(1)
لاشك أن الثلاثاء 12 يناير 2010 كان مرعبا في هاييتي..
ولا شك أن كل "إنسان" يتعاطف مع "الإنسان" هناك..
(2)
المشهد في هاييتي هو : قتلى..مشردين..مفقودين..هلع..رعب..خوف..استغلال..هدم ..هدر..سرقات..
انهيار للحكومة..مستشفيات تمتلئ..ومستشفيات تعجز..ومرضى ينتظرون!
هذا المشهد يبدو مألوفاً..!!
(3)
أيها الأصدقاء في هاييتي..
أيها الأصدقاء في كل العالم..
ذات المشهد الذي تتناقله لكم – اليوم - وكالات الأنباء العالمية تخفيه عنكم وكالات الأنباء – ذاتها – عندما يكون في ارض فلسطين!
واذا كنتم تذوقتم مرارة العذاب خلال أيام فالفلسطينيين يتذوقونه كل ساعة منذ أكثر من نصف قرن!!
(4)
أيتها الأم الهاييتية :
هل فقدتي ابنك/بنتك/منزلك/ذكرياتك/أشيائك الثمينة..؟
لاتجزعي..
فهناك العديد من الأمهات يفقدن كل "ملذات" الحياة في كل ساعة في فلسطين!
هل رأيتي الأطفال يصرخون مذعورين؟!
هل رأيتي الفتيات يهرولن في كل مكان؟!
هل رأيتي الشباب صرعا؟!
هل رأيتي الكهول يبكون؟!
هذا المشهد ياسيدتي تمنحه لنا اسرائيل يومياً مع "قبلات" الذل..؟!
وتنظر إليه "العين" العربية بـ"برود"!
(5)
أيها الرئيس الهاييتي..
القتلى يقتربون من الستين ألف..
وربع مليون في عداد المصابين..
ومليون ونصف بلا مأوى!
ومقر حكومتك انتقل إلى مركز للشرطة!
ومطارك الدولي سلمته للجيران!!
قف أمام المرآة..
وقل لنفسك :
لم تقتل عائلتي بدم بارد!
ولم يضرب شعبي المحاصر بقذائف الفسفور الأبيض..وقذائف الدايم..والأسلحة المحرمة التي سببت مواليد مشوهين!
ولم تغلق "المعابر" دون الطعام والدواء!
قل لفخامتك كل هذا..!
وتعال لتقتسم "الألم الحقيقي" مع طفل فلسطيني!!
(6)
أيها العالم..
بـ"إحدى أكبر عمليات الإنقاذ" – حسب أوباما - هرعتم لنجدة هاييتي..
ولم تحركوا ساكنا تجاه "غزة"..!
ولم تسكنوا متحركا تجاه القدس!
مع أن الألم واحد..
(7)
كارثة "هاييتي" طبيعية!
في "غزة" ليست طبيعية!
(8)
المشهد واحد..
"النظرة" : تجعله مختلفاً!
(9)
لماذا يدعي العرب أنهم أهل الإحسان إلى "الجار" ؟؟!
التاريخ المعاصر "يكذّب" هذا..!
ليست المرة الأولى - ولن تكون الأخيرة - التي يهرع الغرب من أجل "الجار"..!
و"الحليف" الذي ليس بـ"جار"!!
بينما العرب....أو..يكفيكم شر "بينما"!
(10)
أيها الأصدقاء في "كل" العالم..
أربعة أيام في "هاييتي"..
هي نصف قرن..في "فلسطين"!!
منصور الضبعان
كاتب سعودي