نهاية حزينة للأزرق تفتح آفاقاً نحو المستقبل
ما قصرتوا
قدر الله وما شاء فعل.. وانتهى الحلم في خليجي 19 بخسارة الأزرق أمام شقيقه السعودي صفر1/ في نصف النهائي الذي أقيم أمس في العاصمة العمانية مسقط.
نعم قدر الله وما شاء فعل.. لأن خسارة الأزرق أمام شقيقه السعودي لا تعني النهاية بل هي بداية لبدء التفكير في استقرار فني وإداري يتيح أمامنا فرصة لبلورة هوية منتخب للمستقبل قادر على أن يكون أكثر من حصان أسود في بطولة ما وإنما فرس السبق الذي يراهن عليه الجميع، وهو ما لم يكن متاحاً في هذه البطولة التي خاضها الأزرق وسط ظروف صعبة تعامل معها الجهاز الفني بواقعية ليصل إلى الدور قبل النهائي حيث كانت الأمور أكثر صعوبة ومناخها أشد عصبية يحتاج إلى تعامل معين ومحدد.
في الأمس كانت الآمال كبيرة والأحلام متنامية فهي 90 دقيقة وكل شيء ممكن لكن الواقعية لم تكن في صالح الأزرق لأن خطأ في التنظيم الدفاعي في الدقيقة 63 كلفه هدفاً من قدم أحمد فريدي الذي تلقى تمريرة من تيسير الجاسم الذي اخترق الجبهة اليسرى بسهولة.
هذا الهدف وضع الأزرق في وضعية لم تمر عليه في البطولة وهي أنه يخوض بقية الدقائق وهو متخلف بهدف وهو أمر فرض على الجهاز الفني إجراء تعديلات على التشكيلة وخاصة في الشق الهجومي إلا أن التسرع وسوء حالة بعض البدلاء كانا سمة الأداء في الدقائق الثلاثين الأخيرة.
وكان الأزرق قد بدأ المواجهة بنفس النسق الذي أدى به خلال مبارياته السابقة وهو الالتزام والانضباط التكتيكي وعدم ترك المساحات.. وقد فاجأ المدرب محمد إبراهيم الجميع عندما دفع بعلي مقصيد في التشكيلة الأساسية ضمن نهج 2/4/4 ولكن ماكان لافتا هو التوظيف الذي تم للاعبي خط الوسط حيث تحول صالح الشيخ للجبهة اليمنى وعلي مقصيد في الجبهة اليسرى مع ترك بدر المطوع متمركزاً في مقدمة الجبهة اليمنى. ووضح من خلال هذا التوظيف أن الجهاز الفني كان يرغب في وضع نظام محدد للبناء الهجومي يقوم على نقل الكرة المرتدة السريعة على الأطراف وقد نجحت هذه الاستراتيجية في احتواء الأداء الهجومي السعودي حيث لم يجد ثنائي الهجوم ياسر القحطاني ومالك معاذ مساحات ولا أتيح للاعبي الوسط السعودي الاستحواذ المطلق.
نقطة التحول في المباراة على الجانب التكتيكي في الشوط الثاني كانت عند تسجيل المنتخب السعودي هدفه اذ اضطر المدرب محمد ابراهيم إلى اجراء تغييرات هجومية فيها جرأة كبيرة عندما دفع بوليد علي وخالد خلف بديلين لصالح الشيخ وعلي مقصيد ثم تبعه باشراك فهد الرشيدي بدلا من نهير الشمري واناط بجراح العتيقي دوراً دفاعياً ليتحول الاداء إلى 3/3/4 لكن هذه النزعة الهجومية لم يكتب لها النجاح لان الفريق السعودي كان منتشرا بصورة ايجابية ما فرض على لاعبي الازرق ارسال كرات طويلة بدلا من تنظيم هجمات لاستغلال الكثافة الهجومية ولذلك لم تكن هناك خطورة كويتية منذ ان اهتزت الشباك.
وربما كانت رؤية المدرب ابراهيم في ابقاء المهاجم احمد عجب غير الموفق في هذه البطولة لها ما يبررها كونه يخدم الاسلوب التكتيكي ولكن نعتقد ان المدرب محمد ابراهيم صبر على عجب كثيرا وخاصة في الشوط الثاني الذي توارى فيه عجب وسط الدفاعات السعودية وهو ما ادى إلى مضاعفة اداء بدر المطوع الذي استنزف جهده في التحرك القطري دون ان يجد مساعدة من عجب المستسلم.
وما كان يبدو متاحاً ان يدفع ابراهيم بفرج لهيب الذي يجيد التمركز والاستحواذ على الكرة والمشاركة في بناء الهجمة وهو ما كان يحتاجه الازرق في الشوط الثاني وتحديداً بعد الهدف.
بشكل عام فان الاداء السلبي لبعض البدلاء وخاصة وليد علي الذي لم يساهم في الاداء كليا يحتاج إلى مراجعة من اللاعب نفسه الذي يخذل المدرب والجماهير للمرة الثالثة.
اما الازرق فلم يخذل جماهيره وانما خذله عامل الوقت والازمات التي عصفت به ومن قام عليها لتكتب النهاية الحزينة ويبقى وميضا في اخر النفق.
الجوهر يشيد بالأزرق
حيا المدرب السعودي الوطني ناصر الجوهر منتخب الكويت مؤكداً بأنه كان يتمنى أن يواجه الأزرق ومدربه الوطني محمد إبراهيم في النهائي لتأكيد جدارة المدرب الخليجي.
وأشاد الجوهر بما قدمه الأزرق في الدورة وقال: «قدم الأزرق أداءً مميزاً وكان نداً لجميع الفرق التي واجهها رغم قصر فترة إعداده وبجهود من مدربه محمد إبراهيم وباعتقادي أنه لولا وجود الكويت في الدورة لما ظهرت المنافسات بهذه القوة ولما حظيت بهذا الزخم الإعلامي والجماهيري».
وكشف الجوهر أنه درس المنتخب الكويتي جيداً وأنه عمل على السيطرة على عناصر مؤثرة في الفريق الكويتي وهما بالتحديد بدر المطوع ومساعد ندا وهو ما أسهم بقتل الهجمات الكويتية.
»زين« حملت الجماهير لمساندة الأزرق
كتب جراح الدبيسان: آزرت شركة زين للاتصلات المتنقلة منتخبنا الوطني لكرة القدم عن طريق توفير طائرة خاصة لنقل الجمهور الكويتي لحضور مباراة الكلاسيكو التي جمعت منتخبنا الوطني والمنتخب السعودي الشقيق في نصف نهائي كأس خليجي 19 المقامة حاليا في العاصمة العمانية مسقط.
واكد فراج الرشيدي مسؤول الرحلة حرص شركة زين ومجلس ادارتها على دعم الرياضة الكويتية بشتى مجالاتها وخصوصا كرة القدم التي لها طابع خاص لدى الجماهير الكويتية.
ندا يعتذر للجماهير
قدم مدافع الازرق مساعد ندا اعتذاره للجماهير الكويتية على عدم تمكن المنتخب من بلوغ المباراة النهائية للدورة.
وقال ندا: «كنا نأمل في ان نهدي جماهيرنا الوفية سواء التي زحفت خلفنا إلى مسقط او التي كانت تدعو لنا في الكويت انجازاً بتأهلنا للنهائي ولكن قدر الله وما شاء فعل ولم يكتب لنا الفوز بالمباراة ونعد الجماهير ببذل المزيد من الجهود لاسعادها في اقرب فرصة».
الرشيدي: الوعد جدام
عبر المهاجم الرشيدي عن حزنه الشديد لخروج الأزرق من الدور الأول بعد خسارته من السعودية وقال: منتخبنا قدم مباراة جيدة وسيطر على مجريات المباراة إلا أن الحظ وقف ضده والدليل الفرص التي سنحت لنا وأطلب من الجماهير أن تعذر اللاعبين عن هذه الخسارة خصوصا وأنهم اجتهدوا خلال المرحلة الماضية وتفوقوا على أنفسهم على الرغم من الظروف التي يعانون منها وأبرزها قصر فترة الإعداد بعكس الفرق الأخرى.
ووعد الرشيدي بتعويض هذا الخروج في البطولات المقبلة لاسيما وأن الأزرق كسب لاعبين لهم مستقبل باهر في المستقبل القريب مثل علي مقصيد وطلال نايف ومحمد راشد.
اجراءات صارمة
تفرض الجهات الأمنية المنظمة للدورة اجراءات صارمة لمنع دخول عدد من الادوات إلى مدرجات الملاعب ومن بين الممنوعات معلبات المشروبات غير الكرتونية (علب العصائر المعدنية، وعبوات المياه المعدنية، وعبوات المشروبات الغازية الزجاجية).
الجمهور حيا اللاعبين
في مشهد حضاري رائع قام الجمهور الكويتي الذي ساند المنتخب والذي يقدر بأكثر من ألفي متفرج بتحية اللاعبين بحرارة بعد المباراة.
وهتفت الجماهير للفريق ولمدربه الوطني محمد إبراهيم طويلاً في إشارة إلى رضاها عما قدمه الفريق في الدورة رغم قصر فترة إعداده مقارنة بالمنتخبات الأخرى.
كنكوني: اللاعبون رجال بمعنى الكلمة
أكد حسن كنكوني حارس المرمى البديل بمنتخبنا الوطني أن لاعبي الأزرق رجال بمعنى الكلمة وأن الشعب الكويتي كسب رجالاً ومنتخباً كان يحلم به للمستقبل ولم يخسر أبداً في هذه البطولة.
وقال كنكوني: أقول لجميع اللاعبين حظاً أوفر فأنتم حققتم أفضل شيء يمكن تحقيقه في هذه البطولة مقارنة باستعدادات باقي المنتخبات.
وأضاف كنكوني: لم يكن أكثر المتشائمين من الكويتيين يتوقع أن يتأهل منتخبنا الوطني إلى نصف النهائي، وكانوا بفضل الروح القتالية وحب الوطن وصلوا وخرجوا بصعوبة من المنتخب السعودي الشقيق الزاخر بالنجوم وصاحب أقوى خط هجوم في البطولة «10 أهداف».
المرشدي الأفضل
حصل مدافع المنتخب السعودي ماجد المرشدي على جائزة أفضل لاعب في المباراة نظير المستوى والأداء القتالي الذي ظهر به المدافع والذي منع جميع الكرات في الوصول إلى المهاجم أحمد عجب.
بكاء.. وتأثر
اجهش عدد من اللاعبين في البكاء بعد أن اطلق الحكم صافرة المباراة وذلك حزنا على الخسارة وعدم التأهل الى المباراة النهائية وكان بدر المطوع وطلال نايف وعلي مقصيد اكثر اللاعبين تأثرا من هذه الهزيمة ما حدا بالشيخ أحمد الفهد الى مواساتهم وقال لهم: ارفعوا رؤوسكم فقد كفيتم ووفيتم ولم تقصروا واهل الكويت راضية على ما قدمتوه.
.. واللاعبون واسوا إبراهيم
التف لاعبو الازرق حول مدربهم محمد ابراهيم في منظر مؤثر بعد نهاية المباراة وواسى اللاعبون مدربهم الوطني ووعدوه ببذل الجهود وتقديم الافضل في المرحلة المقبلة.
Alwatan