استضافت بلدة بادوا الايطالية كأس العالم لكرة القدم هذا الشهر.
قد يبدو هذا خبرا غريبا للغاية لان كأس العالم أقيمت في العام الماضي في كوريا الجنوبية واليابان. لكن كأس العالم في بادوا التي تشتهر باللوحات الجدارية الجميلة كانت مختلفة تماما.
لم يتنافس فيها رونالدو وبيكام وزين الدين زيدان وانما لاعبون آليون من نوع الروبوت الذي يدخل كل يوم مجالا جديدا.
وفي نهائي يصعب تخيله ببطولة كأس العالم لكرة القدم التقليدية تقابل المنتخبان الامريكي والاسترالي وفاز المنتخب الامريكي بالهدف الذهبي.
وشهدت المباراة ركلة جزاء للفريق الاسترالي الذي اضاعها كما طرد لاعب آلي من المنتخب الامريكي لكثرة ارتطامه بالخصم ونقل لاعب اخر مصابا على مقعد متحرك خارج الملعب لإعادة تثبيت اسلاكه.
وهؤلاء اللاعبون الاليون عبارة عن اسطوانات سوداء اللون محيطها ١٥ سنتيمترا تتحرك على اطارات ص١غيرة في شتى انحاء الملعب وهو بحجم منضدة تنس الطاولة.
وعندما يرغب الآليون في الاحتفاظ بالكرة يلتصق الجزء الاوسط من جسمهم بكرة في حجم كرة الجولف برتقالية اللون وعندما يرغبون في التسديد او التمرير تخرج من اجسامهم كماشة بسرعة فائقة.
وبعد انتهاء الوقت الاصلي للمباراة والبالغ ٢٠ دقيقة لجأ الفريقان الى الوقت الاضافي الذي تحسم نتيجته بالهدف الذهبي الذي سجله مهاجم امريكي على يسار حارس المرمى الاسترالي ليفوز المنتخب الامريكي بلقب بطولة العالم للآليين صغار الحجم.
وقال رافاييلو داندريا مدير المنتخب الامريكي الآلي البالغ من العمر ٣٥ عاما ان الفريق يشعر بفرحة غامرة مضيفا "كنا قاب قوسين او ادنى من الخروج من الادوار الاولى. كنا ننام ساعتين فقط كل ليلة خلال الاسبوع الماضي في محاولة لإصلاح انظمتنا."
وكان داندريا وفريقه الذي يضم فنيين ومهندسي كهرباء وطلبة كمبيوتر من جامعة كورنيل ينافسون في البطولة.
وقال داندريا "لا يتحرك اللاعبون الآليون بأجهزة التحكم عن بعد. انهم مستقلون اي لا يتحكم فيهم بشر في اي وقت... علينا ان نراقب وكلنا أمل."
وتلتقط الة تصوير معلقة فوق الملعب ٦٠ صورة في الثانية يجرى معالجتها وارسالها الى اجهزة كمبيوتر صغيرة بداخل كل لاعب الي الذي يقرر بناء على ذلك كيف يتحرك.
لكن جوردون ويث رئيس فريق جامعة كوينزلاند يقول ان الانسان ما زال له دور في اللعب مضيفا "مثل اي مدرب كرة قدم لدينا خطط فنحن ننظر الى الفرص المتاحة امام لاعبينا الآليين وهناك صندوق تحكم يمكننا من اختيار جهاز الكمبيوتر الخاص بطريقة اللعب ٤-٤-٢" على سبيل المثال.
ولكن اذا كان مشجعو كرة القدم يأملون بأن تكون ايام قرارات الحكام الخاطئة قد ولت فسيشعرون بخيبة امل. فاللاعبون آليون الا ان حكم هذه المباريات انسان.
وادار الحكم الكندي شون فيريت البالغ من العمر ٢٥ عاما المباراة النهائية بين امريكا واستراليا في هذه البطولة وقال "نستخدم مسودة من قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ولكن نجري عليها بالطبع تعديلات. اللاعبون الآليون لا يمكنهم لمس حارس المرمى ولان هناك جدرانا حول الملعب فليست هناك ركلات ركنية او ركلات حرة غير مباشرة."
ويقوم مدربو الفرق في الوقت الحالي بنقل قرارات الحكام الى اللاعبين الآليين الا ان العلماء يسعون لتطوير حكم مستقل تماما.
وبطولة العالم للآليين لا تقتصر على اللاعبين الآليين صغار الحجم فقط وانما يمكن ان يصل محيط اللاعب لنصف متر وتقام المباراة على ملعب اكبر وبكرة يقرها الفيفا.
وهؤلاء اللاعبون اشبه تقريبا بالبشر بأجسام قصيرة مربعة الشكل برقبة طويلة واجهزة استشعار بدلا من العينين. والعيب الوحيد هو ان السرعة تكون اقل ورغم ذلك فان مباراة الدور النهائي في بطولة اللاعبين الآليين متوسطي الحجم التي أجريت العام الحالي بين فريقين يابانيين شهدها ٤٠٠ متفرج.
وتنظم ايضا بطولة العالم لكرة القدم للكلاب الالية وهي اجهزة على شكل كلاب تعمل بواسطة اجهزة الكمبيوتر. كما ان هناك بطولة اخرى للانسان الآلي على شكل انسان ورغم ان تكنولوجيا مثل هذه الاجهزة ليست متقدمة بالدرجة التي تسمح لهم بخوض مباريات الا انهم جذبوا انظار المشجعين بمهاراتهم في التعامل مع كرة القدم وبلعب ركلات الجزاء.
وهذا هو العام السابع الذي تنظم فيه بطولة العالم لكرة القدم للآليين وأعرب الياباني مينورو اسادا رئيس اتحاد كأس العالم للآليين عن سعادته بالتقدم الذي تحقق في هذا المجال.
وقال لرويترز "في البداية كان المسؤولون يضغطون على الزر ولا يحدث شيء بعد ذلك فاللاعب الالي يقف مكانه. ولكن كل عام نشهد مستوى افضل من اللعب وتشارك فرق اكثر."
وشارك في بطولة العام الحالي ١٢٠٠ انسان و٥٠٠ لاعب الي من ٣٥ دولة وبدأت خطط الاعداد للبطولات الثلاث المقبلة.
وقال اسادا "نأمل ان تنظم عام ٢٠٠٦ في المانيا حتى تتزامن مع كأس العالم الحقيقية. نود ان يكون هناك احتفال مشترك للبطولتين وان يركل لاعب عادي ولاعب آلي الكرة معا بطريقة ما."
