كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر..فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
توفيت الآمال بعد محمد..وأصبح في شغل عن السفر السفر
وما كان إلا مال من قل ماله..وذخراً لمن أمسى وليس له ذخر
وماكان يدري مجتدي جود كفه..اذا ما استهلت انه خلق العسر
ألا في سبيل الله من عطلت له..فجاج سبيل الله وانثغر الثغر
صنت نفسي عما يدنس نفسي..وترفعت عن جدا كل جبس
وتماسكت حين زعزعني الدهر..التماسا منه لتعسي ونكسي
حضرت رحلي الهموم فوجهت..الى ابيض المدائن عنسي
اتسلى عن الحظوظ وآسى..لمحل من ال ساسان درس
اذكرتنيهم الخطوب التوالي..ولقد تذكر الخطوب وتنسي
لكل امرئ من دهره ما تعـودا..وعادات سيف الدولة الطعن في العدا
هو البحر غص فيه إذا كان راكدا..على الدر واحذره إذا كان مزبدا
وصول الى المستصعبات بخيله..فلو كان قرن الشمس ماء لأوردا
لذلك سمى ابن الدمستق يومه..مماتا وسماه الدمستق مولدا
فولى واعطاك ابنه وجيوشه..جميعا ولم يعط الجميع ليحمدا
ان ثمرة الصبر الاجر وثمرة الجزع الوزر والتسليم لأمر الله عز وجل
فائدة جليله وتجارة رابحه فالموت حوض مورود وكأس مشروب
وقد اتى على خليفتكم ماأتى على نبيكم صلى الله عليه وسلم
فإنا لله وانا اليه راجعون فما كان الا عبدا دعي فأجاب وامر فأطاع
وقد سد امير المؤمنين ثلمه وقام مقامه وفي اعناقكم من العهد ماقد عرفتم
فأحسنو العزاء على امامكم الماضي واغتطبو بالنعماء والوفاء في خليفتكم
الباقي يا اهل الدنيا الموت نازل والاجل طالب وامس واعظ
واليوم مغتنم وغدا منتظر.
