بسم الله الرحمان الرحيم..
عزيزي..
نعم.. أنا أعلم هذا النوع من القصص التي ذكرتها.. بل إن معظم الكتاب الذين قرأت لهم مجموعات قصصية يكتبون هذا الصنف.. و لكنك لم تكتب قصة على هذا المنوال كما تعتقد.. فعلا هناك قصص تدور حول فنجان أو سمكة أو رغيف خبز.. و ما أكثرها.. و لكن حول ماذا تدور قصتك ؟.. لا تقل لي حول فتاة.. لأنك لم تصف شعرة واحدة منها.. و إن قلت أنها ظل شخصية فقط و ليس الهدف وصف الشخصية و الحديث عنها.. تكون قد أخللت بقواعد القصة و التي هي.. ( شخصية أو شيء.. مكان.. زمان.. و رؤية القاص ).. و حتى إن أردت التجديد فلا يجب أن تخرج عن ركائز القصة و دعائمها..
إن كتابتك عبارة عن مشاعر و أفكار داخلية و أنت في أكثر من مشهد حدّثت نفسك و هذا ما يسمى بالخاطرة.. و إلا فما هي الخاطرة ؟..
على العموم، ربما لن تلمس ما أعنيه بدقة و لن ترى ما أشير بأصبعي إليه.. و لكن لا بأس.. هذا لا يستحق الخناق على كل حال..
قد جــاء في ردك..
(( و شكرا لتعليقك الأخير عن بعض الألفاظ.. ربما نتداركها فيما بعد و لكنها عزيزى.. تصور مدى المأساة التي تدور في عقل الراوي و مدى هذا الحب الذي وصل إلى حد العبادة.. فهناك نوعا من المحبين في الواقع هكذا.. إننا نصور قطعة من المجتمع و لكننا لسنا من هذه القطعة و أنت قصاص و أدرى بذلك )).
كنت أتمنى أن تدرك خطأك و تستغفر الله الواحد القهّـار و تتوب إليه و تطلب منه السماح و العفو و الصفح.. و لكن يبدو أنك مفتون للغاية و لست في هذا العالم على الإطلاق..
يا صديقي العزيز.. لا تغرنّك الحياة أو النساء أو الكتابة أو أي شيء فاني، منتهي.. إن الحياة أشبه بعصفور يحط على غصن أمام ناظريك.. فما إن تعجب به و تطلق طرفك نحوه متمتعا، مرحا، فرحا.. حتى يرفرف بجناحيه و يرتفع في السماء مبتعدا.. و يختفي فجأة كما جاء..
لا تنظر إلى أهمية الخطأ بعينه بل انظر إلى أهمية ذلك الذي أخطأت في حقه.. إن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يُشرَك به.. و الشرك أول عنوان تجده بكتاب الكبائر.. و أنت تقول بملأ فمك.. (هذا الحب الذي وصل إلى حد العبادة..).. هل هذه الإنسانة التي تتحدث عنها، مهما بلغت من الحسن و البهاء، هي التي خلقتك و سوتك و أحسنت صورتك و أعطتك لسانا و شفتين و أنفا و عينين و شعرا و أذنين ؟؟.. أم الله جل في عُلاه ؟؟... فمن أحق بالحب و العبادة بالله عيك ؟؟..
فلا تتلاعب بالكلمات و المعاني و لا تخلط بين الأمور... و لا تتذرع بضرورة الكتابة و أننا ملزمون على تصوير قطعة من المجتمع يفكرون بهذه الكيفية.. بل اللعنة على الكتابة إن كانت ستجرني إلى الشرك بالله العظيم و الاستخفاف بربوبيته سبحانه و تعالى..
ما زال عندي الكثير لأقوله و الأفكار تتسابق في ذهني.. فأنا الآن في قمة التوتر و أشعر كأن الدم يغلي بعروقي.. و لكني سأتوقف لأني شعرت أن لهجتي قوية شيئا ما.. و أنا أحرص على أن لا أجرح مشاعرك و أنتقي الكلمات بإمعان حتى لا تمسّ خاطرك.. و لكن تذكر أني صديقك الذي يحب مصلحتك و إلا فما دخلي بهذا الموضوع أصلا ؟..
و السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته.