النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الساعة

  1. #1
    التسجيل
    07-07-2008
    الدولة
    Egypt
    المشاركات
    5

    الساعة

    إنها الآن الواحدة صباحاً، ما الذى وضعنى فى هذا الموقف؟ … بعيداً عن بلدتى أجوب شوارع القاهرة بلا هدف … يحيطنى اليأس من كل مكان … حتى وجوه الناس التى تمر أمامى الآن تعلوها قسمات لم اعتدها على أوجه المصريين ... يبدو أن القاهرة لم تعد ترحب بزائريها هذه الأيام ... فقد فقدت حافظة نقودى فى اللحظات الأولى التى صافحت عينى فيها سماء القاهرة ... ومن بين ما فقدت الورقة المدون بها عنوان خالى الجديد ورقم هاتفه ... وبذلك أصبحت حبيس شوارع القاهرة... أصبحت القاهرة أكثر ازدحاما مما سبق ... الضوضاء فى كل مكان حتى بعد تجاوزت الساعة الواحدة صباحاً ... ألا ينام أهل القاهرة أبداً ... قررت الاتصال بمنزلى كى أحصل مرة أخرى على رقم هاتف خالى عله يخرجنى من هذا المأزق ... لكن عامل مكتب الاتصالات رفض بتهذيب شديد مغلف بحدة وحزم لأننى لا أملك نقوداً للاتصال ... ذهبت مشياً إلى المنطقة التى يسكن بها خالى من خلال ما بقى فى الذاكرة من الورقة المسروقة ... كانت بعيدة ولكننى احتملت آلام السير علنى أجد الفرج فى النهاية ... حينما وصلت إلى الحى اكتشفت أنه أكبر من قريتى كلها عدة مرات وأنه لا يمكن الوصول إلى مبتغاى بدون العنوان المفصل ... تذكرت والدى المريض وهو يرجونى ألا أذهب إلى القاهرة وأتركه وحيداً مع ابنى الصغير ... كانت رحلتى إلى القاهرة هى الأمل الوحيد لتدبير مبلغ ولو بسيط لشراء دواء لأبى وطعام لأبنى ... ولكن النتيجة أننى الآن لا أملك عنوان خالى أو رقم هاتفه، لا أملك نقوداً للعودة ولا أدرى ماذا أفعل؟ ... الساعة ... إنها الآن الثانية صباحاً ... الساعة ... نعم هى الحل الوحيد الآن ... لكنها من نوع رديء ولا تساوى شيئاً ... لا شكراً ... لا أتعامل فى هذا النوع ... لا تصلح للبيع ... عفواً ... كلمات عدة تحمل نفس المعنى كما لو أن كل أصحاب محال الساعات تآمروا على حالتى ... بقيت الساعة فى يدى وعقاربها تتقافز فى سرعة كأنها تخرج لى لسانها ... قررت أن أبيعها للمارة ولو بثمن بخس ... صوت أبى يملئ أذنى يا بنى لا تسافر ... قسمات وجهه تتألم فى صمت تحفزنى أكثر كى أسافر ... صغيرى وهو يتضرع أن أصحبه معى ... دموعه تملئ عينيه ... المارة لا يكترثون لندائى ... أنين أبى ... بكاء طفلى ... صوت عقارب الساعة ... خطوات الناس على الطرقات ... نظرات شفقة لا احتملها ... نظرات تعاطف لا تجدى ... ابتسامات هازئة تقتلنى ... حتى هؤلاء الطيبين الذين أرادوا مساعدتى كانت نظراتهم تشك فكانت مساعدتهم مجرد كلمات مواساة ... هل مازال طفلى يبكى ... هل بكائه الآن من الجوع أم لفراقى ... الجميع يرفض شراء الساعة ...أو ربما لايملك أحد ثمنها الزهيد ... فلأعبر إلى الجهة الأخرى من الطريق ربما كان المارة هناك أفضل من هنا ... أبواق السيارات المسرعة جعلتنى أتراجع ... أصوات شباب ضاحكة تعلو ... هل أجد بينهم مشترى ... هرولت إليهم ... كانت رائحة الخمر تفوح من أفواههم لكننى كنت أفكر فقط فى نقود العودة ... هل من مشترى لهذه الساعة ... الساعة ؟ هاهاهاها ... الساعة كام على باب السيما الساعة كام ... أرجوكم لا تسخروا منى أنا فى حاجة لثمنها ... لماذا هل منعتك أمك المصروف اليوم ... ضحكاتهم تعلو ومعها ضغط دمى ... توجهت نحو أحدهم ... من فضلك اشترى هذه الساعة ... تلتهب نظرات السخرية فى عيونهم ... تلتهب أعصابى ... لكننى أحاول مجدداً ... إنها رخيصة ولن تكلفكم الكثير ... هيا اذهب من هنا، تباً لكم أيها النصابون هكذا قال أضخمهم وهو يدفعنى بعيداً ... كانت يده قوية ... لم أتمالك نفسى ... أندفع إلى الوراء ... حافة الرصيف تهرب من تحتى ... أسقط أرضاً وأنا أبكى من داخلى ... أبى كيف أنت الآن ... أحاول أن أتشبث بأى شيء ... طفلى هل أكلت أم لا ... ارتطمت بالأرض ... يا بنى لا تسافر ... تطير الساعة من يدى ... أراقبها وهى تعلو ... ثمن الدواء غالى ولا أملك النقود ... الساعة تهبط بسرعة إلى الأرض ... نفد الطعام من البيت وصغيرى لا يصبر على الجوع ... ترتطم الساعة بالأرض ... بكاء طفلى يحتل أذنى ... تتناثر الساعة قطعاً صغيرة أمام عينى ... أنين أبى يعلو ... تمر سيارة مسرعة فوق الباقى من قطع الساعة.
    كان اليأس يمزق قلبى ... جلست على حافة الرصيف واضعاً رأسى بين كفى ... رغم عنى انهمرت دموعى فى صمت ... يد تربت على كتفى ... وجه مبتسم يملئه النور ... كان شاباً هادئ القسمات ... سألنى عن قصتى وأجبته ... دعانى للعشاء وصاحبنى حتى محطة القطار واشترى لى تذكرة العودة... حينما صافحته لأودعه وأشكره دس فى يدى ورقة مالية من فئة كبيرة ... حاولت أن أشكره على الأقل ... ابتسم وانصرف.
    عائداً الآن إلى بيتى مع نسمات الفجر ... فى يدى دواء أبى وطعام ولدى ... بداخلى قرار أن أرد الجميل ... لكننى لا أعرفه ولا أعرف عنوانه ... لا أعرف حتى اسمه ... لكن يمكننى رد الجميل بمساعدة الآخرين فى مواقف المحنة قدر استطاعتى ... طفلى ينتظر فى الشباك ما أن رآنى حتى هرول إلى مبتسماً ... ارتمى فى أحضانى ... حملته إلى الدار ... صوت أبى يدعو لى بعد أن صلى الفجر.


    نقلاً عن مدونتى قلب مصرى
    http://2lbmasry.blogspot.cpm

  2. #2
    التسجيل
    22-03-2008
    الدولة
    الرباط
    المشاركات
    60

    رد: الساعة

    السلام عليكم
    احسنت يا اخي ابدااااااااااااع ما شاء الله
    بحثت فلم ارى غير ردي للاسف
    اااااااااااااحسنت
    و دمت
    موووووووووووووووووولان اااالقلب ااالشجااااااع
    أأأأحبكم كثييييييراااااا

  3. #3
    التسجيل
    22-03-2008
    الدولة
    الرباط
    المشاركات
    60

    رد: الساعة

    السلام عليكم
    ااااااااابدااااااااااع ما شاء الله احسنت يا اخي
    واتمنى لك النجاح و التوفيق
    دمت
    موووووووووووووووووولان اااالقلب ااالشجااااااع
    أأأأحبكم كثييييييراااااا

  4. #4
    التسجيل
    07-07-2008
    الدولة
    Egypt
    المشاركات
    5

    رد: الساعة

    وعليكم السلام أخى مولان القلب
    أشكر إهتمامك بترك تعليق على القصة وأحمد الله أنها نالت إعجابك
    دمت بالخير

  5. #5
    التسجيل
    22-03-2008
    الدولة
    الرباط
    المشاركات
    60

    رد: الساعة

    السلام عليكم
    انا اختك يا اخي
    انا فتاة و لست فتى
    دمت
    موووووووووووووووووولان اااالقلب ااالشجااااااع
    أأأأحبكم كثييييييراااااا

  6. #6
    التسجيل
    07-07-2008
    الدولة
    Egypt
    المشاركات
    5

    رد: الساعة

    عذراً يا أختاه على هذا الخطأ غير المقصود
    وأشكر إهتمامك جداً
    وأتمنى أن تصبحى من زوار مدونتى وعنوانها مذكور بنهاية القصة

  7. #7
    التسجيل
    07-07-2008
    الدولة
    Egypt
    المشاركات
    5

    رد: الساعة

    عذراً يا أختاه على هذا الخطأ غير المقصود
    وأشكر إهتمامك جداً
    وأتمنى أن تصبحى من زوار مدونتى وعنوانها مذكور بنهاية القصة

  8. #8
    التسجيل
    07-07-2008
    الدولة
    Egypt
    المشاركات
    5

    رد: الساعة

    عذراً يا أختاه على هذا الخطأ غير المقصود
    وأشكر إهتمامك جداً
    وأتمنى أن تصبحى من زوار مدونتى وعنوانها مذكور بنهاية القصة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •