيرا ً في
    مالمو بعد تلك الليلة , وكنت سعيدا ً بالأمر .. كانت تملك مرسيدس SLK سوداء .. كانت دائما ً ماتقف عند Lilla Torg .. وانا كنت دائما ً أمر بذلك المكان
    عندما أخرج .. في ذلك الوقت لم أعد استخدم المرسيدس SL بل كنت قد اشتريت فيراري 360 .. كانت كل المدينة تعرفني بسبب تلك الفيراري , كان
    الجميع يقول عندما أمر بها : " أنظر , أنهُ زلاتان " .. وبالتأكيد , إذا أردت الإختباء , الفيراري لم تكن المكان المناسب .. ولكي أخبركم , حتى المرسيدس
    التي كانت معي , أخبروني الأشخاص الذي قاموا ببيعها لي أنهُ لن يوجد اي شخص في المدينة يمتلك سيارة مثلها .. لكن بعد يوم واحد رأيت شخص
    أخر يقود نفس السيارة , لقد كان هراء معتاد من أولئك البائعين .. لهذا قلت : " اللعـنة ,لا أريد هذه السيارة بعد الأن " .. لهذا قمت بالإتصال بمعرض
    يقوم ببعض سيارات الفيراري وقلت لهم : أريد واحدة .. وبالتأكيد أستجابوا لذلك الطلب .. ذهبت إليهم واشتريت الفيراري , وتركت المرسيدس SL في
    ذلك المعرض كـ جزء من القيمة .. كان ذلك تصرفا ً غبيا ً بعض الشيء لأنني انفقت ثروة كبيرة على تلك السيارة , لكن في ذلك الوقت كان لدي
    بعض المال , وحتى لو كلفتني الكثيرة , لم أهتم ..

    - كنت فخورا ً بسياراتي , كانت مسألة مبدأ عندي .. لهذا كنت اتجول بسيارتي الفيراري وانا بمنتهى السعادة والكبرياء , كنت أرى هيلينا بإستمرار
    مع سيارتها المرسيدس السوداء .. حتى جاء ذلك اليوم الذي قلت لنفسي فيه : يجب ان اقوم بشيء حيال هذا الأمر .. لايمكنني فقط ان أجلس وأن
    أشاهدها وهي تقود فقط .. لهذا , حصلت على رقم هاتفها من أحد الأصدقاء .. وترددت وفكرت كثيرا ً , هل يجب علي أن أتصل بها ؟ .. في النهاية
    قمت بإرسال رسالة نصية لها : " مرحبا ً , كيف حالك ؟ .. أعتقد أنك رأيتيني بضع مرات " .. وقد أنهيت الرسالة بجملة : " صاحب السيارة الحمراء " ..
    ويالهي , تلقيت الرد : " صاحبة السيارة السوداء ! " .. هذا قد يكون بداية لشيء ما .. وكيف لي أن أعرف ؟! ..

    - إتصلت بها عدة مرات , ومن ثم تقابلنا : لم يكن هناك اي شيء مميز في المرة الأولى .. خرجنا للغداء في أكثر من مناسبة .. ومن ثم ذهبت معها
    إلى قصرها خارج المدينة , هُناك قامت بإستعراض أعمالها امامي , التصاميم , الخلفيات , كانت نوعا ً ما مصممة لشيء لم أفهمه , لكنني رغم ذلك
    أعجبني ما رأيت , كان شيء جديد علي تماما ً .. لم يسبق لي أن ألتقيت فتاة تعيش حياة مثل هذه الفتاة .. فهمت انها تعمل في مجال التسويق
    ايضا ً .. وعرفتُ ايضا ً أن لديه سمعة رائعة في مجال عملها , وهذا ما أعجبني كثيرا ً .. هي لم تكن وكأنها أصغر فتاة سوف أقابلها , لم تكن لديها اي
    هستيريا .. أبدا ً , لقد كانت فتاة قوية .. كانت تحب السيارات , تركت منزلها عندما كانت في عمر الـ 17 وشقت طريقها بنفسها .. ولم يكن يبدو بأنني
    أمثل ذلك " النجم الكبير " بالنسبة لها .. او كما تقول : " زلاتان , أنت لست مثل إلفايس الذي هبط " .. لقد كنت فتى مجنون بالنسبة لها , فتى يلبس
    بشكل قبيح , ولم ينضج بعد , وهذا ماقد يزعجها في بعض الأحيان .. كانت مثل الفتاة الفاخرة السيئة , لأنها كنت ترتدي ذلك الجينز الضيق والفرو
    على رقبتها وهذا كل شيء .. كانت تشبه تيلي مونتانا في فيلم : " Scarface " .. لكنها كانت فتاة ..

    - انا كنت أتمشى في بذلتي الرياضية مجُددا ً .. كنت بشكل خاطيء تماما ً , والأمر بدأ وكأننا كنا نضحك على بعضنا البعض حيث قالت لي : " زلاتان
    أنت ضائع تماما ً , أنت مضحك
    " .. وكنتُ أمل أنها كانت تعنى ذلك فعلا ً , لأنني ايضا ً شعرت بحالة جيدة بجانبها .. لكن , لازالت هذه الفتاة قادمة من
    عائلة سويدية كبيرة وجميلة .. هُناك حيث تقول : " أبي , فضلا ً ناولني الحليب " .. في حين نحن في العائلة كنا قريبين من قتل بعضنا البعض على
    طاولة الغداء .. انا حتى في بعض الأحيان لم أكن افهم ماتقوله , كانت قادمة من عالم جديد , ولم تكن تعرف اي شيء عني .. كنت فتى أصغر منها
    بحوالي 11 عاما ً , كنتُ أعيش في هولندا , وأعشق التسكع مع أصدقاء مُجرمين .. لم يبدو بأنها ستكون تلك العلاقة المثالية في البداية ..

    - أتذكر أنني أنا وبعض الأصدقاء ذهبنا إلى باستاد من أجل حضور أحدى الحفلات , التي قامت بترتيبها هيلينا , حاولنا ان ندخل , لكن الحراس في تلك
    الحفلة لم يسمحوا لنا بالدخول أو بالأحرى : لم يسمحوا لأصدقائي .. لهذا حدثت فوضى كبيرة حينها وهذا أمر كان يحدث دائما ً وفي عديد المناسبات ..

    - على سبيل المثال , أتذكر أنني لعبت مباراة مع المنتخب السويدي في ريجا .. بعد المباراة عدنا بوقت متأخر إلى ستوكهولم .. أخذت تاكسي أنا
    وميلبيرغ ولارس لاغرباك إلى فندق سكاندايك .. لم نلعب مباراة عظيمة في تلك الليلة , كنا قد تعادلنا مع لاتفيا 0-0 في تصفيات كأس العالم , وانا
    دائما ً ماكنت اعانى في النوم بعد المباريات عندما لا ألعب جيدا ً .. أخطائي في المباراة تصبح وكأنها تغلي بداخلي .. لهذا , إتصلت ببعض الأصدقاء
    وقررنا أن نذهب لأحد البارات التي لم يسبق لي زيارتها في ستوريبلان .. ذهبنا إلى هُناك , كان الوقت متأخرا ً , ودخلنا إلى البار .. لم نلبث هناك
    مُدة طويلة قبل أن تبدأ المشاكل ! فورا ً جاءت إلى فتاة وبدأت تتكلم بشكل مزعج , وعنيف .. كان أصدقائي معي .. بالتأكيد إذا كنت تراني في أي
    مكان في المدينة , فإنك ستراني مع أصدقائي حولي .. كنت دائما ً ما أصبح صديق للأشخاص السيئين .. لكنني أشعر بانهُ لطفاء معي مثل اي
    شخص أخر بإمكانهُ أن يكون صديق لي .. أنهُ أمر يتعلق بشخصيتي , هؤلاء الأصدقاء وكأنهم مرسومين لي .. أرى بأنهم جيدين ولطفاء , لكن بكل
    تأكيد , الأمور قد تتطور وتزداد سخونه ..

    - تلك الفتاة , إقتربت مني كثيرا ً وبدأت تقول بعض الهراء تجاهي .. بعد قليل ظهر أخوها ايضا ً وبدأ يتكلم بشكل سيء مثلها , وأنتهى به المطاف أن
    يقوم بدفعي .. لم يكن من الذكاء ان يفعل ذلك .. لأنه قبل اي شيء لايمكنك ان تعبث مع أصدقائي .. أحدهم أمسك بأخ الفتاة , والأخر أمسك بالفتاة
    نفسها .. حينها شعرت بأن مشكلة كبيرة ستحدث , لهذا لا ! لا أريد ان أكون جزءا ً من هذا .. حاولت أن أخرج فورا ً , لكنني لم أكن اعرف البار جيدا ً
    ولم أعرف طريق الخروج , حاولت وأنتهى بي المطاف بالحمام , عدت وكانت الفوضى حولي , لهذا أصبحت مضغوطا ً بشكل أكبر .. للتو لعبت مباراة
    سيئة , ولو إنتشر هذا الأمر , فسوف يكون العنوان الأكبر في صحف الغد
    , سيقولون بأن هذا هو سبب النتيجة السيئة , ستكون فضيحة ..

    - بعد ذلك جاء أحد العاملين في البار ولم يكن لطيفا ً حقا ً , قالي لي : " مدير هذا المكان يريدك ان تخرج " قلت له : " أخبره بأنني لا أريد شيء أكثر
    من هذا بحق الجحيم
    " .. لهذا جاء معي هو وبعض الحراس وساعدوني على الخروج , ومن ثم رحلت فورا ً .. لقد كانت حوالي الساعة الـ 3:30 صباحاً
    وعلمت بذلك لأن أحد الكاميرات إلتقطت صورة لي .. وماذا حدث بإعتقادكم بتلك الصورة ؟ هل إحتفظوا بها وأعتبروا الأمر سريا ً ؟ لا , لم يفعلوا ذلك ..
    لقد إنتهت الصورة على غلاف صحيفة الـ أفتون بلادت .. لقد حدثت فوضى كبيرة وكأنني قمت بقتل سبعة أشخاص .. الصحف كان تكتب وتحتج على
    هذا الأمر .. قالوا بأنني متهم بـ التحرش ! هل تصدقون ذلك , تحرش ! اللعـنة .. كالعادة , أي أمر يخصني يصبح مادة مفضلة للإعلام !

    - ذهبت عائدا ً إلى هولندا , كنا سنلعب ضد ليون في دوري الأبطال مع اياكس .. حينها رفضت أن أتحدث عن الأمر في الصحف والإعلام , ميدو كان
    يتحدث بدلا ً عني .. نحن فتيان المشاكل كنا نساعد بعضنا البعض .. لكن حقا ً : كنت قد إكتفيت من هذه الأمور ! ولم أتفاجيء في ذلك الوقت عندما
    علمت ان أناسا ً من صحيفة الأفتونبلادت هم من دفعوا تلك الفتاة في ذلك البار لكي تسبب المشكلة .. حينها خرجت للإعلام وقلت : " سوف أغلق
    تلك الصحيفة , سوف أقاضيهم
    " .. لكن ماذا تعتقدون ؟ لم أتمكن من الحصول الا على إعتذار .. بعد ذلك أصبحت اسير على الطريق الصحيح , بدأت
    أتغير ..

    - في الإعلام , كان هُناك الكثير من الأمور السيئة عني .. بكل تأكيد انا أقول هذا وانا لا أعني أنني أريد من الصحافة أن تقول : " زلاتان يتدرب بجد "
    أو حتى : " زلاتان جيد " .. " زلاتان مُنتظم " .. لا أبدا ً , لأ أريد هذا الهراء ولم أفضل ان احصل عليه طوال حياتي .. لكن ماحدث بالفعل تجاوز الخطوط
    الحمراء بالنسبة لي .. الصحف لم تعد تتحدث عن كرة القدم الجميلة التي أقدمها .. مرت مدة طويلة منذ ان قرأت خبر عن إمكانياتي التي قدمتها
    في وقت سابق بشكل إيجابي ..

    - كنت في ذلك الوقت ايضا ً قد لعبت كأس العالم بشكل مخيب للأمال , لقد كانت لدي تطلعات كبيرة بشأن تلك البطولة , لكن قبل البطولة بفترة بدات
    أفكر في أنني قد لا ألعبها من الأساس .. لكن لاغرباك وسودربيرغ قرروا أن يتم إستدعائي , ولقد أحببتهم فعلا ً بسبب ذلك .. خاصة سودربيرغ , الذي
    كان الأب الروحي للفريق .. في أحد التدريبات كنا نمزح سويا ً , رفعتهُ إلى الأعلى ومن ثم أسقطته , كسرت ضلعين لديه .. لكنه كان رجلا ً رائعا ً بحق ..
    في تلك الفترة كان معي في الغرفة أندريس ايزاسكن , كان الحارس الثالث في المنتخب حينها .. أندريس كان فتى جيد .. لكنهُ كان ينام في الساعة
    التاسعة مساءا ً ! بشكل مبكر جدا ً .. كان يتركني لوحدي .. وفي أول ليلة أتذكر انهُ بعد ماذهب للنوم , هاتفي بدأ يرن , قلت لنفسي : " جيد , أخيرا ً
    شخص يمكنني ان اتحدث إليه
    " .. عندما بدأت الحديث شعرت بأن إيزاكسن إستاء بعض الشيء , لهذا أغلقت الهاتف .. انا رجل لطيف , حقا ً , لم أرد
    أن أزعجه وهو نائم ..

    - لكن في الليلة التالية هاتفي بدأن يرن في نفس الوقت , وهو كان نائما ً أو كان يتظاهر بذلك كما أعتقد .. فورا ً قال لي : " اللعـنة زلاتان , مالأمر ؟ "
    بعدما قال ذلك , غضبت بعض الشيء , بحق الجحيم , ينام عند التاسعة ؟ .. " إذا فتحت فمك مرة أخرى سوف أرميك أنت وسريرك من النافذة " هذا
    ماقلته له .. وأعتقد ان ذلك كان جيدا ً .. ليس لأننا في الطابق الـ 12 .. لكن لأنه أحدث تأثيرا ً جيدا ً على أندريس .. في اليوم التالي حصلت على غرفة
    خاصة لي , وكان الأمر جميلا ً .. بعيدا ً عن هذا , لم أحظى بنجاحات كبيرة من الناحية الشخصية ..

    - في كأس العالم كنا في مجموعة الموت كما يُطلق عليها : مع الأرجنتين , إنجلترا ونيجيريا .. كانت أجواء رائعة , ملاعب عظيمة , وأرضية مميزة بحق
    وكنت في ذلك الوقت أتفجر رغبة باللعب , أردت النزول إلى أرض الملعب واللعب كما لم يحدث لي من قبل .. لكن المدرب ومساعده كانوا يرون بأنني
    لا أمتلك الخبرة , لهذا قاموا بوضعي في الدكة .. أتذكر أنهُ تم إختياري كـ رجل للمباراة الأولى في تصويت عبر الهواتف النقالة , رغم أنني لم ألعب !!
    كانت حمى زلاتان القديمه قد عادت مجددا ً , والرغبة إزدادت لدي .. لكنني لعبت فقط ضد الأرجنتين لخمسة دقائق , وبعد تأهلنا من دور المجموعات
    أعتقدت انني سوف أحظى بالفرصة أمام السنغال , لكن المدرب مرة أخرى ومساعده أصروا على وضعي في الدكة ولم يمنحوني انا واللاعبين الجدد
    اي فرص جيدة .. لهذا رحلت فورا ً بعد نهاية المسابقة إلى أمستردام ..

    - كانت لدي إستراتيجية : لا أهتم لما يقوله الناس عني , فقط أقوم بالأشياء على طريقتي .. لقد سجلت هدفا ً في كأس العالم , لكنهُ لم يساعد كثيراً
    فلقد أنتهت المسابقة كما بدأت بالنسبة لي : انا على الدكة .. المنافسة على مركز الهجوم لدينا في المنتخب , كانت صعبة .. وانا كانت لدي إنتقادات
    كبيرة .. واحدة منها كانت من يوهان كرويف , الذي لطالما كان يتحدث بسوء عني .. في ذلك الوقت كانت هناك العديد من وجهات النظر التي كانت تدور
    حولي .. لكن اشياء حولي حدثت ايضا ً : مثلا ً ميدو , صديقي خرج في تلك الأيام وقال بأنهُ يريد ان ينتقل من النادي ! قالها للإعلام , وهذا تصرف
    غير ذكي .. بالتأكيد هو ليس دبلوماسي , هو مباشر مثلي أو حتى اسوأ ..

    - لاحقا ً , ميدو تم وضعهُ على الدكة في مباراة أيندهوفن , غضب وجاء إلى غرف الملابس , وقال بأنهُ جميع اللاعبين هم مجرد قذارة ومن ثم حاول
    أن يخرج من غرف الملابس بعد ان قال عدة كلمات سيئة , لكنني فورا ً رددت عليه وقلت : إذا كانت هناك أي قذارة , فهي أنت ! حينها قام ميدو بإلتقاط
    مقص أو مقصين من الطاولة , ورماهم في وجهي , المقصات تخطت رأسي وإصطدمت بالجدار وتحطمت .. كان تصرفا ً مجنونا ً لأخبركم بالحقيقة .. انا
    بعد ذلك وقفت ووجهت له صفعه , ومن ثم لكمة قوية في وجهه .. لكن بعد عشرة دقائق خرجنا سويا ً من غرف الملابس يدا ً بيد .. بعد تلك الحادثة
    بمدة عرفت ان المدير الرياضي قام بحفظ المقص كتذكار , ربما كان يريد ان يريه للأطفال ويقول لهم : هذا المقص كان سيضرب زلاتان في رأسه ..

    - عموما ً , الأمور بالنسبة لي متذبذبة مع ميدو .. بعد تلك الحادثة تورط مرة أخرى , لأن كومان قام بتغريمة وتجميدهُ في الدكة .. ومن ثم , كان هناك
    ذلك الشخص : رفائيل فان دير فارت .. هولندي , متغطرس بعض الشيء .. مثله مثل بقية الهولنديين البيض في الفريق , على الرغم من أنهُ ليس من
    الطبقة المميزة في المجتمع .. لقد نشأ في مقطورة , وعاش حياة الغجر , كما يقول بنفسه .. ولقد تعلم كرة القدم في الشوارع حينما كان يضع علب
    البيرة كـ علامات للمرمى كما يزعم .. يقول بأن ذلك الامر زاد من فنياته .. إنضم لـ أكاديمية أياكس للشباب عندما كان في العاشرة من عمره , تدرب
    بشكل جاد , وبالتأكيد أصبح لاعب جيد بعد ذلك .. في السنة الماضية كان قد تم إختياره كـ أفضل موهبة أوروبية أو شيء من هذا القبيل , على كل ..
    فان دير فارت كان يحاول ان يكون شخصا ً قويا ً في الفريق , كان يريد ان يراه الجميع على انهُ القائد لهذا الفريق , لهذا كانت هناك منافسة بيننا نحن
    الأثنين منذ البداية بسبب هذا الأمر ..

    - فان دير فارت قبل مباراة ليون تعرض لإصابة في ركبته , ومع إبتعادهُ هو وميدو عن الفريق , كنتُ سوف أبدأ المباراة ضد ليون , كانت أول مباراة لي
    في دوري الأبطال - لم يسبق الا وان شاركت في التصفيات المؤهلة للبطولة - وهذا بالتأكيد كان أمر رائع بالنسبة لي .. دوري الأبطال لطالما كان حلم
    كبير أن ألعب فيه , والأجواء في ذلك الملعب كانت مُذهلة بحق .. بدأت المباراة بإستعراض بعض الحركات العظيمة ضد ليون , وبعد ذلك بدقائق أتذكر
    أنني تلقيت كرة من ليتمانين , اللاعب الفنلندي , أحب ذلك الشخص .. لقد لعب لـ برشلونة وليفربول وكان قد إنتقل لأياكس للتو .. قبل قدومه , كل من
    في الفريق كان يلعب لنفسه ويريد الإنتقال لأندية أكبر , نلعب ضد بعض أكثر مما نلعب ضد الفريق الخصم , لكن ليتمانين كان ملهماً لي .. كان لاعب
    يلعب للفريق .. كان بالفعل لاعب حقيقي .. مرر لي تلك الكرة , ومن ثم ذهبت إلى الطرف , حينها حاصرني مدافعين أثنين , وانا كنت في نفس هذه
    الوضعية في مرات كثيرة , تذكرت لقطتي مع هينشوز لاعب ليفربول , لكن هذه المرة هناك مُدافعين وليس مدافع واحد .. لهذا , قررت أن أجرب أحدى
    المراوغات .. فعلت الأولى بالإنطلاق نحو اليسار , لكن كان يبدو بأنهم سيتمكنون من إيقافي , فجأة رأيت فرصة لعكس الإتجاه لليمين , وفعلت ذلك
    وبالفعل , تجاوزتهم ! .. ذهبت مباشرة إلى المرمى وسددت الكرة , إنطلقت إلى أقصى يسار الحارس , إصطدمت بالقائم , ومن ثم دخلت , إنهُ هدف ..



    - جُن جنوني في تلك اللحظة , لم يكن مجرد هدف بل كان هدف جميل أيضا ً , إنطلقت بجنون نحو أصدقائي على جانب الملعب وإحتفلت معهم , وكل
    لاعبي الفريق كانوا يلحقون بي , كان الأمر مثيرا ً .. عدنا لـ اللعب مرة أخرى , ولم يستغرق الأمر طويلا ً قبل ان أسجل هدفي الثاني , كانت أمسية
    رائعة بكل تأكيد .. هدفين في أول ظهور لي في دوري الأبطال , بعد تلك المباراة مباشرة ظهرت بعض الإشاعات : روما وتوتنهام يريدان التوقيع معي ..

    - كنت في لحظة إنطلاق مُجددا ً .. وبالتأكيد عندما تلعب بشكل جيد , فإنهُ لايمكنك ان تواجه اي مشكلة في هذا العالم , لكن رغم ذلك , كنت أعانى
    من الناحية الشخصية : لم أتأقلم مع الحياة في هولندا .. كنت وكأنني مُختنق بعض الشيء , كنت أجلس في البيت طويلا ً وأقوم بالعديد من الأشياء
    الغبية .. كنت اتواصل مع هيلينا كثيرا ً , غالبا ً عبر الرسائل النصية .. كنت اتوصل معها دون ان تعرف مالذي كنت أفعله هُناك .. هل كان شيئا ً جنونيا ً
    أو شيء أخر بالفعل ؟!

    - عدتُ إلى السويد ولعبنا مباراة تصفيات أمم أوروبا في راسوندا مرة أخرى .. كان من الجميل ان اعود إلى ذلك المكان .. لم أنسى تلك الأهازيج التي
    أطلقتها الجماهير لي قبل عام من الأن .. لم نبدأ جيدا ً في التصفيات لهذا الصحف كتبت سابقاً : زلاتان مجرد فتى مُضخم لايجيد سوى الضرب بكوعه !
    لهذا هذه المباراة كانت مهمة جدا ً , إذا خسرناها ربما نخسر حلمنا في المشاركة في بطولة أمم أوروبا .. كان يجب علي وعلى جميع زملائي في
    المنتخب ان نثبت الكثير من الأشياء .. لكن بدأت المباراة وسجلت المجر أولا ً بعد مرور أربعة دقائق .. صنعنا الكثير من الفرص , لكن ذلك لايهم , لأننا
    فقط لم نتمكن من التسجيل , كان يبدو بأننا سوف نخسر المباراة .. وفي الدقيقة 74 مرر ماتياس جونسون كرة عرضية , إرتقيت لها لكي أسددها بكل
    قوة برأسي .. لكن الحارس خرج وكان يريد ان يبعد الكرة, لا أعرف مالذي حدث بعد ذلك , لكن الحارس وجه لي لكمة قوية أفقدتني الوعي , سقطت
    على الأرض ومرت حوالي 5-10 ثواني وانا في حالة إغماء , وعندما إستيقظت , وجدت جميع اللاعبين في دائرة حولي : مالأمر ؟ ماذا حدث ؟

    - كل ما أسمعهُ هو صخب الجماهير التي أصابها الجنون لشيء ما .. نظرت إلى زملائي , وكانوا سعداء وقلقين في نفس الوقت :

    - " إنهُ هدف زلاتان " .. قالي لي ذلك كيم كالستروم !
    - " حقا ً ؟ من سجله ؟ " ..
    - " أنت ! بكرة رأسية " ..

    شعرت بالألم , لهذا جلبوا لي النقالة , كان طبيب المنتخب حاضرا ً .. حملوني , وبدأت الجماهير تصرخ في الملعب : " زلاتان , زلاتان " .. كان الملعب
    بإكمله على الأقدام .. يصرخون بإسمي .. لهذا قمت بالتلويح لهم بيدي .. تلك اللحظه أنعشت الفريق الذي حاول ان يفوز , لكن في النهاية لم نتحصل
    الا على التعادل 1-1 .. كان يجب ان نفوز , كالستروم كانت له لقطة ضربة جزاء واضحة , لكن الحكم لم يحتسبها .. لكن في تلك الليلة , أتذكر الشعور
    الغريب المليء بالسعادة والسوء في نفس الوقت .. اتذكر ايضا ً أنني بعد ذلك بفترة وجيزة تعرضت لمرض غريب , أسوأ حمى عانيت منها , في ذلك
    الوقت كان الأمر غريبا ً لأن 250 ألف شخص في السويد أصيبوا بها في نفس الوقت .. حتى ان اشياء كثيرة غير متوقعة حدثت في ذلك الوقت , وهذا
    غير الكثير بالنسبة لي ..

    - قبل أعياد الميلاد , ذهبت إلى منزل أمي .. لم نحظى ببداية جيدة في الموسم مع أياكس , لكن رغم ذلك كنت سعيدا ً .. كنت قد سجلت 5 أهداف
    في دوري الأبطال حينها .. أكثر من اهدافي في الدوري .. أتذكر كومان كان يقول لي : " هي أنت , زلاتان .. هناك بطولة دوري ايضا ً " .. لكن الأمور
    كانت تسير معي هكذا : الخصوم الأفضل , هم من يستفزونني .. على كل , الأن انا في روزينغارد عند والدتي .. كانت الإجازة تستمر إلى مطلع
    شهر يناير .. كنا سنعود في يناير لنقيم معسكر تدريبي ونلعب مباراة في القاهرة .. لهذا أردت فعلا ً أن أحظى بالراحه .. لكن للأسف , عند والدتي
    كان هناك الكثير من الإزدحام ,كان كل من البيت يصرخ ويقاتل ويغضب .. لم أجد الهدوء والصفاء الذي كنت أبحث عنه : كنت انا , وأمي , كيكي وسانيلا
    في المنزل
    , وكنا سنحظى بعيد الميلاد التقليدي : حيث نتناول عشاء الكريسمس في الرابعة مساءا ً , ومن ثم نقوم بفتح الهدايا .. بالتأكيد كان ذلك
    سيكون جميلا ً بالنسبة لي .. لكنني لم أتمكن من تحمل الأمر , كنت اعاني من الصداع وجسمي يؤلمني .. أردت ان ابحث عن مكان هاديء لأرتاح
    فيه .. كنت بحاجة لأتحدث مع أحد من خارج عائلتي .. فكرت : سأتصل بمن ؟!

    - الجميع كان مشغولا ً بأعياد الميلاد , لم يكن وقتا ً مناسبا ً للإتصال .. فكرت : ماذا عن هيلينا ؟ لم أتوقع الكثير بكل تأكيد , لأنها كانت تعمل طوال الوقت
    وفكرت أنها ستكون مع والديها في ليندزبيرغ تحتفل بالكريسمس .. لكن هيلينا أجابت على هاتفي , قالت بأنها في منزلي , وانها لاتحب الكريسمس ..

    - " لا أشعر بحالة جيدة , هيلينا " .
    - " أنت شيء ممل " .
    - " حقا ً , لا أعتقد انني قادر على التعامل مع الفوضى في منزل أمي " .
    - " حسنا ً , تعال إلى منزلي , سأهتم بك " ..

    كان ذلك شيئا ً مفاجئا ً بالنسبة لي , لقد تقابلنا من أجل القهوة في بضع مرات , ومن ثم بدأنا نتبادل الرسائل .. لم أمضي أي ليلة في بيتها لكن بكل
    تأكيد شعرت بأن الأمور سيكون عظيما ً , لهذا إعتذرت من أمي : " أسف امي , يجب ان اغادر " .. " حسنا ً , أنت الأن لن تمضي حتى حفلة الميلاد
    معنا
    " .. يبدو بأن والدتي غضبت , لكنني أعتذرت وخرجت مباشرة إلى هيلينا .. هُناك وضعت هيلينا لي سرير , وجلست فيه , وكان المكان يعم بكل
    ما أحتاجه : الهدوء والسكينه .. ولم أشعر بأي شيء غريب على الرغم من أنني أمضي معها الكريسمس بدلا ً من عائلتي .. لقد كان أمرا ً طبيعيا ً
    ومثيرا ً في نفس الوقت .. لكن الأمور لم تسير على مايرام ..

