مهما تعددت الظروف والأسباب فإن الإصلاح السياسي هو مطلب شعبي لدى جميع المواطنين في سائر الوطن العربي على مختلف إنتماءاتهم إلا المستفيدين منه .

وإن تمايزت به النخب وتحدثوا فيه بصوت مسموع فإنه إرضاء لمواطنيهم ولأن الوسائل الإعلامية من منابر مختلفة وصحف متاحة لهم .


ولكن هذا لايعني ان المواطن المغلوب على أمره صامت بل أن تقصير الدولة عن تحقيق واجباتها تجاهه تتيح له التعبير عن إنتقاده وسخطه اليومي فيما نلاحظه في المقالات والتحقيقات الصحفية اليومية التي تعكس رأيه ، وفي معاناته الدائمة عند كل أزمة سير تؤخره عن عمله ، أو إنقطاع الكهرباء أو المياه عن منزله ومتجره ،أو عند شراء أي سلعة غذائية أو حاجات حياتية تفوق قدراته المالية ، أو عند الحاجة للإستشفاء مع عجزه التام عن تأمين الدواء فكيف بكلفة المستشفى ، أو عند افتتاح العام المدرسي وبدئه وما يعني ذلك من أعباء مادية مرهقة إضافية وهو العاجز عن تأمين مستلزمات أولاده من مأكل وملبس ، أو في مواسم الأعياد ، أو في عدم حصوله على عمل يؤمن به لقمة عيشه اليومية مع تفشي البطالة وعدم مد يد العون من الدولة إليه .

والسؤال المطروح هو لماذا لم نعد نلحظ من تحرك علني للمواطن وتجمع في الساحات العامة أو أمام المؤسسات الحكومية وغياب التظاهرات للمطالبة بحقوقه والتعبير عن مواقفه كما في السابق ؟

والجواب أنه لابد من قيادة للتحرك تأخذ بيده ، وقد اندمجت معظم الأحزاب في الدولة وكذلك هيئات المجتمع المدني مقابل مصالح خاصة من وظائف ومنافع من السلطة أو ممثليها أو المقربين منها فداست مطالب مواطنيها الذين هم أكثر وعياً منها لأنهم يسعىون إلى التعبير السلمي مع هول المصائب التي تلف العالم العربي من عدون إسرائيل الدائم على فلسطين ولبنان ومآسي العراق بفعل الإحتلال الأمريكي التي ملأت المواطن العربي بالمرارة بحيث بات يخشى من تصعيد تحركه خوفاً من أن يستغل من عدو الخارج مع تكالبه المستمر لتفتيت هذه الأمة لمصالحه .

إلا أن مشاركة المواطن الإنتخابية هي أكبر دليل على توخيه الإصلاح السياسي والتطلع نحو الأفضل لتحسين أوضاعه مع تنوعيه لنواب البرلمان ،عند كل مشاركة إنتخابية ، وفق برامجهم المعلنة التي لاتلبث أن تضحى أوهاماً في بيداء لايعرف لها ساكن رسماً .

والمواطن في هذه الحالة وقد خاب أمله في من اختارهم لتمثيله لايملك إلا لسانه وقلبه في الشكوى لله والإنتقام من المقصرين بحقه ، وذلك أضعف الإيمان أمام سوط السلطة وهراوتها التي لاترحم أفواه الجياع إن طالبوا بلقمة عيشهم .