    - إتصلت بوالدي في اليوم التالي ووعدته بأن أتي إليه .. والدي لم يكن يحتفل بأعياد الميلاد , كان يجلس لوحده ويقوم بأشياءه الخاصة , علاقتي معه
    كانت مذهلة منذ ذلك اليوم الذي جاء فيه إلي في تدريبات مالمو .. كل تلك المعاناة في الصغر نسيناها , ووالدي تغير وكان يهتم بي منذ تلك الفترة ..
    كان يحضر بعض مبارياتي .. ذهبت إلى منزله وعندما وصلت إلى هُناك , رأيت أنهُ قد عاد للشرب ولأشياء المقرفة مُجددا ً .. حينها لم أستحمل الأمر
    وعدتُ إلى هيلينا وانا مُرهق : " عُدت بهذه السرعة ؟ " .. " نعم , عُدت " .. تلك الكلمات قلتها بأخر مايتواجد فيني من طاقة , سقطت بعدها على ذلك
    الفراش وتعرضت للحمى مرة أخرى .. درجة حرارة جسمي وصلت إلى 41 .. صدقوني , كانت اسوأ حالة مررت بها في حياتي .. هيلينا كان تساعدني
    على الإستحمام وعلى تبديل الكمادات , وعلى كل مايلزم .. كنت اعانى من الدوخة وأتمتم وأهذي من إرتفاع درجة حرارة جسمي ..

    - هذه الفترة كانت تعني شيء ما , لا أعرف كيف , لكن حتى تلك اللحظات كنت بالنسبة لهيلينا مجرد فتى مغرور , يقود سيارة فخمة , ويتصرف مثل
    تصرفات المافيا .. كنت شابا ً مضحكا ً بالنسبة لها حتى تلك اللحظات , لكن بعدما مرضت .. أصبح منكسرا ً أمامها , مُتعبا ً .. وهي بطريقة ما أعجبت
    بالأمر .. قالت بأنني أصبحت إنسانا ً عاديا ً .. وجه الغرور تحطم .. وفورا ً بعدما تحسنت قليلا ً , ذهبت هيلينا وأستأجرت بعض الأفلام السويدية الجيدة
    وجلبتها إلى المنزل , وجلست معي نشاهد الأفلام , كانت أول مرة ارى فيها افلام سويدية مثيرة من نوع " Beck " .. كانت تحاول ان تيقظني بطريقة
    ما .. أعجبت بالأمر : وااو .. السويديون يقومون بذلك , ياللروعة .. فرحت بالأمر وجلسنا نتابع فيلم بعد الأخر وحظينا بوقت رائع حقا ً .. هذا لايعني بأننا
    أصبحنا ثنائي متفق تماما ً , لأ , على الإطلاق ..

    - كانت تذهب وتأتي على فترات .. كانت تذهب للعمل , ومن ثم تعود لتهتم بي بعد ذلك .. وبالتأكيد كانت هناك فترات لم نفهم بعضنا البعض فيها ..
    لم نفهم حتى تلك اللحظة مانريد .. كنا مختلفين في كل شيء ولايبدو بأننا نناسب بعضنا البعض .. لكن بعد فترة : بدأت أشعر بشعور عظيم عندما
    أكون معها ..
    حتى انني عندما ذهبت لهولندا , إفتقدتها كثيرا ً وطلبت منها : أيمكنك المجيء لهولندا معي ؟ وقد فعلت .. جاءت إلى زيارتي في دايمن
    في هولندا .. كان الأمر عظيما ً , لكن لايمكن لأي شخص ان يقول بأنها اعجبت بمنزلي الصغير .. على الرغم من أنني قمت بتنظيف المنزل قبل أن
    تأتي , وحرصت على ان تكون ثلاجتي مليئة بكل مايمكن التفكير فيه .. لكنها جائت وقالت بأنها تريد ان تقوم بتنظيف جدارن منزلي , لأنها كانت في
    فوضى عارمة , لم يكن لدي سوى ثلاثة لوحات في المنزل وجميعها غير متطابقة , الألوان والكتابات على الجدران والقذارة والبقايا في الأرض وقلة
    التنظيم تسيطر على المنزل .. كنت في فوضى كاملة بحق .. وبالتأكيد كنت البس مثل الأغبياء , وألعب الفيديو وانا على سريري ..

    - فعلت ماتريد , وعندما رحلت , إفتقدتها كثيرا ً , وبدأت الإتصال بها ومراسلتها بشكل أكثر من السابق .. لكنني فكرت : يالهي , يجب علي أن أهدأ ..
    هذه الفتاة من طبقة راقية .. لقد علمتني الكثير : كيف أعمل بالسكين مع السمك , وكيف أقوم بترتيب ملابسي , وكيف أشرب النبيذ , لأنني في ذلك
    الوقت أعتقد ان النبيذ الغالي الثمن بإمكانك ان تشربه مثلما تشرب الحليب ! لا لا لا .. يجب علي أن أهدأ وان أتعلم الكثير من الأمور قبل اي شيء ..
    وبالفعل جلست اتعلم واتلقى كل مايمكنني معرفته .. لكن هذا لم يسهل الأمور علي فلقد إستمريت بالعودة إلى مالمو متى ماسنحت لي الفرصة ..

    - في أحد الأيام ذهبت وانا وبعض الأصدقاء إلى منزل هيلينا .. كنت تعمل على تجهيز مسار رملي , لكن انا واصدقائي قمنا بدعمه وتشويهه بأقدمنا
    بدون علم .. حينها غضبت هيلينا وقالت بأنها تعمل على تجهيز بعناية من فترة طويلة , واننا قمنا بتخريب كل شيء الأن ! شعرت بتأنيب الضمير في
    ذلك الوقت , لهذا أرسلت أخي الصغير لكي يفعل شيء حيال الأمر .. لكنهُ عاد بعد أن علق المكبس بيده .. حقا ً , لم نكن نعرف هذه الأشياء في
    العائلة .. لهذا كان من الطبيعي ان تفشل مهمة أخي ..

    - مرة أخرى : أتذكر أنني أشتريت لاب توب من نوع " سوني فايو " لهيلينا .. لكن بعدما حدث شجار بيننا , قررت ان أخذهُ منها .. لهذا ذهبت وأعطيت
    كيكي مهمة جديدة : إذهب وأستعد الجهاز منها .. وكيكي كان ينفذ دائما ً ما أقوله له .. لهذا ذهب كيكي إلى هُناك , وماذا وجد : هيلينا قالت له : هل
    تستطيع ان تأكل القذارة ؟ لن أرد اي شيء ولن يأخذ مني اي شيء
    .. بعد ذلك عدنا لنكون أصدقاء مُجددا ً .. لكن كانت هناك الكثير من الفوضى وايضاً
    المواقف المُضحكة ..

    - على سبيل المثال : موقف الألعاب النارية .. انا ومجموعة من الأصدقاء قررنا ان نشتري مجموعة من الألعاب النارية , تلك الألعاب كانت قوية جدا ً
    وخطيرة .. وقد كان لنا صديق يدير أحد المطاعم .. لهذا قررنا ان نذهب لنفجر بعض الألعاب النارية في مكانه .. لكننا أردنا ان نحصل على سيارة لايمكنه
    ان يتعرف عليها .. وبما ان هيلينا كانت لديه عدة سيارات .. ذهبت وقلت لها : " هل بإمكانك ان تمنحينا سيارة ؟ " بالطبع .. لقد أعطتني مفاتيح ليكزس ..
    وأعتقد انها كانت تعتقد انني سوف أقوم بعمل جميل بالسيارة , لكننا ركبنا وذهبنا إلى هُناك .. ورمينا الألعاب النارية في أحد الصناديق في المطعم ..
    إنفجر الصندوق وتجزأ إلى 70 مليون قطعة .. بعد ان أحدث ضجة كبيرة وإنفجار صوتي هائل .. في تلك الليلة ايضا ً إتصلنا بـ كيكي : هل تريد أن تحظى
    ببعض الضحك ؟
    على الأرجح لم يكن يريد ذلك .. لكن رغم ذلك ذهبنا إلى منزل صديقته , حيث كان نائما ً عندها , وقمنا برمي بعض المتفجرات في
    حديقتها .. المتفجرات إنفجرت وأحدثت ضجة كبيرة لاتصدق .. صديقته غضبت : " ماهذا بحق الجحيم " .. لكن كيكي حاول ان يجعل نفسهُ غبيا ً وكأنه
    لم يعرف عن الأمر : " يالهي , ماهذا حقا ً , إنهُ مُخيف بالفعل " .. لكنهُ كان يعلم بأنهُ نحن من قمنا بذلك .. لقد كانت تصرفات أطفال أغبياء بالفعل لكنني
    إحتجت لأن أقوم بهذه الأشياء .. لازلت اقوم ببعض الأشياء الجنونية حتى الأن .. ولكن بكل تأكيد , فترة اياكس كانت الفترة الأكثر جنونا ً في حياتي ..
    كان ذلك قبل ان يأتي مينو رايولا , وفابيو كابيلو , ليؤثران في حياتي بشكل واقعي ..

    - أتذكر في أحد المرات أنني كنت اشتري بعض الأثاث لأخي من إيكيا , في ذلك الوقت كنت قد بدأت أساعد عائلتي كثيرا ً , أشتريت منزل لأمي وايضاً
    سيارة لوالدي , على الرغم من أنه كان فخورا ً ولايقبل بأي نوع من المساعدات .. لكنهُ قبل بها .. في إيكيا كنت انا وصديقي نشتري , ونقوم بوضع ما
    نريدهُ في عربات الشراء .. عند خط الحساب , تدحرجت أحد العربات امام صديقي بدون ان يتم حساب مافيها , وصديقي كان ذكيا ً , ولحق بها , وفورا ً
    قلت له : " إنطلق , لاتتوقف " .. وبالفعل خرجنا وحصلنا على مافي تلك العربة بشكل مجاني .. لقد كان أمرا ً مثيرا ً جداً , لكن من فضلكم , لاتفكروا بأن
    هذا الأمر يتعلق بالأموال ! أبدا ً .. إنهُ يتعلق بالإثارة والجنون وبتصرفات الطفولة وبذكريات روزينغارد وذلك المحل الذي قمنا بالسرقة منه ونحن صغار ..

    - لكن بعض التصرفات تاجوزت الحدود فعلا ً .. مثل قضية سيارة الليكزس التي أستعرتها من هيلينا , لقد تم الإبلاغ عنها من قبل الشرطة , وهذا الأمر
    أحرج هيلينا : " هي أنت , السيارة التي أستعرتها تم الإبلاغ عنها في مكان تفجير ! " .. لقد أخذت فكرة سيئة جدا ً عني حينها هيلينا , لكنني أعتذر لها
    ومن ثم جاءت البورش كايين .. كنا قد استعرناها منها ايضا ً بنفس الطريقة , لكننا حطمنا جزء كبير منها على الطريق ونحن عائدون من باستاد بعد أن
    تعرضنا لحادث .. هيلينا غضبت بشكل كبير , ويجب ان تفهموا ذلك , هيلينا عملت بشكل جاد وشاق في حياتها لتحصل على كل ماتريد , لم تكن تعمل
    فقط في مجال التسويق , لكن كانت تعمل أوقاتا ً اضافية في بعض المطاعم لكي تشتري كل هذه الأمور الرائعة من سيارات ومنزل ريفي مميز وذلك
    الأثات وكل الأمور الراقية .. لهذا كان من المفهوم انهُ عندما يتم تحطيم أحد اشيائها التي تعبت من أجلها , فإنها تتألم وتستاء من ذلك , انا أتفهم ذلك
    حقا ً ..

    - لكن في أحد المرات , تم إقتحام منزل هيلينا وسرقة العديد من الأشياء منها .. هيلينا غضبت مني , لأنها كانت تعتقد انني أعرف من فعل ذلك ! وانا
    بكل صدق لم أكن اعرف من قام بالسرقة .. كانت هناك الكثير من الأحاديث عن الحي القديم الذي كنت اسكنه .. حتى انني في أحد الأيام ذهبت لأنام
    عند أمي , وعندما خرجت في الخامسة فجرا ً وجدت ان عجلات سيارتي المرسيدس قد تمت سرقتها .. جاءت الشرطة وحدثت فوضى كبيرة , بقيت
    في المنزل لكنني بدأت استطلع الأمر , لم يمر اسبوع فقط قبل ان اعرف من قام بذلك , وقبل ان استعيد عجلات سيارتي .. لكن للأسف , لم أعرف من
    قام بسرقة منزل هيلينا .. وبكل صراحة , لم أكن أفهم كيف يمكن لهيلينا ان تتحمل تصرفاتي , لقد تعلقت مع مهووس .. لكن رغم ذلك تحملتني وكان
    هذا أمرا ً قويا ً بالفعل .. وأعتقد انها حصلت على بعض النتائج المرجوة فعلا ً مني لاحقا ً .. سابقا ً لم يكن لدي اي شخص لأتحدث إليه , لكن حاليا ً لدي
    هذا الشخص , الذي بإمكانني أن افتقده بسرعة .. هيلينا إستمرت معي , وبدأنا نشكلة عائلة بشكل ما .. خاصة عندما حصلت هيلينا على ذلك العمل
    الجديد بإستقدام ماسح الدهون الذي كان يأتي مع البيتزا والموزاريلا من إيطاليا .. لكن حتى قبل ذلك , العديد من الأشياء حدثت بيني وبين هيلينا ..
    في ذلك الوقت شعرت بأن مسيرتي بدأت بالإقلاع , وبأنني مرة أخرى حصلت على الإنتقام .

  11. #11
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayEd



    الفصل العاشر ( نصائح فان باستن , ورايولا ) !




    - دائما ً ماكان هناك الكثير من فان باستن حولي , لقد ورث رقم قميصه , وكان من المفترض ان اكون مثله في الملعب وو .. وبالتأكيد , كنتُ سعيدا ً بذلك
    لكنني وصلت لمرحلة مللت فيها من الأمر .. لا أريد ان أكون فان باستن الجديد , أنا زلاتان وكفى .. لهذا لا , أردت ان أصرخ على الجميع : لاتذكروا أسم هذا
    الشخص في أي شيء يخصني مرة أخرى ! سمعت مايكفي عنه .. رغم ذلك , كان الأمر جميلا ً عندما نتواجه شخصيا ً , ويتحدث معي , كان الأمر في
    غاية الروعة : وااو , هل يتحدث فان باستن معي فعلا ً ؟!

    - فان باستن أسطورة , واحد من أفضل المهاجمين في التاريخ , ربما ليس مثل رونالدو , لكنهُ مهاجم كبير سجل أكثر من 200 هدف وهيمن وسيطر تماماً
    مع الميلان .. قبل عشرة سنوات من ذلك الوقت كان فان باستن قد حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم من الفيفا , والأن هو معنا في أياكس يحصل
    على دورة تدريبية .. بعدها سيصبح مساعدا ً في فريق شباب نادي اياكس .. كانت الخطوة الأولى له في مسيرته التدريبية .. لهذا السبب كان باستن
    قريب من الفريق في التدريبات ..

    - كنت بمثابة الطفل أمامه , على الأقل كان ذلك في البداية , لكن بعدما أعتاد على القدوم إلى النادي يوميا ً , بدأنا نحظى ببعض المزاح مع بعض , قبل
    كل مباراة كان يحفزني , كان يقوم بالرهان وبإلقاء النُكت علي :

    - " حسنا ً , كم ستسجل هدفا ً اليوم يازلاتان ؟ أعتقد ان ستسجل هدفا ً واحدا ً فقط " .
    - " واحد ؟ أنت مجنون .. سوف أسجل هدفين اليوم " .
    - " هراء , هل تريد الرهان ؟ " .
    - " كم سيكون الرهان ؟ " .

    أستمرينا بهذا الشكل , كان يعطيني الكثير من النصائح , ولقد كان شخصا ً جميلا ً معي .. باستن كان يقوم باللعب بطريقته الخاصة دون أن يكترث لكل
    مايقوله المدربين بخصوصه , لقد كان مستقلا ً تماما ً .. وانا في ذلك الوقت كنت قد تعرضت للكثير من الإنتقادات لأنني لا أدافع , كنت اقف واشاهد
    الفريق الخصم يهاجمنا دون مساهمات دفاعية .. لهذا فكرت في الأمر .. ومن ثم قررت ان اتوجه إلى فان باستن وأن أسألة عن رأية في هذا الأمر ..

    - قال لي بعدما سألته : " لاتستمع للمدربين " !
    - " لماذا ؟ " .
    - " لاتهدر طاقتك في الدفاع , يفترض ان تستغلها في الهجوم , انت تخدم فريقك بأفضل طريقة من خلال تسجيل الأهداف , وليس من خلال إرهاق
    نفسك في المساهمات الدفاعية
    " .. وهذا كان شيئا ً عملت به : وفر طاقتك من أجل تسجيل الاهداف فقط ..

    - في ذلك الوقت ذهبنا إلى معسكر تدريبي في البرتغال , حينها قدم ليو بينهاكر إستقالته كمدير رياضي , وحل في مكانه لويس فان غال .. فان غال
    كان من ذلك النوع المتباهي , كان من نوعية كو أدريانز .. يريد ان يكون ديكتاتوريا ً بدون اي حس للدعابة .. كلاعب فان غال لم يكن شيئا ً كبيرا ً , لكن
    في هولندا لديه قيمة كبيرة لأنه حقق مع اياكس دوري الأبطال , ولقد تم تكريمة من الحكومة بسبب ذلك .. فان غال كان يحب الحديث كثيرا ً عن
    أنظمة اللعب .. كما انهُ كان من اولئك الذين يذكرون فقط أرقام اللاعبين : رقم 5 يأتي هُنا .. رقم 6 أذهب هُناك .. وكنت اسعد عندما لا أضطر لرؤيته
    في الحقيقة .. لكن في البرتغال لم يكن بمقدوري ان أبتعد عنه .. بل كنت سأجتمع به وبـ كومان لأرى أرائهم حولي بدايتي في ذلك الموسم , وذلك
    إجتماع من النوعية المُحببة لإدارة اياكس .. ذهبت هُناك إلى غرفتهم .. جلست مباشرة أمام فان غال .. كومان كان يبتسم , في حين ان فان غال
    كان يبدو غاضبا ً ..

    - " زلاتان , كنت رائعا ً , لكنك ستحصل فقط على 8 , لأنك لم تساعد الدفاع " .. كومان قال ذلك ..
    - " حسنا ً , هذا جيد " .. قلت لهُ ذلك , وأردت الخروج .. أحب كومان , لكن لم يمكنني إحتمال فان غال : 8 جيد , هل بإمكاني أن أذهب ؟
    - " هل تعرف كيف تدافع " .. تدخل فان غال وقال تلك الجملة .. لاحظت ان كومان غضب بعض الشيء ..
    - قلت له : " أتمنى ذلك " ..
    - ثم بدأ فان غال يشرح بعض الطرق الدفاعية , وصدقوني , لقد سمعت كل ذلك مرارا ً وتكرارا ً .. لقد كان يقول : أنت بالرقم 9 يجب ان تدافع في الجهة
    اليمنى عندما يكون الرقم 10 في الجهة اليسرى وهكذا ..
    قام برسم بعض الأسهم .. ومن ثم أنهى الأمر بقوة :
    - " هل فهمت ؟ هل أستوعبت هذا الأمر ؟ " ..
    - أعتبرته هجوما ً لسبب ما .. وقمت بالرد : " بإمكانك أن تُيقظ اي لاعب من نومه في منتصف الليل , وتسألة عن كيفية الدفاع المفترضة , وبالتأكيد
    سوف يشرح لك كل ماقلته .. رقم 9 يركض بهذا الإتجاه , ورقم 10 في الإتجاه ذاك .. جميعنا نعلم ذلك .. وأنا أعلم بأنك تريد هذا الأمر , لكنني تحدثت
    مع فان باستن , وهو يعتقد انني يجب ان اقوم بعكس ذلك
    " .
    - قال فان غال : " عفوا ً ! " .
    - " فان باستن اخبرني ان رقم 9 يجب ان يوفر طاقته لتسجيل الأهداف .. والأن في الحقيقة لا أعرف من يجب علي أن أستمع له .. باستن الأسطورة
    أم فان غال ؟
    " .. لقد قلت ذلك , والكلمات أستوعبها فان غال , كأنني قللت من أهميته .. ماذا تعتقدون حدث ؟ لقد إنفجر غاضبا ً في حينها ..
    - قلت لهم : " يجب على ان أذهب الأن " .. وخرجت من الغرفة ..

    - بعد ذلك ظهر إهتمام روما بالتعاقد معي مجددا ً .. روما كان يدربهم في ذك الوقت فابيو كابيلو , الشخص القوي جدا ً , والذي كما يقال حينها بإمكانه
    أن يجلس اي نجم على الدكة او يحرمهُ من اللعب بدون أي سبب .. في الواقع , كابيلو كان هو من درب فان باستن في الميلان , وساعدهُ على أن
    يصبح افضل من اي وقت مضى .. وبالتأكيد في ذلك الوقت ذهبت لفان باستن وتحدث معه : " مارأيك ؟ هل تعتقد ان روما جيد لي , هل تعتقد انني
    سأنجح هُناك ؟
    " .. قال لي : " أبقى في أياكس , يجب ان تتطور كمهاجم قبل ان تنتقل إلى إيطاليا " .. قلت له : " لماذا ؟ " .. ثم أجاب : " هناك أكثر
    صعوبة .. هُنا تحصل على 5-6 فرص سهلة للتسجيل , لكن في إيطاليا تحصل على واحدة او أثنتين , وسيتوجب عليك ان تقوم بإستغلالها
    " .. وبكل
    تأكيد وافقتهُ على رأيه ..

    - لم أنفجر بعد , سجلت فقط 5 أهداف ولازال لدي الكثير لأتعلمه , كان يجب علي ان اكون أكثر فاعلية في منطقة الجزاء , لكن رغم ذلك , إيطاليا كانت
    هي حلمي منذ طفولتي .. كنت أعتقد ان طريقة لعبي تناسب الدوري الإيطالي بشكل جيد .. لهذا السبب ذهبت إلى وكيل أعمالي أندريس كلارسون :

    - " كيف حالك ؟ ماذا لديك من جديد بشأني ؟ " .. بالتأكيد أندريس كان يريد الأفضل لي , لهذا ذهب ليتأكد ويبحث ومن عاد , لكن عاد بماذا ؟!
    - " ساوثهامبتون مهتمون بخدماتك " !
    - " ماذا بحق الجحيم ؟ ساوثهامبتون ! هل هم حتى من نفس المستوى ؟! " .

    - في ذلك الوقت كنت قد أشتريت بورش تيربو .. لقد كانت رائعة , لكنها إنتحارية بالكامل .. كانت أشبه بصاروخ جاهز للإنطلاق .. كنت مثل المهووس
    في داخلها .. في أحد الأيام كنت اقودها انا وصديقي في سامالاند , خارج فاكسجو .. في ذلك الطريق إنطلقت بسرعة ووصلت إلى سرعة 250 , لم
    يكن ذلك بالشيء المميز والكبير وقتها , كنت فقط عندما أضغط على المكابح لأخفض من سرعتي : أسمع أصوات سيارات الشرطة .. لقد كانوا يلحقون
    بي في ذلك الوقت .. فكرت في الأمر : الأن وضعية حرجة , ماذا أفعل ؟ أستطيع ان اقف على جانب الطريق وان اقول آسف , تفضلوا رخصة القيادة ..
    لكن ماذا عن العناوين في الصحف غدا ً ؟ إبرا يقود مثل المهووس في الطريق ! هل هذا سيساعدني ؟ لا أعتقد ذلك .. قررت ان اهرب .. لهذا نظرت
    إلى سيارات الشرطة ووجدتهم خلفي بحوالي اربع سيارات , كنا نسير على طريق فردي مع سيارات مسارين متعاكسين , لهذا لن تتمكن سيارات
    الشرطة من التجاوز ابدا ً واللحاق بي بسهولة .. تأكدت من أنهُ لاتوجد لديهم ادنى فرصة .. لهذا أستعديت , وعندما وصلنا إلى الطريق المزدوج العام ..
    وضعت المحرك على الرقم 2 , ومن ثم إنطلقت بأقصى سرعة حتى وصلت إلى سرعة 300 كيلو متر في الساعة .. كنت اسمع صوت الشرطة خلفي
    لكن بالتأكيد الصوت كان يضعف شيئا ً فشيئا ً : وي , وي , وي .. حتى إختفى تماما ً .. حينها قمت بالتوقف في أحد الأنفاق تحت الطريق , تقليدا ً لما
    يحدث في الأفلام .. حتى إبتعدوا , ومن ثم نجحنا في الهروب ..

    - لقد كانت هناك الكثير من الأحداث مع هذه السيارة , أتذكر أنني في أحد المرات كنتُ مع وكيلي أندريس كلارسون , كنت سأوصله إلى الفندق لأنه
    سيذهب بعد ذلك إلى المطار .. كنا في الطريق , ومن ثم وصلنا إلى أحد المنعطفات التي يوجد فيها إشارة .. لقد كانت إشارة حمراء , لكن يالهي , لم
    اتمكن من التوقف , ليس بتلك السيارة .. لهذا إنطلقت رغم إنها كانت إشارة حمراء .. أندريس نظر إلي وقال : " أعتقد انها كانت حمراء " .. " حقا ً ؟
    لم أنتبه لذلك
    " .. هذا ماقلته له .. ثم أستمريت بالقيادة بوحشية تامه , وكان يبدو لطيفا ً , حتى وصلنا إلى الفندق .. حينها فتح الباب وخرج ولم يقل
    أي كلمة .. لكن في اليوم التالي إتصل بي وكان يبدو غاضبا ً : " هذا كان اسوأ شيء مررت به في حياتي " .. حاولت ان أتظاهر بأنني لا أعرف مالذي
    يتحدث عنه : " ماذا ؟ " .. قال لي : " قيادتك للسيارة " ..

    - كلارسون لم يكن شخص يناسبني , كنت أحتاج لشخص لايهتم بالقوانين ولالإشارات التوقف .. ولحسن الحظ في ذلك الوقت كلارسون كان سيترك
    عمله في IMG وسيبدأ عمله الخاص , لهذا أعطاني عقد خاص لكي أوقع عليه .. لكن بما أنني لم أوقع على العقد الجديد حتى الأن , فأنا رجل حر ..
    كنت افكر ماذا افعل بحريتي , لم تكن لدي معرفة تامة , ولم يكن لدي الكثير من الأشخاص لأتحدث معهم عن كرة القدم .. ماكسويل كان موجودا ً في
    ذلك الوقت بكل تأكيد .. كان هناك بقية اللاعبين ايضا ً : لكن لا .. الوضع كان تنافسيا ً في النادي ولايمكنني أن أثق بأي شخص .. خاصة فيما يتعلق
    بـ وكلاء الأعمال والإنتقالات .. كل شخص كان يريد الإنتقال لنادي كبير .. لهذا شعرت أنهُ يجب علي ان أتحدث مع شخص من الخارج .. فكرت أولا ً في
    ثيجس , ثيجس سليغرز كان صحفيا ً تقابل معي في صحيفة " Voetbal International " وقد أعجبت به فورا ً .. تحدثنا سويا ً بعد ذلك في الهاتف وكان
    شخص يمكنني ان اتبادل الأفكار معه .. لقد كان يعلم كل الأمور .. خاصة بالنسبة لي , كان يعرف كيف نشأت وكيف كنت ومن هم الأشخاص الذين
    أفضلهم .. لهذا أخرجت رقمه وقمت بالإتصال به وشرح وضعيتي له ..

    - " يجب علي ان اقوم بتغيير وكيل أعمالي , من تعتقد أنهُ الأفضل بالنسبة لي ؟ "
    - ثم رد ثيجس , لقد كان رائعا ً بحق : " دعني أفكر في هذا الأمر " .. وبالتأكيد تركتهُ يفكر , لم أكن اريد الإستعجال ..
    - ثم عاد : " أسمع , هناك أثنين : اولا ً , الشركة التي تقوم برعاية بيكهام , يفترض ان تكون مميزة .. وثانيا ً : هناك وكيل أعمال جيد , لكن .. "
    - " لكن ماذا ؟ " ..
    - " وكيل الأعمال هذا أشبه برجال المافيا " .
    - " هذا يبدو جيدا ً بالنسبة لي " ..
    - " لقد كنت متأكدا ً من أنك سوف تقول هذا " ..
    - " عظيم , قمت بتحديد الإجتماع " .

    ذلك الرجل الذي يتحدث عنه ثيجس لم يكن من المافيا حقا ً , لكن كان لديه ذلك الأسلوب .. اسمه مينو رايولا , وكنت قد سمعت به قبل ذلك , لقد كان
    وكيل أعمال ماكسويل , ومن خلال ماكسويل كان يحاول ان يتواصل معي قبل عدة اشهر .. هكذا هو يعمل , مينو دائما ً يدخل من خلال الوساطات , لقد
    كان يقول : " إذا قمت بعرض نفسك , فستكون في موقف أضعف " .. لكن بدايتهُ لم تكن جيدة معي أبدا ً.. لقد لعبت دور المغرور في البداية , وأخبرت
    ماكسويل : " إذا كان لدى هذا الشخص شيء مثير فليأتي ويعرضهُ علي .. وإلا فأنا لستُ مهتما ً به " .. لكن الرد جائني بسرعة من رايولا عبر صديقي
    ماكسويل : " أخبر ذلك الزلاتان ان يذهب ويضاجع نفسه ! " .. وعلى الرغم من أنني غضبتُ حينها , الا انني أنجذبت له عندما عرفت الكثير من الأمور
    عنه .. يعجبني هذا الأسلوب في الكلام : الشتم وغير ذلك .. يشعرني بأنني في المنزل .. شعرت حينها انني ومينو رايولا لدينا نفس الخلفية .. لا أحد
    منا حصل على ماحصل عليه بشكل مجاني .. مينو ولد في جنوب إيطاليا في مقاطعة ساليرنو .. لكن اثناء طفولته عائلته إنتقلت للعيش في هولندا
    وقامت بإفتتاح مطعم بيتزا في هارليم .. مينو كان قد قام بتنظيف الصحون وعمل كنادل في طفولته .. لكنهُ تطور بعد ذلك وبدأ يدرس الإقتصاد بعناية
    وعمل على الكثير بعد ذلك ..

    - قاتل وشق طريقةُ بنفسه منذ ان كان مراهقا ً , لقد فعل كل شيء : درس القانون , قام ببعض الأعمال وتعلم اللغات .. كان يحب كرة القدم , وكان
    يريد ان يكون وكيلا ً منذ بداياته .. هولندا سابقا ً كان لديها قانون مريض يسمح للاعب أن ينتقل بدون أي يدفع اي حقوق , وكان ذلك مبنيا ً على عمر ذلك
    اللاعب وعلى بعض الإحصائيات الغير مُفيدة .. لكن رايولا تحدى ذلك القانون وحاول تغييره , وقام بمواجهة الإتحاد الهولندي حينها .. وكـ وكيل أعمال لم
    يبدأ بإنتقالات صغيرة .. بل في عام 1993 قام ببيع بيركامب إلى الإنتر .. وفي 2001 ساعد نيدفيد على الإنتقال إلى اليوفنتوس مقابل 41 مليون يورو ..

    - لم يكن الأفضل على الإطلاق , لكنهُ كان يتطور ويرتفع شيئا ً فشيئا ً .. وقالوا عنه أنهُ قادر على إستعمال اي حيل تخدم أهدافه .. هذا كان يبدو جيداً
    بالنسبة لي لأنني لم اريد شخصا ً جيدا ً ومتلزما ً .. كنت اريد ان يتم بيعي واحصل على عقد جيد , لهذا أردت ان أثير إعجاب ذلك المينو .. عندما حجز
    ثيجس موعد الإجتماع في فندق أوكورا في أمستردام .. قمت بإرتداء ذلك الجاكيت البُني من Gucci .. لم أكن اريد ان ارتدي بذلة رياضية وأبدو مثل ذلك
    المغفل الذي تم خداعه في المرة الأولى .. لبستُ ساعتي الذهبية وقمت بقيادة البورش , وركنتها خارج الفندق .. كأنني أقول : ها أنا هُنا .. ذخل ذلك
    الفندق الذي كان بالفعل رائعا ً ولامعا ً في كل شيء .. قلت لنفسي : الأن بدأت المسألة , يجب ان ابقى هادئا ً .. ذهبت إلى مطعم ياباني داخل ذلك
    الفندق .. كنا قد حجزنا أحد الطاولات هُناك لكن المشكلة هي أنني لم أكن اعرف نوعية الشخص الذي يجب علي توقعه .. توقعت شخص أخر بساعة
    ذهبية وبذلة باهظة الثمن .. لكن مالذي أراه بحق الجحيم ! شخص يرتدي الجينز مع شيرت من نايكي , مع ذلك البطن , كان مينو يبدو وكأنهُ من أولئك
    الأشخاص في فيلم Sopranos ..

    - هل هذا هو الشخص الذي يفترض ان يكون وكيل أعمالي ؟ لقد تعرضت لصدمة .. وعندما قمنا بطلب الأكل ماذا تعتقدون ؟ هل قمنا بطلب بعض
    السوشي مع الروبيان وبعض الأفوكادو ؟ لا ! لقد قمنا بطلب وجبة لخمسة أشخاص , وبدأ مينو يأكل تلك الوجبة مثل المجنون .. بعد ذلك بدأ يتحدث
    معي .. ولقد كان صريحا ً ومباشرا ً .. بدون اي حيل ذكية وهراء كثير .. شعرت بأن هذا أمر جيد : اريد العمل مع هذا الشخص .. كنا نفكر بنفس الطريقة
    ولهذا كنت استعد للتصافح معه للإتفاق .. لكن هل تعلمون ماذا فعل ذلك الوغد الحقير ؟ لقد ذهبت للأنترنت وقام بطباعة أربعة أوراق فيها الكثير من
    الأسماء , مثلا ً : كريستيان فييري 27 مباراة و24 هدفا ً , بيبو إنزاغي 25 مباراة و20 هدفا ً .. تريزيغية 24 مباراة و20 هدفا ً .. وأخيرا ً : إبراهيموفيتش
    25 مباراة و5 أهداف !

    - نظر لي وقال : " هل تعتقد انهُ بإمكاني أن اقوم ببيعك مع هذه الإحصائيات ؟ " .
    - تفاجأت , وأستغربت لماذا هذا الهجوم ؟ لكنني فكرت وقمت بالرد عليه : " إذا سجلتُ 20 هدفا ً , حتى أمي تستطيع ان تقوم ببيعي " .
    - هدأ رايولا بعض الشيء , وكان يريد ان يضحك .. أعلم ذلك جيدا ً .. لكن رغم ذلك عاد وكان لايريد أن يخسر أفضليته في النقاش : " صحيح , لكن " .
    - " لكن ماذا ؟ " .. تسائلت مالذي سوف يخرج به ايضا ً .. توقعت انهُ سوف يهاجمني مرة أخرى ..
    - " هل تعتقد بكل هذه الأمور ؟ هاه ! " .
    - " مالذي تتحدث عنه ؟ " .
    - " انت تعتقد انك سوف تبهرني بـ ساعتك الذهبية وسيارتك البورش , لكنك لم تذهلني ابدا ً .. أرى بأن تفعلهُ أمر سخيف " .
    - " حسنا ً " .
    - " هل تريد ان تكون الأفضل في العالم ؟ أم تكون ذلك الشخص الذي يبحث عن المال فقط ويشتري مثل هذه الأمور ؟ " .
    - " أريد ان أكون الأفضل في العالم " .
    - " جيد , لأنك إذا أصبحت الأفضل , فإن جميع الأمور ستأتي لاحقا ً , لكن إذا كنت تبحث عن المال فقط , فإنك لن تحصل على شيء , فهمت ؟ " .
    - " فهمت ذلك " .
    - " فكر في ذلك , ومن ثم أخبرني عن رأيك " .. ثم خرج رايولا وأنهى الإجتماع ..

    - خرجت من ذلك الفندق , وقلت لنفسي : بالتأكيد سأفكر جيدا ً في هذا الأمر .. حاولت أن أكون هادئا ً وان أظهر بمظهر الفتى الواثق واتأخر بالرد عليه
    لكنني لم اتمكن من فعل ذلك .. كنت متحمسا ً للعمل معه .. لهذا عندما وصلت إلى السيارة إلتقطت الهاتف وقمت بالإتصال عليه من جديد وقلت له :

    - " أسمع , لايمكنني الإنتظار , أريد أن أبدأ العمل معك منذ اليوم " .
    - كان يبدو هادئا ً : " حسنا ً " .. " لكن إذا كنت تريد العمل سيتوجب عليك ان تفعل ما أقولهُ لك " .
    - " بالتأكيد " .
    - " جيد , يجب ان تقوم ببيع سياراتك , وساعاتك .. ومن ثم تبدأ بالتدرب بشكل أقوى ثلاثة مرات .. لأن إحصائياتك سيئة " .

    - إحصائياتك سيئة ! الم يكن علي ان أخبرهُ ان يذهب للجحيم ؟ أقوم ببيع سياراتي ؟ مامشكلته مع سياراتي على أي حال ؟ رغم ذلك كنت قد قمت
    بمنحه سيارتي البورش , ليس لأنني أريد ان اكون فتى طيب , لكن لانهُ كان من الجيد لي ان اتخلص من تلك السيارة في الحقيقة .. كنت أعتقد متأكداً
    أنني سوف أقتل نفسي في تلك السيارة .. لكن الأمور لم تقف إلى هُنا فقط , الأمور ذهبت بعيدا ً مع رايولا بلا شك .. كنت أقود سيارة الفيات اللعيـنة
    التي كنت توفرها الشركة الراعية للنادي .. كما انني لم أرتدي ساعتي الذهبية وأرتديت مكانها ساعة نايكي قبيحة .. وعدت لألبس بذل نايكي الرياضية
    من جديد .. كان من الواضح انهُ سيكون وقت صعب علي الأن .. لأنني بدأت ايضا ً أتدرب بشكل أكثر جدية وقوة .. كنت اتدرب مثل المهووس , كنت اقتل
    نفسي هُناك حقا ً .. وكنت قد بدأت افهم الأمور .. لقد كان صحيحا ً .. سابقا ً كنت مرتاحا ً جدا ً وأعتقد انني الفتى الأروع , وهذا كان سلوكا ً خاطئا ً ..

    - سجلت خمسة أهداف فقط لأنهُ لم تكن لدي الدوافع , ادركت بأنني مع هذا العمل الجاد الجديد , بدأت اقدم كل مالدي في التدريبات والملعب , لكن
    لم يكن من السهل ان تتحول في ليلة واحدة .. تبدأ بشكل جاد ومن ثم تبدأ بالتعب .. لكن لحسن الحظ , بالنسبة لم لم تكن لدي اي فرصة للراحة لأن
    رايولا كان يتابعني لحظة بلحظة ..

    - " أنت تحب ان يخبرك الناس بأنك الأفضل , صحيح ؟ " .
    - " نعم , ربما " .
    - " لكن هذا غير صحيح .. أنت لست الأفضل , أنت مجرد هراء .. يجب ان تعمل بشكل أكبر " .
    - " أنت الهراء .. أنت فقط تنوح ولاتجيد سوى ذلك .. يجب ان تبدأ بالعمل على نفسك يامينو " .
    - " إذهب إلى الجحيم " .

    كانت الأمور عنيفة بيننا , بكل سهولة نقوم بشتم بعضنا البعض , لكنني فهمت ذلك .. سلوكه في الحديث معي : أنت لاشيء , مُجرد هراء وما إلى
    ذلك كانت طريقة رايولا في محاولته لتغيير موقفي وسلوكي انا ايضا ً .. وأعتقد انهُ نجح في ذلك حقا ً .. كنت قد بدأت حينها اقول هذه الأشياء لنفسي
    حتى : " انت لاشيء زلاتان , أنت مجرد هراء .. انت حتى لست في نصف المستوى الذي تعتقده .. يجب ان تعمل بشكل أكبر " لقد كانت احفز نفسي
    بهذه الطريقة , وكانت طريقة ناجحة .. المدرب لم يكن ليرسلني إلى البيت الأن , لقد كنت أقدم كل شيء لدي في الملعب , وأحاول ان اكسب الكرة
    في أي وضعية حتى وان كنت في التدريبات .. في ذلك الوقت شعرت بألم في فخذي الأيسر , لكنني لم أهتم , لم أرد الأستسلام , ولم يمهني هل
    ستكون الأمور اسوأ واسوأ .. كنت فقط اريد الإستمرار بالعمل .. وتحملت الألم .. كان هناك العديد من اللاعبين المصابين في الفريق حينها , ولم أكن
    أريد ان أعطي المدرب مشاكل أكبر .. لهذا كنت العب مع المسكن دائما ً .. كنت احاول ان اتجاهل المشكلة , لكن مينو رأني , وأدرك انني أعاني من
    مشكلة .. أرادني ان اعمل بجد , لا أن أنكسر واصاب : " لايمكنك ان تواصل أكثر من ذلك , لايمكنك ان تلعب وانت مُصاب " ..

    - أخذت الأمر بجدية وقررت ان ازور بعض الأخصائيين .. ولقد قرروا أنني احتاج لعملية جراحية .. أجريت العملية في مستشفى الجامعة في روتردام
    ومن ثم بدأت التأهيل , كنت اعمل في المسبح في النادي بعيدا ً عن المباريات .. مينو قال لـ مدرب اللياقة : " هذا الفتى يجب عليه ان يعود لـ اللعب ..
    لهذا يجب عليه ان يقاتل الأن , إجعلهُ يعمل لوحده
    " .. كنت أعمل في المسبح بشكل شاق , كانت هناك جهاز مراقبة لنبضات القلب موصول بي , ومن
    ثم هناك تلك السترة التي ستساعدني على الإستمرار في أن أطفو .. كنت أنطلق في الماء حتى أصل إلى أقصى حد من طاقتي , ثم يصيبني التعب
    وأريد ان ارتاح بعض الشيء , لهذا أقوم بالإسترخاء واغوص بدون أي حراك حتى أصل لقاع المسبح .. ومن ثم أنهض مجددا ً .. لم أتمكن من الحراك ..
    كنت قد إنتهيت تقريبا ً .. حتى انهُ في أحد المرات كان علي أن أتبول , لكنني لم أتمكن من الخروج والأمر إزداد سوءا ً حتى وجدت فتحة في المسبح
    قمت بالتبول فيها .. مالذي يمكنني فعلهُ غير ذلك ؟ كنت قد أُهلكت تماما ً ولم أتمكن من فعل اي شيء حيال اي عارض ..

    - في أياكس , لدينا ضوابط على الإنتظام : منها انهُ لايمكنك ان تأتي لطاولة الطعام قبل ان تتم مناداة الجميع لكي يأتوا .. رغم ذلك كنت دائما ً أتي
    إلى المطعم قبل اي شيء .. كنت دائما ً أكون جائعا ً مثل الذئب .. لكن الأن : انا في المسبح ولم أتمكن حتى من رفع رأسي , وبقدر ماكانوا يصرخون
    علي ويريدون قدومي , بقدر ماكنت مُنهك تماما ً ومُلقى على طرف المسبح .. أستمريت بذلك العمل لأسبوعين .. والغريب في هذا , أنهُ لم يكن مجرد
    أمرا ً متعبا ً .. لكن كانت هناك بعض المتعة في قتل نفسي .. بدأت اتفهم معنى العمل المتعب الحقيقي .. دخلت لمستوى جديد , وشعرت بأنني أقوى
    من اي وقت مضى .. بعدما عدتُ من فترة التحضير والإعداد البدني , بدأت أقدم كل مالدي في الملعب , وبدأت اهيمن ..

    - شعرت بالثقة , وحصلت على التشجيع وبعض البوسترات المُشجعه .. أمور كثيرة بدأت تظهر .. الناس كانوا يصرخون بأسمي , شعرت بأنني افضل
    حال من قبل بكل تأكيد , وكان الشعور رائعا ً .. لكن كما جرت العادة : عندما تتحسن اموري , تبدأ الغيرة والحسد حولي , كان هناك جو خاص من التوتر
    في النادي .. خاصة بين اللاعبين الشباب الذين كانوا يريدون إظهار أنفسهم والإنتقال إلى أندية كبيرة .. أعتقد على سبيل المثال : فان دير فارت لم يكن
    سعيد بتطور مستواي , فارت كان على الأرجح اللاعب الأشهر في هولندا في ذلك الوقت .. كان هو الشخص المفضل لجماهير اياكس التي لم تكن
    تحب اللاعبين الأجانب بكل تأكيد .. كومان إختاره ليكون قائد الفريق على الرغم من انهُ 21 عاما ً فقط .. كنت على الأرجح شخص مغرور بالنسبة له ..
    لكن هو كانت الأمور تسير على مايرام بالنسبة له , حتى مع مجلات الأزياء والعلاقات .. لأن فارت كان مع بعض الفتيات المشهورات في ذلك الوقت ..
    بسبب كل هذا , لم يكن من السهل عليه ان يتقبل نجاحي الجديد في الملعب .. رافائيل كان يرى نفسه غالبا ً النجم الأكبر ولم يكن يريد اي منافسة
    في الفريق .. لكن لا أعلم , لاحقا ً أراد ان يتم بيعه مثل البقية , حاول جاهدا ً وفعل كل شيء من أجل الخروج .. بالنسبة لي , لم أكن اعرفه جيدا ً
    ولم أهتم في الحقيقة ..

    - لقد كان ذلك في صيف 2004 .. والتوتر بيننا لم ينفجر حتى شهر أغسطس .. شهري مايو ويونيو كانا رائعين بالنسبة لنا , فزنا بالدوري مرة أخرى ..
    وصديقي ماكسويل فاز بجائزة افضل لاعب في البطولة .. كنت سعيدا ً جدا ً له .. إذا كان هناك شخص اتمنى لهُ الأفضل : هو ماكسويل .. وبالفعل كان
    قد حصل على الجائزة ومن ثم ذهبنا إلى هارليم كما أتذكر .. إلى المطعم الذي نشأ فيه رايولا .. هناك تحدث مع أخت مينو , كانت تتسائل عن شيء
    ما بشأن والدهما .. قالت لي : " والدي بدأ يتسكع هذه الأيام بـ سيارة بورش تيربو ! وهذا أمر غريب , فهذا ليس من نوع السيارات التي يملكها ابي ..
    هل لهذا علاقة بك ؟
    " ..

    - " والدك ؟ " .. إفتقدت البورش .. لكن ربما هي في الأيدي المناسبة حاليا ً .. كنت في ذلك الصيف أريد الإبتعاد عن كل الأشياء الغبية , لأن كأس أمم
    أوروبا قادمة في البرتغال .. كانت البطولة الأولى التي سأصلها وانا بمستوى جيد .. أتذكر حينها ان هينريك لارسون كان في نهاية مسيرته مع سيلتك
    وبعد بطولة أمم أوروبا 2004 سينتقل إلى برشلونة .. بعد الخروج من السنغال إتصل وقال : " لايمكنني ان ألعب للمنتخب بعد الأن , أريد البقاء فقط مع
    عائلتي
    " .. وهذا قرار لايمكنك الا ان تتقبله , خاصة وانه قادم من شخص مثل لارسون ..

    - لكن رغم ذلك إفتقدناه .. كنا سنلعب في مجموعة إيطاليا , وكنا بحاجة لجميع اللاعبين الأقوياء الذين بإمكاننا الحصول عليهم .. الجميع كان قد فقد
    الأمل بعودته .. لكن فجأة لارسون غير قراره وقرر اللعب : هذا الأمر اسعدني كثيرا ً , أدركت بأننا سنكون اقوى معه وبأنني سأكون معه في الهجوم ..
    كان هناك الكثير من الأحاديث حينها عن أن هذه البطولة ستكون الإنطلاقة الكبيرة لي مع المنتخب .. أدركت بأن يجب علي ان اقدم كل مالدي لأن
    البطولة ستكون مليئة بالأعين التي سوف تراقبني .. أتذكر أنه قبل ايام من البطولة كانت الجماهير حولي بشكل جنوني .. وايضا ً الصحفيون , وفي
    لحظات مثل تلك كنت مسرورا ً بكون هنريك لارسون بجانبي لأنهُ كان الأشهر في المنتخب حينها .. رغم ذلك , ماكان يحدث حولي كان شيئا ً كبيرا ً
    وكنت قد بدأت اقلق منه .. لهذا توجهت إلى هنريك لارسون وسألته ..

    - " اللعـنة لارسون , مالذي يجب عليه فعله مع هؤلاء , إذا كان هناك شخص يعرف فهو أنت " .
    - " آسف زلاتان .. من الأن وصاعدا ً أنت لوحدك ويجب ان تتصرف بطريقتك .. فوضى مثل هذه لم يسبق لأي لاعب سويدي أن مر فيها " .

    - على سبيل المثال لماكان يحدث حولي حينها : جاء لي صحفي من النرويج ومعهُ برتقاله .. في ذلك الوقت كثر الحديث عن البرتقال , لأن كارو عندما
    كان يلعب في فالنسيا إنتقد طريقة لعبي , ورددت عليه برد إشتهر بعدها : " مايفعلهُ جون كارو بالكرة , أستطيع فعلهُ بـ برتقالة " .. لهذا ذلك الصحفي
    النرويجي جاء لي وقال لي أفعل ماقلت بأنك ستفعله .. وبالتأكيد لم أفعل , لماذا علي ان أجعل من هذا الشخص مشهورا ً ؟ أخرج من هنا , لن أفعل
    ذلك .. قلت له : " يمكنك أن تأخذ برتقالتك , تُقشرها ومن ثم تأكلها , إنها فيتامين جيد لك " .. حتى ردي هذا أشتهر على انهُ تأكيد على انني مغرور
    ومتبكر .. وكثر الحديث عن سوء علاقتي بوسائل الإعلام .. وعن التوتر الذي يسود تصاريحي .. لكن بكل صراحة , هل هذا أمر غريب ؟! .


  12. #12
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayEd



    الفصل الحادي عشر ( الأهداف الإعجازية , وموجي اليوفنتوس ) !




    - لم يكن هناك أي شخص يعلم بما بيني وبين هيلينا .. حتى أمها لم تعرف ذلك .. قررنا إبقاء ذلك الأمر سرا ً .. لأن كل تفاصيلي الصغيرة كانت توضع
    في عناوين الصحف لهذا لم نفضل أن يبدأ الإعلام بالتطفل ومعرفة العلاقة بيننا قبل ان نعرف نحن مالذي نريدُه بالضبط .. حاولنا القيام بكل شيء لإبعاد
    الصحافة عن معرفة الأمر , وفي الحقيقة , إختلافاتنا الكبيرة ساعدت في البداية .. لم يكن أحدا ً ليصدق أننا نواعد بعضنا البعض .. فتاة أكبر مني بـ 11
    عام , لها مسيرتها الخاصة .. حتى لو تمت رؤيتنا في نفس المكان في فندق او مطعم , الناس لن تفهم اننا على علاقة .. وهذا كان أمر جيد , ساعدنا
    كثيرا ً في البداية , لكن في النهاية كل ألعاب الخفاء ومحاولة التضليل على الصحافة , كلفتنا ثمنا ً غالبا ً ..

    - هيلينا مثلا ً خسرت العديد من أصدقائها .. وأصبحت شبهُ وحيدة .. وبالنسبة لي , فلقد أصبحت أكثر جنونا ً مع الإعلام , أكثر من اي وقت مضى , فقبل
    عام من ذلك الوقت كنت في غوتنبيرغ من أجل لعب مباراة دولية مع المنتخب ضد سان مارينو حينها الأمور كان تجري بشكل جيد في نادي أياكس
    وشعرت أنني بمزاج جيد .. لهذا تحدثت للصحفيين ومن بينهم مراسل لصحيفة " Aftonbladet " بالتأكيد لم أنسى مافعلتهُ تلك الصحيفة عندما أرسلت
    لي فتاة البار التي صنعت لي المشاكل , لكنني لم أرد ان أحمل أية أحقاد في قلبي , لهذا إستمريت في الحديث للصحفيين والإجابة على أسألتهم ..

    - من بين ماقلتهُ في حديثي , هو انني أرغب فعلا ً في تكوين عائلة في المستقبل وما إلى ذلك .. حديث طبيعي لأي لاعب كرة قدم , مثل : من الجيد
    أن أحظى بعائلة وأطفال في وقت ما في مستقبلي ووو .. لكن هل تعرفون ماذا كتب ذلك الصحفي بدلا ً من تصريحي ؟ لقد كتب في عنوان عريض
    في صحيفة الغد : " هل تريدين الفوز في بطولة أوروبا معي ؟ شاب بعمر الـ 21 , بطول 192 ووزن 84 كغم , شعر اسود وأعين بٌنيه , يبحث عن إمراة
    في عمر مناسب من أجل علاقة جدية
    " .. هل تعتقدون ان هذا الأمر جعلني سعيدا ً ؟ لقد إنفجرت من الغضب .. أي نوع من الإحترام هذا ؟ يقومون
    بوضع إعلان شخصي عني ! قد غضبت بالفعل وأردت أن أنتقم من ذلك الحقير , لهذا لم يكن من الجيد ان ألتقي ذلك الصحفي في أحد الممرات
    المُظلمة في الملعب بعد يوم من وضعه للخبر ..

    - لقد سمعت أنت الصحيفة علمت بأنني غضبت من ذلك العنوان , يبدو بأن أحد اللاعبين في الفريق قد أخبرهم , لهذا قرروا إرسال هذا الشخص لكي
    يعتذر مني , وتستمر أعمالنا كما هو معتاد .. أسمي في تلك الأيام كان يعني لهم الكثير من المال .. لكن صدقوني , هذا لم يكن خيار لدي أبدا ً , والأن
    لازلت أعتقد بأنني قمت بإنجاز كبير عندما تمكنت من السيطرة على أعصابي ونفسي أمامه , لقد بقيت هادئا ً بدنيا ً لكنني قلت في وجهه :

    - " أي نوع من المُهرجين أنت ؟ مالذي تريد ان تقولهُ بحق الجحيم ؟ زلاتان لديه مشكلة في الحصول على فتيات ؟ ها ؟ "
    - " أنا آسف زلاتان , لقد كنت أحاول فقط أن .. " لقد كان مرتبكا ً ولم يقل أي كلمة بإمكاني أن أفهمها ..
    - " لن أتحدث لك بعد الأن أبدا ً " ..

    غضبت وتركته , وأعتقد انهُ كان خائفا ً جدا ً , وهذا أعطى فكرة لي بأن الصحيفة بأكملها سوف تحسن التصرف معي لاحقا ً , لكن الأمور أصبحت فعلاً
    بحال أسوأ .. لقد فزنا على سان مارينو في تلك المباراة بـ 5-0 .. وسجلت هدفين .. ماذا كتبت تلك الصحيفة حينها ؟ هل كتبت مرحى سويد , أم كتبت
    نحن ذاهبون إلى أوروبا ؟ لا .. لقد كتبت بعنوان عريض : " عار عليـك يازلاتان " !

    - لقد كان الأمر وكأنني قمت بضرب الحكام , أو قمت بالجري عاريا ً .. لكن لا , كل ماحدث هو أنني حصلت على ضربة جزاء عندما كنا متقدمين بـ 4-0 ..
    ولارس لاغرباك كان قد وضع كالستروم , كمنفذ أول لضربات الجزاء .. لكنني فكرت : كالستروم سبق وأن سجل , لهذا هذه الكرة أنا من يسددها , في
    النهاية هي كرتي وانا من تسبب بضربة الجزاء .. عندما تقدم كالستروم , سحبت الكرة من أمامه ووضعتها أمامي لكي أسدد , كالستروم طلب مني
    أن أعطيه الكرة , لكني تجاهلته ووضعت الكرة في مكانها وسددت وسجلت .. هذا كل مافي الأمر فقط ! بالتأكيد لم يكن أفضل تصرف قمت به , حتى
    أنني إعتذرت بعد ذلك .. لكن بربكم هذا الأمر لم يكن مثل حرب البلقان مثلا ً , لم يكن مثل أعمال شغب في روزينجارد .. لقد كان مجرد هدف في لعبة
    كرة القدم .. رغم ذلك , صحيفة الـ
    Aftonbladet خصصت ستة صفحات لهذه الحادثة , وانا لم أعد افهم اي شيء , بحق الجحيم مالذي يحصل بشأن
    هذه الصحيفة : أولا ً إعلان شخصي ومن ثم عار عليك يازلاتان , عندما نفوز 5-0 ! في اليوم التالي خرجت للصحف وقلت : " إذا كان هُناك من عار
    فهو على صحيفة الـ
    Aftonbladet " .

    - بعد ذلك قمت بمقاطعة الصحيفة , لقد كنت مشغولا ً بالتحضيرات لأمم أوروبا في البرتغال , رغم ذلك أستمريت في محاربتهم , لكنني أدركت بعض
    الخطورة في ما أفعله : إذا فقدوا بالأمل بالتعامل معي , فلن يكون لديهم اي شيء ليخسروه .. وأخر شيء كنت اوده هو ان يعملوا على كشف ما
    بيني وبين هيلينا , لم يكن ذلك مناسبا ً لتحضيراتي للبطولة .. لهذا كان يجب علي ان أكون حذرا ً .. حذري جعلني أفتقدها .. لهذا إتصلت بها : " أريدك
    أن تأتي معي إلى هُنا , هل بإمكانك فعل ذلك
    " .. لكنها لم تتمكن لكثرة أشغالها .. لحسن الحظ بعد ذلك , أحد مدرائها في العمل , كان قد اشترى
    تذكرة لأمم أوروبا لكنهُ لم يتمكن من الذهاب , لهذا عرض عليهم في العمل : " من يريد ان يذهب بدلا ً عني ؟ " .. حينها فكرت هيلينا : هذه فرصة
    جيدة , سأخذها .. وبالفعل أخذت التذكرة وجاءت معي في البرتغال .. أبقينا الأمر بعيدا ً عن الأنظار .. لم يكن أحد يعرف بشانها , ولا حتى اي لاعب
    من المنتخب .. الشخص الوحيد الذي أشتبه بها هو سكارا - بيرت ( موسيقي شهير في السويد ) الذي رأها في المطار وشك فيها : ماذا تفعل هذه
    الفتاة في وسط كل جماهير كرة القدم بقمصانهم المجنونة وقبعاتهم المضحكة ؟ .. لكننا تمكنا رغم ذلك من حفظ السر بيننا .. ولهذا تمكنت من
    التركيز على كرة القدم بشكل جيد ..

    - لقد كنا مجموعة جيدة في المنتخب , عدة لاعبين جيدين وبالطبع كان هُناك معنا ليونبيرغ , الذي كان دائما ً مايقوم بتفاهات السخيفة : " تعلمون !
    في أرسنال نقوم بالأمور بهذه الطريقة , هذه افضل طريقة لأن الأرسنال يعرفون كيف تنفذ مثل هذه الأمور , انا ألعب لذلك الفريق وووو
    " .. وهذا كان
    يغضبني .. كان يريد معاملة خاصة : " يالهي , ظهري يؤلمني , لايمكنني ركوب هذا الباص , يجب ان أذهب بسيارة خاصة , يجب ان احصل على هذا
    وذاك وو
    " .. اللعنـة , كيف يمكن لهذا الشخص ان يحاول ان يظهر طبقته الراقية أمامنا ؟ غضبت .. ولاغرباك حدثني عن الأمر : " زلاتان , أرجوك ..
    لانريد خلافات في الفريق
    " .. قلت له : " يجب عليه ان يحترمني لكي أحترمه , نهاية القصة " .. وقد حدث جدل بسبب ذلك ..

    - بعيدا ً عن ذلك , يالهي , الأجواء كانت مُذهلة بالفعل , بدأنا المباراة الأولى ضد بلغاريا في لشبونه , كان الملعب يكتسي اللون الأصفر , والجماهير
    كُلها تُغني : " ضعوا الكرات في المرمى " .. كانت أغنية خاصة باليورو من المُغني السويدي ماركوليو .. فريقنا كان قويا ً جدا ً , ولهذا سحقنا بلغاريا في
    تلك الُمباراة .. إنتهت 5-0 , والتوقعات بشأن فريقنا زادت .. لكن البطولة للتو قد بدأت , والمباراة التي كان ينتظرها الجميع هي ضد إيطاليا في مدينة
    بورتو في الـ 18 من يونيو .. قبل المباراة , لم يكن سرا ً أن الطليان كانوا يستعدون لهذه المباراة من اجل رد الإعتبار , تعادلوا فقط ضد الدنمارك , كما
    أنهم لم ينسوا هزيمتهم من فرنسا في نهائي روتردام 2000 .. إيطاليا كانت مطالبةُ بالفوز , ولقد كان لديها فريق رائع بالفعل مع نيستا , كنفارو ,وايضاً
    زمبروتا في الدفاع , وبوفون في المرمى .. وكريستيان فييري في الهجوم .. وعلى الرغم من إيقاف توتي - نجم ايطاليا - بسبب أنهُ بصق على أحد
    اللاعبين الدنماركيين , الا أن مواجهة إيطاليا كان تعتبر تحديا ً كبيرا ً بالنسبة لنا ..

    - لقد كانت المُباراة الأكثر أهمية بالنسبة لي حتى الأن .. والدي كان حاضرا ً في الملعب ليتابعني , الأجواء كان رائعة بحق .. ومنذ بداية المباراة
    لاحظت ان الإيطاليون يحترمونني كثيرا ً كلاعب .. وكأنهم يقولون : ماهي المراوغة التي سيقوم بها الأن , في كل مرة أستلم فيها الكرة .. بدأت أقاتل
    دفاعهم , لكن الأمر لم يكن سهلا ً .. ايطاليا لديها دفاع لايُصدق .. في نهاية الشوط الأول : كاسانو - اللاعب الشاب حينها الذي كان بديل توتي - سجل
    الهدف الأول لإيطاليا بعد تمريرة من بونوتشي .. ولم يكن يمكن لأي شخص ان يقول ان ذلك لم يكن عدلا ً , لأن ايطاليا سيطرت في الشوط الأول حقاً
    لكن رغم ذلك , حاربنا من أجل العودة في الشوط الثاني , وتمكنا من صنع بعض الفرص .. لكن مُجددا ً , المباراة كانت لإيطاليا بوضوح , كان يبدو بأن
    تسجيل التعادل أمام امر غاية في الصعوبة , عرفوا بأنهم الدفاع الأفضل في العالم ..



    - لكن قبل خمسة دقائق من نهاية اللقاء , حصلنا على ركلة ركنية من الجهة اليُسرى .. نفذها كالستروم وقد كانت هناك فوضى في منطقة الجزاء ..
    ماركوس الباك ضرب الكرة , وايضا ً ميلبيرغ , ولقد كانت فوضى بالفعل .. لكن مع إرتفاع الكرة , إنطلقت بإتجاهها , قفزت وقمت بضربها بكعب قدمي ..
    بحركة تشبه الكونغ -فو .. في الصور , كعب قدمي كان في مستوى كتفي .. الكرة ذهبت بشكل مثالي من فوق كريستيان فييري الذي كان يحاول أن
    يصل إليها , وقد إقترب رأسهُ من العارضة , لكنها دخلت
    .. في أعلى الجهة اليسرى من المرمى .. لقد كان هدفا ً ضد إيطاليا .. لقد كان هدفا ً في كأس
    الأمم الأوروبية .. ولقد كان هدفا ً بالكعب وقبل خمسة دقائق من النهاية , ركضت مثل المجنون , والفريق بأكملة ركض خلفي بجنون مثلي , كلهم
    ماعدا شخص واحد مشى بالإتجاه المُعاكس , لكن من يهتم لأمره ؟ .. إرتميت على الأرض وٍهنريك صرخ بوجهي : إستمتع , تماما ً هكذا ! وكأنهُ
    فهم حقا ً مستوى الشيء الذي قمت به .. حصلنا على نقطة التعادل , لكن كأن الأمر وكأننا حققنا الفوز في الحقيقة ..

    - تأهلنا إلى الدور ربع النهائي وواجهنا هولندا .. مباراة صعبة أخرى بالتأكيد .. الجماهير الهولندية بملابسهم وقبعاتهم البرتقالية كان يصفرون ضدي
    وكأنني ألعب للفريق الخطأ .. المباراة كانت مُغلقة مع القليل من الفرص .. المباراة بقيت 0-0 في الوقت الأصلي .. ذهبنا للوقت الإضافي وكانت لدينا
    تسديدة على العارضة , وتسديدة في القائم .. كان من المفترض ان نسجل اكثر من مرة .. لكننا إضطررنا إلى التوجه إلى ضربات الجزاء , حينها كان
    الملعب يبدو وكأن كل من فيه يصلون للرب .. كان التوتر يسيطر على كل الملعب , والبعض لم يتمكن من المشاهدة .. والبعض كان يصفرون ويحاول
    أن يُشتتنا .. الضغط كان لايُصدق .. لكننا بدأنا بشكل جيد : كالستروم سجل , وهنريك ايضا ً .. لقد كانت النتيجة 2-2 , ولقد حان دوري .. لقد كانت لدي
    ربطة شعر سوداء , شعري كان طويلا ً حينها .. كنت امشي وانا مبتسم بعض الشيء .. لا أعلم لماذا ابتسم , لكنني شعرت بالهدوء , رغم كل هذا
    الضغط .. بالتأكيد توترت , لكن لم يصيبني الذعر أبدا ً ومنظري كان هادئا ً .. فان دير سار كان في مرماهم , وكان يبدو بأن الأمور ستكون جيدة لي
    بكل تأكيد ..

    - سابقا ً , عندما كنتُ انوي تسديد اي ضربة جزاء , كنت اعرف اين سأضعها , لكن هذه المرة , عندما قمت بتجهيز الكرة , راودني ذلك الشعور الغريب
    بأنهُ يجب علي ان اسدد الكرة فقط , سأسددها وستكون مفاجأة لي اين ستذهب , وبالفعل قمت بذلك , سددت بدون تحديد , وأخطأت تماما ً ! رميت
    الكرة إلى الجحيم .. لقد كان الأمر كارثيا ً .. أوليف مليبرغ اضاع ايضا ً .. وخرجنا من البطولة .. لم تكن ذكريات جيدة صدقوني .. كانت خطأ كبير , كان
    لدينا فريق عظيم , وكان يجب ان نستمر في البطولة الأوروبية لما هو ابعد .. لكن ايضا ً , هذه المباريات الأوروبية , بدأت بفتح حقبة جديدة لي ..

    - شهر اغسطس كان شهرا ً مُزدحما ً .. سوق الإنتقالات فيه ينتهي في 31 , والجميع كان يتحدث بجنون عن الإنتقالات التي ستحدث .. بإمكانكم أن
    تقوموا بتسميته : موسم السخافات .. الصحف لايوجد لديها اي عمل سوى : هل سيذهب إلى هُناك ؟ سيأتي إلى هُنا ؟ كم سيدفع النادي من أجل
    ذلك اللاعب .. وهكذا ..
    اللاعبين اصبحوا تحت الضغط .. وهذا الأمر كان واضحا ً , خاصة في أياكس .. كل اللاعبين الشباب ارادوا ان يتم بيعهم في هذا
    الصيف لأندية كبيرة .. كانوا ينظرون لبعضهم البعض بتوتر كبير : هل لديه صفقة ما ؟ لماذا لايتصل بي وكيل أعمالي مثله ؟ وو .. لقد كان جوا ً متوترا ً
    مليء بالغيرة والحسد .. كنت اتسكع هُناك انتظر , لكنني ايضا ً أحاول التركيز فقط على كرة القدم ..

    - أتذكر أننا كنا نلعب ضد أوتريخت , وأخر شيء توقعته هو ان يتم إستبدالي , لكن كومان فعل ذلك .. غضبت كثيرا ً وقمت بركل اللوحة الإعلانية على
    جانب الملعب : لماذا قمت بإستبدالي .. في ذلك الوقت كنت معتاد على الإتصال بمينو , كان من الرائع الإتصال به دائما ً .. اقوم بذلك لكي اشتكي له
    وأتحدث له عما يحدث ببعض من التضجر ..

    - " مانوع ذلك المغفل الذي يقوم بإستبدالي ؟ إلى أين يمكن ان يصل الغباء ببعضهم ؟ " ..
    كنت أتوقع من مينو أن يؤيدني ويقول : أنت على حق , لابدأن كومان فقد عقله , يالك من مسكين .. لكن مينو قال لي :
    - " بالتأكيد سوف يستبدلك , لقد كنت الأسوأ في الملعب .. كنت مُجرد هُراء في تلك المباراة " .
    - " مالذي تقوله بحق الجحيم " ؟
    - " أنت مُقرف , كان يجب ان يضعك كومان على الدكة بشكل مبكر ايضا ً " .
    - قلت له : " هي أنت " .
    - قال لي : " ماذا ؟ " .
    - قلت : " إذهب إلى الجحيم أنت والمُدرب ايضا ً " .

    - أغلقت الهاتف وذهبت لأستحم .. ومن ثم خرجت بعد ذلك إلى منزلي في دايمن .. لم أكن بمزاج جيد في الحقيقة .. لكنني رأيت شخص واقف أمام
    منزلي .. أنهُ مينو رايولا : كيف يجرؤ ذلك ! ذلك الغبي .. وما أن نزلت من السيارة , حتى بدأنا بالعراك ضد بعضنا البعض وتبادل الشتائم :

    - " كم مرة يجب علي ان أخبرك بهذا : أنت مُجرد هُراء .. ولم يكن يجب ان تركل اللوحة الإعلانية .. يجب ان تنضج " .
    - " إذهب إلى الجحيم " .
    - " إذهب أنت إلى الجحيم " .
    - " أود الخروج من هُنا " .
    - " إذا ً إذهب إلى تورينو " .
    - " مالذي تتحدث عنه ؟ " .
    - " قد نذهب إلى اليوفنتوس " .
    - " ماذا ؟ " .
    - " لقد سمعتني " .. بالتأكيد سمعته , لكنني لم اتمكن من الإستيعاب , خاصة في وسط هذا الشجار !
    - " هل تقول بأن لديك إتفاق مع اليوفنتوس من أجلي ؟ "
    - " نعم , ربما " .
    - " أنت حقا ً رائع ايها الغبي " .
    - " لاشيء رسمي حتى الأن , لكنني أعمل على ذلك " .

    فرحت بذلك بالتأكيد : وااو .. يوفنتوس ! هذا بالتأكيد شيء يختلف عن ساوثهامبتون .. اليوفنتوس ربما كان الفريق الأفضل في أوروبا حينها , كان لديهم
    نجوم مثل : تورام , تريزيغية , بوفون , ديل بييرو ونيدفيد .. بالتأكيد كانوا قد خسروا نهائي دوري الأبطال العام الماضي أمام الميلان , لكنهم كانوا اقوياء
    ولايوجد حتى اي فريق يقترب منهم .. كل اللاعبين كان نجوم في الفريق .. كما ان النادي وقع مؤخرا ً مع فابيو كابيلو , المُدرب الذي أرادني في روما
    منذ سنوات .. كنت قد بدأت آمل : هيا مينو , إجعل ذلك يحدث .. اليوفي كان يُدار حينها من قبل لوتشيانو موجي ذلك الشخص القوي الذي صنع مجدهُ
    بنفسه حتى اصبح من أهم الشخصيات في الكرة الإيطالية .. كان ملك سوق الإنتقالات .. موجي حول اليوفي , وجعلهم يفوزون بالدوري , السنة بعد
    الأخرى .. لكنهُ لم يكن نظيفا ً , فلقد كانت هناك بعض الفضائح , المُحاكمات , الرشاوي والمُنطشات وبعض الهراء الذي يُنشر عنه , والذي يأتي حول
    إرتباطه بـ شبكة كامورا في نابولي .. هذه الإشاعات كلها كانت مجرد هراء بكل تأكيد .. لكن الرجل كان فعلا ً يبدو وكأنه من رجال المافيا ..

    - لقد كان موجي يحب السيجار , والبذلات الباهظة الثمن ليبدو كالمغرور فيها .. لقد كان مفاوضا ً مميزا ً بدون حدود , كان سيد الصفقات , ولم يكن
    مجرد شخص يُتبادل العروض مع الأندية .. لكن مينو كان يعرفهُ جيدا ً .. بإمكانك أن تقول انهم كانوا أعداء قدامى وإنقلبوا إلى أصدقاء .. مينو سابقاً عقد
    إجتماع مع موجي ليبدأ مباشرة في العمل , لكن البداية لم تكن عظيمة .. مكتب موجي كان وكأنهُ غرفة إنتظار .. كان هناك حوالي عشرون شخصا ً
    ينتظرون في الخارج .. مينو غضب , وغادر .. كان في قمة غضبة : اللعـنة , هل يتجاهلني في إجتماع مثل هذا ؟ .. الكل تقبل الإنتظار , لأن موجي
    كان شخصا ً كبيرا ً , لكن مينو لايلقي بالا ً لهذه الأمور , إذا تمت معاملتهُ بسوء , فإنهُ يكون سيئا ً .. تقابل مع موجي بعد يوم في مطعم الأورباني في
    تورينو وغضب عليه : " لقد تعاملت معي بشكل سيء " .. موجي رد : " من أنت ! " .. مينو إستمر غاضبا ً : " ستعرفني عندما تأتي لتشتري مني
    بعض اللاعبين
    " .. من ذلك الوقت , مينو اصبح عدوا ً لموجي وكان حتى يقدم نفسه لبعض إدارات الأندية : " أنا مينو , وأنا ضد لوتشيانو موجي " ..

    - موجي كان لديه العديد من الأعداء , لهذا مايفعله مينو كان أمرا ً جيدا ً .. لكن الأمر كان هو ان مينو سيتوجب عليه ان يتعامل مع موجي عاجلا ً أم
    أجلاً .. في عام 2001 .. اليوفي اراد نيدفيد , أحد اللاعبين الذي يدير أعمالهم مينو .. لقد كان هناك عرض قادم من الريال بيد مينو من أجل نيدفيد , لكن
    موجي طلب الإلتقاء بنيدفيد ومينو في تورينو من أجل النقاش المبدئي فقط .. لكن ماذا فعل ؟ عندما وصلوا إلى هناك وتحدثوا قليلا ً , اخرج المصورين
    والمراسلين الصحفيين وجعل الأمر يبدو وكأنهُ ترحيب بقدوم نيدفيد .. ومينو وبافل لم يتمكنوا من الخروج من هذا الفخ ..

    - هذا الأمر لم يزعج مينو , لأنهُ اراد نيدفيد في اليوفنتوس , ولأن تصرف موجي سمح لهُ بالحصول على أفضل عقد له ولنيدفيد .. لكن ماحدث هو أن
    مينو أعجب لأول مرة بـ تصرف موجي , وأدرك بأن هذا العجوز يعرف كل خبايا اللُعبة .. حل السلام بينهم بعد ذلك وأصبحوا أصدقاء منذ صفقة نيدفيد ..
    ومينو اصبح يقدم نفسه : " أنا مينو , وانا تماما ً مع موجي " .. لم يكونوا في تعاون تام , لكن كان هناك إحترام كبير بينهم .. بعض الأندية حينها كانت
    تلاحقني , لكن الوحيد الذي أكد إهتمامه هو موجي .. الأمر لم يكن سهلا ً , لأن موجي لم يكن لديه الكثير من الوقت .. تمكنا فقط من الإجتماع به
    لمدة نصف ساعة في مونتي كارلو , أثناء سباق الفورملا -1 .. وأعتقد انهُ حينها كان في المدينة للقيام ببعض الأعمال .. مجموعة الفيات إمتلكت
    كلا ً من الفيراري ونادي اليوفنتوس ..

    - كان يجب علينا ان نقابلة في غرفة الـ VIP في المطار .. لكن حينها الزحمة كانت في أوجها , ولم نتمكن من التحرك بالسيارة , لهذا كان علينا أن
    نركض لـ لنلحق بالإجتماع .. مينو لم يكن أسطورة من الناحية البدنية , لقد كان وزنهُ زائد , لقد كان يهرول , وكان يبدو بأننا لننلحق على الإجتماع بكل
    تأكيد .. مينو كان يرتدي شيرت هاواي , و بنطلون نايكي , ولم يكن يرتدي شرابات .. وكان مبللا ً بالعرق .. قمنا بطرق باب غرفة الإجتماع .. ولاحظنا
    أن الدخان كان يملأ الغرفة .. موجي كان يدخنُ سيجار عريض , كان كبيرا ً بعض الشيء وأصلع .. تشعر بإستمرار عندما تراه انهُ رجل قوي , كان لديه
    بالعادة رجال يفعلون مايُمليه عليهم .. لكن حاليا ً : هو فقط يُمعن النظر إلى ملابس مينو رايولا ..

    - " مالذي ترتديه بحق الجحيم ؟ "
    - " هل أنت لتناقشني عن ملابسي أم ماذا ؟ " .. هكذا بدأ النقاش ..

    - في ذلك الوقت كنا قد لعبنا مباراة ودية ضد هولندا في ستوكهولم , مجرد مباراة ودية لكن لم ينسى احد منا الخسارة من هولندا في كأس الأمم
    الأوروبية , وكان الفريق كلهُ مليء برغبة الإنتقام .. المباراة كانت عنيفة وقوية .. وفي بدايتها حصلت على الكرة في منطقة الجزاء , وفجأة تدخل علي
    أربعة لاعبين من هولندا من بينهم رفائيل فان دير فارت .. كلهم كانوا يضغطون علي , كانت وضعية صعبة لكنني قاتلتهم ومررت الكرة لزميلي ماتياس
    جونسون الذي كان امام المرمى .. سجل ماتياس الهدف الأول وتقدمنا 1-0 .. بعد ذلك سقط فان دير فارت مصابا ً بكاحلة , وخرج على النقالة , لم تبدو
    إصابة قوية , لكنهُ قد يفوت مباراة او أثنتين .. كان ذلك بعد إلتحام عادي معي .. لكن فان دير فارت تحدث للصحافة : قال بأنني تعمدت إصابتة في تلك
    اللقطة
    .. تعجبت : ماهذا الهراء ؟ لم يكن حتى خطأ يصفره الحكم , وهو يتحدث عن تعمد ! .. حينها كان فان دير فارت هو قائدي في الفريقي !

    - إتصلت بفان دير فارت : " أسمع , انا آسف .. حزين لإصابتك .. لكني لم أتعمد إيذائك .. أعتذر , هل تسمع ؟ " .. قلت نفسي الشيء بعد ذلك للصحف
    وكررت الأمر مئات المرات , لكن فان دير فارت إستمر في الحديث عني .. تسائلت : مالذي يحدث , لماذا يتحدث عن زميله بالفريق بهذا الشكل ؟ جنون
    أو هو أمر واقع ؟ .. كنت اتسائل , وتذكروا أننا في أغسطس : ربما يريد ان يجد لهُ عذر ليخرج من النادي ؟ أو ربما يحاول إخراجي من النادي ؟ لم تكن
    حيل مثل هذه تحدث لأول مرة .. كما ان فان دير فارت كان لديه إعلام يجري خلفهُ هُناك .. لقد كان الفتى الهولندي الذي تتابعهُ صحف الأسرار وصحف
    العلاقات وما إلى ذلك .. في حين كنت انا الفتى السيء , والأجنبي .. إلتقيته بعد فترة في التدريبات ..

    - قلت له : " هل أنت جاد ؟ " .. وكان يبدو لي بأنهُ فعلا ً جاد ..
    - " أوكي , أوكي " ..
    - قلت له مرة أخرى : " سأكررها للمرة الأخيرة , لم أفعل ذلك بتعمد .. هل تسمعني ؟ " .
    - " نعم , أسمعك " .

    لكن لم يبدو بأنهُ سيتراجع عن اي شيء .. لهذا الأجواء كانت متوترة في النادي .. الفريق إنقسم لقسمين : الهولنديين في صفه , والأجانب معي ..
    حينها قرر كومان دعوة الفريق لعقد إجتماع .. كانت كل الأمور تقودني إلى الجنون .. ماهذا بحق الجحيم ؟ هل فعلا ً يتهمونني بهذا الهراء ؟ لقد كنتُ
    أغلي داخليا ً .. وفي غرفة الغداء في الطابق الثالث , جلسنا جميعا ً على شكل دائرة .. شعرت بأن الأمر جدي , الإدارة قررت ان تعقد صلح بيننا لأننا
    جميعا ً مفاتيح لعب للفريق , ويجب ان نكون أصدقاء .. لكن لم تكن هناك أي مقدمات .. فان دير فارت تحدث بشكل أقوى من قبل :

    - " زلاتان فعل ذلك بـ تعمد وقصد " .. قال ذلك , حينها إمتلأ السواد في عيني .. لماذا هو مصر على هذا بحق الجحيم ؟!
    - قلت له أمام الجميع : " لم أفعل ذلك بتعمد , وأنت تعرف ذلك .. ولو أتهمتني بفعل ذلك مُجددا ً , سوف أكسر قدميك , وهذه المرة ستكون بتعمد " !

    وبالتأكيد , جميع من في صف فان دير فارت قالوا : " هل ترى , هل ترى , أنهُ شخص مجنون " .. لكن كومان قال فورا ً محاولا ً التهدئة : " لايجب أن
    نصل إلى هذا الحد , سنعمل على حل المشكلة
    " .. ولأخبركم الحقيقة , لم يبدو بأن المشكلة سوف تُحل .. الأمور ذهبت إلى لويس فان غال , المدير
    الرياضي .. سابقا ً كان لدي شجار معه .. وكنت ارى بأنهُ ليس الحل الأفضل ان أذهب إليه انا وفان دير فارت سويا ً , لم يكن يبدو بأنني محاط بأصدقاء
    بالفعل .. وفان غال بدأ الحديث بقوة كما هو متوقع :

    - " أنا المُدير هُنا " .. فكرت في نفسي : حسنا ً , شكرا ً على هذه المعلومة !
    - " يجب ان تتصالحوا .. عندما يُشفى فان در فارت .. سوف تعود لـ اللعب معه " .
    - قلت له : " مستحيل , عندما يكون في الملعب , لن ألعب انا بدوري " .
    - " ماذا تقول ؟ أنهُ قائدك .. يجب ان تلعب معه .. يجب عليك فعل ذلك من أجل الفريق " .
    - " قائدي ؟ ماهذا الهراء ! رفائيل ذهب للإعلام وقال بأنني تعمدت إصابته ! من اي نوعية هذا القائد ؟ يهاجم زملاءه في الإعلام ؟ لن ألعب معه , أبدا ً
    ولا توجد هُناك اي فرصة لفعل ذلك .. وقل ماشئت
    " .. بعد ذلك غادرت .. كانت مخاطرة كبيرة , لكن موقفي كان قويا ً لأنني أعلم بأن لدي صفقة
    تسير على مايرام مع اليوفنتوس .. حينها كنت أمل بأن تسير الأمور على مايرام ..

    - تحدث إلى مينو رايولا : ماذا حدث ؟ لقد كانت المفاوضات مستمرة بين جذب وشد .. وفي نهاية اغسطس , أتذكر اننا كنا نلعب ضد بريدا في الدوري ..
    الصحف حينها كانت لاتزال تكتب عن الخلاف , وكانت في صف رفائيل بكل تأكيد أكثر من اي وقت مضى .. كان المفضل لديهم , وكنت انا الفتى السيء
    الذي أصابه ..

    - " أستعد لتلقي الصافرات والإستهجان .. الجماهير سوف تكرهك " .. رايولا قال لي ذلك .
    - " هذا جيد " .
    - " ماذا ؟ جيد ؟ " .
    - " أنهُ امر يحفزني وانت تعلم ذلك .. سأريهم من أنا " .

    - لقد كُنت متحفزا ً بالفعل , لكن الوضعية لم تكن سهلة .. لهذا فضلت أخبار كومان عن اليوفنتوس , أردتُ تحضيره لذلك .. أنا أحب كومان , هو وليو
    بينهاكر هم اول من آمن بقدراتي في أياكس .. ولم يكن لدي شك أنهُ سيفهمني .. من لايود الذهاب لليوفنتوس حينها ؟ لكنني عرفت انهُ من الصعب
    أن يتركني من محض أرادته .. خاصة وانني كنت اعرف انهُ تحدث للصحف مؤخرا ً وقال : بعض اللاعبين يظنون انهم اكبر من النادي .. كنت أعلم أنه
    يتحدث عني .. لكن كان يجب علي إخباره بعرض اليوفنتوس , لكن كان يجب علي ان أختار كلماتي بعناية .. كما انني قمت بإقتباس بعد كلمات فان
    غال القاسية تجاهي ..

    - " أسمع كومان , انا حقا ً لا اريد الشجار على هذا الأمر ايضا ً , لكن اليوفي يريدني , وانا أتمنى ان تسمح لي بذلك , أنت تعلم انها فرصة لايمكن
    الا أن تأتيك مرة واحدة في العمر
    " .. وتماماً مثلما توقعت , كومان تفهم رغبتي .. لقد كان محترفا ً هو الأخر في وقت سابق ..
    - " لكنني لا أريدك ان تغادر فريقنا يازلاتان .. سأقاتل من أجل بقائك " .
    - " الا تعرف ماذا قال لي فان غال ؟ " .
    - " ماذا ؟ " .
    - قلت له " لقد قال لي بأنهُ لايريدني في الدوري , لأن بإمكانه ان يعمل بدوني , لكنهُ يريدني في دوري الأبطال فقط " .
    - " ماذا ؟ هل قال ذلك بالفعل ؟ " .. كومان كان غاضبا ً من كلمات فان غال , ولم يتمكن من منعي بسببها , وهذا ما أردته بالضبط ..

    - أتذكر أنني دخلت الملعب في مباراة بريدا , وكنت ارى : سأحصل على كل شيء , أو لن أحصل على أي شيء , لقد اصبحت مباراة هامة بالنسبة
    لي .. مراقبي اليوفنتوس كانوا في الملعب لدراستي عن قرب .. لكن المشكلة هي ان الهولنديون كانوا وكأنهم يبصقون علي .. كان الأمر جنونيا ً , كان
    هناك صافرات وإستهجان ضدي .. وفي أعلى المنصة كان يجلس فان دير فارت , عندما دخل قاموا بتحيته .. كان الأمر سخيفا ً , كان يجلس وكأنه ذلك
    الفتى البريء .. وانا كنت اشبه بالقمامه .. لكن , كل شيء سوف يتغير !



    - ضد بريدا , ومع تبقى 20 دقيقة على نهاية المُباراة , كنا متقدمين 3-1 .. وكبديل لفان دير فارت , لعب أحد لاعبي الفريق الشباب : ويسلي شنايدر
    في مكانه .. لقد كان لاعبا ً جيدا ً حينها .. سجل الهدف الرابع وكان يلعب بذكاء كبير .. ومع تبقى خمسة دقائق على النهاية , أستقبلت الكرة على بعد
    20 مترا ً من منطقة الجزاء .. كان هناك مدافعين خلفي يدفعونني , لكنني تخلصت منهم , ومن ثم راوغت مُدافعا ً أخر .. كانت تلك البداية فقط , لأنني
    أستمريت بالمراوغة من خلال محاولة التسديد المُخادع , إقتربت من منطقة الجزاء , ومن ثم قمت بمرواغة أخرى .. كنت أحاول ان اجد فرصة للتسديد
    على المرمى .. لكن مدافعين جدد كانوا يأتون لحجبي في كل مرة .. ربما كان يجب علي ان أمرر الكرة .. لكنني لم أجد حتى الفرصة للتمرير , لهذا
    قررت أن أدخل في العمق بسرعة وبعدة مراوغات .. حتى راوغت الحارس ووضعت الكرة بقدمي اليسرى .. لقد كان هدفا ً كلاسيكيا ً مجنونا ً ..

    - لقد سُمي بهدفي المارادوني , نظرا ً لأنهُ شبيه بعض الشيء بهدف مارادونا في ربع نهائي كأس العالم 1986 ضد إنجلترا .. لقد كانت مراوغة
    للفريق الخصم كاملا ً .. الملعب إنفجر , الجميع أصابه الذهول .. حتى كومان , كان يقفز مثل المجنون , بالرغم من انني أود مغادرة الفريق , لقد كان
    الأمر يبدو بأن جميع الكارهين لي , إنقلبوا ووقعوا في حُبي .. الكل كان يشجع ويصرخ , الكل كان يقفز .. كل الملعب ماعدا شخص واحد , الكاميرا
    تحولت إلى فان دير فارت في المنصة , كان جالسا ً هُناك بدون أي حراك .. حتى معالم وجهه لم تتحرك .. على الرغم من ان فريقه سجل هدفا ً ..
    كان جالسا ً هناك وكأن عرضي كان الأسوأ على الإطلاق , ربما كان كذلك بالنسبة له , لاتنسوا : الجميع كان يصفر ضدي قبل المُباراة .. لكن الأن
    جميعهم يصرخون بأسمي .. حتى القنوات والبرامج التلفزيونية كانت مشغولة في تلك الليلة بعرض الهدف مرارا ً وتكرارا ً .. لم يكن أحد يهتم بفان
    دير فارت بعد الأن .. الهدف تم إختيارهُ بعد ذلك كأجمل أهداف العام من قبل متابعي قناة الـ Euro Sport ..

    - رغم ذلك , تفكيري كان مشغولا ً بأمر أخر .. الثواني والدقائق كانت تمر , ولم يتبقى الكثير من الأيام قبل إغلاق الميركاتو , كنت انتظر اي أخبار عن
    صفقة اليوفنتوس .. لكن فجأة موجي قام بوضع بعض المشاكل , أو الخدع , من الصعب التحديد في الحقيقة : لقد قال بأن زلاتان وتريزيغية لايمكن
    أن يلعبان سويا ً في الهجوم , طريقة لعبهم لايمكن ان تتوافق : " ماهذا الكلام الغير منطقي " ؟ رايولا قال لموجي .. لكن موجي قال له : " طرق
    لعبهم لاتتوافق .. الأمر لن ينجح
    " .. هذا لم يبدو أمرا ً جيدا ً أبدا ً .. لأن موجي عندما تكون لدية فكرة عن شيء ما , فإنهُ من الصعب تغييرها بالتأكيد
    لكن رغم ذلك , مينو وجد فرصة وحاول إستغلالها .. مينو عرف ان كابيلو لديه رأي مختلف عن رأي موجي .. موجي بالتأكيد هو المدير الرياضي وهو
    من يقرر , لكن أنت لايمكنك ان تعبث ايضا ً مع كابيلو , أنهُ شخص قوي جدا ً , قادر على وضع اي نجم على الأرض بنظرة واحدة .. لهذا, مينو قرر أن
    يأخذ موجي وكابيلو إلى العشاء .. وهُناك بدأ معهم مباشرة ..

    - " إذا , هل صحيح بأن تريزيغية وإبراهيموفيتش لايمكنهما ان يلعبان سويا ً ؟ "
    - " ماهذا الهراء ؟ مادخل هذا في العشاء ؟ " .
    - " موجي يقول أن طرق لعبهم لاتتوافق , اليس كذلك موجي ؟ " .
    - موجي تفاجأ .. ومينو استمر بالحديث : " لهذا سؤالي ياكابيلو , هل هذا الكلام صحيح أم لا ؟ "
    - كابيلو رد : " لايهمني إذا كان صحيحا ً أم لا , لايجب ان تهتموا انتم لهذا الأمر , فقط أحرصوا على ان ينتقل زلاتان لليوفي , ومايحدث في الملعب
    يعتبر من مشاكلي , انا اقوم بمايتطلبه الأمر
    " .

    -هذا ماقالهُ كابيلو , وفي الحقيقة : مالذي يمكن لموجي فعله ؟ هو المدير الرياضي فعلا ً لكن لايمكنه ان يشرح للمدرب كيفية إستعمال اللاعبين في
    أرض الملعب .. موجي أرغم على القيام بشرائي , ورايولا إستمتع بكل لحظة من ذلك .. لقد وضع موجي في المكان الذي يريده .. لكن لم يتم إنهاء
    كل شيء .. لازالت هناك بعض التفاصيل .. ومينو عاد معي إلى أمستردام لنحضر حفل توزيع جوائز الموسم الهولندي , كان ذلك من أجل ان نحتفل
    بـ صديقنا ماكسويل , كنا سعداء له .. حصل على جائزة افضل لاعب في الدوري .. لكن لم نحتفل بشكل كبير , لأن مينو كان مشغولا ً جدا ً بمفاوضة
    ناديي اليوفي واياكس , كان يذهب ويعود بين شد وجذب .. وفي كل مرة كانت تظهر مشاكل وخدع كثيرة في الصفقة .. بعضها حقيقي , والبعض
    الأخر من أجل تحسين موقف أحدهم في طاولة المفاوضات .. كانت الأمور في الساعات الأخيرة , الميركاتو سوف يغلق في مساء الغد ..

    - كنت في منزلي في دايمن ألعب الـ Xbox .. ألعب لعبة Evolution أو لعبة Call of Duty وكلاهما لعبتين عظيمتين , يجعلانني أنسى كل شيء , لكن
    مينو كان يتصل بي في كل دقيقة , كان متوترا ً .. حقيبتي كانت جاهزة .. واليوفنتوس لديه طائرة خاصة في المطار من أجلي , اليوفي أرادني بشدة
    لكن الطرفين لم يتوصلا إلى إتفاق بعد .. إدارة اياكس لم ترى للصفقة بجدية تامة , في حين ان إدارة اليوفي لم تأتي بالمحامي إلى امستردام معها
    لهذا قمت انا بنفسي بالضغط على إدارة اياكس : " بالنسبة لي , لن ألعب معكم بعد الأن , لقد أنتهت قصتي معكم تماما ً " أخبرت فان غال ومن يعمل
    معه .. لكن هذا لم يساعد .. لم يحدث شيء , والوقت كان يمر .. لقد كنت غارقا ً في ألعاب الإكس بوكس .. كان يجب ان تروني وان في تلك الحالة ..

    - كنت مركزا ً تماماً في اللعب , أصابعي ترقص على يد التحكم .. وضعت كل توتري في تلك اللعبة .. لعبت لفترة بينما مينو كان يعمل بجد من أجل
    إنهاء الصفقة .. لقد جن جنونه هو الأخر : " موجي لم يتمكن من إرسال مُحامي إلى أمستردام ؟ ماطريقة التعامل هذه ؟ " .. قد تكون هذه التصرفات
    جزء من اللعبة .. لم يكن من السهل معرفة ذلك .. لأنهُ لم يحدث شيء ملموس .. مينو عرف بالأمر الواقع لهذا إتصل بمحاميه الخاص : " تعال في
    أقرب طائرة إلى أمستردام , وتظاهر بأنك محامي لنادي اليوفنتوس
    " .. وبالفعل المحامي فعل ذلك وجاء إلى امستردام وقام بتمثيل تلك المسرحية
    ولقد ساعدت بالفعل .. المفاوضات تم تسريعها وتقدمت بخطواتها كثيرا ً .. لكنها لم تغلق .. ومينو غضب , وإتصل مجددا ً بي : " تعال إلى هُنا بسرعة
    يجب ان نغلق الصفقة من هُنا , اللعـنة
    " ..

    - قفزت من ألعابي وركضت بإتجاه الباب وبالكاد أغلقته .. غادرت من هناك وقدمت إلى النادي .. دخلت إلى الغرفة حيث كانت تتواجد إدارة اياكس مع
    المحامي الخاص برايولا .. وبالتأكيد : منذ ان دخلت الغرفة , التوتر ساد الموقف .. والمحامي قال لي : " تنقصنا ورقة واحدة فقط , ورقة وحيدة ومن
    ثم صفقتك تكون قد إنتهت " .. لكن مينو رد عليه : " اللعـنة , ليس لدينا وقت كاف , يجب علينا ان نغادر
    " .. وبالفعل غادرنا إلى المطار , حيث تنتظرنا
    طائرة نادي اليوفنتوس .. حينها كنت قد إتصلت بوالدي مسبقا ً : " مرحبا ً أبي , انهُ امر طاريء , سأذهب لأغلق صفقتي مع اليوفنتوس , هل تريد أن
    تأتي معي ؟
    " .. قال لي بالتأكيد .. ولقد كان أمرا ً رائعا ً بالنسبة لي .. هذه الصفقة كانت تعني أن أحد أحلام حياتي سوف يتحقق , وكان من الجميل
    أن أحظى بوالدي معي في هذه اللحظات .. لقد عشنا الكثير سويا ً .. والدي غادر من مطار كاستروب من كوبنهاغن , إلى ميلانو مباشرة .. هناك حيث
    إلتقاه أحد أصدقاء مينو وقام بإيصاله إلى مكتب الإتحاد الإيطالي , الذي سأتوجه لهُ انا من أجل ان تُسجل صفقتي هُناك رسميا ً قبل إغلاق السوق ..

    - والدي وصل قبلي .. وعندما وصلت إلى هُناك صُدمت : لم يكن هذا والدي الذي إعتدت على رؤيته وهو يجلس في بيته ويستمع فقط للموسيقى
    اليوغوسلافية , بـ ملابس العمال .. لا , هذا رجل رائع بـ بذلة مميزة .. رجل بإمكانه ان يحصل على موعد مع اي فتاة مثيرة هُنا .. بالتأكيد كنت فخورا ً
    بذلك , ولاخبركم الحقيقة , كانت اول مرة أرى فيها والدي يرتدي بذلة رسمية .. قلت له : " أبي " .. رد علي : " زلاتان " !

    - لقد كان أمرا ً جميلا ً .. كان هناك الكثير من الصحفيين والمراسلين في المكان .. كانت اخبارا ً كبيرة في إيطاليا , لكن لم يحسم اي شيء , والوقت
    كان يمر .. ورغم انهُ لم يبقى وقت للألعاب .. موجي كان مستمرا ً في خلق المشاكل والتعقيدات , وهذا مادفعنا ثمنه .. فسعري إنخفض من مبلغ
    الـ 35 مليون يورو الذي طلبهُ مينو , إلى 25 , ومن ثم إلى 20 .. ومن ثم إلى 16 مليون يورو .. مما يساوي 160 مليون كرونه سويدي .. وبالتأكيد , هذا
    لازال مبلغ كبيرا ً .. اياكس حصل على ضعف مادفعه في صفقتي .. لكن في المقابل لم يكن مبلغ كبيرا ً بالنسبة لليوفي .. للتو حصلوا على مبلغ
    70 مليون يورو من صفقة زيدان لهذا بكل تأكيد كان بإمكانهم توفير هذا المبلغ بسهولة .. إدارة اياكس حينها كانت قلقة من عدم توفير اليوفي ضمان
    بنكي للمبلغ .. وقلقهم كانت لهُ اسباب واضحة وجيدة .. فاليوفي رغم كل النجاح اللي حققه , الا انهُ في الموسم الماضي حقق خسائر بقيمة 20
    مليون يورو .. لهذا لم يتمكنوا من توفير ضمانات بنكية .. لكن هذا أمر مشترك وموجود لدى جميع الأندية الكبيرة , بغض النظر عن ماتجنيه , تنفق
    دائما ً بشكل أكبر .. مررت بلحظات شك ان هذه خدعة جديدة .. لكن اليوفي كنادي من الأكبر في العالم كان يجب عليه ان يوفر هذا المبلغ فورا ً
    على طاولة النقاش .. لكن بدلا ً من ذلك : رفض إعطاء ضمان بنكي , وإدارة اياكس رفضت بيعي مالم يوجد اي ضمان من البنك ..

    - لقد بدأت اشعر باليأس .. الوقت كان يمر , ولم تكن هناك اي إشارات تطور .. وبالتأكيد , موجي كان جالسا ً هُناك يدخن السيجار الكبير وكأنهُ يقول
    بأن : " كل شيء تحت سيطرتي , أعرف ماذا أفعل " .. بينما مينو لم يتمكن من فعل ذلك , كان يقف بجانب موجي ويصرخ بـ إداريي أياكس : " إذا لم
    توقعوا هذه الأوراق , لن تحصلوا على 16 مليون يورو , ولن تحصلوا على زلاتان .. لن تحصلوا على شيء , الا تفهموا ذلك ؟ مالذي تعتقدونه بحق
    الجحيم ؟ هل سيتهرب اليوفي من دفع المبلغ ؟ يوفنتوس ! هل أنتم مجانين ؟ لكن لامشكلة .. لاتكملوا هذه الصفقة , إخسروها .. هذا يسرني
    " ..

    - كانت كلمات قوية , لكن لم يحدث اي شيء .. الجميع كان متوترا ً .. مينو كان يعرف كيف يسير مثل هذه الأمور , لكنني كنت اعتقد انهُ يحتاج لمخرج
    في هذه الصفقة , او انهُ يحتاج لأن يقوم بأحد خُدعة .. فجأة , رايولا إلتقط كرة في الغرفة , لقد كانت هناك العديد من اشياء اللعب في الغرفة بينها
    هذه الكرة .. رايولا أخذ الكرة وبدأ يلعب بها بشكل جنوني ! مالذي يفعله ؟ الجميع كان يفكر .. ضرب الكرة وأخذت ترتد من الأرض , حتى إنطلقت
    وضربت رأس موجي وكتفه .. الجميع كان في قمة الإستغراب لمايفعلهُ مينو : " توقف عن فعل هذا , أنت تؤذي الموجودين " .. لكن مينو اصر : " لا ..
    هيا دعونا نكمل ذلك , هيا لوتشيانو , قف .. أظهر لي قدراتك .. ها أنا قادم إلى الزاوية , هيا يازلاتان .. مررها لي ايها الفتح الساذج
    " .. وقد استمر
    مينو بفعل ذلك .. وبصراحة لم اكن اعرف بماذا كان يفكر المسوؤلين في تلك الغرفة , لكن الشيء المؤكد : هو ان رايولا وجد مساندا ً كبيرا ً في
    تلك الغرفة وهو ابي .. الذي كان يضحك على مايفعلهُ رايولا : مانوعية هذا الشخص ؟ يالروعته .. يلعب كرة القدم ويقوم بحركاته امام شخص كبير
    مثل موجي في مكتبه !
    .. هذه كانت طريقة والدي .. كانت اشبه بـ الغناء والرقص في الوضعية الغير مناسبة .. ومن ذلك اليوم : ابي لم يعد يهتم
    في كل مايقال عني في الصحف , بل اصبح يهتم بكل مايقال عن مينو رايولا ايضا ً .. مينو كان المهووس المفضل لديه , لأنه لاحظ انهُ لم يكن مجرد
    مهووس عادي .. خاصة وان مينو في النهاية أغلق الصفقة ! اياكس لم يتمكن من خسارتي وخسارة المال , لهذا وقعوا في أخر دقيقة ..

    - لقد وقعوا عند حوالي العاشرة مساءا ً , والسوق كان يفترض ان يغلق في السابعة مساءا ً .. لكن رغم ذلك الأمور تمت .. وكان الأمر يتطلب مني
    وقت كبير لأستوعبة .. ألعب في إيطاليا ؟ هذا جنون .. بعد ذلك توجهنا إلى تورينو .. ومينو إتصل ونحن في الطريق بمطعم الأورباني وطلب منهم أن
    لايغلقوا ابوابهم , وبالتأكيد إقتنعوا بذلك .. لقد قاموا بتحيتنا وكأننا ملوك في منتصف الليل , حظينا بالعشاء والجميع كان يتحدث عن الصفقة , ويجب أن
    أقول ان وقوف والدي معي في هذا , ومعرفته لكل ماجرى , جعلني اسعدُ كثيرا ً , لقد قال لي : " أنا فخور بك زلاتان " .. وقعت انا وفابيو كنفارو في
    نفس الوقت .. واليوفي قام بعقد مؤتمر صحفي لنا في ملعب الديلي ألبي .. كنفارو كان شخص مرح يحب ان يضحك دائما ً .. لقد أحببته من البداية ..
    حصل على جائزة افضل لاعب في العالم لاحقا ً .. ولقد ساعدني كثيرا ً في البدايات .. بعد المؤتمر , عدت انا ووالدي إلى امستردام , هُناك تركنا
    مينو ومن ثم أكملنا رحلتنا إلى غوتينبيرغ , حيث سألعب مباراة دولية مع المنتخب حينها ..

    - لقد كانت فترة جنون .. لم أعد أبدا ً لمنزلي في دايمن , لقد تركته فقط , وأقمت لفترة طويلة في فندق الميرديان في الفيا نيزا في تورينو .. هُناك
    بقيت حتى إنتقلت إلى شقة فيليبو إنزاغي في بياتزا كاستيلو
    .. مينو عاد من أمستردام إلى منزلي في دايمن , لكي يقوم بتجميع اغراضي ونقلها
    لي في تورينو .. لكنهُ عندما دخل إلى المنزل , سمع اصواتا ً غريبة في الطابق العلوي , وكأن هناك عملية سرقة تجري ؟ لهذا مينو قام بالتسلل بكل
    حذر إلى الطابق العلوي لكنه لم يجد لصوص .. ماذا وجد ؟ لعبة الـ Xbox كانت تعمل هُناك وتصدر الأصوات لوحدها منذ أن تركتها قبل ثلاثة أسابيع !



  13. #13
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayEd



    الفصل الثاني عشر ( كابيلو وإيطاليا ) !




    - " إبرا , تعال إلى هُنا " .. فابيو كابيلو , ربما المدرب الأكثر نجاحا ً في العشر سنوات الماضية كان يُناديني , فكرت : " مالذي فعلتهُ الأن ؟ " .. كل القلق
    الذي عرفتهُ منذ طفولتي عاد لي في تلك اللحظة .. كابيلو يجعل اي لاعب يتوتر .. روني يقول أنهُ عندما يمر كابيلو من أمامك في الممر , فإنهُ تشعر
    بأنك ميت بطريقة ما .. وهذا صحيح .. كابيلو عادة يأخذ قهوتة ويمر بك من دون أي يلقي لك أي نظرة وهذا الأمر يكون مُخيفا ً بحق .. في بعض الأحيان
    عندما يبتعد يقول " Ciao " ( وداعا ً ) .. وفي بعض الأحيان لايقول أي شيء , فقط يختفي .. وكأنك لم تكن موجودا ً هُناك .. قلتُ مسبقا ً بأنه في إيطاليا
    عندما يقول المدرب للاعبين إقفزوا , فإنهُ لا أحد يمتثل لهذه الأوامر لكن هذا الأمر لاينطبق على كابيلو .. عندما يظهر , تجد كل لاعب يقف بإعتدال فورا ً
    قبل حتى أن يتحدث كابيلو .. وانا أعرف أحد الصحفيين الذي سأله بشأن هذا الأمر : " كيف يمكنك أن تحصل على كل هذا الإحترام من لاعبيك ؟ " ..
    كابيلو أجاب : " أنت لاتحصل على الإحترام , يجب ان تأخذه " .. وهذه إجابة أتذكرُها جيدا ً ..

    - عندما يغضب كابيلو , من الصعب جدا ً أن تنظر إلى عينيه وفي حال منحك فرصة وأنت لم تستغلها , فيجب عليك أن تبدأ ببيع قطع الـ Hot Dogs في
    خارج الملعب من أجل ان تعيش .. يجب أن لاتذهب إلى كابيلو بمشاكلك فهو ليس صديقك ولايتحدث مع اللاعبين , ليس بهذه الطريقة .. إنهُ أشبه بذلك
    الرقيب الحديدي .. وليست إشارة جيدة على الإطلاق عندما يطلبك .. لكن من جهة أخرى : انت لايمكنك أن تتوقع ماسيحدث معه .. قد يكسرك , وقد
    يقوم ببناءك لتكون عظيما ً .. أتذكر أنهُ في أحد الحصص التدريبية عندما بدأنا نقوم بتمارين حيازة الكرة , فجأة كابيلو أطلق صافرته : " أخرجوا من هُنا ..
    أخرجوا من الملعب فورا ً , لقد كنتم بطيئون , لقد كنتم مُجرد هُراء
    " ..

    - خرجنا ولم نتدرب في ذلك اليوم بعد ذلك .. كان الأمر غريبا ً وشعرنا بالتشتت .. لكن بالتأكيد , كابيلو كانت لديه نظرة خاصة : كان يريدنا أن ناتي مثل
    المقاتلين في اليوم التالي وبالتأكيد أحببت طريقته .. لأنني كما قلت , لستُ معتادا ً على أسلوب اللين والهدوء .. أحب الأشخاص الذي يملكون القوة
    والمواقف .. وأعتقد ان كابيلو آمن بقدراتي : " ليس عليك ان تعمل على تطوير أي شيء فيك , أعلم من أنت , وأعلم ما أنت قادر على فعله " قال
    كابيلو ذلك الكلام لي .. وهذا أعطاني بعض الأمان .. أرتحت بعض الشيء , فلقد كانت هُناك جبالا ً من الضغوط علي .. الصحف بدأت تكتب وتُشكك
    في صفقتي .. قالوا بأنني لم أسجل الا أهدافا ً قليلة .. والجميع كان يسأل : " كيف يُمكن لـ زلاتان أن يحجز مكانا ً أساسيا ً في فريق مثل هذا ؟ " .

    - " هل زلاتان جاهز لـ إيطاليا ؟ " .. كتب الصحفيون هكذا .. لكن مينو أجابهم : " هل إيطاليا جاهزة لـ زلاتان " .. بقوة هكذا , وأعتقد انهُ كان محق لأنه
    يجب عليك ان ترد في بعض الأحيان بقوة .. أتسائل دائما ً : هل كنت سأفعل مافعلت بدون مينو ؟ لا أعتقد ذلك .. لو كنتُ قد وصلت إلى اليوفنتوس كما
    كنت قد وصلت إلى اياكس : الصحافة كانت ستأكلني .. في إيطاليا , هناك جنون بكرة القدم وإذا كنا في السويد نتحدث عن المباراة بيوم قبلها ويوم
    بعدها , فإنهُ في إيطاليا يستمر الحديث طوال الأسبوع .. فقط يستمرون بالكتابة , وكلاعب سيتم تقييمك طوال الوقت , أحيانا ً للاعلى وأحيانا ً للأسفل
    وقبل ان تعتاد على هذا الأمر , ستكون الأمور صعبة عليك ..

    - لكن أنا لدي مينو .. كان أشبه ُ بجدار دفاعي لي وكنت أتصل به في كل وقت .. أياكس ؟ ماكان ذلك حقا ً ؟ مُجرد مدرسة صغيرة مقارنة بما أعيشهُ
    الأن .. في التدريبات فقط , عندما أريد ان اسجل , لايجب علي فقط ان اتخطى تورام وكنفارو , بل يجب علي ان اسجل في مرمى بوفون .. لم تتم
    معاملتي بلطف من أي شخص لأنني جديد .. بل على العكس ..

    - كابيلو كان لديه مساعد أسمه أيتالو غالبياتي , غالبياتي كان رجل كبير السن , كنتُ ادعوهُ العجوز .. لقد كان رائعا ً .. هو وكابيلو كانا يمثلان الشرطي
    الجيد والشرطي السيء .. كابيلو يخبرك بالأمور الصعبة والسيئة , بينما غالبياتي يتكفل بالبقية .. وأتذكر أنهُ بعد اول حصة تدريب لي , كابيلو أرسلني
    إلى غالبياتي : " هي أيتالو .. أمنح هذا الفتى وقتا ً صعبا ً " .. أتذكر أن بقية الفريق ذهبوا ليستحموا بعد التدريبات .. وانا كنتُ منهكا ً تماما ً , وتمنيت لو
    أنني ألحق ببقية اللاعبين لأستحم .. لكن من الجانب ظهر حارس مرمى جاء من فريق الشباب وفهمت الأمر حينها : ايتالو يريد ان يدربني على بعض
    التسديدات .. بدأ برمي الكرات علي من كل جهة , كانت تأتي بشكل عرضيات , تمريرات , كرات طولية , ون - تو .. من كل الزوايا .. كنت استقبل الكرة
    وأسددها فورا ً ولم يكن يفترض ان اترك منطقة الجزاء , لقد كانت منطقي كما يقول ايتالو : هذه منطقتك , يجب ان تسجل الأهداف منها .. أستمريت
    بالتدرب : شووت , شووت .. لم يكن هناك اي حديث عن الراحة او الإسترخاء , الأمر كان جديا ً , وبرتم عالي ..

    - " إلتقط الكرة , بقوة , أظهر الإصرار والرغبة " .. أيتالو كان يصرخ علي .. ولقد أصبح هذا الأمر مثل العادة , لقد أعتدت على هذه التدريبات , في بعض
    الأحيان يأتي ديل بييرو وتريزيغية ليتدربان على نفس التدريب لكن عادة كنت وحيدا ً .. كنت انا فقط واتالو .. وكانت اشبه بـ 50-60 أو حتى 100 تسديدة
    على المرمى .. وفي بعض الأحيان كان يأتيني كابيلو في التدريبات , ويتحدث كما هو دائما ً :

    - " سأخرج أياكس من كل جسدك " .
    - " حسنا ً , جيد " .
    - " لا أريد تلك الطريقة الهولندية : ون - تو .. ون - تو .. ومن ثم تقوم ببعض الخدع , وتستعرض مهاراتك .. لا أريد ان تراوغ الفريق كله , بإمكاننا أن
    ننجح بدون ذلك بالتأكيد .. اريد أهداف ! هل تفهم ذلك ؟ يجب ان أرسخ الطريقة الإيطالية فيك .. يجب ان تحصل على المزيد من غريزة القتل والحسم
    " .

    - لقد كان ذلك الأمر قد بدأ بالفعل يتدرج بداخلي .. لقد تحدثت مع فان باستن ومع مينو , لكنني لم أشعر بأنني فعلا ً هداف كبير , رغم أن مركزي في
    الهجوم .. لقد كنت اشبه بذلك الفتي الذي يجب عليه ان يتعلم كل شيء , حركاتي وخدُعي التي كنت اقوم بها في منزل أمي لازالت في عقليتي ..
    لكنني تحت قيادة كابيلو تغيرت : قوتهُ أثرت علي وتحولت من ذلك الفنان إلى ذلك الجندي الذي يريد الفوز مهما كلف الثمن .. هذا لايعني أنني لم أكن
    أحب الفوز سابقا ً , لا فأنا ولدتُ فائزا ً .. لكن تذكروا : كرة القدم كانت الوسيلة التي أعبرُ فيها عن نفسي .. تلك المهارات ساعدتني لأن أكون شخصاً
    مختلفا ً عن ذلك الفتى في روزينجارد .. لقد كانت تلك الكلمات : " أووه , أنظر إليه , أنهُ رائع " هي التي جعلتني أبدا ً في هذا .. لقد كانت تلك التحايا
    التي تأتي بعد كل خدعة أقوم بها , هي التي جعلتني أنشأ وأتطور .. ولفترة طويلة : كنت أعتقد انك شخصا ً غبيا ً إذا قلت ان هدفا ً قبيحا ً بنفس
    أهمية الهدف الجميل ..

    - لكن الأن فهمت الأمور جيدا ً : لن يشكرك أحد على مهاراتك أو لعبة الكعب التي تقوم بها إذا خسر فريقك .. لا أحد يمكن ان يهتم حتى إذا سجلت
    هدف الأحلام , وفريقك لم يتمكن من الفوز .. شيئا ً فشيئا ً أصبحت مقاتلا ً وقويا ً في أرض الملعب .. هذا لايعني بأنني تخليت عن كل تصرفاتي , لم
    أكف أبدا ً عن ذلك القانون : أستمع لهذا , لاتستمع لذاك .. بالرغم من قوة كابيلو وسطوتة , أتذكر أنني قمت ببعض التصرفات المعروفة عني , أتذكر
    تلك الفصول الإيطالية التي تم إعدادها لي .. لم تكن الأمور سهلة مع اللغة الإيطالية .. في الملعب لم توجد اي مشكلة , لأن كرة القدم لديها لغتها
    المعروفة .. لكن خارج الملعب كنت اشعر بالضياع في مرات .. لهذا النادي قرر إرسال مدرسة لغة خاصة لي .. كان من المفترض ان ألتقيها مرتين
    في الأسبوع لاتعلم قواعد اللغة : قواعد اللغة ؟ ماذا هل عدت إلى المدرسة الأن ؟! لم أتمكن من فعل ذلك , لهذا قلت لها : " إحتفظي بهذا المال
    لك ولاتخبري أي شخص , لاتخبري مديرك أو اي شخص أخر .. أبقي في منزلك وتصرفي وكأنك تأتين لي كما هو مُجدول .. وأرجوك , لاتأخذي هذا
    الأمر على ممل شخصي
    " .. وبالطبع فعلت ذلك .. كانت تتظاهر بأنها تأتي وفعلت ماقلتهُ لها .. لكن , لاتظنوا بأنني لم أهتم لتعلم الإيطالية !

    - أردت تعلم اللغة الإيطالية كثيرا ً , وفعلت ذلك , لكن بطريقة أخرى .. في غرف الملابس وفي الفندق وفي كل مكان كنت أتعلم وأركب الجمل بكل
    سهولة .. تعلمت بسرعة , وكنتُ مغرورا ً وغبيا ً بما فيه الكفاية لأتحدث حتى وان كانت الجمل بقواعد خاطئة .. حتى أمام الصحفيين كنت أبدأ باللغة
    الإيطالية ومن ثم ابدأ بالإنجليزية .. وأعتقد ان هذا وجد التقدير , كان يقولون هكذا : إنظروا لهذا الفتى , ربما لايستطيع , لكنهُ يحاول .. لقد فعلت ذلك
    بالإستفادة من كل شيء حولي , بالإستماع وبعدم الإستماع ..



    - تغيرت في فترة قصيرة من الناحية البدنية والذهنية .. أتذكر المباراة الأولى لي مع اليوفنتوس , لقد كانت في الـ 12 من سبتمبر , ضد نادي بريشيا
    ولقد بدأت تلك المباراة من الدكة .. في المنصة كانت عائلة أنييلي هُناك .. يركزون خاصة علي : هل يستحق المال الذي دفعناه ؟ .. بعد الشوط الأول
    دخلتُ في مكان نيدفيد .. نيدفيد كان ايضا ً من أتباع مينو .. لقد حصل على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا في العام الماضي , ولقد كان ربما
    أكثر مدمن تدريبات رأيتهُ في حياتي .. نيدفيد كان يجري على الدراجة لحوالس ساعة قبل بداية التدريبات , وبعدها يجري لنفس الفترة تقريبا ً , لم يكن
    من السهل إستبداله .. بالتأكيد , ربما لن يلومك أحد إذا كنت مباراتك الأولى سيئة , لكن هذا لن يساعدك ايضا ً .. أتذكر انني بعدها دخلت , ركضت في
    الجهة اليسرى بالكرة , وتمت محاصرتي من قبل مدافعين , لقد كانت وضعية تبدو مُغلقة .. لكنني أسرعت من بينهم , وجدت الفرصة وسجلت أول
    هدف لي .. وسمعت أصوات الجماهير تردد : " إبراهيموفيتش , إبراهيموفيتش " .. لقد كان ذلك قويا ً , ولم يبدو بأنه سيكون النداء الأخير ..

    - بدأ الجميع بعد ذلك الهدف يناديني بإسم " إبرا " .. وفي الواقع موجي هو من بدأ هذا الأسم .. والبعض كان يناديني " فلامينغو " أحيانا ً .. أتذكر
    أن وزني كان بسيطا ً في ذلك الوقت .. كنتُ نحيفا ً جدا ً .. كان طولي يبلغ 196 في حين ان وزني كان فقط 84 كليوغرام .. كابيلو رأى بأن ذلك قليل
    جدا ً .. لذلك سألني : " هل عملتُ مسبقا ً في الجمنازيوم ؟ " .. قلت له : " أبدا ً " .. لم أعمل على الحديد طوال مسيرتي .. وكابيلو إعتبر تلك فضيحة
    مُصغرة .. لهذا أخبر مدرب اللياقة بأن يضغط علي في صالة الجمنازيوم .. وفي ذلك الوقت بدأت لأول مرة أقلق بشأن ما أكله .. حسنا ً , ربما أكلت
    الكثير من الباستا , وهذا الأمر ظهرت نتائجهُ لاحقا ً .. لكن بشكل عام كل شيء كان صحيحا ً في اليوفنتوس , كسبت بعض الوزن , وأصبحت أقوى
    وأثقل .. في أياكس يجعلونك تفعل ماتريد , وهذا أمر غريب بالنظر للمواهب المتواجدة هُناك .. لكن في اليوفنتوس , نأكل قبل وبعض التدريبات وفي
    أيام المباريات نسكن في فندق نتناول فيه 3 وجبات في اليوم ..

    - لكنني تجاوزت المعقول ووصلت إلى 98 كيلوغرام .. أصبحتُ زائد الوزن وشعرت بأن هذا كثير جدا ً .. أدركت بأنني أحتاج للقليل من التدرب بالكرة
    والكثير من الجري .. لكن بشكل عام , تحولت إلى أقوى , أسرع وأفضل كلاعب .. تعلمت كيف أكون عديم الإحترام للنجوم الكبار بالفريق , نعم , أنت
    لايمكنك ان تقف على الجانب .. كابيلو علمني ذلك وجعلني أفهمه جيدا ً : النجوم يجب ان لايخيفوك , أن من يجب ان يفعل العكس , يجب ان يحفزك
    تواجدهم فقط .. بدأت أنمو , وخطوة بخطوة , حصلت على الإحترام , في الحقيقة لم أحصل عليه , بل أخذته .. خطوة بخطوة حتى وصلت إلى ما أنا
    عليه اليوم , رجل يخرج من مباراة خسر فيها بغضب كبير , مثل رجل مجنون لايمكن لأي شخص ان يقترب منه .. بالتأكيد , هذا الأمر قد يبدو سلبياً
    في بعض الأحيان , لأنني أخيف الكثير من اللاعبين الشباب , أصرخ وأغضب ..

    - لكنني جلبت هذا الموقف معي منذ أن كنتُ في اليوفنتوس , أصبحت تماما ً مثل كابيلو , لايهتم بمن هم الأخرين .. أمام كابيلو لايهم هل أسمك
    زمبروتا أو نيدفيد .. إذا لم تقدم عمل جيد في التدريبات , فإنك سوف تسمع شيء بشأن الأمر .. كابيلو لم يخرج أياكس مني فقط , بل جعلني ذلك
    الرجل الذي يأتي إلى النادي ويطلب بأن لقب الدوري يجب ان يتم تحقيقة , مهما كلف الأمر .. وهذا ساعدني كثيرا ً , لاشك في ذلك .. غيرني هذا
    الأمر كلاعب كرة قدم .. لكن هذا ايضا ً لم يجعلني أكثر هدوئا ً ..

    - كان لدينا مدافع فرنسي في الفريق , أسمه جونثان زبينا .. لعب مع روما سابقا ً مع كابيلو وحقق لقب الدوري في عام 2001 , والأن هو معنا في
    اليوفنتوس .. لم أعتقد انهُ كان بخير معنا .. لقد كان يعاني من مشاكل شخصية , وفي التدريبات كان يتدخل بشكل عنيف .. في أحد الأيام تدخل علي
    بشكل قوي جدا ً .. إعتدلت وإقتربت منهُ بشكل كبير جدا ً وقلت له : " إذا أردت أن تلعب بشكل قذر , أخبرني , سألعب معك بنفس الطريقة " !

    - فجأة قام بنطحي برأسه , بدون سابق إنذار : بام , وبعد ذلك حدثت الأمور بسرعة , لم تكن لدي الفرصة لإكمال حديثي , كان شجارا ً واضحا ً ..
    وجهت لهُ ضربة وحصل الإشتباك , لم يكتفي بتلك النطحة .. لكنني قمت بتوجية لكمات قوية له حتى سقط على العشب .. حينها لم يمكنني توقع
    مالذي سيحدث , كابيلو المجنون يركض ويصرخ ؟ .. لا , في الحقيقة كابيلو كان واقفا ً هُناك بدون أي حُراك وببرودة تامة .. وكأن لاعلاقة له بهذا الأمر
    على الإطلاق .. الجميع بدأ يتحدث : مالذي حدث ؟ ماهذا ؟ .. الجميع كان يسأل ويتقصى عن الأمر .. وأتذكر ان كنفارو جاء يركض لي .. أنا وكنفارو
    كنا دائما ً نُساعد بعضنا البعض .. لقد جاء يركض : " إبرا , مالذي فعلته " .. أعتقدت انهُ مستاء من الأمر , لكنهُ غمز بعينه لي وكأن يقول أن زبينا كان
    يستحق هذا .. لم يكن يحب ذلك اللاعب ايضا ً .. لكن تورام, المدافع الفرنسي الأخر تصرف بطريقة مُختلفة : " إبرا , أنت شاب وغبي , لايمكنك أن
    تفعل هذا .. أنت غبي حقا ً
    " .. لم يملك تورام الوقت لقول المزيد , لأن زئيرا ً إجتاح الملعب بصورة مفاجأة وهناك شخص واحد بإمكانه أن يفعل هذا ..

    - " تتتتتووورااام .. أخرس وإبتعد من هُنا " .. هكذا صرخ كابيلو .. بالتأكيد تورام إبتعد مثل طفل صغير .. وانا الأخر إبتعدت عن المكان لأنني أردت أن
    أهدأ قليلا ً .. بعد ساعتين رأيت شخصا ً في غرفة المساج كان يضع كيس ثلج على وجهه , لقد كان زبينا .. لابد وانني لكمت بقوة كبيرة جدا ً , كان
    لايزال يتألم .. غضب لمدة طويلة بعد ذلك .. وموجي قام بتغريمنا جميعا ً .. لكن كابيلو لم يفعل أي شيء , لم يطلب إجتماع حتى ! لقد قالا ً فقط
    شيئا ً وحيدا ً : " لقد كان هذا أمر جيد للفريق " .

    - هذا كل مافي الأمر , كابيلو كان كذلك .. لقد كان قويا ً وصعبا ً , أراد الأدرينالين بشكل دائم في الفريق , مع كابيلو انت مسموح لك بالقتال , وايضاً
    بأن تهيج مثل الثور .. لكن هناك أمر لايمكنك أن تفعلهُ مع كابيلو : تحدي سلطته , أو اللعب بتعالي .. حينها كابيلو سيُجن جنونه ويغضب كثيرا ً , أتذكر
    أننا كنا نلعب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول .. لقد خسرنا بهدفين في تلك المباراة .. لكن قبل المباراة كابيلو كان يُعد التكتيك الخاص به
    في هذا اللقاء وكان قد وجه كل لاعب لـ مراقبة لاعب خاص به من ليفربول عند الركلات الركنية .. لكن أثناء المباراة , ليليان تورام قام بتغيير اللاعب
    الذي من المفترض أن يراقبه , وقام بمراقبة لاعب أخر .. وفي تلك اللحظة , سجل ليفربول .. بعد الُمباراة في غرف الملابس , كابيلو قام بالتحدث
    كما هو معتاد عن المباراة , وبينما كنا نجلس حوله في حلقة دائرية على المقاعد , ونتسائل مالذي سوف يحدث , تحدث فجأة :

    - " تورام , من قال لك بأن تُغير لاعبك ؟ " .
    - " لا أحد .. لقد أعتقدت انهُ من الأفضل لو قمت بذلك " ..
    - كابيلو أخذ نفس عميق لمرتين متتاليتين , ومن ثم قال : " من قال لك بأن تُغير لاعبك ؟ " .
    - " أعتقدت انهُ من الأفضل ان أقوم بذلك " .. كانت نفس الإجابة !
    - كابيلو أعاد السؤال للمرة الثالثة على تورام , وتورام كرر نفس الإجابة من جديد ..
    - بعدها إنفجر شيء بداخل كابيلو : " هل قلت لك بأن تغير اللاعب أم ماذا ؟ من هو المسؤول في هذا الفريق ؟ أنا ! هل تسمع ذلك ؟!
    أنا فقط من يخبرك بماتقوم به .. هل تفهم ذلك ؟!
    " .

    - بعد ذلك كابيلو قام بركل مقعد التدليك تجاهنا بقوة كبيرة .. وفي لحظات مثل تلك , لا أحد يجرؤ على النظر للأعلى , كنا جميعا ً نجلس في حلقة
    حولة ونحدق بالأرض : تريزيغية , كنفارو , بوفون .. جميع اللاعبين .. لم يتحرك أحد ولم يفكر أي لاعب بأن يكرر مافعلهُ تورام .. لم يكن هناك اي شخص
    يفكر في النظر إلى عينيه المليئة بالغضب .. لقد كانت هناك الكثير من تلك اللحظات .. لكن كان قويا ً بحق .. لم يكن هناك توقعات لأشياء أقل إطلاقا ً ..

    - إستمريت باللعب بشكل جيد .. وفي ذلك الوقت كابيلو إستبدال ديل بييرو ليمنحني الفرصة .. لم يكن هناك اي شخص قام بإستبدال ديل بييرو طوال
    عشرة سنوات مضت .. وضع ديل بييرو على الدكة كان وضع لرمز النادي في الإحتياط , كان أمر أصاب الجماهير بالجنون .. كانت الجماهير تصفر ضد
    كابيلو وتنادي ديل بييرو : " الرسام , الظاهرة الحقيقية " .. ديل بييرو فاز بالدوري 7 مرات مع اليوفي , وقد كان مفتاح للفوز في كل مرة .. فاز بـ دوري
    الأبطال ايضا ً مع اليوفي , وكان محبوبا ً من قبل العائلة المالكة .. لقد كان نجما ً كبيرا ً بالفعل , ولم يكن هناك اي مدرب عادي يستطيع ان يضعه على
    الدكة , لكن كابيلو لم يكن مدربا ً عاديا ً .. لم يهتم كابيلو للتاريخ والإحصائيات , كان فقط يختار الفريق الأفضل بنظرة .. وانا كنتُ ممتن ذلك .. لكن كان
    هناك ضغط كبير علي .. كان يجب علي اللعب جيدا ً عندما يكون اليكس على الدكة .. وشيئا ً فشيئا ً بدأت أسمع اسمهُ من المدرجات بشكل قليل ..
    كنت اسمع " إبرا , إبرا " بدلا ً من ذلك .. وفي ديسمبر إختارتني الجماهير كـ لاعب الشهر في اليوفنتوس .. وقد كان أمرا ً كبيرا ً لي ..

    - لقد كانت إنطلاقتي في إيطاليا , لكن رغم ذلك كنت أحتاج لأكثر .. بالتأكيد تعلمت انهُ في كرة القدم : في أحد الأيام أنت بطل , وفي اليوم التالي
    أنت مجرد هراء .. التدريبات مع غالبياتي أعطت فائدة كبيرة , لاشك في ذلك .. إرسال الكرات لي أمام المرمى , جعلني هداف افضل وأقوى , كانت
    هناك وضعية جديدة تجري في دمي , ولم أفكر في الأمر كثيرا ً .. لقد حدثت الامور بسرعة : بام بام .. لكن يجب ان لاننسى : أن تكون خطيرا ً أمام
    المرمى فهذا أمر يتعلق بالإحساس , بالغريزة .. أما أن تملكها , وأما لا .. قد تستطيع الحصول عليها , لكن عندما تفقد تلك اللحظات , أو تفقد ثقتك
    فإنها سوف تختفي .. انا لم أرى نفسي أبدا ً كهداف .. كنت ارى بأنني لاعب يريد ان يصنع الفارق على أرض الملعب .. كنت اريد القيام بكل شيء
    في الملعب .. وفي لحظة ما من يناير , إختفت لحظاتي الجيدة ..

    - لم أتمكن من التسجيل لـ 5 مباريات .. طوال 3 أشهر لم اسجل الا هدفا ً وحيدا ً .. لا أعلم لماذا .. فقط حدث هذا , وكابيلو بدأ يهاجمني , كما كان
    يساعدني على الإرتقاء في البداية .. كان يحبطني الأن : " لم تفعل اي شيء إطلاقا ً , كنت عديم الفائدة " .. لكن في نفس الوقت كان يسمح لي
    باللعب .. كان لايزال يضع اليكس على الدكة .. أعتقدت ان كلامه لي من أجل تحفيزي , أو هذا ماتمنيته على الأقل .. كابيلو كان يريد من لاعبه أن
    يؤمن بنفسه لكن لم يكن ليسمح لهُ بأن يصبح مغرورا ً .. كان يكره الغرور في اللاعب لهذا كان يفعل هذه الأمور معي .. كان يرفعني للأعلى ومن
    ثم ينزلني إلى الأسفل .. ولم اكن أعرف مالذي يحدث معي في ذلك الوقت في الحقيقة ..

    - " إبرا , تعال إلى هُنا " .. كابيلو قام بطلبي .. والقلق من مناداتي للإجتماع لاتنتهي ابدا ً , تسائلت : هل قمت بسرقة دراجة ؟ هل قمت بضرب
    الرجل الخاطيء ؟ في طريقي للغرفة التي كان ينتظرني فيها , كنتُ افكر في أعذار جيدة .. لكن هذا صعب عندما لاتعرف ماهو الموضوع , كنت فقط
    أمل بالأفضل .. عندما وصلت إلى كابيلو , وجدت حولهُ " منشفة " فقط .. كان للتو قد قام بالإستحمام .. نظاراتهُ كانت مليئة بالبخار .. وغرف الملابس
    كانت متهالكة مثلما هي دائما ً .. موجي كان يحب الأشياء الجميلة , لكن بالنسبة لغرف الملابس يجب ان تكون متهالكة , هذا جزء من فلسفة موجي
    الذي يعتقد : " المهم هو الفوز وليس ان تحظى بغرفة ملابس جميلة " .. هكذا كان يقول , وحسنا ً , بإمكاني أن أتفق معه لكن إذا كنا أربعة ونستحم
    في نفس الوقت في تلك الغرفة , فإن الماء يرتفع إلى الأعلى , لكن الجميع كان يعلم أن الإحتجاج بشأن هذا الأمر لم يكن ليجدي نفعا ً .. موجي كان
    فقط سيراه كتأكيد على صحة نظريتة : " هل ترى , هل ترى , لايجب ان تكون الأمور مثالية لك لكي تفوز " .. لهذا في تلك اللحظة , كابيلو جائني
    وهو نصف عار في تلك الغرفة المتهالكة ..

    - بدأت اتسائل , انا وكابيلو في نفس الغرفة لوحدنا ؟ مالذي يحدث ؟ هل قمت بأي شيء خاطيء معه ؟ هذه الوضعية امام كابيلو تجعلك تشعر بأنك
    تصغر وتتقلص , وهو يزداد ضخامة ..

    - " أجلس " ..
    قال لي ذلك , وبالتأكيد جلست .. كان أمامي تلفزيون قديم , ومشغل فيديو أقدم بكثير .. كابيلو وضع الشريط في مشغل الفيديو ..
    - " أنت تذكرني بلاعب كنتُ أدربه في الميلان " ..
    - " أظن أنني أعرف عن من تتكلم " .
    - " حقا ً ؟ " .
    - " نعم , لقد سمعت ذلك عدة مرات " .
    - " جيد , يجب ان لاتنضغط من المُقارنة .. أنت لست باستن الجديد , ان لاعب بستايل خاص , أرى بأنك أفضل كلاعب , لكن باستن لديه تحركات أفضل
    في منطقة الجزاء .. هذا فيديو جمعت فيه كل أهدافه .. تابعها جيدا ً , حاول دراستها وتعلم منها
    " .

    - بعد ذلك خرج كابيلو من الغرفة وجلستُ وحيدا ً أتابع , وبالفعل , لقد كانت اهداف باستن الحقيقية , من كل زاوية ومن كل مكان ! الكرة كانت تدخل
    فقط , وكان باسن خلفها دائما ً .. جلستُ اتابع هناك لـ عشرة دقائق , خمسة عشر دقيقة , ومن ثم بدأ اتسائل : متى سأرحل من الغرفة ؟ هل وضع
    كابيلو شخصا ً ليراقب في الخارج ؟ هذا ليس مستحيلا ً , لذلك قررت ان اتابع الشريط كله , لقد كانت مدتهُ 25 دقيقة , بعد ذلك إنتهيت , تركت الغرفة
    وخرجت , وفي الحقيقة ليست لدي اي فكرة عن ما إذا كنت قد تعلمت شيئا ً أم لا .. لكنني فهمت رسالة كابيلو , نفس الشيء القديم : كابيلو فقط
    يريدني ان اسجل الأهداف .. كان من المفترض أن أضع هذا الشيء في طريقة لعبي , في تحركاتي , وفي عقليتي .. كان الأمر جديا ً ..

    - كنا في قمة الترتيب بجانب الميلان , كنا نتبادل المركزين الاول والثاني .. وبالنسبة لفريقنا من أجل الفوز كان من المهم ان استمر بتسجيل ألأهداف
    وهذه كانت الحقيقة , ولاشيء سواها .. أتذكر أنني عملت بجد في منطقة الجزاء , لكن ايضا ً كانت تتم مراقبتي بشكل جيد .. مدافعي الخصوم كانوا
    ضدي كالذئات في كل مرة .. في تلك الأيام عرف عني أن لدي مزاج حاد .. لهذا المدافعين كانوا يحاولون إستفزازي بكلمات قذرة .. وتدخلات عنيفة
    وبعض الأمور السيئة عن أهلي وعن أمي وعن عائلتي .. كانوا يقولون كل شيء .. وفي بعض الأحيان هذا يجدي مفعولا ً معي , كانت هناك بعض
    النحطات وبعض التدخلات عندما أفكر بالرد .. لكنني أيضا ً كنت العب بشكل افضل عندما أغضب وأترك بقية الأمور .. في الـ 17 من شهر ابريل , قمت
    بتسجيل هاتريك ضد ليتشي , الجماهير كان تصرخ بأسمي , والصحف كتبت : " قالوا بأنه لايسجل كثيرا ً , لكنهُ الأن سجل 15 هدفا ً " ..

    - أصبحت في المركز الثالث في ترتيب الهدافين في الدوري , تحدث الجميع عني وأكدوا بأني أهم لاعب في اليوفنتوس , كانت الإشادات تأتيني من
    كل مكان في ذلك الوقت : " إبرا , إبرا " .. هكذا .. لكن كان هناك شيء أخر ايضا ً يلوح بالأفق , فالكورات كانت قاب قوسين أو أدنى من الحدوث .

  14. #14
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayEd



    الفصل الثالث عشر ( أصبحتُ الأفضل ) !




    - لم أكن أعلم بأن الُشرطة والمُحققين كانوا يراقبون مُكالمات موجي , وأعتقد ان هذا كان من حسن حظي .. في ذلك الوقت كنا نتصدر جدول الترتيب
    مع الميلان .. أيضا ً حينها كنت قد حصلت لأول مرة على شريك في حياتي .. هيلينا كان تعمل بشكل جاد ومتعب , كانت تعمل في الصباح في شركة
    Fly Me في غوتنبيرغ , وفي المساء تعمل في أحد الحانات .. بالإضافة إلى دراستها في مالمو .. كانت تقوم بأعمال متعبة وشاقة , ولم تشعر بأنها في
    حالة جيدة .. حتى قلت لها : " هذا يكفي , الأن تعالي معي " .. وعلى الرغم من أن هذا يعتبر تغير كبير في حياتها , الا أنها رأت بأنهُ سيكون أمر رائع ..

    - وكأنها بدأت التنفس من جديد .. إنتقلت من شقة إنزاغي إلى شقة رائعة في في نفس المكان بياتزا كاستيلو .. كانت بأسقف عالية , كأنت تلك الشقة
    أشبه بالكنيسة .. في الطابق الأرضي كان هناك مقهى يعمل فيه بعض الفتيان الذي كانوا أصحاب لنا ..كانوا يُعدون لنا وجبة الإفطار في بعض الاحيان
    وعلى الرغم من انهُ لم يكن لدينا أطفال في تلك المرحلة , الأ أنهُ كان لدينا " هوفا " ذلك الكـلب البدين .. إنهُ رائع .. كنا نشتري ثلاثة قطع بيتزا لوجبة
    العشاء : واحدة لي , واحدة لهيلينا , وواحدة لـ هوفا .. لقد كان يأكلها ويستمتع بها تماما ً .. كان يأكل وسطها , ويترك الأطراف ليرميها في أرجاء الشقة
    وكأنهُ يقول : شكرا ً على هذا ..

    - لقد كان هوفا هو ولدنا البدين .. حظينا بأوقات ممتعة .. لكن بالتأكيد كنا من عالم مختلف عن ما نعيشه .. في أحد أيام الإجازة , سأفرت أنا وهيلينا
    وعائلتي إلى دبي في درجة رجال الأعمال .. بالطبع انا وهيلينا كنا نعرف كيفية التعامل مع الطائرات , لكن عائلتي أمر مختلف .. كنا نجلس هُناك وفي
    الساعة السادسة صباحا ً , أخي كيكي تناول بعض الويسكي , أمي كانت تجلس في المقعد الذي أمام مقعد كيكي .. أمي رائعة , لكن لايمكنك أن
    تعبث معها , لم تكن تحب أن ترانا نتناول الكحول .. وهذا أمر غير مفهوم وفقا ً لما مرت به في حياتها .. على كل , أمي غضبت من كيكي , لهذا خلعت
    حذائها - كانت تلك هي طريقتها للتعامل مع المشاكل - وقامت بضرب كيكي على رأسة بالحذاء : بانق .. كيكي جن جنُونه وقام بالرد , وحدثت فوضى
    كبيرة بعد ذلك في درجة رجال الأعمال , في السادسة صباحا ً .. حينها نظرت إلى هيلينا .. لقد أرادت ان تبتلعها الأرض في تلك اللحظة ..

    - كنتُ معتاد على أن أذهب إلى التدريبات عند الـ 9:45 .. لكن في أحد الأيام تأخرت , كنت مشغولا ً في الشقة , قبل خروجي ظهرت رائحة دخان ..
    هيلينا قالت لي ذلك , لم أكن أعرف .. تأخرت , لكنني أخيرا ً أقتنعت وفتحت الباب ووجدت حريق عند باب المدخل .. شخص ما قام بجمع بعض الورود
    وأشعل بها النار ! في الشقة كان لدينا مشعل غازي , وعلى الجدار المُطل على الشُرفه كانت أسطوانة الغاز مُثبتةُ هناك .. كان من الممكن أن تكون
    الأمور سيئة وينفجر المكان بأكملة .. جلبت الماء على الفور وقمت بإخماد الحريق .. ولم يكن بإمكاني الا أن أتحسر على انني تأخرت 30 ثانية قبل أن
    أفتح ذلك الباب , كنت سأجد ذلك الغبي الذي سبب الحريق وأشوهه .. يشعل النار أمام مدخلنا ؟ تصرف مريض تماما ً وبالورود .. الورود ! الشرطة لم
    تتمكن من إكتشاف من فعل ذلك .. في ذلك الوقت الأندية لم تكن تهتم بأمان لاعبيها كما يجري حاليا ً .. نسينا ذلك الأمر .. لايمكنك أن تعيش القلق
    دائما ً .. كانت هناك أمور أخرى نفكر بها .. مثل هذه الأمور كانت تحدث بكثرة ولم نكن نفكر فيها كثيرا ً ..

    - في أول مرة كنت فيها في تورينو , كان من المتوقع ان يأتي إلي دونالدو دوك , ممثل لصحيفة الأفتونبلادت .. كان ذلك عندما كنتُ متواجدا ً في
    فندق الميرديان .. الأفتونبلادت أرادو أن يحسنوا علاقتهم بي .. كنت أعني لهم الكثير من المال , ومينو رايولا قال بأنهُ يجب علينا ان نقوم بالصلح وأن
    ننسى مامضى لكنني لم أنسى بسهولة .. أنا هكذا , أتذكر وأغضب وأرغب في الرد حتى ولو بعد 10 سنوات .. وصل دونالدو دوك ومعه بعض زملاءه
    من الصحيفة .. جلستُ في غرفتي في الأعلى بينما كان مينو يتحدث معهم .. نزلت إلى الأسفل ووجدتهم , وفي لحظة واحدة شعرت بكل شيء
    بشكل مفاجيء : إنهُ زلاتان المُضخم , ذلك الإعلان الشخصي , التقرير الوهمي من الشرطة , " عار عليك يازلاتان " وجميع أخبارهم التي كانت في
    كافة أنحاد البلاد عني سابقا ً .. عندما تذكرت ذلك لم أقم بتحيتهم حتى , بل أنني غضبت أكثر من السابق .. ماهو النظام الذي تسير عليه الصحيفة
    هذه ؟ كانوا ينظرون إلي وأعتقد أنني أخفتهم بحق .. قمت بإلقاء زجاجة ماء من أمامي وقلت لهم : " لو قدمتـم من نفس منطقتي , لا أعتقد أنكم
    حتى ستكونوا على قيد الحياة !
    " .. قلت ذلك لهم وربما كان ذلك قاسيا ً .. لكنني كنتُ متعبا ً وغاضبا ً .. ربما من الصعب شرح كل ماشعرت به ..

    - لم تكن فقط مجرد الضغوط الإعلامية , لقد كانت ضغوط الجماهير , المُتابعين , المُدربين , الإداريين , الزملاء , الأموال .. كان علي أن أقدم مستوى
    مميز وأن أسجل الأهداف دائما ً .. سمعت هذا من كل إتجاه .. لهذا كان علي إيجاد أشياء تخلصني من هذه الضغوط .. كان لدي هيلينا , رايولا , بعض
    الأصدقاء في الفريق .. لكن هناك ايضا ً أشياء أخرى , أشياء ابسط مثل سياراتي .. لقد كانت تعطيني حس الحُرية .. كانت لدي فيراري إينزو في ذلك
    الوقت .. لقد كانت جزء من عقدي مع اليوفي .. لقد كنت جالسا ً انا ومينو , مع موجي , جيراودو وروبيرتو بيتيغا .. كنا نجلس في أحد الغرف ونتناقش
    عن عقدي .. ومينو فجأة قال : " زلاتان يريد فيراري إينزو " .. حينها جميعهم كانوا ينظرون إلى أنفسهم .. بالطبع لم نتوقع شيء مختلف , إينزو كانت
    أخر طراز صنعتهُ شركة فيراري .. كانت الأروع على الإطلاق .. ولم يتم تصنيع سوى 399 نسخة منها .. كنت أنا وموجي نعتقد اننا طلبنا شيء كبيراً
    ومن الصعب تنفيذة لكن موجي وجيراودو نظروا إلى الطلب على أنهُ منطقي .. فيراري كانت شركة في نفس المجموعة التي تضم نادي اليوفي
    لهذا فكروا في أنني يجب أن أحظى بواحده : " لامشكلة , سوف نقوم بترتيب واحدة له " .. حينها فكرت : واااو .. يالهُ من نادي رائع !

    - لكن الأمور لم تكن سهلة لأنهُ أثناء التوقيع جيراودو لم يفهم الأمر , قال : " إذا ً .. هذه السيارة التي تتحدث عنها , هي من طراز فيراري القديم ؟ "
    حينها أستغربت , ونظرت إلى مينو .. مينو قال : " لا , أنها من الطراز الجديد , لم يتم تصنيع سوى 399 نسخة منها " .. جيراردو لم يستوعب الأمر
    وقال : " حسنا ً , لدينا هُنا مشكلة " .. وبالفعل كانت مشكلة .. لأنهُ لم يتبقى من ذلك الطراز سوى ثلاثة سيارات فقط ! وكان عليها قائمة إنتظار
    كبيرة من أولئك الأغنياء , أصحاب الأوزان الثقيلة .. مالذي يجب علينا فعله الان ؟ قمنا بالإتصال برئيس الشركة لوكا دي مونتيزيمولو , وشرحوا له
    الوضعية .. كان الأمر صعبا ً , ولوكا قال بأنهُ من شبه المستحيل أن نحصل على واحدة .. لكن في النهاية منحنا مانريد .. قالوا بانهُ سيتم منحي
    واحدة في حال وعدتهم بأنني لا أقوم ببيعها .. قلت لهم : " لن أبيعها حتى أموت " .. وفي الحقيقة , لقد أحببت تلك السيارة ..

    - هيلينا لم تكن تحب قيادتها , لقد كانت جامحة بالنسبة لها , بالإضافة إلى انها لم تعجبها من ناحية الشكل .. في حين كنت مغرم بتلك السيارة حقاً
    حتى وصلت لدرجة الجنون .. لم أحبها فقط للأسباب العادية : سريعة , عنيفة , ها انا زلاتان مع فيراري , أحقق النجاح في حياتي .. ليس هذا فقط , بل
    أنني أحببتها لأنني شعرت بأنني عملت بجد لكي أحصل عليها .. كنت اتوقف عن السعادة بها وأراها وأفكر لـ لحظات : إنا لستُ فيها , هي مني ! تلك
    السيارة كانت زناد قوة ..

    - في أحيان أخرى , عندما أريد بداية جديدة , كنت أضع وشما ً .. الوشوم كانت أشبه بالمخدر بالنسبة لي .. كنتُ أضع شيئا ً جديدا ً في كل فترة , في
    البداية كنت ضد الوشوم تماما ً .. كنت أعتقد انه من الذوق السيء ان تضع وشماً .. لكن لاحقا ً أحببتها .. اليكساندر اوستلوند ساعدني في أول وشم
    وضعته .. كنت قد وضعت اسمي من الورك إلى الورك باللون الأبيض , لم يكن يكشف بسهوله , لأنهُ كان مجرد إختبار .. لاحقا ً بدأت اتوسع في الأمر
    ووضعت وشم : " الله وحدهُ من يحكم علي " .. بإمكانهم ان يكتبوا مايريدون في صحفهم , بإمكانهم أن يصيحوا في المُدرجات , لن يصلوا إلي أبدا ً لأن
    الله وحدهُ من يحكم علي , أحببت ذلك الوشم حقا ً .. الرجل يجب عليه ان يشق طريقة بنفسه .. لهذا وضعت ذلك الوشك بقناعة .. قمت بوضع وشم
    التنين ايضا ً .. التنين الياباني يرمز إلى المحارب , وانا كنتُ مُحاربا ً .. ايضا ً وضعت بعض التفاهات , مثل السمكة التي تجري عكس التيار , وذلك الرمز
    البوذي الذي يُقال بأنهُ يحمي من المُعاناة , والعناصر الخمسة مثل الماء والتربة والنار كما قمت ايضا ً بوضع وشم لعائلتي : الرجال على اليمين لأنهم
    يمثلون القوة : والدي وأخواني وايضا ً أبنائي .. وفي اليسار النساء , الأقرب للقلب : والدتي , سانيلا , لكن ليس أختي الغير شقيقة , التي إنفصلت
    عن العائلة .. لم أضعها , لكنني فكرت بعد ذلك بأنها من العائلة مهما حدث .. كان ذلك بعدما وضعت ذلك الوشم وإنتهيت منه ..

    - بعد هذه الأمور , كنت أركز على كرة القدم .. الدوري كانت تتحدد معالمهُ عادة في الربيع , لكن في هذا الموسم المعركة مستمرة حتى النهاية
    كما يبدو , كنا نحن وميلان بـ 70 نقطة .. الصحف كتبت عن ذلك بكل تأكيد , كانت قصص من الدراما .. كنا سنتواجه في مباراة مصيرية في الثامن من
    مايو في السان سيرو .. لقد كان أشبه بنهائي البطولة , والجميع كان يرشح الميلان للفوز .. ليس لأنهُ يلعب في أرضة , لكن لأننا لعبنا في الدور الأول
    في الديلي البي , وميلان هو من سيطر وأظهر مستوى مميز , والكثيرين كانوا يرون بأن الميلان كان الفريق الأفضل في اوروبا في ذلك الوقت على
    الرغم من قوة عناصر فريقنا .. ولم يتفاجأ أحد عندما فعلها الميلان من جديد وتأهل لنهائي دوري الأبطال في ذلك الموسم .. لقد كانت المصاعب ضدنا
    كما يُقال .. وهذا الأمر تجلى بعد مباراتنا ضد الإنتر .. تلك المباراة كانت في الـ 20 من ابريل .. كانت بعد ايام من تسجيلي لهاتريك ضد ليتشي , كنت
    أتلقى المديح من كل مكان .. ورايولا حذرني : أنت النجم الأن , وستجد محاصرة قوية من مدافعي الإنتر , سيحاولون منعي بشتى الوسائل : " إذا
    كنت تريد النجاة , يجب عليك ان ترد بضعف قوتك
    " .. قلت لمينو : " لابأس , انا أحب الأسلوب القوي " .. لكن بالتأكيد .. أصابتي التوتر الكبير ..

    - لقد كانت هُناك عداوة قديمة بين الإنتر واليوفنتوس .. وفي دفاع الإنتر كان هناك مدافعين شرسين للغاية , من بينهم ماتيراتزي , لا أحد اليوم في
    السيريا اي أستقبل بطاقات حمراء أكثر منهم , ماركو عرف بأسلوبه الخشن والقبيح .. بعد ذلك بحوالي سنة , وفي صيف عام 2006 ماتيرازي أشتهر
    بسبب مافعله في نهائي كأس العالم مع زيدان , وتعرضه للنطحة في الصدر .. ماتيراتزي كان يستفز ويلعب بعنف , يطلقون عليه لقب الجزار أحيانا ً ..

    - في الإنتر كان هناك إيفان كوردوبا , قصير لكنهُ كولومبي قوي .. تماما ً مثل ميهايلوفيتش , سينسيا كان صربيا ً , والصحف كتبت كثيرا ً عن ذلك قبل
    المباراة , وعن توقعاتها لوجود حرب للبلقان في وسط المباراة .. هذا كان هراء , مايحدث في الملعب لاعلاقة لهُ بالحروب .. انا وسينسيا لاحقا ً أصبحنا
    أصدقاء في الإنتر , ولم يكن يعنيني من أين جاء الشخص وماهي جنسيته .. لم أهتم بهذه الأمور وكيف لي أن أفعل ؟ عائلتي كانت عبارة عن فوضى
    فوالدي من البوسنة , وأمي من كرواتيا , والد أخي الصغير كان من صربيا .. لذلك لا , لم يكن الأمر يتعلق بحرب البلقان .. لكن ميها كان قويا ً بالفعل ..
    كان من افضل منفذي الركلات الحرة في العالم وكان يعتمد على إستفزاز خصومه , كان قد قال لباتريك فييرا : " Nero de merda " أيها الأسود القذر !
    كان ذلك في مباراة في دوري أبطال أوروبا , ولقد حدثت تحقيق كامل في ذلك حول عنصرية ميهايلوفيتش .. وفي مناسبة أخرى : ميها قام بركل
    ادريان موتو - زميلنا الحالي في اليوفي - والبصق عليه .. ولذلك تم إيقافه لثمانية مباريات .. كان لديه مزاح حاد .. كان أشبه بالقنبلة ..

    - لم أجعل من هذه الأمور حدثا ُ كبيرا ً , أعتدت على ان أبقي مايحدث في الملعب , في الملعب فقط .. هذه هي فلسفتي .. وبكل صراحة : سوف
    تتعرضون لصدمة كبيرة عندما تعلمون مالذي يحدث في الملعب .. لقد كانت شتائم وتهكم , وحرب مستمرة .. وماذكرتهُ حول لاعبي الإنتر , كان فقط
    لتعرفوا بأن ماسيحدث في تلك المباراة لم يكن من السهل التعامل معه .. مدافعي الإنتر بإمكانهم أن يلعبون بقوة وعنف وانا أدركت بأن المباراة تلك
    سوف تكون مباراة شرسة ولن تكون مجرد مباراة عادية .. كان هناك كرة وإهانات لي ولعائلتي .. تحدثوا عن عائلتي وعن شرفي , وكنت اقوم بالرد
    عليهم بقوة , لايمكنك الا أن تفعل ذلك .. إذا أنحيت أمامهم سوف يتم سحقك .. كان يجب علي ان استغل غضبي لكي أتعبهم في الملعب , حينها
    كنتُ قويا ً بدنيا ً وجاهز .. لم يكن من السهل مواجهة زلاتان , أبدا ً .. خاصة في ذلك الوقت الذي تطورت كثيرا ً فيه , لم أعد فتى اياكس المراوغ بعد
    الأن .. لقد اصبحت اقوى واسرع .. ولم أكن هدف من السهل القضاء عليه , إطلاقا ً .. مانشيني قال عني , قبل تلك المباراة : " إبرا ظاهرة , عندما
    يلعب بمستواه , يكون من المستحيل مراقبته
    " .. الله يعلم بأنهم حاولوا فعل ذلك .. حاولوا إيقافي بـ التدخلات العنيفة .. وكنت ارد عليهم بقوة أكبر ..

    - كنتُ وحشيا ً في تعاملي , كنت " المُقاتل " كما قالت الصحف .. بدأت المباراة وفورا ً في الدقيقة الرابعة حدث تصادم بيني وبين كوردبا بالراس ..
    سقطنا جميعا ً على أرض الملعب , نهضت مترنحا ً , في حين كوردبا نزف بشدة , خرج من الملعب ووضعت له بعض الغرز وعاد من جديد , ولم تهدأ
    الأمور على الإطلاق .. كان هناك شيء ما قادم .. نظرنا إلى أعين بعضنا بحقد كبير .. لقد كانت حرب , كانت مباراة أعصاب وعنف .. وفي الدقيقة 13
    من عمر المباراة حدث صدام أخر بيني وبين ميهايلوفيتش .. لم نعرف مالذي حدث , فجأة أدركنا اننا نستلقي على الأرض , ورؤوسنا قريبة من بعض
    في تلك اللحظة , دب الأردينالين فجأة بيننا , ميها حاول القيام بشيء ما , لكنني قمت بضربة بسيطة على رأسة , صدقوني , لو كنت اريد ضربة
    بحق , لم يكن ليستيقظ , لكنني أردت فقط ان أوضح له انني لا أهتم له : لن أنحني لك ايها الحقير ! .. ميها لم يرد , في الحقيقة أمسك رأسه وبدأ
    محاولة تمثيل مسرحية خاصة من أجل طردي .. لكنني لم أحصل حتى على مجرد إنذار .. الإنذار جاء بعد دقيقة من ذلك بعد إشتباك مع فافالي ..

    - لقد كانت مباراة عنيفة , لكنني رغم ذلك لعبت جيدا ً , وأشتركت في معظم هجماتنا .. لكن تولدو قام بمباراة عظيمة ضدنا .. تصدي لهجماتنا في
    كل مرة , حتى تأخرنا في النتيجة بهدف كروز .. حاول القتال من أجل العودة بكل مانملك , لكن لم يحدث ذلك .. حينها بدأت فكرة الإنتقام تحوم في
    الاجواء .. كوردوبا حاول أن يعيد لي مافعلته له , وركلني مع وركي وتحصل على إنذار .. ماتيراتزي إستمر في إستفزازي , وميها كان يعمل على
    تدخلاته العنيفة وكلماته السيئة .. ناضلت في طريقي .. قاتلت وقمت بتسديدة رائعة قبل نهاية الشوط الأول .. في الشوط الثاني سددت من بعيد
    وأصطدت الكرة بالمقص .. ثم سددت ركلة حرة وتصدي لها تولدو بأعجوبة .. الهدف لم يأتي .. وعندما تبقت دقيقة على المباراة , تقابلت مجددا ً مع
    كوردوبا , في ذلك الوقت وجهتُ له ضربة في الرقبة .. لم أعتقد انها ضربة خطيرة , توقعت انها جزء من الحرب على الملعب .. والحكم لم يرى
    مافعلته , لكن العواقب جاءت وخيمة .. خسرنا , وكان هذا أمر صعبا ً لوحدة , بالنظر إلى الجدول هذه الحسارة قد تكلفنا الأسكوديتو ..

    - بعد ذلك لجنة الإنضباط في الإتحاد الإيطالي قررت دراسة صور تدخلي مع كوردوبا , وقررت بناءا ً على ذلك إيقافي لمدة 3 أسابيع , وهذه كانت
    كارثة كبيرة .. سأفوت المباريات الهامة الأخيرة في الدوري , من ضمنها اللقاء الكبير ضد ميلان في 8 مايو .. شعرت بأنهُ لم تتم معاملتي بعدل في
    ذلك القرار : " لم تتم معاملتي بعدل " .. هذا ماقلتهُ للصحف .. كل تلك القذرات التي تلقيتها , وفي النهاية يتم إيقافي ! .. لقد كان أمرا ً من الصعب
    تقبله , وبالنظر لأهمية للفريق , إيقافي كان ضربة كبيرة للنادي بأكملة .. الإدارة قامت بحاولة الطعن في القرار , واستندت على المحامي لويجي
    تشيبيرو .. تشيبيرو كان مشهورا ً لدفاعه عن اليوفي في قضية المنشطات .. دافع عني وقال بأنني تعرضت للكثير من الاهانات في الملعب في
    تلك المباراة .. لويجي قام بالإستعانة حتى بـ قاريء للشفاه من أجل التأكد من الإهانات التي وجهها ميهايلوفيتش لي لكن الأمر صعبا ً , لأن أغلب
    ماقالهُ ميها كان باللغة الصربية - الكرواتية .. مينو رايولا خرج بعد ذلك وقال بأن ماقالهُ ميهايلوفيتش بشأني من الصعب أن يُذكر , لأنهُ تحدث بأمور
    سيئة عن عائلتي وعن أمي .. " رايولا مُجرد صانع للبيتزا " .. هذا ماقالهُ ميهايلوفيتش عن مينو رايولا بعدما سمع تصريحاته .. مينو لم يكن صانع
    للبيتزا قط , كان فقط يعمل في ذلك المطعم مع والديه ويساعدهم .. رايولا رد وقال : " أفضل مافي تصريح ميها انهُ أثبت مايعرفهُ الجميع مسبقا ً ..
    وهذا هو أنهُ مجرد غبي .. هو حتى لم ينفي تهجمهُ على زلاتان .. أنهُ رجل عنصري , ولقد أظهر هذا في مناسبات كثيرة قبل ذلك
    " ..

    - لقد كانت أمور متداخلة كثيرة .. كانت هناك الكثير من الإتهامات .. موجي - الذي لم يكن يخاف من اي شيء - أشار إلى وجود مؤامرة ضد اليوفي ..
    قال بأن الكاميرا التي أظهرت صورة تدخلي على كوردوبا كانت من الميدياسيت فقط , والميدياسيت شركة تابعة لبيرلسكوني , وبيرلسكوني بالطبع
    هو رئيس الميلان .. حتى وزير الداخلية الإيطالي جيوسيبي بيسانو تحدث عن الامر .. الذي أصبح الموضوع المفضل للصحافة في كل يوم .. لم يحدث
    اي شيء , وقرار الإيقاف تم تأكيده .. ولن ألعب اللقاء الحاسم ضد ميلان .. لقد كان موسمي ولم شيء أكثر من أكون مع الفريق وأسهم بتحقيق لقب
    الدوري , لكن الأن يجب علي مشاهدة مباراة الميلان من المدرجات .. لقد كان أمر ثقيلا ً علي .. لقد كانت هناك ضغوط كبيرة , والهراء كان يخرج من كل
    الصحف , ليس فقط عن قضية إيقافي , بل ايضا ً عن كل شيء حول الفريق , لهذا اليوفي قرر " الصمت تجاة الصحافة " .. تم منع اي شخص من
    النادي ان يتحدث للصحف .. لم يكن هناك اي أحاديث جديدة عن إيقافي أو عن اي شيء أخر .. الجميع كان يفضل الهدوء والتركيز على المباراة التي
    كانت تعتبر من أهم المباريات في أوروبا في ذلك الموسم .. كنا نحن والميلان متساوون بنفس الرصيد من النقاط , رصيدنا كان يبلغ 76 نقطة ..

    - لقد كان ذلك أشبه بفيلم رعب .. المباراة كانت عنوانا ً كبيرا ً للجدل في إيطاليا , لكن رغم ذلك , الأغلب كانوا يتفقون على شيء واحد : ميلان هو
    المرشح للفوز .. ميلان كان يلعب على أرضة , بوسط 80 ألف متفرج .. في حين كنت انا موقوف , وانا أعتبر أهم لاعبي الفريق في تلك المرحلة , مع
    إيقاف موتو ايضا ً , وإصابة زبينا وتاكيناردي .. لم نكن في أفضل حالاتنا لمواجهة الميلان الذي كان يمتلك خط دفاع مُذهل : كافو , نيستا , ستام , باولو
    مالديني .. مع كاكا في الوسط , وشيفشينكو وإنزاغي في الهجوم .. كان لدي نذير شر , لم يكن الأمر ممتعا ً عندما تجلس وتسمع الجميع يتحدث
    عن أن فورة غضب مني قد تكلف الفريق الدوري : " يجب ان يتعلم كيف يضبط نفسه , يجب ان يهدأ " .. الجميع كان يتحدث هكذا , حتى كابيلو ..

    - رغم ذلك الفريق كان مُتحفز بشكل لايُصدق .. الغضب مما حصل يبدو بأنهُ كان مُحفز لهم .. المباراة بدأت وبعد 27 دقيقة ديل بييرو إنطلق من الجهة
    اليسرى , لكن جاتوزو تصدى له , لاعب الميلان الذي يعمل أكثر من الجميع في الملعب , الكرة عادت بمستوى أعلى إلى ديل بييرو , الذي تحرك في
    تلك اللحظة بسرعة نحوها وقام بعمل كرة مقصية لتطير الكرة إلى منطقة الجزاء وتجد تريزيغية الذي سجل الهدف .. لكن المباراة كانت بعيدة عن
    النهاية .. وميلان بدأ يضغط بشكل لايُعقل .. في الدقيقة الـ 11 من الشوط الثاني إنزاغي إنفرد بالمرمى وسدد , لكن بوفون تصدى له , الكرة عادت
    من جديد لإنزاغي لكن زمبروتا تدخل مرة أخرى أمامه من على خط المرمى .. لقد كانت هناك فرص للفريقين , ديل بييرو سددت كرة جيدة إصطدمت
    بالعارضة , في حين ان كافو سقط يطالب بضربة جزاء .. كانت أمور تحدث كثيرا ً .. لم يتغير شيء في النهاية وفزنا 1-0 .. فجأة أصبحنا المرشحين
    من أجل تحقيق لقب الدوري .. بعد مدة ليست بالطويلة عدت لـ اللعب مجددا ً بعد الإيقاف .. إنزاح حمل ثقيل علي بعد نهاية الإيقاف ..

    - في الـ 15 من مايو , كنا نواجهة بارما في الديلي البي .. لقد كانت مباراة مهمة جدا ً والضغط كان عظيما ً علي .. ليس لأن هذه هي مباراة العودة
    بالنسبة لي , لكن ايضا ً لأن 10 مجلات رائدة إختارتني كثالث أفضل مهاجم في أوروبا بعد شيفشينكو ورونالدو .. كانت هناك احاديث ايضا ً عن إمكانية
    أن أحصل على الكرة الذهبية .. بكل الأحوال الأعين كانت ستكون تراقبني بشكل كبير , خاصة وان كابيلو وضع تريزيغية بطل لقاء الميلان على الدكة
    حينها شعرت بأنهُ يجب علي ان اقدم افضل مالدي .. عزمت ان لا أقوم بأي توقف او حماقات , أتضحت الأمور جيدا ً لي من المرة الأولى , أدركت أن
    كل كاميرا في العالم ستكون مصوبة تجاهي , عندما نزلت إلى الملعب سمعت الجماهير : " إبراهيموفيتش , إبراهيموفيتش , إبراهيموفيتش " ..

    - كنت جائع بشكل لايصدق لـ المباريات .. تقدمنا مبكرا ً ضد بارما بهدف مقابل لاشيء .. وفي الدقيقة الـ 23 من المباراة , ومن خطأ نفذة كامورانيزي
    بشكل جيد , وصلتني الكرة في منطقة الجزاء , وإرتقيت لها - في ذلك الوقت كان الجميع ينتقدني , يقولون أنهُ بالرغم من طولي , الا انني لا أجيد
    أستعمال رأسي للتسجيل - لكن في هذه المرة , ضربت الكرة برأسة بقوة كبيرة , سجلت .. وكان الأمر رائعا ً .. شعرتُ بأنني عائد .. وفقط قبل عدة
    دقائق من نهاية اللقاء , سطعت نتيجة الميلان وليتشي في المباراة الأخرى على اللوحة الإلكترونية 2-2 .. شعرنا بأن الأسكوديتو حينها إقترب منا ..

    - كان يجب علينا فقط الفوز على ليفورنو من أجل ضمان اللقب لكننا لم نحتاج لذلك لأن ميلان خسر في الـ 20 من مايو أمام بارما بـ 3-1 وأصبح لقب
    الأسكوديتو لنا بصفة رسمية .. أصبحنا الأبطال .. الناس كانوا يبكون في شوارع تورينو ,قمنا بالتجول في حافلة مكشوفة وبالكاد وصلنا إلى النادي لأن
    الناس كانوا في كل مكان .. يصرخون ويشجعون .. شعرت بأنني فتى صغير في ذلك الوقت .. ذهبنا للعشاء ومن ثم بدأنا الإحتفالات .. وعادة لا اشرب
    الكحول .. لدي ذكريات سيئة بشأن هذا الأمر .. لكن الأن هناك مناسبة عظيمة ويجب علي ان احتفل , لم يسبق لأي لاعب سويدي ان توج بالدوري
    الإيطالي منذ هامرين لاعب الميلان في 1968 .. ولم يكن هناك اي شك بذلك , لقد كنت مؤثرا ً في هذا اللقب .. تم إختياري اللاعب الأجنبي الأفضل
    في الدوري الإيطالي , واللاعب الأهم في اليوفنتوس .. لقد كان الأسكوديتو الخاص بي .. شربت وشربت , وكان هناك تريزيغية يحرضني : هيا , مزيد
    من الفودكا المزيد من الفودكا .. تريزيغية فرنسي , يريد ان يكون أرجنتينيا ً لانهُ ولد في الأرجنتين .. الفودكا كانت في كل مكان , كنت اشبه بالبيضه
    ولم استطيع تمييز نفسي .. عدتُ إلى المنزل في بياتزا كاستيلو وكان كل شيء يدور حولي .. فكرت في أن أستحم , لعل هذا يساعد , لكن الدنيا
    أستمرت بالدوران حتى بعد الإستحمام .. فورا ً حينما لمست الأرض , نمت مباشرة في حوض الإستحمام .. أيقظتني هيلينا وهي تضحك .. لكنني
    أخبرتها بأن لاتتحدث عن هذا الأمر أبدا ً .

  15. #15
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    Q8
    المشاركات
    14,291

    رد: انا زلاتان إبراهيموفيتش - Zlatan - النسخة العربية الكاملة ! للمبدع Mr.ZayEd










    الفصل الرابع عشر ( الكالتشيو بولي ) !



    - موجي كان كما هو , لايمتثل لأي شخص .. لكن رغم ذلك كان من الجميل التحدث ليه , فهو يجعل الأشياء تحدث , لقد كان مباشرا ً , ولديه القوة ليفعل
    الأشياء بكل سرعة .. حينها كنتُ أريد أن أتفاوض معهُ لأول مرة , وهذا كان أمرا ً مهما ً لي .. لقد أردت تحسين عقدي مع اليوفي , وفي الحقيقة لم أكن
    أحاول إستفزازه , بل خيرتُ أن أتعامل معهُ بأسلوب الإحترام واللباقة , وأن أعاملهُ كمايجب ان يُعامل شخص كبير مثله .. لكن الأمر كان هكذا : كنت في
    ذلك الوقت مع مينو , ومينو ليس بذلك الرجل الذي يفضل الإحترام .. إنهُ شخص مجنون , دخل فورا ً في مكتب موجي ووضع قدمية على طاولة موجي
    حينها صُعقت : " اللعـنة , موجي سيأتي قريبا ً , لاتفسد مفاوضات عقدي , تعال وأجلس معي هُنا " .. رد علي : " إخرس وكُن هادئا ً " ..

    - لم أكن أتوقع شيء أخر منه , مينو كان دائما ً هكذا , لكن هذا الفتى لديه مقدرة على التفاوض وانا أعرف ذلك , لقد كان أستاذا ً في المفاوضات في
    كل مرة .. رغم ذلك كنتُ متوترا ً من هذا التصرف , ولم أشعر بشعور جيد عندما دخل موجي إلى المكتب بالسيجار وهيئته المعروفة وصرخ : " ماهذا
    بحق الجحيم ؟ تجلسُ في مكاني ؟
    " .. مينو رد عليه : " أجلس وسنبدأ بالحديث " بالتأكيد مينو كان يعرف ماذا يفعل , لقد كانت هناك الكثير من الأمور
    بينهُ وبين موجي .. فيما بينهم كانت هناك مراحل طويلة من قلة الإحترام .. كانا يعرفان بعضهما البعض جيدا ً .. قمت بتحسين عقدي بشكل جيد جداً
    لكن ايضا ً حصلتُ على وعد كبير من موجي : إذا أستمريت باللعب بشكل جيد وكنتُ أكثر أهمية للفريق فإنني سوف أكون صاحب المرتب الأكبر في
    الفريق كله
    .. كنتُ سعيدا ً بذلك من موجي .. لكن هذا الوعد بدأ بالتجمد بعد ذلك , وتلك كانت أول إشارة على أن هناك شيء غير جيد سيحدث ..

    - في سنتي الثانية , جلست في معظم الأوقات مع أدريان موتو , في الفنادق والمعسكرات الخاصة بالفريق .. ولم أشعر بالملل إطلاقا ً معه ..
    موتو لاعب روماني , لكنهُ قدم إلى إيطاليا في عام 2000 مع الإنتر , ولهذا فهو يعرف إيطاليا جيدا ً ويعرف اللغة وجميع الأماكن الجيدة .. وهذا كان أمر
    ساعدني كثيرا ً أيضا ً .. موتو كان ايضا ً ممتع , يالها من قصص تلك التي مر بها ! كنتُ أستلقي على السرير وأستمع لقصصه التي حدثت معه وكنت
    أضحك على كل شيء يقوله .. لقد كان مضحكا ً تماما ً .. عندما إنتقل إلى تشيلسي كان يعيش في الحفلات ويحضرها في كل الأوقات , لكن ذلك لم
    يستمر طويلا ً , بسبب القبض عليه وإجراء فحص الدم له ووجود الكوكائين في دمه .. طُرد من تشيلسي ودخل في محاكمة ألحقت به أضرار كبيرة
    لكن عندما كان معي في اليوفنتوس كان قد تعالج وأصبح نظيفا ً مرة أخرى لهذا كنا نضحك على كل الجنون الذي كان يقوم به .. بإمكانكم أن تفهموا
    هذا الأمر , لأنني لم أذهب بعيدا ً في هذا الإتجاه : كيف كان سيبدو الأمر لو نمت مرة أخرى بحوض السباحة ؟!

    - وصلنا في اليوفنتوس باتريك فييرا , ومنذ اللحظة الأولى ,شعرت بأن هذا الفتى من النوع القوي .. لهذا لم يكن من سبيل الصدفة أن نتشاجر في
    التدريبات .. انا لا أضايق الضعاف , بل ضد الأقوياء , أصبح قويا ً .. وفي اليوفنتوس كنت اسوأ من أي وقت مضى .. لقد كنتُ محاربا ً .. في أحد التمارين
    كنت اركض بجانب فييرا الذي كانت الكرة بحوزته , صرخت عليه : " مرر لي الكرة بسرعة " .. كنت اصرخ عليه وانا بالتأكيد اعرف من هو فييرا , فييرا
    كان قائد الأرسنال وفاز معهُ بثلاث بطولات في الدوري الإنجليزي , كما كان بطل للعالم ولأوروبا مع المنتخب الفرنسي , لم يكن مثل أي لاعب , لكن
    رغم ذلك قمت بالصراخ عليه , وكنت أطلب الكرة لأنني في مكان جيد .. لكن ربما لم يكن من الأجدر ان يكون طلبي بهذه الحدة : " أخرس وأستمر
    بالجري
    " .. هذا رد فييرا علي .. قلت له : " أعطني الكرة وسوف أصمت " .. حينها بدأ الشجار بيننا وأضطر بقية لاعبي الفريق لـ إبعادنا عن بعض ..

    - هذا في الحقيقة لم يكن يعني سوى أننا جميعا ً من النوع الذي يريد الفوز فقط , كنت أعرف فييرا جيدا ً , إنهُ من ذلك النوع الذي يقدم كل شيء
    مهما كانت وضعيته في الملعب .. ولقد رأيت كيف قام بالرفع من مستوى الفريق .. في كرة القدم لايوجد أناس كثيرون يحظون بنفس الأحترام الذي
    أكنهُ لـ باتريك فييرا .. لقد كانت هُناك نوعية لاتصدق في طريقة لعبة .. وكان من الجميل حقا ً أن ألعب أمامهُ وامام نيدفيد .. في موسمي الثاني مع
    اليوفنتوس والذي بدأته أيضا ً بشكل جيد ..



    - ضد روما , أستقبلت كرة في منتصف الملعب من إيمرسون , لكنني لم أنزلها على الأرض , رفعتها بالكعب من فوق مدافع روما صامويل كوفور ..
    رفعتها عاليا ً ونظرت إلى منطقة روما ووجدتها خالية , لهذا إنطلقتُ مسرعا ً .. إنطلقت مثل السهم , وكوفور حاول أن يتشبث بي , لكن لم تكن لديه
    أي فرصة , حاول التشبث بقميصي لكنهُ سقط .. قمت بتهدئة الكرة إلى وضعية نصف طائرة .. أصبحت الكرة بمستوى قدمي , ورأيت حارس روما
    دوني يتقدم إلي , حينها سددت الكرة : بانق ! تسديدة قوية علقت في المقص .. " ماماميا , يالهُ من هدف " .. هذا ماقلتهُ بعد المباراة للصحفيين ..

    - كانت تبدو بأنها ستكون سنة جيدة لي , حصلت على الكرة الذهبية السويدية , التي تمنح لأفضل لاعب سويدي في السنة , كان الأمر جيدا ً , لكن
    ليس لمدة طويلة , لأن صحيفة الأفتونبلاديت أستضافت الحفل , وانا لم أنسى مافعلوهُ معي , لهذا قررت البقاء في المنزل .. حتى عندما إستضافت
    تورينو الألعاب الشتوية في العام الذي تلاه , كان الناس في كل مكان , كانت هناك الكثير من الحفلات في بياتزا كاستيلو .. كنتُ أجلس انا وهيلينا على
    الشرفة ونشاهد ماذا يحدث فقط .. قضينا أوقات ممتعة .. في ذلك الوقت أتذكر أننا قررنا ان نحظى بأطفال .. ليس قررنا , ربما القرار كان هو أن ندع
    الشيء يحدث متى ماراد ذلك .. لأن مثل هذه الأمور لايمكنك أن تقرر بشانها , لايمكنك ان تحدد متى ستكون جاهزا ً .. هي أمور فقط تحدث ..

    - كنا نذهب في بعض الأحيان إلى مالمو لزيارة أهلي .. هيلينا قامت ببيع مزرعتها , لهذا كانت تبقى معي في منزل والدي الذي إشتريتهُ لها في
    منطقة زفاجيرتورب .. أتذكر أنني في أحد المرات كنت ألعب الكرة في منزل أمي , وسددت الكرة بقوة , الكرة كان قوية جدا ً وسببت فتحتة كبيرة
    في الحاجز المتواجد في الحديقة , حينها غضبت أمي وقالت : " لنذهب لكي تشتري لي حاجز جديد , أنا وانت فقط " .. في هذه الحالات لايمكنك
    الا أن تكون مُطيعا ً .. لكنني ذهبتُ مع هيلينا ولسوء الحظ لم أتمكن من شراء جزء بسيط من الحاجز , إضطررت لشراءه كاملاً .. كان بحجم صغير
    لكن رغم ذلك لم يكن بالإمكان ان أحملهُ بالسيارة .. لهذا حاولت تقريبهُ فقط من المنزل , ومن ثم قمت بحملة لحوالي 2 كيلومتر على ظهري فقط !
    كان ذلك أشبه بالسرير الذي إشتراهُ لي والدي عندما كنتُ صغيرا ً وقمت بحمله .. وصلتُ إلى المنزل مُرهقا ً .. لكن أمي كانت سعيدة , وهذا كان
    هو الأمر المهم .. وكما قُلت , لقد حظينا بأوقات ممتعة حينها بالفعل ..

    - لكن كانت هناك مشكلة وهي أنني فقدت خفتي , بدأت أشعر بأنني ثقيل بعض الشيء , وصلتُ إلى 98 كيلوغرام , ولم يكن كل هذا الوزن مجرد
    عضلات فقط .. لقد كنتُ أكل الباستا مرتين في اليوم , هذا كان كثيرا ً جدا ً .. علمت ذلك , وقررت أن أخفض وزني في التدريبات ومن خلال حمية
    خاصة .. عملت بجد لكي أعود لحالتي الطبيعية .. لكن حتى أثناء ذلك الوقت كانت هناك بعض المشاكل الأخرى , مثال : مالذي يحدث مع موجي ؟!
    هل يلعب لعبة خاصة معي ؟ لم أكن أعلم .. كان من المقرر أن نفاوضه من جديد على عقدي , لكنهُ كان يتهرب دائما ً .. كان يضع الكثير من الأعذار
    في كل مرة , موجي لطالما كان يجيد التهرب والخدع .. لكن في هذه الأثناء موجي كان يتهرب بيأس : الأسبوع المُقبل , الشهر المُقبل , كان دائماً
    يضع شيء جديد , وفي النهاية مرضت من تصرفاته وقلت لمينو : " اللعـنة , يجب ان نقوم بالكتابة حالا ً , لايمكنني الإستمرار بهذا الشكل " ..

    - لقد كان بيننا إتفاق كنتُ أراه مُنصفا ً .. كنتُ أعتقد انهُ حان الوقت لكي نقوم بكتابة الإتفاق وتوثيقه .. أردت أن أتخلص من هذا الحمل , لكن لم
    يحدث اي شيء .. موجي كان يقول : " نعم نعم نعم , سوف نقوم بكتابة العقد في الأيام المقبلة " .. لكن لم يحدث اي شيء لانهُ كان يتهرب من كل
    هذا .. بدأنا باللعب في دوري الأبطال وكنا سنواجه بايرن ميونخ .. كانت المباراة في تورينو , وأثناء المباراة قابلت المدافع فاليرين إسماعيل , لقد كان
    خلفي في كل لحظة , قام بدفعي بشكل سيء في بداية اللقاء , ثم ركلته , وحصلت على بطاقة صفراء .. لكن الأمر لم ينتهي عند الحد , الدقيقة
    التسعين من عمر المباراة , أسقطني إسماعيل في منطقة الجزاء , وبالتأكيد كان يجب علي ان أكون هادئا ً , كنا متقدمي 2-1 وكانت المباراة على
    وشك أن تنتهي .. لكنني غضبت من إسماعيل لهذا قمت بضربة مرة أخرى , وحصلت على بطاقة صفراء ثانية وتم طردي .. كابيلو بالتأكيد لم يكن
    سعيدا ً بهذا الأمر , غضب كثيرا ً , وكان مُحقا ً في ذلك لأن هذا التصرف كان أحمقا ً وغبيا ً .. وكان من حق كابيلو ان يوبخني لهذا التصرف ..

    - لكن موجي , ماهي علاقتهُ بهذا الطرد ؟ لقد جاء وشرح لي أن عقدي الجديد لن يتم توقيعة , لانني أفسدت فرصتي بنفسي ! حينها جن جنوني
    وغضبت : هل سأفقد عقدي الجديد بسبب خطأ واحد ؟ .. : " اللعـنة , لن أوقع على مايريدهُ موجي .. أريد أن أنتقل " .. هذا ما أخبرتُ به مينو رايولا
    حينها الذي قال لي : " فكر بما تقوله , فكر " .. فكرت جيدا ً ورفضت التوقيع وهذا كان يعني الحرب ولاشيء أخر .. هذا يكفي , لايمكنني أن أتحمل
    الأمر أكثر من ذلك .. مينو حينها ذهب فورا ً إلى موجي وحذره : " إحذر من زلاتان , إنهُ عنيد ومجنون , أنت تخاطر فعلا ً بفقدانه " بعد ذلك بأسبوعين
    وافق موجي على العقد الجديد .. لم أتوقع اي تصرف مغاير , لم يكن ليخاطر بخسارتي .. لكن رغم ذلك , الأمر لم ينتهي بعد مع موجي ..

    - مينو قام بحجز عدة مواعيد معه , لكن موجي كان مستمرا ً في تجاهلها والتهرب منها , كان مستمر بوضع المزيد من الأعذار : سوف يسافر ومن
    ثم سوف يقوم بأعمال أخرى ووو .. حينها مينو إتصل بي , وأتذكر ذلك جيدا ً : " هناك شيء ما ليس على مايرام " .. قلت له : " ماذا تقصد ؟ " .. قال
    لي مينو : " لايمكنني أن أعرف مالمشكلة , لكن موجي غريب ! " .. بعد ذلك بفترة قصيرة , لم يكن مينو وحدهُ من أدرك هذا الأمر , فالجميع كان
    يدرك ان شيئا ً ما حدث , كان هناك شيء كبير يدور حول النادي , والأمر لم يتعلق فقط بـ لابو إلكان وقضيته التي كانت بداية الأمر .. لابو إلكان هو
    حفيد جياني أنيلي , قابلتهُ في عدد من المناسبات , ولم يكن هناك اي تواصل بيننا غير ذلك .. كان فتى يعيش بكوكبة الخاص , كان فتى لعوب يُعد
    رمز للموضة , وبالكاد يعرف بعض الأمور عن إدارة اليوفنتوس , حيث كان موجي ومعه جيراودو هم من يديرون النادي وليست العائلة المالكة , لكن
    رغم ذلك الفتى كان رمزا ً للنادي ولشركة فيات بشكل عام .. تم إختيارهُ لاحقا ً كأفضل من يرتدي الأزياء , ومهما كان الأمر , لابو إلكان فعل حينها
    شيء يعتبر وصمة عار عليه ..

    - لابو إلكان وجد قُبض عليه بعد جرعة زائدة من الكوكائين , ولم يتم القبض عليه مع أي شخص عادي : لقد تم القبض عليه مع متحولين جنسيا ً !
    في أحد الشقق في تورينو .. تم نقلهُ بسيارة إسعاف إلى المستشفى , رقد بغيبوبه هُناك , وإحتاج لجهاز تنفس صناعي .. الأخبار إنتشرت بشكل
    كبير جدا ً في جميع القنوات والصحف .. حينها قام ديل بييرو وبعض لاعبي اليوفنتوس بالظهور وإعلان دعمهم لـ لابو إلكان .. بالتأكيد , هذا لم يكن
    لهُ علاقة بكرة القدم في اليوفنتوس , لكن بعد هذه الحادثة , كانت هُناك رائحة لكوراث قادمة في النادي ..

    - ليست لدي أي فكرة عن الوقت الذي عرف فيه موجي بالشبهات حوله , لكن بالتأكيد موجي تم إستجوابة بوقت طويل قبل حدوث كل هذه الأمور ..
    وكما علمت , الأمر كلهُ بدأ من قضية المنشطات تلك .. الشرطة بعد تلك القضية قامت بمراقبة إتصالات لوتشيانو موجي , وحينها سمعت أشياء ربما
    ليس لها علاقة بقضية المنشطات , لكنها كانت مشبوهه : سمعوا بأن موجي كان يحاول الحصول على الحكام " المناسبين " لليوفنتوس .. بالتأكيد
    قاموا بـ إتهامه بهذا , وعلى مايبدو بأنهُ سقط في النهاية .. على الرغم من أنني لا أعطي أي أهمية لهذه الأدلة , انا مقتنع تماما ً بأن الفكرة الأصح
    هي ان اليوفنتوس كان الرقم واحد في ذلك الوقت .. وكما يحدث دائما ً , عندما يسيطر الفريق الأول , يبدأ الثاني في محاولة جره للوحل ولم أتفاجأ
    بأن هذه الأمور حدثت عندما فزنا بالدوري .. كان الأمر يبدو سيئا ً , أثرت علينا هذه الأخبار مباشرة .. الإعلام عامل القضية وكأنها حرب , لكن انا كما
    قلت كنت أعتبره مُجرد هراء : من هم الحكام الذين قاموا بتفضيلنا ؟ بربكم ! لقد كُنا نقاتل في الملعب .. لقد خاطرنا بأقدامنا ولم نحظى بأي تشجيع
    من قبل الحكام , لم أكن طوال حياتي في وفاق مع الحكام .. لم أحظى بهم بجانبي , أبدا ً , انا كبير على هذه الأمور .. إذا كان هناك شخص يصرخ
    علي في الملعب , فاننا أقف ثابتا ً امامه , لكن إذا زأرتُ في وجهه , فإنهُ يطير لأربعة أقدام .. كان لدي جسدي وطريقة لعبي معي ..

    - لم أكن أبدا ً صديق للحكام , ولم يكن هناك اي لاعب من فريقي صديق لهم , لا لا , لقد كنا الأفضل فقط وهذه محاولة لـ حرماننا من ماحققناه ..
    هذه هي الحقيقة .. بالإضافة إلى الجوانب العديدة المُظلمة في تلك التحقيقات , مثلا ً : كانت التحقيقات تُقاد من قبل جويدو روسي , الرجل المقرب
    جدا ً من الإنتر ..
    والإنتر وجد تسهيلات كثيرة حينها .. اليوفنتوس كان هو المُجرم الأكبر كما تم تصويره .. الميلان والفيولا ولاتسيو وبعض الفرق وجدت
    مُذنبة , لكن الأسوأ كان لنا بسبب مكالمات موجي التي تمت مراقبتها وتفحصها تماما ً .. لكن رغم ذلك , الأدلة لم تكن قوية أبدا ً .. حسنا ً , هذا الأمر
    لم يكن جيدا ً , لان موجي كان يظهر بأنهُ قد وضع بعض الضغوطات من أجل إختيار بعض الأشخصا الجيدين لإدارة لقاءات اليوفنتوس وبإمكانك سماع
    طريقة غضبه عليهم في المكالمات , من بينهم حكم اسمهُ فانديل , والذي أدار لقاء اليوفنتوس ضد جورجاردين .. ايضا ً ظهرت أحاديث عن أن بعض
    الحكام تم إحتجازهم من قلب موجي في غرف الملابس وتوبيخهم بعد خسارتنا من ريجينا في نوفمبر 2004 .. ايضا ً تم إدخال البابا في القضية لأنه
    في ذلك الوقت كان يحتضر ولم يكن من المُقرر ان تلعب اي مباريات لأن البلد كلهُ يتعقب قضية البابا .. لكن موجي كان يحاول الترتيب والضغط على
    بعض الجهات لكي تلعب المباراة على أية حال , لأن خصمنا الفيولا كان يفتقد لاعبين مصابين , ولاعبين موقوفين .. لم تكن لدي فكرة عن حقيقة ما
    كان يجري , لكن بصراحة , هذه امور تحدث كثيرا ً , وحقا ً : من لايغضب من الحكام ؟ ومن هو الشخص الذي لايعمل لأجل مصلحة نادية ؟! ..

    - لقد كانت زوبعة كبيرة , كانت تلك القضية تسمى دائما ً بـ " موجي بولي " .. وبالطبع أسمي دخل في القضية , وفي الحقيقة لم أتوقع أن هذا لن
    يحدث .. عرفت بأنهُم سيختارون افضل لاعبي النادي ليدخلونهم في القضية .. لقد كان يتحدثون عن أن موجي كان هو من تدبر عملية إنتقالي لأياكس
    من خلال تحريضي للشجار مع فان دير فارت , كانوا يقول بأنني قمت بترتيب هذا الأمر معه لكي أسهل من عملية إنتقالي من اياكس .. لكن هذا كلهُ
    هراء .. الشجار كان بيني وبين فان دير فارت فقط , ولم يتدخل في أي شخص .. لكن بكل الاحوال , في ذلك الوقت كان بالإمكان قول أي شيء ..

    - في 18 مايو تلقيت إتصالا ً , كنت انا وهيلينا في مونتي كارلو مع اليكساندر اوستلاند وعائلته .. تم إخباري من خلال الإتصال ان الشرطة تنتظر عن
    باب منزلي وتريد الدخول , لقد كان لديهم ايضا ً أذن لتفتيش الشقة بشكل كامل .. وماذا يمكنني أن أفعل ؟ غادرت مباشرة , طرتُ إلى تورينو بغضون
    ساعة وقابلت الشرطة هُناك , ويجب علي القول انهم كانوا محترمين للغاية , كانو يهتمون بعملهم فقط .. لكن هذا الأمر لم يعجبني .. قاموا بالتدقيق
    على جميع المبالغ التي وصلتني من اليوفنتوس , وسألوني لو كنت قد أستقبلت أموال غير مسجلة من النادي , وأجبتهم بالحقيقة : " أبدا ً " ثم
    إستمروا بالبحث , في النهاية قلت لهم : " هل تقومون بذلك حقا ً ؟ " .. لقد أخرجت جميع أوراق حساباتي المصرفية وايضا ً حسابات هيلينا , وفي
    النهاية تركوها وخرجوا وقالوا لي : " شكرا ً , نحن نُحب طريقة لعبك " ..

    - موجي , بيتيغا وجيراودو قدموا أستقالتهم , كان يبدو الأمر غريبا ً , لكنهم علقوا في الوحل , موجي قال للصحف : " أفتقد لروحي , لقد قُتلت " ..
    في اليوم التالي سُحقت أسهم اليوفنتوس في بورصة ميلانو .. حينها كان لدينا إجتماع في ستايركيسال في صالة الجمنازيوم ولم أنسى تلك اللحظة
    عندما جاء إلينا موجي , خارجيا ً كان يبدو كما هو دائما ً : يلبس بشكل رائع ويبدو قويا ً .. لكن من جاء كان موجي أخر , جاء فورا ً وتحدث عن قضية أبنه
    الذي تورط ايضا ً في القضية بطريقة ما .. كان يتحدث عن هذا الأمر ويتحدث عن هجوم تم شنهُ عليه .. وكنتُ أوافقه , أبنه أمر شخصي لايتعلق بكرة
    القدم وأمورها .. لكن ما أثر بي حقا ً : منظر موجي عندما بدأ يبكي .. لقد أحسست بذلك فورا ً بداخلي .. لم يسبق لي وأن رأيت موجي ضعيفاً أبداً ..
    لقد كان دائما ً يتحكم بزمام الأمور .. كان يمثل الطاقة والقوة .. لكن ايضا ً .. كيف يمكنني أن أشرح لكم ؟ قبل فترة قصيرة فقط كان موجي هو من
    يقوم بتأخير موعد تجديد عقدي في كل مرة , والأن ! أنا من يشعر بالأسف له .. شعرت بأن العالم إنقلب رأسا ً على عقب وربما لم يجدر بي أن أقوم
    بإزعاجة من خلال لومه : يجب ان تلوم نفسط فقط ياموجي .. لكنني فعلا ً عانيت معه .. من المؤلم رؤية شخص مثله يسقط .. فكرت بهذا الأمر
    كثيرا ً بعد ذلك وبغض النظر عن التفكير المعتاد : لايمكن ضمان اي شيء , سندخل في حقبة جديدة .. فكرت بالتالي : لم قام موجي دائماً بتأجيل
    موعد تجديد عقدي ؟ لماذا كان يتهرب في كل مرة ؟ كل كان لوتشيانو موجي يحميني ؟! ..


    - بدأت اصدق أنهُ فعلا ً كان يحميني , لا أعلم لكنني صدقت هذه الفرضية .. موجي علم بأن هذا الأمر قادم لا محالة , وعلم بأن اليوفنتوس لن
    يبقى كما هو , وبالتالي علم بأن أمري سوف ينتهي في حال ربطني بعقد جديد مع النادي .. العقد الجديد كان يعني بأنني سأبقى في اليوفي مهما
    حدث .. وهذا ليس جيدا ً لي , وأعتقد ان هذا ماكان يفكر فيه موجي .. موجي ربما ليس ذلك الشخص الذي يهتم بالقوانين ولايتجاوز الإشارات , لكنه
    مدير رياضي لديه مهارات كبيرة في التعامل , موجي يهتم بلاعبي فريقه جيدا ً .. أعرف هذا , بدون موجي مسيرتي ربما كانت ستأخذ طريق أخر ..
    أشكرهُ على ذلك .. عندما كان العالم كلهُ ينتقده , وقفت بجانبة .. أنا أحب هذا الشخص , لوتشيانو موجي ..

    - اليوفنتوس كان سفينة غارقة , كان الحديث مستمر عن هبوط الفريق للسيريا بي وربما السيريا سي .. كان الأمور قد وصلت لذلك الحد , ونحن لم
    نكن نفهم جيدا ً : هل يقوم اليوفي ببناء فريق قوي مثل ذلك الفريق , ويفوز ببطولتي دوري , ومن يخسرها بسبب أشياء لم تكن تعني اي شيء
    للمباريات التي لعبناها في أرض الملعب ؟ لقد كان هذا الأمر كثيرا ً جدا ً علينا لنتقبله .. في ذلك الوقت كانت الإدارة الجديد قد أستلمت زمام الأمور
    وأتذكر مكالمة مُبكرة من اليسو سيكو .. اليسو سيكو كان إداري في فريق كرة القدم , كان من اوئلك الذين يتصلون بي ويخبروني بمواعيد تدريبات
    الفريق : " غدا ً سنبدأ عند العاشرة والنصف , كُن على الموعد " .. فجأة أصبح مديرا ً رياضيا ً , كان هذا جنونا ً .. ولقد واجهت صعوبات كبيرة في
    تقبلة بالمهمة الجديدة .. لكن في أول مكالمة بيننا .. أعطاني تلك الكلمات : " إذا وصلك أي عرض يازلاتان , إقبله , إنها نصيحتي لك " .. كان ذلك
    أخر صوت سمعته له .. بعد ذلك بدأت افهم الأمر .. اللاعبين خرجوا من الفريق الواحد تلو الأخر : تورام وزمبروتا لبرشلونة .. كنفارو وإيمرسون إلى
    ريال مدريد .. فييرا إلى الإنتر .. وجميع من في الفريق كان يتصلون بوكلائهم : " يجب ان تقوم ببيعي , ماهي الفرص المُتاحة " ؟ ..

    - لقد كان الأحباط يعم في الأجواء , كانت الفوضى تعم المكان وكلمات سيكو يبدو بأنها أعطتني الفكرة التي تدور في النادي وهي أن تبدأ بالبحث
    عن نادي جديد مدى الحياة .. الإدارة بعد ذلك بدأت تحاول الحفاظ على من بقي من لاعبين , وحاولت ان تستغل كل ثغرة في عقود اللاعبين من أجل
    أن ترغمهم على البقاء : ماحدث كان كابوسا ً سيئا بالنسبة لي , كنت في بداية إنطلاق مسيرتي , كنت على وشك أن أنطلق على مستوى العالم ..
    هل سنتهي كل شيء الأن ؟ فكرت في ذلك .. وقررت : يجب ان أستمر بالقتال , لايمكن أبدا ً أن اضيع سنة أو سنتين في السيريا بي .. وبالمناسبة
    الأمر قد يستغرق وقتا ً أطول من ذلك : انت تحتاج لسنة لكي تعود , ومن ثم تحتاج لسنتين او أكثر لكي تبدأ بتعديل أوضاعك وتصل لدوري الأبطال ..
    وحتى حينها ربما قد لايكون لديك فريق تنافسي .. كنتُ على وشك أن أفقد أفضل سنواتي كلاعب كرة قدم , لهذا إتصلت بمينو وأخبرته : " أفعل اي
    شيء لكن فقط أخرجني من هُنا
    " .. " أنا أعمل على ذلك يازلاتان " .. قلت له : " من الأفضل أن تفعل ! " ..

    - وصل يونيو 2006 .. هيلينا كانت حامل , وكنتُ سعيدا ً بذلك .. الطفل كان من المتوقع ان يأتي في نهاية سبتمبر , لكن رغم ذلك كنت رجل بدون
    موطن , مالذي سيحدث : لم أكن أعرف ! .. في ذلك الوقت كنت ذاهب إلى ألمانيا للمشاركة في كأس العالم مع المنتخب السويدي .. عائلتي كلها
    كانت ستذهب معي : أمي وأبي , سابكو وسانيلا وزوجها وايضا ً كيكي .. وكالمعتاد , كنت سأرتب لهم كل شيء : الفنادق والتذاكر والطيران وكل
    شيء من أموال وسيارات ايضا ً .. في أخر يوم قبل الرحلة ابي قرر البقاء .. لهذا كانت هناك فوضى كبيرة حول تذاكره : من سوف يأتي في مكانه
    ومن سيأخذ تذاكرة .. لا أحد يمكنه القول حينها أنني كنت أعيش بتوازن مع كل مايحدث .. بعد ذلك ايضا ً شعرت بالألم في فخذي , نفس الإصابة التي
    أجريت لها العملية في أياكس .. تحدثي إلى إدارة المنتخب , وقرروا بأنني سوف ألعب .. لقد كان لدي مبدأ : " إذا ساءت الأمور لايمكنني أن ألوم
    الإصابة , فهذا فقط أمر سخيف
    " .. ما أعنيه , هو أنهُ إذا لم تكن بحالة جيدة , لماذا ستلعب إذا ً ؟ التبرير سيكون خاطئا ً مهما كانت طريقتة .. عليك
    فقط أن تنطلق رغم الإصابة , على الرغم من أنها كانت سيئة على غير المعتاد ..

    - في الـ 14 من يوليو , جاء الحكم النهائي : تم سحب لقبي الدوري من فريقنا , تم حرماننا من المشاركة في دوري الأبطال , والأهم من هذا كله
    هو أننا سنهبط إلى السيريا بي , وسنبدأ المنافسة هُناك بخصم كبير من النقاط , ربما ثلاثين نقطة , حينها مازلت باقي على متن السفينة الغارقة .


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •